اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة

"Attention deficit hyperactivity disorder"

1

يعد اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة (ADHD) أو كما يعرف أيضاً بفرط الحركة وتشتت الإنتباه أحد أكثر اضطرابات النمو العصبي شيوعاً في مرحلة الطفولة. عادةً ما يتم تشخيصه لأول مرة في مراحل الطفولة المبكرة، وفي 60% من الحالات يستمر المرض حتى مرحلة البلوغ. في الواقع، عندما تفكر في اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، قد تتخيل صبياً صغيراً يركض في دوائر، وخارج عن نطاق السيطرة. ولكن الحقيقة هي أن شخصاً ما تعرفه – زميل في المكتب، أو صديق مقرب، أو حتى زوجتك – قد يكون مصاباً به، حتى لو كنت لا ترى أعراض هذا المرض الكلاسيكية عليه.

قد يواجه الأطفال المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في الانتباه والتركيز على مهمة واحدة أو الجلوس لفترات طويلة من الزمن، بالإضافة إلى صعوبة في التحكم بالسلوكيات الاندفاعية (قد يتصرفون دون التفكير في النتيجة)، أو يكونون مفرطين في النشاط. يُعتقد أن الجينات (الوراثة) تلعب دوراً في الإصابة بهذا المرض؛ حيث أن حوالي 85٪ من المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم فرد في عائلاتهم مصاب به أيضاً. من الممكن أيضاً أن يكون للبيئة، وإصابات الدماغ، والنظام الغذائي علاقة به أيضاً.

ما هي علامات وأعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)؟

قلة-التركيز

هناك مجموعة واسعة من السلوكيات المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. تشمل ما يلي:

  • نسيان إكمال المهام.
  • أحلام اليقظة.
  • التشتت بسهولة.
  • تنسى أو تخسر أو تضيع أشياء كثيرة.
  • صعوبة في التوافق مع الآخرين ومشكلة في التركيز على المهام.
  • صعوبة في البقاء بوضعية الجلوس.
  • مقاطعة الناس أثناء حديثهم.
  • التحدث كثيراً.
  • تشنج أو تململ مستمر.
  •  ارتكاب أخطاء نتيجة لعدم الانتباه.

ما هي أسباب اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة ؟

على الرغم من انتشار هذا الاضطراب، لا يزال الأطباء والباحثون غير متأكدين من أسباب هذه الحالة. يُعتقد أن له أصولاً عصبية. وقد تلعب الوراثة دوراً أيضاً (الدراسات الحديثة على التوائم تربط الإصابة بهذا المرض بالجينات). وتشير الأبحاث إلى أن انخفاض الدوبامين هو أحد عوامل الإصابة بمرض تشتت الانتباه وفرط الحركة (ADHD). الدوبامين مادة كيميائية في الدماغ تساعد في نقل الإشارات من عصب لآخر، يلعب دوراً في إثارة الحركات والاستجابات العاطفية. وتشير النتائج إلى أن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم حجم أقل من المادة الرمادية التي تشمل مناطق الدماغ التي تساعد في:

  • الكلام.
  • التحكم الذاتي.
  • صناعة القرار.
  • التحكم في العضلات.

وهناك الأسباب المحتملة الأخرى للإصابة بمرض فرط الحركة ونقص الانتباه، لكنها بحاجة لمزيد من الدراسات، بما في ذلك:

  • إصابة الدماغ.
  • التعرض للعوامل البيئية (كالرصاص) أثناء الحَمل أو في سن مبكرة.
  • تعاطي الكحول والتبغ أثناء الحَمل.
  • انخفاض الوزن عند الولادة.

في الحقيقة، لا تدعم الأبحاث والدراسات الآراء الشائعة التي تدعي بأن اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة ناتج عن تناول الكثير من السكر، أو مشاهدة التلفاز لفترة طويلة، أو العوامل الاجتماعية والبيئية مثل الفقر أو التشتت الأسري. بالطبع، قد تؤدي العديد من هذه الأشياء إلى تفاقم الأعراض، خاصة عند بعض الأشخاص. لكن الأدلة ليست قوية بما يكفي لاستنتاج أنها الأسباب الرئيسية لهذا الاضطراب.

