ما هي تقنية 5G الجيل الخامس – وما الذي يمكن أن تمثل بالنسبة لنا؟

تتسابق دول العالم في تطوير بناها التحتية استعدادا لشبكات الجيل الخامس أو التي تعرف بـ"5G"

0

وصلت خدمات الإنترنت المتنقل خارقة السرعة من الجيل الخامس ” تقنية 5G ” إلى السوق. 

لكنه لا يمكنك بعد الحصول عليها في كل مكان، وكذلك، فخيارات الهواتف التي تقبلها تبقى محدودة. 

ولكنّ ذلك سيتغير في الأشهر القادمة. 

لذا، فما الفرق الذي سوف تحدثه تقنية 5G هذه في حياتنا؟

ما هي 5G بالضبط؟

إنها جيل المستقبل من تقنيات الاتصال المتنقل

باستغلالها لمجال أكبر من طيف الموجات الراديوية (اللاسلكية)، تتيح هذه التقنية لعدد اكبر بكثير من الأجهزة أن تتصل بالإنترنت في وقت واحد، وتزيد بشكل أكبر بكثير مما لدينا الآن، أيضا، من سرعة تنزيل ورفع البيانات. 

ما الذي سوف تمكننا من فعله؟ 

يقول Ian Fogg من OpenSignal ، شركة تحليل البيانات المتنقلة، 

“كل ما نعمله الآن باستخدام الهواتف الذكية، سنكون قادرين على أن نعمل أفضل منه، وبسرعة أكبر.”

“تخيل نظارات ذكية زُودت بتقنية الواقع المعزَّز (augmented reality)، وهواتف نقالة تستعمل تقنيات الواقع الافتراضي، ومواد فيديو ذات جودة أعلى بكثير، وشبكة إنترنيت الاشياء (the internet of things) تجعل المدن أذكى “.

“ولكنّ ما سيكون ممتعاً حقا، هو كل تلك الخدمات الجديدة التي سينشئونها، والتي لا نستطيع الآن أن نتصورها “.

تخيل أسرابا من الروبوتات الطائرة تتعاون لتنفّذ مهمة بحث وإنقاذ، أو لتقيّم ضرر حريق ما، أو تراقب حركة المرور؛ كلها تتواصل فيما بينها، ومع القواعد والمحطات الأرضية، لاسلكيا عبر شبكة 5G.

كذلك، فيعتقد الكثيرون بأن هذه التقنية ستلعب دورا حاسما في تمكين المركبات ذاتية القيادة من التواصل مع بعضها، واكتساب القدرة على قراءة الخرائط ومعلومات الازدحام المروري الحية.

سوف يشتكي مستخدمو ألعاب الهاتف النقال بقدر أقل من البطء أو تأخر المعلومات عندما يرون أن نقرة على المتحكّم تظهر نتيجتها في التّو على الشاشة. 

تطور شبكات الجيل الخامس

سيكون لمواد الفيديو المتنقلة أن تصبح لحظيّة السرعة وخالية من الخلل أو الانقطاعات. 

ولابد أن اتصالات الفيديو ستصبح أصفى صورةً وأقل توقفا. 

أجهزة الرشاقة المحمولة ستستطيع أن تراقب صحتك لحظة بلحظة طوال الوقت، وأن تُخطر الطبيب في الدقيقة التي يحدث فيها أي طارئ.

وكيف تعمل؟ 

إنها تكنولوجيا اتصال لاسلكي جديده، ولكنك ربما لن تلاحظ منذ البداية أداءها هائل السرعة، فإن تقنية 5G ستكون في المرحلة الأولى قيد الاستخدام من قبل مشغّلي الشبكة كأداة لتعزيز استطاعة شبكات 4G الأساسية الموجودة، وذلك لضمان خدمة أكثر متانة واتّساقا للزبائن.

إن مقدار السرعة التي ستحصل عليها سيعتمد على الحزمة من طيف الموجات اللاسلكية، التي سيختارها مشغّل الخدمة كمجال لعمل 5G، وعلى مقدار المال الذي سوف يستثمره مزود خدمة الهاتف النقال في أعمدة الشبكات والنواقل الجديدة.

لذلك يمكن أن نرى في المستقبل كتلاً من أعمدة هاتف أقرب الى مستوى الارض، تبث الموجات المسمّاة “الموجات المليمترية” بين أعداد أكبر جدا من النواقل والمستقبلات. 

