التنميل (الخدر): ما هي أسبابه؟

paresthesia

0

التنميل أو الخدر هو شعور بفقدان الإحساس في جزء معين من الجسم. وهو غالباً ما يحدث في الأطراف، مثل اليدين أو الذراعين أو الساقين أو القدمين، ولكنه يمكن أن يحدث أيضاً في أماكن أخرى من جسم الإنسان. وهو إحساس يشبه شعور الحرقان أو الوخز “بالدبابيس والإبر” الذي يحدث عندما يجلس شخص ما على ساقه أو قدمه لفترة طويلة.

يحدث هذا الإحساس عادةً بسبب زيادة الضغط – عن غير قصد – على العصب، ويتم حل المشكلة بمجرد تغيير الوضعية لإزالة الضغط عن هذا العصب. هذا النوع من الخدر مؤقت وعادةً ما يزول دون علاج، أي أنه غير مؤلم وغير ضار. ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يكون علامة على وجود مشكلة طبية أكثر خطورة تتطلب العلاج.

حقائق سريعة عن التنميل

  • يمكن أن تشمل الأسباب: السكتة الدماغية أو مرض السكري أو التصلب المتعدد.
  • إذا كان التنميل أو الخدر ناجماً عن العصب المضغوط، فيمكن أن تكون الأعراض متقطعة أو ثابتة ويمكن عكسها.
  • تعتمد خيارات العلاج على سبب الخدر.
  • يجب على أي شخص يعاني من تنميل مستمر أن يراجع الطبيب، خاصةً إذا كانت الأعراض جديدة أو مستمرة أو غير مرتبطة بأي شيء آخر (بمعنى أنها بدون أي سبب واضح).

ما هي الأعراض المرافقة للشعور بالخدر؟

صعوبات-في-المشي

تشمل أعراض تشوش الحس أو انضغاط العصب ما يلي:

  • وخز أو إحساس “بالإبر والدبابيس”.
  • ألم موجع أو حارق.
  • خدر أو ضعف الشعور في المنطقة المصابة.
  • الشعور بالخَدَر أو الحكة.
  • الجلد الساخن أو البارد.

يمكن أن تكون الأعراض مستمرة أو متقطعة. وتحدث هذه الأحاسيس عادةً في المنطقة المصابة فقط، ولكنها قد تنتشر أو تمتد إلى مناطق أخرى. يمكن أن يؤثر التنميل على أي جزء من الجسم، ولكنه يؤثر بشكل شائع على اليدين، الذراعين، الساقين، والقدمين.

التنميل المزمن قد يُسبب طعنات من الألم، وقد يؤدي ذلك إلى انعدام رشاقة الطرف المصاب. على سبيل المثال، عندما يحدث تنميل في ساقيك وقدميك، يمكن أن يصبح المشي أمراً صعباً.

ما هي أسباب التنميل أو الخَدَر؟

ليس من الممكن دائماً تحديد سبب التنميل. فالتنميل المؤقت غالباً ما يكون ناتجاً عن الضغط على العصب، أو عن فترات وجيزة من ضعف الدورة الدموية. يمكن أن يحدث هذا عندما تنام على يدك أو تجلس ورجليك متشابكتان لفترة طويلة. أما التنميل المُزمن فقد يكون علامة على تلف الأعصاب؛ وهناك نوعان من تلف الأعصاب هما اعتلال جذور الأعصاب (radiculopathy) والاعتلال العصبي (neuropathy).

1- اعتلال جذور الأعصاب

ألم-الرقبة-المزمن

هو حالة تصبح فيها جذور الأعصاب مضغوطة أو متهيجة أو ملتهبة. ويمكن أن يحدث انضغاط جذور الأعصاب في بعض الحالات مثل:

  • الديسك أو انقراص الفقرات (قرص غضروفي يضغط على العصب)؛ أحد الأمثلة على ذلك، القرص الغضروفي في أسفل العمود الفقري يمكن أن يسبب ألماً في الظهر أو الساق أو القدم في الجانب المصاب.
  • تَضَيُّق القناة التي تنقل العصب من الحبل الشوكي إلى الأطراف.
  • وجود أي كتلة تضغط على العصب عند خروجه من العمود الفقري.