أنواع اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة

فرط-النشاط-والحركة

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض (cdc) هناك ثلاثة أنواع مختلفة من ADHD اعتماداً على أنواع الأعراض المسيطرة لدى الفرد:

  • النوع الذي يغلب فيه تشتت الانتباه: كما يوحي الاسم، يصعب على الفرد تنظيم مهمة أو إنهاؤها، أو الانتباه إلى التفاصيل، أو اتباع التعليمات أو المحادثات. يتشتت انتباه الشخص بسهولة أو ينسى تفاصيل الروتين اليومي. ويعتقد الخبراء أن العديد من الأطفال المصابين بهذا النمط من اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة قد لا يتلقون التشخيص المناسب لأنهم لا يميلون إلى تعطيل الفصل الدراسي. وهذا النوع هو الأكثر شيوعاً بين الفتيات المصابات بـ ADHD.
  • النوع الذي يغلب فيه النشاط المفرط: يتململ الشخص ويتحدث كثيراً. وقد يصعب على المريض الجلوس ساكناً لفترة طويلة (مثلاً لتناول وجبة أو أثناء أداء الواجب المنزلي). يمكن للأطفال الصغار الركض أو القفز أو التسلق باستمرار. بصفة عامة، الشخص المصاب بهذا النمط من ADHD يشعر بالقلق ويواجه مشكلة مع الاندفاعية، فهو مثلاً قد يقاطع الآخرين كثيراً، أو ينتزع الأشياء من الناس، أو يتحدث في أوقات غير مناسبة. وقد يصعب عليه انتظار دوره، نتيجة لذلك قد يتعرض الشخص المصاب بهذا النمط من المرض لحوادث وإصابات أكثر من غيره.
  • النمط المشترك: وهو الأكثر شيوعاً، حيث تظهر فيه أعراض النوعين السابقين بشكل متساوٍ لدى المصاب.

إصابة الأطفال بتشتت الانتباه وفرط الحركة

يتم تشخيص طفل واحد من كل 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 17 عاماً بالإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مما يجعل هذا المرض واحداً من أكثر اضطرابات النمو العصبي شيوعاً في مرحلة الطفولة.

بالنسبة للأطفال، يرتبط اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عموماً بالمشاكل التي قد تحدث في المدرسة. غالباً ما يواجه الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صعوبة في النجاح في بيئة الفصل الدراسي الخاضعة للرقابة. وتجدر الإشارة إلى أن احتمال تشخيص الإصابة بين الذكور أكبر بمرتين منها بين الفتيات. وقد يرجع هذا الأمر إلى أن الذكور يميلون إلى إظهار الأعراض المميزة لهذا المرض أكثر من الفتيات.

وعلى الرغم من أن بعض الفتيات المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يعانين من الأعراض الكلاسيكية لهذا المرض، إلا أن الأغلبية منهن لا تعاني من هذه الأعراض. في كثير من الأحيان، تعاني الفتيات المصابات من:

  • أحلام اليقظة بشكل متكرر
  • يمكن أن تكون ثرثارة بشكل مفرط بدلاً من أن تكون مفرطة النشاط

في الواقع، يمكن أن تكون العديد من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه سلوكيات نموذجية في مرحلة الطفولة، لذلك قد يكون من الصعب معرفة ما هو مرتبط بهذا المرض وما هو غير مرتبط به.

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) لدى البالغين

الاضطراب-الذهني-عند-البالغين

يعاني البالغون المصابون بهذا المرض من مجموعة مشكلات مستمرة، مثل صعوبة الانتباه، وفرط الحركة، والسلوك الاندفاعي. ويمكن أن يكون لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غير المعالج عند البالغين أثر سلبي على العديد من جوانب الحياة. من الممكن أن تسبب أعراضه مشاكل حياتية مثل:

  • المتاعب في إدارة الوقت.
  • النسيان.
  • نفاد الصبر.
  • مشاكل في العمل والمنزل، وفي كل أنواع العلاقات الأخرى.

