داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD)

Chronic Obstructive Pulmonary Disease

0

يصيب داء الانسداد الرئوي المزمن، أو ما يرمز له اختصاراً بـ COPD، حوالي 251 مليون شخص حول العالم تبعاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية WHO، مع عدد وفيات يصل إلى 3.17 مليون وفاة ناجمة عن المرض في عام 2015، أي ما يشكل 5% من مجمل الوفيات حول العالم في ذلك العام. كما كان المسبب الخامس للوفيات حول العالم في عام 2002 ويُقدَّر أن يصبح المسبب الثالث في عام 2030.

تحدث أكثر من 90% من حالات داء الانسداد الرئوي المزمن في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، وبنسبة متساوية بين الرجال والنساء.

السبب الرئيسي للإصابة بالمرض هو التعرض لدخان التبغ (سواء التدخين الفعلي أو التدخين السلبي)، كما يزيد التعرض لتلوث الهواء، والغبار والأبخرة الصناعية من خطر الإصابة، نتيجة لذلك يميل معدل انتشار المرض إلى الازدياد بسبب زيادة انتشار التدخين ومعدل التلوث في الآونة الأخيرة.

ما هو داء الانسداد الرئوي المزمن COPD؟

تبعاً لموقع هيلث لاين الأمريكي، يعرف داء الانسداد الرئوي المزمن بأنه مصطلح يشير إلى مجموعة من الحالات الرئوية المترقية التي تسبب تضيقاً في الطرق الهوائية (القصبات) في الرئتين مما يجعل التنفس صعباً.

قصبة-هوائية-ملتهبة

وتتضمن تلك الحالات:

  • النفاخ الرئوي Emphysema.
  • التهاب القصبات المُزمن Chronic bronchitis.

حيث يدمر النفاخ الرئوي الأكياس الهوائية – والتي تدعى أيضاً بالأسناخ الرئوية – بشكل بطيء، مما يؤثر على التبادل الغازي في الرئتين. ويسبب التهاب القصبات المُزمن تضيقاً في القصبات مما يعيق تدفق الهواء عبرها ويسبب تجمع المفرزات المخاطية فيها.

ما هي أسباب داء الانسداد الرئوي المزمن؟

تبعاً لمنظمة الصحة العالمية، تشمل أسباب وعوامل الخطورة ما يلي:

  1. التدخين:

في البلدان المتقدمة، يعد التدخين السبب الأساسي لداء الانسداد الرئوي المزمن، حيث يشكل المدخنون ما نسبته 90% من مجمل المصابين بالمرض.

ومن بين الأشخاص المدخنين لفترة طويلة، يصاب 20-30 بالمئة بداء الانسداد الرئوي المزمن، بينما يعاني البقية من مشاكل رئوية أخرى أو تتراجع لديهم الوظيفة التنفسية.

وتجدر الإشارة إلى أن خطر الإصابة عند المريض يزداد في حال ترافق لديه مرض الربو مع التدخين.

  1. عوامل الخطورة الأخرى:

تختلف الأسباب تبعاً للمناطق الجغرافية، حيث يشكل التدخين السبب الأساسي في البلدان ذات الدخل العالي والمتوسط. بينما يعد التعرض لملوثات الهواء الداخلية والخارجية، كاستخدام الوقود الحيوي (Biofuel) لأغراض الطهي والتدفئة في البلدان ذات الدخل المنخفض.

كما تشمل عوامل الخطورة الأخرى الغبار والمواد الكيماوية والأبخرة الصناعية، وإنتانات الطرق التنفسية السفلية المتكررة أثناء الطفولة.

ما هي أعراض داء الانسداد الرئوي المزمن؟

يسبب داء الانسداد الرئوي المُزمن صعوبة في التنفس.

تكون الأعراض خفيفة في البداية، تبدأ بسعال متقطع وضيق نفس. وعند تقدم المرض، يمكن أن تصبح الأعراض مستمرة.

وقد يعاني المريض من الوزيز وإحساس بالضيق في الصدر أو قد يعاني من إفراز زائد للقَشَع والمفرزات.

وتشمل الأعراض الباكرة للمرض:

  • ضيق تنفس متقطع، خاصة بعد التمارين الرياضية أو القيام بجهد ما.
  • سعال خفيف لكن متكرر.
  • الحاجة لتنظيف الحلق بشكل متكرر، خاصة في الصباح.

تتفاقم الأعراض بسبب زيادة أذية الرئتين مع تقدم المرض، وتصبح الأعراض كالتالي:

ضيق-التنفس-نقص-الطاقة

  • ضيق التنفس، حتى بعد التمارين البسيطة كصعود الدرج.
  • الوزيز، وهو صوت يشبه الصفير يصدر عند التنفس نتيجة تَضيق القصبات الهوائية وانسدادها بالمفرزات.
  • الإحساس بضيق في الصدر.
  • سعال مزمن، جاف أو منتج للقشع.
  • الحاجة لتنظيف الرئتين من المفرزات المخاطية بشكل يومي.
  • الإصابة بالزكام والإنفلونزا والإنتانات التنفسية بشكل متكرر.
  • نقص الطاقة.