سوف يسمح هذا بمستوى أعلى من كثافة الاستخدام ، ولكنّ كل ذلك سيكون مكلفا، وقد تتعرض الشركات لتحديات وعقبات جمّة في نشر العدد اللازم من أعمدة الشبكات الجديدة. 

وما مقدار سرعتها إذن؟

بالمتوسط، فإن أسرع شبكة اتصال ذات تقنية 4G السائدة حاليا، تستطيع توفير سرعة تصل إلى 45 Mbps ميغابايت/ثا، علما ان الشركات تأمل بتحقيق سرعة 1 Gbps غيغابايت/ثا (أي 1.000 Mbps ميغابايت/ثا).

تتنبأ الشركة صانعة رقاقات الكمبيوتر، Qualcomm، بأنه ضمن الشروط الحقيقة (لتمييزها عن شروط المخبر) يمكن لتقنية 5G أن تحقق سرعات تصفّح وتحميل أعلى بـ 10 إلى 20 مرة مما لدينا الآن.

ذلك سوف يجعل تحميل فيلم ذي جودة عالية (HD) يستغرق دقيقة أو نحو ذلك.

ولكن التحسن الكبير في سرعة انتقال البيانات وفي زمن الاستجابة سوف يحدث عندما يُطلق مزودو الخدمة بشكل كامل شبكات 5G المستقلة بذاتها، حيث ستعمل الشبكات الأساسية واللاسلكية على السواء بهذه التقنية. 

سوف يستطيع مزودو الخدمة تحقيق سرعات تتجاوز 1 Gbps كمعيار عام. 

ولكنّ ذلك لن يتحقق قبل العام القادم في المملكة المتحدة وحدها على سبيل المثال . 

ولماذا نريد هكذا تقنية؟ 

إن العالم اليوم يتجه نحو البيانات المتنقلة، ونحن نستهلك المزيد منها كل عام. 

بخاصة، مع ازدياد شعبية البث المباشر عبر الإنترنت لمقاطع الفيديو والموسيقى.

تزدحم الحزم العاملة حاليا من طيف الموجات اللاسلكية إلى حد الإشباع ، يقود ذلك لانقطاعات في الخدمة. وبخاصة، عندما يكون الكثير من الناس في المنطقة نفسها يحاولون الاتصال بخدمات الهاتف النقال في نفس الوقت. 

تقنية 5G أفضل في تخديم الآلاف من الأجهزة في وقت واحد؛ من الهواتف النقالة إلى حسّاسات الأجهزة، كاميرات الفيديو، وإنارة الشوارع الذكية.

وهل سأكون بحاجة إلى هاتف جديد؟

 نعم. 

ولكن عندما طُرحت تقنية 4G في السوق في 2009-2010، اكتسحت الهواتف الذكية المجهزة لاستقبال هذه التقنية السوق قبل إنجاز البنية التحتية للتقنية بشكل كامل. 

موبايل يعمل بتقنية الجيل الخامس

أدى ذلك إلى إحباطات لدى المستهلكين الذين شعروا بأنهم يدفعون مالهم في خدمة متقطعة لا تفيدهم.

هل ستعمل 5G في المناطق الريفية؟

إن ضعف الإشارة وانخفاض سرعة انتقال البيانات في المناطق الريفية والنائية هي شكاوى شائعة بين المستخدمين في المملكة المتحدة والعديد من البلدان الاخرى. 

ولكن مزودي تقنية 5G لن يكونوا مضطرين بالضرورة للتصدي لهذه المسألة، إذ إن هذه التقنية ستعمل، في البداية على الأقل، ضمن حزم موجات ذات تردد عال، والتي تمتلك استطاعة فائقة ولكنها تغطي مساحات أقل. 

ستكون تقنية 5G إذن، بالدرجة الأولى، خدمة مدينية ( في المدن ) تتوفر في أكثر المناطق كثافة بالسكان.

حزم الموجات ذات التردد المنخفض (قياسيا 600-800 MHz) أفضل عبر المساحات الأكبر. 

لذا، سيكون على مشغلي الشبكة أن يركزوا على تطوير معيار التغطية LTE الخاص بشبكات 4G لديهم، بالتوازي مع إطلاق تقنية 5G.

ولكن الواقع التجاري يعني بالنسبة لكثير من الناس ” في المناطق الأكثر بعداً عن مراكز المدن” أن الاتصال بشبكة الانترنت سيظل، في أحسن الأحوال، رديئا إذا لم تتدخّل الحكومات وتجعل الاستثمار في المناطق النائية مجديا لمشغلي الشبكات.

المصدر :

ديجيتال ترندس

اترك تعليقا