وعلى الرغم من أنه يُسمَّى اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى البالغين، إلا أن أعراضه تبدأ في مرحلة الطفولة المبكِّرة، وتستمر حتى سن البلوغ. (تجدر الإشارة هنا إلى أهمية العلاج في مرحلة الطفولة لمنع تفاقم الحالة).

في كثير من الحالات، تقل أعراض هذا الاضطراب (ADHD) أو تصبح أقل تواتراً كلما تقدم المصابون في العمر. غير أنه في بعض الحالات الأخرى لا يتم التعرف على هذا الاضطراب أو تشخيصه حتى يصل الشخص إلى مرحلة البلوغ. وقد لا تكون أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى البالغين بنفس وضوحها لدى الأطفال. بالنسبة للبالغين، قد ينخفض فرط النشاط والحركة، ولكن قد تستمر أعراض أخرى مثل الاندفاع والهياج وتشتّت الانتباه.

من ناحية أخرى، فإن علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى البالغين يُشبه علاجه لدى الأطفال. حيث يتضمَّن الأدوية واستشارات الصحة العقلية (العلاج النفسي) وعلاج أي أمراض صحة عقلية تُرافق هذا الاضطراب.

التشخيص

في الواقع، لا يوجد اختبار واحد للتشخيص. يتم إجراء فحص طبي مثل اختبارات السمع والبصر، لاستبعاد المشكلات الأخرى ذات الأعراض المشابهة لأعراض اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة. ويشتمل تشخيص هذا المرض عادةً على قائمة مرجعية لتصنيف أعراض الاضطراب والإطلاع على تاريخ الطفل من خلال الآباء والمعلمين وأحياناً من الطفل نفسه. في أغلب البلدان تُقيّم المدارس الأطفال بانتظام بحثاً عن المشكلات التي قد تؤثر على أدائهم التعليمي.

كيف يمكن علاج اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة؟

يختلف العلاج بحسب نمط أعراض ADHD الموجود لدى الطفل أو الشخص المصاب، ويمكن أن يتغير نمط الأعراض بمرور الوقت، لذلك قد يتغير العلاج أيضاً. ويشمل علاج اضطراب تشتت الانتباه مع فرط النشاط عادةً العلاجات السلوكية أو الأدوية أو كليهما. وتتضمن أنواع العلاج:

  • العلاج النفسي أو العلاج بالكلام؛ حيث يناقش الطبيب مع المريض كيف يؤثر اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة على حياته وطرق مساعدته في تدبيره.
  • العلاج السلوكي؛ يمكن أن يساعد هذا العلاج في تعلم كيفية مراقبة سلوك الشخص المصاب وإدارته.
  • يمكن أن تكون الأدوية مفيدة جداً أيضاً في هذا الاضطراب. تم تصميم أدوية ADHD للتأثير على المواد الكيميائية في المخ بطريقة تمكن المصاب من التحكم بشكل أفضل في دوافعه وأفعاله.
  • يوصى للأطفال المصابين في سن ما قبل المدرسة (4-5 سنوات) بالعلاج السلوكي، وخاصةً تدريب الوالدين لهم كخط العلاج الأول قبل تجربة العلاجات الأخرى. ستشمل خطط العلاج الجيدة المراقبة الدقيقة والمتابعة وإجراء التغييرات إذا لزم الأمر.

ما هي أدوية إضطراب فرط الحركة و تشتت الإنتباه (ADHD)؟

أدوية-تشتت-الانتباه-وفرط-الحركة

النوعان الرئيسيان من الأدوية المستخدمة للعلاج هما الأدوية المنبهة وغير المنبهة.