في المراحل المتقدمة من داء الانسداد الرئوي المُزمن، قد تشاهد الأعراض التالية:

  • التعب.
  • التورم في الساقين والكاحلين والقدمين.
  • فقدان الوزن.

ويكون هناك حاجة للرعاية الطبية الفورية في حال ظهور الأعراض التالية:

  • زرقة أو شحوب في الأظافر أو رؤوس الأصابع، حيث يشير ذلك إلى انخفاض مستوى الأوكسجين في الدم.
  • صعوبة شديدة في التنفس أو عدم القدرة على الكلام.
  • الشعور بالارتباك أو التشوش، أو حدوث الإغماء.
  • تسرع القلب.

كيف يتم تشخيص داء الانسداد الرئوي المزمن؟

تبعاً لـ NHS، يقوم الطبيب بما يلي لتشخيص داء الانسداد الرئوي المزمن:

  • السؤال عن الأعراض الحالية والسابقة وشدتها.
  • فحص الصدر والإصغاء إلى الأصوات التنفسية باستخدام السماعة.
  • حساب معدل كتلة الجسم BMI باستخدام الوزن والطول.
  • السؤال عن وجود قصة أو تاريخ عائلي لمشاكل الرئة.

كما يقوم بطلب اختبار يدعى قياس التنفس Spirometry، إضافةً إلى بعض الاختبارات والصور الشعاعية الأخرى.

قياس التنفس Spirometry:

يساعد على تحري وظيفة الرئتين، حيث يطلب من المريض أن ينفخ في جهاز يدعى سبيروميتر spirometer، قبل وبعد استنشاق دواء موسع للقصبات.

والاختبار يقيس قيمتين هما: حجم الهواء الذي يمكن للمريض إخراجه خلال ثانية واحدة، والكمية الكلية من الهواء الخارج من الرئتين.

ثم يتم مقارنة النتائج بالقيم الطبيعية لعمر المريض، ويتم تحديد وظيفة الرئتين تبعاً لذلك.

الصورة الشعاعية البسيطة للصدر:

تصوير-شعاعي-للصدر

تُجرى للبحث عن المشاكل الرئوية التي قد تسبب أعراضاً مشابهة لداء الانسداد الرئوي المزمن، كإنتان الصدر وسرطان الرئة.

الاختبارات الدموية:

تجرى أيضاً لنفي الأمراض الأخرى التي تسبب أعراضاً مشابهة، كانخفاض نسبة الحديد في الدم (فقر الدم) وارتفاع تركيز الكريات الحمر في الدم (كثرة الكريات الحمر polycythaemia).

كما يمكن أن تُجرى الاختبارات الدموية لتحري وجود “عوز ألفا-1 أنتي تربسين”. وهي حالة وراثية نادرة تزيد خطر الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن.

اختبارات أخرى:

يمكن أن تجرى بعض الاختبارات الأخرى لإثبات التشخيص أو تحديد شدة المرض، وذلك سيساعد الطبيب على تحديد الخطة العلاجية.

وتتضمن تلك الاختبارات ما يلي:

  • تخطيط القلب الكهربائي ECG.
  • تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية.
  • اختبار مقياس ذروة الجريان peak flow test، وهو يساعد على نفي الربو.
  • قياس أكسجة الدم.
  • التصوير الطبقي المحوسب CT scan.
  • أخذ عينة من القشع وتحليلها لتحري علامات وجود الإنتان.

كيف يتم علاج داء الانسداد الرئوي المزمن؟

لا يوجد حالياً علاج شاف للمرض، ويهدف العلاج إلى تحسين الأعراض ومنع حدوث الاختلاطات وإبطاء تقدم المرض. ومن العلاجات المستخدمة حاليًا نذكر ما يلي:

الأدوية:

الموسعات القصبية bronchodilators، وهي تستخدم لإرخاء العضلات الموجودة حول القصبات الهوائية وتوسيعها لتحسين التنفس. وتؤخذ عن طريق بخاخ أو بالإرذاذ.

كما يمكن أن تضاف الستيروئيدات لتخفيف الالتهاب في الطرق التنفسية.

العلاج بالأوكسجين:

في حال انخفاض مستويات الأوكسجين في الدم، قد يتلقى المريض الأوكسجين عن طريق القناع أو القنية الأنفية للمساعدة على التنفس بشكل أفضل.

الجراحة:

تستخدم في الحالات الشديدة من المرض، وعندما تفشل العلاجات الأخرى، خاصة في الحالات المتقدمة من النفاخ الرئوي. ويقوم الجراح من خلالها باستئصال الفقاعات الهوائية الكبيرة الناجمة عن تخرب الأسناخ الرئوية، أو بإزالة الأجزاء العلوية المتضررة من النسيج الرئوي.

كما يمكن أن يكون زرع الرئة هو الحل في بعض الحالات.

الخلاصة:

يعد داء الانسداد الرئوي المُزمن من الأمراض غير القابلة للعلاج حالياً، لكن يمكن الوقاية منه بخطوات بسيطة أهمها الإقلاع عن التدخين والابتعاد قدر الإمكان عن مصادر التلوث، إضافة إلى الممارسات الصحية كممارسة الرياضة والنظام الغذائي المتوازن.

مصدر health line NHS WHO
اترك تعليقا