هل تناول بيضة يومياً صحيّ للقلب؟ (آخر الأبحاث تقول نعم)

موضوع تناول البيض يومياً والكميات الموصى بها هو موضوع خلاف وجدل بين فئات كبيرة من الناس

0

خلصت دراسة جديدة إلى أن تناول بيضة واحدة في اليوم قد لا يؤدي إلى زيادة كبيرة في مستويات الكوليسترول أو خطر الإصابة بأمراض القلب.

هذا البحث هو الأحدث في سلسلة طويلة من الدراسات التي تقدم استنتاجات متضاربة حول مدى صحة البيض في نظام غذائي يومي للشخص.

صرح أحد الخبراء لـ Healthline أنه من المحتمل أن تناول بيضة واحدة يوميًا مناسبة لمعظم الأشخاص، لكن يجب أن تكون حريصًا على عدم الإفراط في تناول العجة وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على البيض.

الاعتقاد القديم السائد عن البيض :

لنوضح الاعتقاد القديم السائد عن البيض عموماً ،

سنسرد لكم قصة صغيرة في الرسوم المصورة Funny or Die كتبت عام 1979  تحكي عن رجل جلس لتناول وجبة الإفطار من شرائح اللحم والبيض والخبز المحمص.

فجأة، يلمع ضوء ساطع في الغرفة المجاورة ويدخل شخص غريب إلى المطبخ، الأمر الذي يذهل ويفاجاً الرجل وزوجته.

يقول الرجل الغريب: “انتظر! توقف! “لا تأكل هذا الطعام”.

 يسأل الرجل، “لماذا؟”

يقول الغريب “البيض، إنها مليئة بالكوليسترول”.

يظهر الزوجان بعد ذلك مرتبكين و قلقين لأن قلة من الناس في أواخر سبعينيات القرن الماضي كانوا قلقين بشأن المادة التي يمكن أن تسد الشرايين.

 أراد الرجل الغريب أن يحذر الزوجين من أن تناول بيضة واحدة يوميًا يزيد بشكل كبير من فرصة الإصابة بنوبة قلبية.

سافر هذا الرجل الغريب  “أخصائي التغذية” وعاد مرة أخرى من المستقبل، معلناً أن هناك نوعين من الكوليسترول (الحميد والضّار) و أن البيض يحتوي على النوعين معاً.

يستمر هذا السيناريو لبعض الوقت، حيث يعود الرجل مرارًا وتكرارًا، ويقوم بإخبار الزوجين حول ما سيتعلمه العلماء في المستقبل عن الأطعمة الأخرى الموجودة على طبق الفطور ذاك.

مستوى استهلاك البيض العالمي :

على الرغم من أن تلك القصة تنتمي للقصص ” الهزلية “، إلا أنها ما زالت دقيقة نسبيًا من حيث ما أظهرت الدراسات بخصوص البيض وما إذا كان جزءًا من نظام غذائي صحي أم لا.

يبقى هذا النقاش مهمًا لأن الناس في الولايات المتحدة والعالم يواصلون استهلاك البيض منذ أكثر من نصف قرن تقريبًا. 

وسطياً،​​ نحن نأكل 289 بيضة في السنة، أو أكثر من 5 في الأسبوع.

استهلاك البيض في العالم

يأتي ذلك في الوقت الذي تقلل فيه الإرشادات الغذائية الجديدة “القيود المفروضة على الكوليسترول”، مما يعكس آراء العديد من أخصائيي التغذية بأن المحتوى المغذي في البيضة ( ذات الثمن الرخيص ) يفوق المخاوف الأخرى.

يشير بعض اختصاصي التغذية الآن ، الى أن الكوليسترول الغذائي ليس قاتلاً كما كنا نعتقد قبل 40 عامًا.

لكن الخبراء يتفقون على أن النظام الغذائي أمر صعب للدراسة حيث يختلف استهلاك الطعام من شخص لآخر.

على سبيل المثال ، تشيز برجر اللحم المقدد مغطى ببيض مقلي مع شريحة من البطاطس المقلية مغطاة بالكاتشب .

 من هو المذنب الرئيسي في هذه المكونات ،( اللحم ، البطاطس المقلية بالزيت ،أم الكاتشب المليئ بالسكر أم البيض المقلي ) من هو المجرم الرئيسي؟

 يقول بعض خبراء القلب بأن البيضة قد لا تكون أسوأ المجرمين في مثال البرجر .

تشيز برغر بالبيض

يقول الدكتور Sanjiv Patel، أخصائي أمراض القلب في Memorial Care Heart and Vascular Institute  أورانج كوست في كاليفورنيا، إنه لا يزال من الجيد الحد من مدخولك اليومي (استهلاكك اليومي) من الكوليسترول الغذائي وتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل الفواكه والخضروات والجوز والمكسرات واللحوم والأسماك.

يقول الدكتور Patel: “إن تناول البيض آمن، طالما لم يتم استهلاكه بأعداد كبيرة يوميًا”

أحدث وآخر الأبحاث:

أحدث الأبحاث العلمية بما يخص البيض يأتي من معهد the Population Health Research Institute (PHRI) of McMaste University and Hamilton Health Sciences في أونتاريو، كندا.

هناك، استخدم الباحثون بيانات من حوالي 177000 شخص شاركوا في واحدة من ثلاث دراسات طويلة الأجل أجريت في 50 دولة.