يُطلق على اعتلال جذور الأعصاب الذي يصيب أسفل الظهر اسم اعتلال الجذور القطني. بصفة عامة، يمكن أن يسبب اعتلال جذور الأعصاب القطني تنميل في الساق أوالقدم؛ في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يحدث ضغط على العصب الوركي وقد يؤدي إلى ضعف في الساقين (العصب الوركي هو عصب كبير يبدأ في الجزء السفلي من الحبل الشوكي).

أما اعتلال جذور الأعصاب في العنق (اعتلال الجذور العنقية) فيشمل الأعصاب التي توفر الإحساس والقوة للذراعين، ويؤدي إلى:

  • آلام الرقبة المزمنة.
  • تنميل في الأطراف العلوية.
  • ضعف الذراع.
  • ضعف اليد.

2- الاعتلال العصبي

يحدث الاعتلال العصبي بسبب تلف الأعصاب المزمن، والذي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى خدر دائم أو شلل. السبب الأكثر شيوعاً للاعتلال العصبي هو ارتفاع السكر في الدم؛ وتشمل الأسباب المحتملة الأخرى كل مما يلي:

  • الرض أو الإصابة أو الضر الجسدي الذي تسبب بتلف العصب.
  • أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتوئيدي.
  • الأمراض العصبية، مثل مرض التصلب العصبي المتعدد.
  • أمراض الكلى.
  • أمراض الكبد.
  • السكتة الدماغية.
  • أورام في الدماغ أو بالقرب من الأعصاب.
  • اضطرابات نقي العظام أو النسيج الضام.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • نقص فيتامين ب1 و ب6 و ب12، وفيتامين إي (E) أو االنياسين (niacin).
  • الحصول على الكثير من فيتامين D.
  • العدوى مثل مرض لايم، أو القوباء المنطقية، أو فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
  • تناول بعض الأدوية مثل أدوية العلاج الكيميائي.
  • التعرض للمواد السامة مثل الكيماويات أو المعادن الثقيلة.

ما هي عوامل الخطر المؤهلة للإصابة بالخدر؟

الكتابة_بشكل_متواصل
الكتابة_بشكل_متواصل

في الحقيقة، يمكن لأي شخص أن يعاني من التنميل المؤقت. ولكن هناك عدة أشياء يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بالتنميل المُزمن، بما في ذلك:

  • أداء حركات متكررة تضغط على أعصابك مَرّةً بَعْدَ أُخْرَى، مثل الكتابة أو العزف على آلة موسيقية أو ممارسة رياضة مثل التنس.
  • متلازمة النفق الرسغي: وهي عبارة عن عصب مقروص أو مضغوط في الرسغ يُسبب تنميلاً ووخزاً في الأصابع. فعندما يصبح النفق الصغير الذي يمتد من المعصم إلى راحة اليد ضيقاً جداً؛ يتسبب هذا الضيق في الضغط على العصب المتوسط. يمكن أن يتبع ذلك ألم وخدر في الساعد والمعصم واليد والأصابع. وتجدر الإشارة هنا إلى أن متلازمة النفق الرسغي يمكن أن تكون ناجمة عن تكرار الحركات التي تضغط على العصب.
  • داء السكري من النوع 1 أو داء السكري من النوع 2.
  • لديك حالة عصبية، مثل مرض التصلب المتعدد.
  • انخفاض مستويات بعض الفيتامينات وخاصة فيتامين ب12 وحمض الفوليك المهم لصحة الأعصاب.
  • لديك حالة من أمراض المناعة الذاتية.

ضع في اعتبارك أن خطر إصابتك باعتلال الجذور العصبية يزداد مع تقدمك في العمر.

كيف يتم تشخيص سبب الخدر؟

لتشخيص التنميل، سيقوم الطبيب أولاً بالإطلاع على التاريخ الطبي للمريض، ويطرح أسئلة حول الأعراض التي يعاني منها. بعد ذلك من المرجح أن يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني، وبناءً على النتائج، قد يوصي بإجراء اختبارات، بما في ذلك:

  • دراسة النقل العصبي: تقيس مدى سرعة انتقال النبضات العصبية في العضلات.
  • تخطيط العضلات الكهربائي(EMG): لإلقاء نظرة على النشاط الكهربائي لكيفية تفاعل الأعصاب والعضلات.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يمكن استخدامه لإلقاء نظرة على مناطق الجسم المختلفة بتفاصيل عالية.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: يمكن تطبيقها على مناطق صغيرة من الجسم للبحث عن انضغاط الأعصاب أو تلفها، كما يحدث في متلازمة النفق الرسغي.

