الدراسات أثبتت أن تقديم الماء مع وجبات الغداء المدرسية يقلل من بدانة الأطفال

مشكلة بدانة الأطفال بدأت بالتزايد تدريجيا بشكل مخيف ، اقترحت أحدث الدراسات تقديم الماء مع وجبات الغداء المدرسية للتخفيف منها

1

هل يمكن لتقديم الماء مع وجبات الغداء المدرسية أن يساعد في حل مشكلة بدانة الاطفال ؟!!

في الحقيقة إن بدانة الأطفال من أكثر المشكلات الصحية تعقيداً في عصرنا الحالي .

يدرس الباحثون برنامجًا تجريبيًا في مدينة نيويورك الأمريكية ،

و يخلصون إلى أن إعطاء التلاميذ الماء مع وجبات الغداء المدرسية يمكن أن يقلل بشكل كبير من السُمنة لديهم .

قد تكون هناك طريقة سهلة لتقليل معدلات السُمنة لدى الأطفال والبالغين في الولايات المتحدة و العالم : 

ببساطة لنقدّم الماء مع وجبات الغداء المدرسية 

هذه نتيجة دراسة أجرتها جامعة إلينوي .

هل الأمر بهذه البساطة فعلاً ؟؟ تابعو القراءة لتعرفو الإجابة الدقيقة .

تقديم الماء مع وجبات الغداء المدرسية

يقول الباحثون إنهم استنتجوا أن تشجيع التلاميذ على شرب الماء أثناء الغداء يمكن أن يمنع أكثر من نصف مليون يافع في الولايات المتحدة من زيادة الوزن و السُمنة .

الوجبة-المدرسية

وهذا بدوره يمكن أن يقلل من التكاليف الطبية و المجتمعية المرتبطة بهذا الوباء بمقدار 13 مليار دولار .

استندت هذه الدراسة – وهي تحليل لـ التكلفة والعوائد – إلى برنامج تجريبي طُبّق في 1200 مدرسة ابتدائية ومتوسطة في مدينة نيويورك .

يقول الطبيب روبين آن ، أستاذ علم الحركة ومدرس صحة المجتمع في جامعة إلينوي : 

“في عام  2009 ، بادرت مديريتا التعليم و الصحة و السلامة العقلية في نيويورك إلى التدخل من أجل تسهيل وصول التلاميذ إلى المياه العادية في وقت الغداء ، عن طريق وضع حاويات لها في كافتيريا المدارس“.

ويضيف إن :

“الطلاب في المدارس التي طُبق فيها البرنامج استهلكوا ثلاثة أضعاف الماء ،

وخفضوا بشكل طفيف من استهلاك الحليب ، مقارنة بنظرائهم في المدارس الأخرى المرجعية”. (المرجعية، أي التي تخضع للدراسة ولا يطبق عليها موضوعها ، أي أنها تُستخدم كمرجع لمقارنة البيانات فقط).

يستطرد آن حول التكلفة اللازمة لتوسيع برنامج مدينة نيويورك التجريبي هذا ليشمل جميع المدارس العامة والخاصة في الولايات المتحدة .

ويخلص إلى أن إتاحة البرنامج على الصعيد الوطني سيكلف كل طالب 18 دولارًا على امتداد فترة دراسته كاملة .

وهذا من شأنه أن يوفر مدخرات للمجتمع تبلغ قيمتها 174 دولارًا للفرد ، ما يعني أنها تصل إلى 13 مليار دولار من المدخرات الإجمالية .

 

خطوات صغيرة تؤدي إلى آثار عظيمة

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)،

يعاني ما يقرب من 13 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 2 و19 عامًا في الولايات المتحدة ، وأكثر من ثلث البالغين (36 %)، من السمنة .

الماء-مع-وجبات-الغداء-المدرسية

قدرت تكاليف الطبابة السنوية المصروفة على السُمنة بنحو 147 مليار دولار في عام 2008 .

يمكن أن يمثل توسيع برنامج توفير الماء أثناء وجبات الغداء المدرسية وسيلة فعالة من حيث التكلفة للحد من السمنة في الولايات المتحدة .

تقول لوري رايت ، الأستاذة المساعدة في الصحة العامة بجامعة جنوب فلوريدا : 

“يوضح البرنامج الأثر الذي يمكن أن تحدثه حتى الخطوات الصغيرة في دعم الحفاظ على وزن جسم صحي . 

إنه رافد إيجابي لبعض استراتيجيات التغذية الأخرى التي يتم تطبيقها في المدارس ، بما فيها توفير المزيد من منتجات القمح الكامل وتقديم السلطة للتلاميذ” .