كان لدى الباحثين فرضية بسيطة: 

نظرًا لأنهم وجدوا أن البيض “مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية الأساسية”،

فقد أرادوا التحقق مما يجب أن تقوله الحقائق المتاحة حول تأثير البيض على الأمراض التي يمكن الوقاية منها،

حيث توجد أدلة متناقضة حول محتوى الكوليسترول في البيض وما علاقته بصحة الإنسان.

باستخدام بيانات من دراسات PHRI التي سميت PURE و ONTARGET و TRANSCEND ، أحصى الباحثون 12701 حالة وفاة  و 13658 حالة أمراض قلب وأوعية دموية ، كـ “النوبات القلبية”.

 

باستخدام هذه البيانات، أبلغ الباحثون أنهم لم يجدوا أي روابط “مهمة” بين تناول البيض، تجمع الكوليسترول في الدم،  الوفيات المبكرة، أو أسباب أمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية.

وقد أدى ذلك إلى استنتاج الباحثين أنه بالنسبة لمعظم الناس، فإن تناول بيضة واحدة يوميًا لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الوفاة، “حتى لو كانت عوامل الخطر تشير إلى خلاف ذلك” .

وخلص الباحثون كذلك إلى عدم وجود صلة بين “عدد البيض الذي يتناوله الشخص والكوليسترول في دمه”.

ولكن قبل أن تذهب مستعجلاً وتطلب عجة البيض في نزهة الغداء القادمة الخاصة بك،

توقف وفكر بالدراسة التالية.

بحثٌ سابق:

نُشرت الدراسة الجديدة في العدد الأخير من The American Journal of Clinical Nutrition، وهي مطبوعات للجمعية الأمريكية للتغذية. 

تحظى هذه المجلة بتقدير كبير، ولكنها لا تنجو من منتقدين طبعاً.

كما ذكرت (هيلث لاين) من قبل فقد أعرب نشطاء علم التغذية عن شكوكهم في الجمعية الأمريكية للتغذية، بعد الكشف عن تضارب مصالح في مجلس إدارتها.

على مدى العقود الثلاثة الماضية، نشرت المجلة دراسات تظهر نتائج متفاوتة عند فحص البيض ومستويات الكوليسترول لدى الأشخاص، بما في ذلك عندما كانت الدهون والكوليسترول أخطار على الصّحة.

على سبيل المثال ، وجدت إحدى الدراسات التي صدرت في المجلة عام 1982 أن الاستهلاك الطبيعي للبيض لم يكن له أي تأثير على مستويات الكوليسترول أو حوادث الإصابة بأمراض القلب التاجية، لكن الدراسة تمت على 912 شخصًا فقط !!. 

لقد استخدموا بيانات من Framingham Heart Study والتي نظرت في العوامل أو الخصائص الشائعة التي تساهم في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية منذ إنشائها في عام 1948،

مع العلم أن الدراسات في Framingham Heart Study مستمرة.

الدراسات الأوروبية :

في العصر الحديث ، و في دراسة نشرت في “المجلة ذاتها” في عام 2001، قام فريق بحث في جامعة Wageningen  في هولندا بتحليل 17 دراسة شملت 556 موضوعًا لدراسة آثار استهلاك البيض على الإصابة بأمراض القلب التاجية.

على افتراض أن بيضة واحدة تحتوي على 200 ملليغرام من الكوليسترول، وجد الباحثون أن تناول “بيضة إضافية واحدة يوميًا” قد يزيد من خطر إصابة الشخص بنوبة قلبية بنحو 2 في المائة.

وأشار الباحثون في دراستهم إلى أن ” نسبة المخاطر المحسوبة قد تكون أقل في مريض آخر”، 

لكن بالنظر إلى الاستهلاك الواسع النطاق للوجبات الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول، فقد تطبق النسبة (2%) على “مستوى السكان”وتكون دقيقة .

عناصر أخرى مفيدة في البيض :

الباحثين أنفسهم ،أشاروا أيضًا إلى وجود عناصر أخرى في البيضة و ليس فقط “الكوليسترول” ،

وهي قد تساعد في الوقاية من أمراض القلب مثل فيتامين E وحمض الفوليك وفيتامينات B والأحماض الدهنية غير المشبعة .

حتى إذا كانت هذه الأبحاث لا تنكر حقيقة أن البيض “في الولايات المتحدة على سبيل المثال” يساهم في ما يقرب من ثلث إجمالي الكوليسترول الغذائي ، فإنها في ذات الوقت اعترفت بفوائد البيض الأخرى .

أيضاً ،في دراسة تمت عام 2001، تبّين أنه نظرًا للمساهمة “الصغيرة نسبيًا” للبيض ،في تناول العناصر الغذائية التي قد تكون مفيدة في الوقاية من أمراض القلب التاجية ،قد تظل التوصية السابقة للحد من استهلاك البيض “صالحة” للوقاية من أمراض القلب التاجية.

هذا مجرد مثال واحد على مدى الارتباك الذي يمكن أن يحدث بالنسبة للأشخاص الذين يرغبون في تناول الطعام الصحي، أو على الأقل تجنب الأطعمة التي ثبت أنها تزيد من خطر الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها.

 

لكن بالنسبة للدكتور Patel، فإن آخر الأبحاث التي تثبت صحة البيض وفوائده ، هي أخبار جيدة لمحبي الإفطار الذي يحتوي على البيض ،ولكن كما هو الحال مع كل شيء في الحياة ، يجب استهلاك البيض باعتدال. 

حيث قال: “يمكنك أن تسترخي وتتناول بيضة أو اثنتين في الصباح. لكن مرة أخرى، يجب ألا تستهلك عددًا كبيرًا منها”.

اترك تعليقا