التهاب الزائدة الدودية

"Appendicitis"

0

التهاب الزائدة الدودية (Appendicitis) هو السبب الأشيع للألم البطني الحاد الذي يتطلب العلاج الجراحي، حيث يعاني 5% من الناس منه في مرحلة ما من حياتهم. وهو أكثر حدوثاً عند المراهقين والشباب في عمر العشرينات، لكنه قد يحدث في أي عمر أيضاً.

ما هو التهاب الزائدة الدودية؟

التهاب-الزائدة-الدودية-

تبعاً لـ NHS، يُعرف التهاب الزائدة الدودية على أنه حالة مرضية يحدث فيها التهاب في البطانة الداخلية للزائدة، ثم ينتشر بعدها إلى بقية أجزائها، لتصبح متوذمة وتمتلئ بالقيح. وقد يكون الالتهاب حاداً أو مزمناً.

والزائدة الدودية هي جيب صغير يشبه الإصبع طوله 5 إلى 10 سم يتوضع على الجزء الأيمن للبطن ويتصل بالكولون.

في حال تُرك الالتهاب بدون علاج، يمكن أن تنفجر الزائدة الدودية وتنتشر البكتيريا ضمن جوف البطن مُسببةً التهاباً شديداً فيه قد يكون خطيراً جداً وقد يصل حد الوفاة.

 ما هي أسباب التهاب الزائدة الدودية؟

تبعاً لموقع هيلث لاين الأمريكي، يكون سبب الالتهاب مجهولاً في العديد من الحالات؛ لكن يعتقد العلماء أن سبب الالتهاب هو انسداد الزائدة.

ويمكن للعديد من الأشياء أن تسد الزائدة الدودية، بما في ذلك:

  • تجمع البراز القاسي.
  • تضخم الجريبات اللمفية في جدار الزائدة.
  • ديدان الأمعاء.
  • الأذيات الرّضية.
  • الأورام.

عندما تنسد الزائدة الدودية، تتكاثر الجراثيم ضمنها مما يؤدي إلى تشكل القيح وحدوث وذمة فيها، وبالتالي الإحساس بضغط مؤلم في البطن.

ما هي أعراض وعلامات التهاب الزائدة الدودية؟

العلامة الأولى لالتهاب الزائدة الدودية هو الألم في منطقة البطن حول السُرّة. وعند تقدم المرض ينتقل الألم ويتركز في الجزء السفلي الأيمن من البطن، فيما يعرف بنقطة ماكبورني (McBurney’s point).

ألم-الزائدة-الدودية

ومن الأعراض الشائعة الأخرى:

  • زيادة الألم بشكل شديد.
  • ألم عند السعال أو العُطاس.
  • الغثيان.
  • الإقياء.
  • الإسهال.
  • عدم القدرة على طرح الغازات.
  • الحمى.
  • الإمساك.
  • نقص الشهية.

كيف يتم تشخيص التهاب الزائدة الدودية؟

يبدي حوالي 50% من المرضى أعراضاً غير نموذجية، وذلك قد يجعل من التشخيص صعباً.

على سبيل المثال، قد لا يتوضع الألم في الربع السفلي الأيمن من البطن في بعض الأحيان.

ومن الحالات الأخرى التي تمتلك أعراضاً مشابهة لالتهاب الزائدة الدودية نذكر:

  • التهاب المعدة والأمعاء.
  • إنتانات المجاري البولية.
  • الحمل الهاجر.
  • داء كرون.
  • الحصيات الكلوية.

يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري شامل، ويتحرى وجود مضض أو صلابة في الربع السفلي الأيمن للبطن. وتبعاً لنتائج الفحص السريري، قد يطلب الطبيب واحداً أو أكثر من الاختبارات لتحري علامات التهاب الزائدة الدودية ونفي الأسباب الأخرى التي تمتلك أعراضاً مشابهة.

ومن الاختبارات والفحوصات التي يمكن أن تُجرى لإثبات التشخيص:

تعداد دم شامل (CBC):

لتحري علامات الإنتان، حيث يترافق التهاب الزائدة الدودية عادةً بالتهاب جرثومي يؤدي إلى ارتفاع في تعداد كريات الدم البيضاء وارتفاع المشعرات الالتهابية في الدم.

فحص البول:

لنفي إنتانات المجاري البولية أو الحصيات الكلوية.

اختبار الحمل:

يجرى عند النساء، فقد يتم الخلط بين الأعراض الناجمة عن التهاب الزائدة الدودية وأعراض الحمل الهاجر أو المنتبذ، وهو حالة تنغرس فيها البيضة المُلقحة في نفير فالوب بدلاً من الرحم، وتعتبر حالة طبية إسعافية.

فحص الحوض:

عند النساء أيضاً، قد يكون الألم ناجماً عن أمراض الحوض الالتهابية أو عن كيسة مبيضية، أو أي حالة أخرى تصيب الأعضاء التكاثرية.