يعتمد نوع العلاج الذي يوصي به الطبيب على نتائج هذه الاختبارات، بالإضافة إلى الأعراض والتاريخ الطبي للشخص.

علاج التنميل أو الخدر

وفقاً لـمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH)، يعتمد العلاج المناسب للتنميل على التشخيص الدقيق للسبب الأساسي. قد يكون من الممكن علاج الحالة عن طريق القضاء على السبب. على سبيل المثال إذا كان الخدر ناجم عن إصابة حركية متكررة، فقد يؤدي إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة أو العلاج الطبيعي إلى حل المشكلة. أما إذا كان ناتجاً عن مرض أساسي، فإن الحصول على علاج لهذا المرض يمكن أن يخفف من الأعراض.

تجدر الإشارة إلى أن ظروفك الشخصية هي التي ستحدد ما إذا كانت أعراضك ستتحسن أم لا. كما أن بعض أنواع تلف الأعصاب لا رجعة فيها، بمعنى أنه لا يمكن إصلاحها أو علاجها.

الوقاية

التنميل_الخدر_حركات-خاطئة

في حين أنه لا يمكن الوقاية من كل عصب مضغوط أو مقروص، إلا أن هناك أشياء يمكن للشخص القيام بها للمساعدة في تقليل مخاطر حدوث ذلك. على وجه الخصوص، قد تفيد بعض التدابير في تقليل الشعور بالتنميل:

  • الحفاظ على وضعية الجسم الصحيحة باستمرار هو أمر حيوي وهام لتجنب الضغط غير الضروري على الأعصاب.
  • تجنب الإصابات التي يمكن أن تحدث نتيجة للرفع غير الصحيح للأوزان أو الأثقال هو أمر بالغ الأهمية أيضاً.
  • الحد من تكرار الحركات التي تضغط على الأعصاب، أو على الأقل أخذ فترات راحة منتظمة أثناء القيام بهذه الأنشطة، مثل الكتابة على الورق أو الكمبيوتر، يمكن لهذا الأمر أن يمنع التنميل الناجم عن الإفراط في تكرار الحركات أو الوضعيات الخاطئة.
  • انهض كثيراً وتحرك قدر الإمكان إذا كان عليك الجلوس لفترات طويلة.
  • كما هو الحال دائماً، يعد الحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، بما في ذلك تمارين القوة والمرونة، استراتيجيات جيدة لبناء عضلات قوية وصحية.
  • إذا كنت تعاني من مرض السكري أو أي مرض مزمن آخر، فإن المراقبة الدقيقة والسيطرة على المرض ستساعد في تقليل فرص الإصابة بالتنميل.

من خلال الانتباه إلى وضعية الجسم، وتغيير الأوضاع بشكل متكرر، يمكن للشخص تجنب الضغط على الأعصاب، الأمر الذي يؤدي إلى التنميل.

الخلاصة

عادةً ما يزول التنميل المؤقت خلال بضعة دقائق، إذا لم تختف تلك الأحاسيس الغريبة أو تكررت كثيراً فقد يشير ذلك إلى حالة مزمنة. وهو الأمر الذي يجعل الحياة اليومية أكثر تعقيداً إذا كانت الأعراض شديدة. نتيجة لذلك، من المهم جداً محاولة العثور على السبب. حيث تعتمد شدة الخدر المزمن ومدة استمراره إلى حد كبير على السبب. في بعض الحالات، تؤدي معالجة السبب الأساسي إلى حل المشكلة. تأكد من إخبار طبيبك إذا كان علاجك لا يعمل حتى يتمكن من تعديل خطة العلاج الخاصة بك.

مصدر What Is Paresthesia? What to know about paresthesia What Is Paresthesia?
اترك تعليقا