هل من علاقة بين الانفصال العاطفي وفقدان الوزن ؟

تأثير الحسرة العاطفية على وزن الإنسان

1

يسعى معظم الأشخاص عادةً لفقدان الوزن بشتى الطرق، ولكن هناك طريقة لا يختارها الناس وتسبب فقدان الوزن. في الحقيقة، هذه الطريقة هي خسارة الوزن بسبب حَسرة القلب !! هذا يعني فقدان الوزن بعد الانفصال العاطفي عن الشريك. 

ولكن مهلاً !! هل يعتبر فقدان الوزن بهذه الطريقة صحياً ؟ هل تتوقع أن تحافظ على وزنك المنخفض بعد ذلك ؟ أدناه تجد بعض الدراسات حول أسباب فقدان الوزن عند الانفصال عن الشريك وما الذي عليك أن تفعله عند تصبح نحيفاً.

ما الرابط بين الانفصال العاطفي وفقدان الوزن ؟

الانفصال العاطفي وفقدان الوزن

لتفسير حالة فقدان الوزن في أغلب الحالات بعد الانفصال العاطفي أو الطلاق، تطرقنا إلى عالمي النفس الدكتور دان جويرا (Dr.Dan Guerra) والدكتورة دانا جيونتا (Dr.Dana Gionta) اللذين تعاونا معاً لإنشاء كتاب “From Stressed to Healthier and Happier You“. يشرحان في هذا الكتاب كيفية تأثير الضغط النفسي على الجسم والتغييرات التي تطرأ عليه.

يقول جويرا: “في الحقيقة يفقد بعض الناس الوزن أثناء الضغط النفسي والبعض الآخر يزيد وزنه”. “وهذا يتعلق بأنواع الأيض المختلفة لدى الأفراد، وكيفية معالجة هذه الضغوطات نفسياً”. ويشير كلا الخبيران أن التغيرات النفسية والجسدية التي تحدث أثناء الانفصال يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في عادات الأكل المعتادة، إما بانخفاض الشهية أو بالامتناع عن تناول الطعام بشكل كامل.

أسباب فقدان الوزن الناجم عن الانفصال العاطفي

  1. يؤدي الحزن والاكتئاب بسبب الانفصال عن الشريك إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي في الجسم، مما يدفعنا لتناول كميات أقل من الطعام.
  2. تزداد مستويات القلق بعد الانفصال العاطفي بشكل كبير، وقد يقود ذلك إلى أعراض في الجسم، خاصة في الجهاز الهضمي والغدد الصماء والقلب والأوعية الدموية.

كيف تحافظ على وزنك بعد خسارته؟

بعد تعرضك لفقدان أو خسارة الوزن بسبب انفصالك عن شريك حياتك وشعورك بتحطم القلب، هل من المعقول أن تحافظ على وزنك في حياتك الجديدة؟ 

في الحقيقة، تستند الإجابة عن هذا السؤال إلى بعض العوامل، بما في ذلك صحة الجسم ومشاعر الشخص حول وزنه. فإن كنت راغباَ بإنقاص وزنك قبل الانفصال، وأدى هذا الانفصال إلى إنقاص وزنك، فسيكون لديك الدافع للحفاظ على جسمك نحيفاً وتتبع عادات مناسبة لذلك. أما إذا كنت راضياً عن وزنك قبل انفصالك عن الشريك، فمن المحتمل أن تعود إلى عاداتك الغذائية الطبيعية عندما تعيد بناء حياتك من جديد وينتعش وزنك ويعود لطبيعته. ومن المهم أيضاً استشارة الخبراء حول أفضل وزن صحي مناسب لك، عليك باستشارة طبيب أو خبير تغذية لتقييم مستوى الوزن الأمثل لجسمك.

التدابير الصحية اللازمة 

وجبات-صحية

إذا أصبح وزنك الجديد صحياً وكنت ترغب بالتخلص من الوزن الزائد، فإليك بعض النصائح لاتباع نمط حياة مناسب، والحفاظ على حالة جسمك أثناء انتقالك إلى حياتك الفردية الجديدة.

1- كن أنانياً (بشكل معقول):

يصبح لديك بعد الانفصال العاطفي وقت أكبر للتركيز على نفسك وعلى عاداتك الصحية. فانظر إلى هذا الانفصال على أنه فرصة لك لتكوين شخصيتك الجديدة. لقد كان إنهاء علاقتك أمراً صعباً بالتأكيد، ولكن بزوال هذا الوزن الزائد، ستزداد ثقتك وتتمتع بصحة أفضل عند دخولك علاقة جديدة في المستقبل. ومن الضروري ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث أنها تجعلك تبدو بمظهر رائع، وتحفز إنتاج الناقلات العصبية التي تشعرك بالسعادة، مثل السيروتونين والدوبامين والإبينفرين، وبذلك تحافظ على مستويات صحية من هذه المشاعر أيضاً.

2- الاهتمام بعادات الطعام الجديدة:

انتبه لأنماط الطعام الجديدة لكي تتمكن من تقييم مدى تأثيرها على وزنك الجديد. سيساعدك ذلك على تحديد العادات الأفضل بالنسبة لك للحفاظ على وزنك الجديد. إذ يقيس بعض الأشخاص وزنهم يومياً لتحديد تأثيرات بعض الأطعمة، وحجم الحصة المتناولة، وأوقات الوجبات على وزنهم. ويُفضل البعض الآخر القيام بذلك مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.

3- تناول الوجبات الصحية والوجبات الخفيفة:

تعد التغذية الجيدة مهمة في الأوقات العصيبة. نتيجة لذلك، عليك بذل قصارى جهدك لاتباع نظام غذائي صحي وتناول وجبات منتظمة طوال اليوم. ومن الضروري أيضاً استهلاك ما يكفي من البروتين خلال هذه الفترة الانتقالية.

4- الحصول على الراحة الكافية:

عليك الحصول على قسط كافٍ من النوم، بما لا يقل عن 7 إلى 8 ساعات كل ليلة. حيث يساعد النوم الكافي على تخفيف الرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات والسكر، والتي قد تزداد بسبب نقص الطاقة الناجمة عن قلة النوم والراحة.

الخلاصة:

بصفة عامة، للانفصال العاطفي آثار عميقة حيث يترك الفرد في حالة ضياع مؤقتة وفقدان المقدرة على القيام بأي من الواجبات اليومية، فضلاً عن الألم أو الجرح النفسي. لاسيما أن نهاية أي علاقة تعني البدء من جديد وإعادة برمجة لمسائل الثقة والمشاركة. خاصةً في حال ارتبطت التجربة العاطفية أو الزوجية السابقة بنهايات مؤلمة ومواقف لا يَسهُلُ نسيانها؛ كـ التي تترك فينا أثراً لا يخلو من الإجهاد الذي ينعكس مباشرة على صحة الجسم.

أخيراً، لا تنسى أن التوتر والضغط النفسي يمكن أن يؤثر على جسمك بطرق مختلفة. فقد يتقلب وزنك عند الانفصال وبعده. وربما يعود وزنك الذي فقدته للارتفاع بعد انتهاء النظام الغذائي المتبع بسبب الحسرة على الشريك. فاتخذ خطوات واعية للبقاء بصحة جيدة حتى تمضي قدماً في حياتك الجديدة؛ وتتمتع بثقة عالية وجسم قوي وصحة أفضل.

عرض التعليقات (1)