الفحوص الشعاعية للبطن:

تساعد هذه الفحوص على تحديد الأسباب المحتملة للألم البطني، سواء أكان ذلك ناجماً عن التهاب الزائدة الدودية أم عن حالات أخرى كالخراجات أو انحشار البراز.

كما قد يطلب الطبيب إجراء واحد أو أكثر من الفحوص الشعاعية التالية:

  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية للبطن.
  • تصوير شعاعي بسيط.
  • التصوير الطبقي المحوري المحوسب CT.
  • تصوير بالمرنان المغناطيسي MRI.

كيف يتم علاج التهاب الزائدة الدودية؟

الزائدة-الدودية-ثلاثية-الأبعاد
رسم ثلاثي الأبعاد للزائدة الدودية

تبعاً لحالة كل مريض على حدة، يقوم الطبيب بوضع خطة علاجية لالتهاب الزائدة الدودية تتضمن واحداً أو أكثر مما يلي:

  • الجراحة لاستئصال الزائدة الدودية.
  • بزل الخراج بالإبرة عبر البطن أو استئصاله جراحياً.
  • المضادات الحيوية.
  • مسكنات الألم.
  • السوائل الوريدية.
  • حمية طعامية سائلة.

الجراحة:

يقوم الجراح باستئصال الزائدة الدودية إما عن طريق الجراحة التنظيرية أو المفتوحة.

1- الجراحة التنظيرية Laparoscopic surgery:

يقوم فيها الجراح بالخطوات التالية:

  • يقوم أولاً بإدخال أنبوب رفيع، أو مِسبار، يحمل كاميرا صغيرة ومنبعاً ضوئياً في نهايته، عبر أداة مجوفة تدعى القنية cannula.
  • يستطيع الجراح عندها رؤية البطن من الداخل عبر الشاشة.
  • يتم إدخال أدوات صغيرة تستجيب لحركات يد الجراح، ويتم استئصال الزائدة عبر جرح صغير جداً في البطن.

يكون الشفاء في هذه العملية أسرع وفقدان الدم أقل، كما أنها أقل تشكيلاً للندبات من الجراحة المفتوحة.

2- الجراحة المفتوحة:

يتم فيها إجراء شق أوسع ليتسنى للجراح تنظيف جوف البطن من القيح والمفرزات الناجمة عن الالتهاب.

وتجرى في الحالات التالية:

  • تمزق الزائدة وانتشار الإنتان ضمن البطن.
  • حدوث خراج ناجم عن التهاب الزائدة.
  • وجود أورام في الجهاز الهضمي للمريض.
  • المريض امرأة في الثلث الثالث من الحمل.
  • وجود تاريخ من الجراحات المتعددة السابقة على البطن.

يُعطى المريض بعد الجراحة مضادات حيوية بالطريق الوريدي إضافةً إلى السوائل الوريدية والمسكنات.

3- الجراحة المتأخرة:

في حال استمرت الأعراض أكثر من 5 أيام، ينصح الطبيب بتناول شوط من المضادات الحيوية لتقليص حجم الزائدة وتقليل الإنتان المحيط بها، ثم يتم إجراء الجراحة لاحقاً.

أما في حال وجود خَراج قد يقوم الطبيب بتصريفه أولاً ثم القيام بالجراحة في وقت لاحق.

المضادات الحيوية:

يعتقد بعض العلماء أن المضادات الحيوية قد تكون بديلاً آمناً وفعالاً لعلاج التهاب الزائدة الدودية الحاد غير المصحوب بمضاعفات.

لكن بعضهم الآخر لا يوافق على ذلك، حيث تقول دراسة نشرت في مجلة Lancet الطبية أن الجراحة أكثر فعالية من العلاج بالمضادات الحيوية.

ما هي مدة الشفاء بعد الجراحة؟

في حال العلاج بالجراحة التنظيرية، يمكن للمريض أن يخرج للمنزل بعد 24 ساعة من الجراحة. وقد يشعر ببعض الإمساك والألم في الأيام الأولى، ويمكن للمسكنات أن تساعد في التغلب على ذلك.

أما في الجراحة المفتوحة، أو في حال أصيب المريض ببعض المضاعفات كالتهاب البريتوان أو غيره، قد يحتاج للبقاء في المستشفى لمدة أسبوع على الأقل.

قد يحتاج المريض لحوالي أسبوعين من أجل العودة إلى النشاطات اليومية، وإلى 4 – 6 أسابيع للعودة للنشاطات المجهدة.

الخلاصة:

إن اختلاطات التهاب الزائدة الدودية قد تكون خطيرة في حال لم يتم تشخيصها بشكل صحيح وفي الوقت المناسب، لذا لا تهمل أي عرض صحي طارئ، وتوجه للطبيب مباشرةً عند ظهوره.

مصدر health line Medical News Today NHS
اترك تعليقا