أما زلت تتناول السكر ؟؟ إليك 5 آثار سلبية للسكر على صحتك العقلية

كيف يؤثر السكر على الصحة العقلية والنفسية؟

0

ليس سراً على الأشخاص المنغمسين في تناول السكر المُعالج أنه يسبب الكثير من المشاكل، في الحقيقة لا يزال الكثير من الأشخاص حول العالم يتناولون السكر بكثرة على الرغم من الآثار السلبية التي يتركها على صحتهم.

إن العديد من الدراسات والأبحاث التي أجريت قد بحثت في آثار السكر الضارة على أجسادنا،

ولذلك فإنه من الضروري تقليل تناول السكر للتخفيف من هذه الآثار التي قد تتسبب بالإصابة بالعديد من الأمراض ومنها الأمراض المزمنة.

وعلى الرغم من الآثار الرائعة لـ التوقف عن تناول الحلويات والسكريات المُعالجة على صحتنا الجسدية، إلا أن تأثير السكر على صحتنا العقلية يستحق أن نلقي نظرة ثانية عليه.

في المقال التالي سنسلط الضوء على 5 تأثيرات سلبية لـ السكر على صحتك العقلية.

ما هو تأثير السكر على مزاجك؟

من الممكن أنك سمعت من قبل بمصطلح “اندفاع السكر” ويسمى بالإنجليزية Sugar Rush،

وربما اتجهت خلال يوم طويل من العمل إلى كعكة دونات أو القليل من الصودا للحصول على دفعة إضافية من الطاقة تساعدك على إكمال يومك.

الدونات

ولكن بالرغم من هذا فالحقيقة هي أن السكر قد لا يكون بمثابة انتعاش إيجابي بعد كل شيء.

حيث تشير الأبحاث الحديثة إلى أن العلاجات السكرية ليس لها تأثير إيجابي على الحالة المزاجية،

في الواقع، بعض الأبحاث أشارت إلى أنه قد يكون للسكر تأثير معاكس بمرور الوقت. 

فوفق إحدى الدراسات التي نشرت عام 2017 والتي درست تأثير النظام الغذائي الغني بالسكر على الحالة المزاجية للرجال والنساء توصلت إلى أن هذا النظام قد:

  • يزيد من الاضطرابات المزاجية العرضية لدى الرجال.
  • يزيد من الإضطرابات المزاجية المتكررة لدى الرجال والنساء.

وقد بينت دراسة أخرى نشرت عام 2019 أن مشاعر القلق سوف تزداد لدى البالغين الذين تجاوزوا الستين من العمر والذين يستهلكون بشكل منتظم كل من الدهون المُشبعة والسكريات المضافة.

وعلى الرغم من أنه لا زال هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث التي تربط بين الحالة المزاجية واستهلاك السكر،

إلا أنه من الهام والضروري إعادة التفكير في خيارات نظامك الغذائي ونمط حياتك اللذان يؤثران بشكل مباشر على صحتك النفسية.

السكر يضعف قدراتك في مواجهة التوتر:

هل سبق لك وأن توجهت لتناول كمية كبيرة من المثلجات أو الحلويات عند تعرضك للتوتر؟

التوتر

إن كان جوابك نعم، فإعلم أنك لست الوحيد حيث أن أغلب الأشخاص يتوجهون لتناول الحلوى الغنية بالسكر عند تعرضهم للتوتر؛ 

وهذا ليس عَبثياً بل لأن الأطعمة السكرية تضعف من قدرة الجسم على الاستجابة للتوتر. 

فالسكر له قدرة على كبت محور الغدة النخامية بالدماغ والذي يتحكم في استجابتك للتوتر وبالتالي يصبح شعورك  بالضيق أقل.

وجد باحثون في جامعة كاليفورنيا أن للسكر دور في تثبيط إفراز الكورتيزول الناجم عن التعب والإجهاد (الكورتيزول يُعرف بهرمون التوتر) وهذا ما يقلل من التوتر ومن مشاعر القلق. 

لكن لهذه الحلويات اللذيذة و “المريحة مؤقتاً” آثار سلبية سوف تجعلك أكثر اعتماداً على السكر فيما بعد وهذا ما يزيد من أخطار الإصابة بالسمنة والأمراض المرتبطة بها.

هذه الدراسة اقتصرت على 19 مشاركاً فقط،

لكن النتائج كانت متوافقة ومتطابقة تقريبا مع دراسات أخرى بحثت في العلاقة بين السكر والقلق لدى الفئران.

وبينما تُظهر النتائج ارتباطاً واضحاً بين تناول السكر والقلق إلا إن الباحثين يسعون لإجراء المزيد من الأبحاث على البشر.

السكر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب:

بالنسبة للكثير من الناس وبعد يوم عمل طويل ومُرهق ربما يكون الحصول على طعام سريع ومريح من أسهل الحلول.

في عصر السرعة الذي نعيشه أصبح من الصعب تجنب الوصول إلى الأطعمة المريحة، خاصة بعد يوم عصيب وصعب.

المأكولات-الجاهزة-السريعة

ولكن خيارك في استمرار استهلاك السكر للتحكم في عواطفك سوق يقودك في النهاية إلى الشعور بالحزن أو الإرهاق أو اليأس. 