وتضيف : 

“إن العادات التي نطورها كأطفال ، حتى في سن الثانية والثالثة ، تؤثر بقوة على السلوك الذي نحمله حتى سن البلوغ . 

هذا هو السبب في أن تأسيس سلوكيات نمط الحياة الصحي في مرحلة الطفولة أمر بالغ الأهمية لمنع السُمنة والأمراض الأخرى في المستقبل”.

 

ألقوا بالسكر بعيدا

ساهم استهلاك المشروبات السكرية كالصودا والمشروبات الغازية في زيادة معدلات السُمنة في الولايات المتحدة .

تحتوي عبوة الـ 600 مل من الصودا على 15 إلى 18 ملعقة صغيرة من السكر ، وعلى أكثر من 240 سعرة حرارية .

إن استهلاك هذه الكمية من السعرات في شكل سائل بدلاً من طعام صلب لن يجعل أحدا يشعر بالشبع ،

وهو يعني عادةً أنه لن يَحول دون تناول سعرات حرارية إضافية عن طريق الأكل .

المشروبات-الغازية-

وجدت دراسة من عام 2011 أنه في اليوم العادي ، يشرب نصف سكان الولايات المتحدة المشروبات السكرية .

حوالي 5 % من هؤلاء يحصلون على 567 سعرة حرارية على الأقل ، و1 من كل 4 منهم يحصل على 200 سعرة من هذه المشروبات .

تعد المشروبات السكرية مثل – الصودا والمشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة – المصدر الرئيس للسعرات الحرارية بالنسبة للمراهقين ، بتقديمها لهم حوالي 226 سعرة حرارية في اليوم .

تقول كريستين كيركباتريك ، أخصائية تغذية مرخصة ومسجلة وتدير معهد كليفلاند كلينيك للصحة : 

“توفر المشروبات المحلاة بالسكر الكثير من السعرات الحرارية دون أن تشبعك . 

أظهرت بعض الدراسات السابقة أن المشروبات السكرية قد تزيد من خطر مقاومة الليبتين أيضًا،

الأمر الذي قد يجعل من الصعب عليك حتى إدراك وصولك إلى الامتلاء – وقد يمهد هذا الطريق أيضًا – لمرض السكري”.

وتقول أيضا إنه يمكن للأهل اتخاذ خطوات لتقليل رغبة أطفالهم بتناول المشروبات المحلاة ،

لكنها تعترف بأن العملية لن تكون سهلة لأن المشروبات السكرية منتشرة في كل مكان .

تضيف : 

“إن الطريقة الوحيدة للمساعدة في الحد منها هي القضاء على اعتبارها خيارا في المنزل ، وإن وجدت نفسك في اجتماع عائلي مثلا ، 

فَنبهي الأطفال إلى أن هذه المشروبات هي نوع من الطعام يستهلك – مرة كل فترة – مثل طبق التحلية .

المفتاح هنا هو خفض أثر الحاجة والاعتماد والتركيز الذي يحدثه السكر على براعم الذوق . 

وكما البالغون ، بمجرد أن يقضوا بدونها فترة كافية ، يفقدون الرغبة في الحصول عليها”.

 

البدائل

تقول رايت إن أفضل المشروبات للأطفال في أوقات الوجبات هي منتجات الحليب قليلة الدسم أو الماء .

يجب أن يستهلك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و8 سنوات كوبين من الماء يوميًا ، والذين تتراوح أعمارهم بين 9 و18 عامًا 3 أكواب يوميًا .

كأس-ماء

إذا وجد طفلك أن الماء ممل ، فتقول رايت : ” كوني خلاقة” .

” أضيفي المتعة على شرب الماء ، ضعي إبريقًا في البراد و نكهيه بقطع الليمون الطازج أو البطيخ الأصفر أو الخيار أو التوت . 

دعي أطفالك يختارون زجاجة ماءهم المفضلة والقابلة لإعادة الاستخدام ” .

كقاعدة عامة ، تقول رايت ، يجب على البالغين أن يستهلكوا 2.7 لتر في اليوم ، ويجب أن يتعود الأطفال على استهلاك 1.7 لتر يوميا .

حوالي 80٪ من هذه الكميات تستهلك على شكل سائل ، و20٪ منها ستأتي من الطعام .

تقول رايت أخيرا : 

“الماء عنصر غذائي أساسي لصحة الجسم . 

وبالإضافة إلى ذلك ، يعد من المواد الطبيعية المثبطة للشهية . 

لذلك ، فهو يساعد في الحفاظ على وزن صحي” . 

وتضيف إن الغالبية العظمى من الأشخاص الأصحاء يلبون احتياجاتهم اليومية من الماء بشكل كافٍ بالاعتماد فقط على العطش دليلاً لهم .

عرض التعليقات (1)