حيث وجدت العديد من الدراسات علاقة و صِلة بين الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر والاكتئاب.

وذلك لأن الاستهلاك المفرط للسكر يسبب اختلالات في بعض المواد الكيميائية في الدماغ؛ 

يمكن أن تؤدي هذه الاختلالات إلى الإصابة بالاكتئاب وقد تزيد من خطر الإصابة باضطراب الصحة العقلية على المدى الطويل لدى بعض الأشخاص.

في الواقع، وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن الرجال الذين يستهلكون كمية كبيرة من السكر (67 جرامًا أو أكثر كل يوم) كانوا أكثر عرضة بنسبة 23% للإصابة بالاكتئاب السريري في غضون 5 سنوات.

على الرغم من أن الدراسة شملت الرجال فقط، إلا أن الرابط بين تناول السكر والاكتئاب موجود أيضًا لدى النساء.

الأعراض الانسحابية لـ التوقف عن تناول الحلوى قد تكون بمثابة نوبة هلع:

الإقلاع عن تناول السكر المُعالج قد لا يكون بهذه البساطة وقد يحمل أعراض انسحابية مشابهة للأعراض الانسحابية للمواد التي تسبب الإدمان (الكحول – المخدرات – التدخين).

السكر-حلويات-سريعة

وإليك بعض الآثار الجانبية لانسحاب السكر من الجسم:

  • القلق 
  • التهيج
  • الإلتباس
  • الإعياء

توضح الدكتورة أوما نايدو (خبيرة الطعام والمزاج في كلية الطب بجامعة هارفارد) أن أدلة كثير أثبتت وجود تشابه كبير وتداخل بين تعاطي المخدرات والسكر،

فعندما يدمن شخص ما على الكوكايين مثلا فإن التوقف عن استخدامه سوف يؤدي لأعراض انسحابية فيزيولوجية.

وتضيف الدكتورة نايدو أن الأشخاص الذين توقفوا فجأة عن تناول السكر؛

بعدما كانوا يستهلكونه بكميات كبيرة في نظامهم الغذائي سوف يتعرضون للإحساس الفيزيولوجي بالإنسحاب وسيشعرون كما لو أنها نوبة خوف أو هَلع. 

لذلك ستكون هذه النوبة مؤثرة على الأشخاص الذين يعانون أصلاً من اضطراب القلق.

السكر يضعف قوة عقلك:

ربما تخبرك معدتك أن تغوص في تناول المثلجات والحلويات ولكن عليك أن تعلم أن لعقلك رأيٌ آخر في هذا الأمر.

فقد أكدت الأبحاث المُستجدة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر المُعالج أو المُكرر قد تؤدي إلى ضعف القدرة الإدراكية والمعرفية لدى الإنسان؛

حتى في حالة عدم وجود زيادة كبيرة في الوزن أو ظهور آثار لـ السُمنة والمدخول المفرط من الطاقة.

وفق دراسة نشرت عام 2015 فإن الوظائف الإدراكية مثل اتخاذ القرار والذاكرة سوف تضعف في حال الاستهلاك الكبير للمشروبات المحلاة بالسكر (البحث تم إجراؤه على الفئران).

ولكن وفق دراسة أحدث أجريت على متطوعين أصحاء في العشرينات من العمر وجدت أنهم سجلوا نتائج أسوأ في اختبارات الذاكرة؛ 

كما أصبح لديهم سيطرة أقل على الشهية بعد 7 أيام فقط من تناول نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والسكريات المُضافة.

في حين أن المزيد من الدراسات والأبحاث ضرورية لتأسيس صلة أوضح بين تناول السكريات والقدرة الإدراكية،

إلا أنه من الجدير بالذكر أن نظامك الغذائي يمكن أن يؤثر على صحة دماغك.

إذا كنت تشتهي الحلويات باستمرار، فإليك ما الذي تأكله بدلاً عنها

فقط لأنه يتوجب عليك التخلي عن السكر المُعالج أو تقلل من تناوله فهذا لا يعني أنه يتوجب عليك أن تحرم نفسك من متعة تناول الأطعمة ذات المذاق الحلو أو الحلويات بشكل نهائي.

إليكم وصفة كيكة الشوكولاه الصحية والمُفضلة لدى الكثيرين من قناة آية حبيب،

والتي تكون إما خالية تماماً من السكر أو تحتوي على القليل منه كما أنها بدون إضافة زبدة أو زيت أيضاً:

الخلاصة:

بالطبع نحن بحاجة للمزيد من الدراسات حول علاقة السـكر بالصحة العقلية والجسدية.

ولكن يتوجب عليك أن لا تترك كل من مزاجك، قوتك العقلية، سعادتك وقدرتك على اتخاذ القرارات عُرضة للافتراس من قبل السكر بأنواعه.

ضع في اعتبارك أن الإعتدال هو سيد الموقف في مختلف مجالات الحياة؛

و ابحث باستمرار عن البدائل الصحية ذات المذاق الحلو لترضي شغفك بتناول الحلويات.

مصدر Pub Med PMC ساينس دايركت
اترك تعليقا