  • منبهات الجهاز العصبي المركزي: هي الأدوية الأكثر شيوعاً التي يتم وصفها لعلاج هذا المرض. تعمل عن طريق زيادة كميات الدوبامين والنورأدرينالين في الدماغ. تشمل أمثلة هذه الأدوية المِثيلفِنيدات (methylphenidate) والمنشطات القائمة على الأمفيتامين.
  • الأدوية غير المنبهة أو المنشطة: إذا لم تعمل المنبهات بشكل جيد، أو إذا تسببت في آثار جانبية مزعجة، فقد يقترح الطبيب دواءً غير منبه. تعمل بعض الأدوية غير المنشطة عن طريق زيادة مستويات إفراز مادة كيميائية عضوية تسمى نورإبينفرين (norepinephrine) في الدماغ. ويشمل هذا النوع من الأدوية أتوموكسيتين (atomoxetine) وبعض مضادات الاكتئاب مثل بوبروبيون (bupropion).

تدبير الأعراض والبقاء بصحة جيدة

التمتع بصحة جيدة أمر مهم لجميع الأطفال، وخاصةً المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. بالإضافة إلى العلاج السلوكي والأدوية، فإن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يسهل على طفلك التعامل مع الأعراض. إليك بعض السلوكيات الصحية:

  • تطوير عادات غذائية صحية، مثل تناول الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، واختيار مصادر البروتين الخالية من الدهون.
  • المشاركة في النشاط البدني اليومي بحسب العمر.
  • الحد من مقدار الوقت اليومي الذي تقضيه على أجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والهواتف والأجهزة الإلكترونية الأخرى.
  • الحصول على القدر الموصى به من النوم كل ليلة بحسب العمر.
  • تجنب بعض المواد المُسببة للحساسية والمواد المضافة إلى الطعام.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أظهرت الدراسات الحديثة بأن ممارسة اليوغا، وقضاء الوقت في الهواء الطلق يمكن أن تساعد في تهدئة العقول مفرطة النشاط، ويمكن أن تخفف من أعراض هذا الاضطراب. التأمل الذهني هو خيار آخر. وقد أظهرت الأبحاث التي تم اجراؤها على البالغين والمراهقين أن للتأمل الذهني آثار إيجابية على الاهتمام وعمليات التفكير, وكذلك على القلق والاكتئاب.

هل يمكن اعتبار اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة نوع من الإعاقة ؟

اضطراب-تشتت-الانتباه-وفرط-الحركة-عند-الاطفال

في حين أن (ADHD) هو اضطراب في النمو العصبي، إلا أنه لا يُعتبر إعاقة في التَعَلُّم. ومع ذلك، يمكن لأعراض هذا المرض أن تجعل عملية التعليم من العمليات الصعبة والشاقة. كما تجدر الإشارة إلى أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يمكن أن يصيب بعض الأفراد الذين يعانون أصلاً من صعوبات في التَعَلُّم.

للمساعدة في تخفيف أي تأثير على التَعَلُّم عند الأطفال، يمكن للمعلمين وضع إرشادات فردية للطالب المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وقد يشمل ذلك إتاحة وقت إضافي للتكليفات والاختبارات أو تطوير نظام مكافآت شخصي.

في نهاية المطاف، وعلى الرغم من أنه ليس إعاقة من الناحية الفنية، إلا آثار هذا المرض يمكن أن تستمر مدى الحياة.

ما هي العلاقة بين اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة والاكتئاب؟

إذا كنت أنت أو طفلك مصاباً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فمن المرجح أن تصاب بالاكتئاب أيضاً. في الواقع، معدل الاكتئاب الشديد لدى الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أعلى بخمس مرات من الأطفال غير المصابين بهذا الاضطراب. كما تم العثور على ما يصل إلى 31% من البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الذين يعانون من الاكتئاب أيضاً.

قد يبدو هذا وكأنه ضربة مزدوجة غير عادلة، ولكن لا تقلق فإن العلاجات متاحة لكلا الحالتين. يمكن أن يساعد العلاج بالكلام (العلاج النفسي) في علاج كلتا الحالتين. وأيضاً، يمكن لبعض مضادات الاكتئاب، مثل البوبروبيون (bupropion)، أن تساعد أحياناً في تخفيف أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

بالطبع، لا تضمن الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أنك ستصاب بالاكتئاب، ولكن من المهم أن تعرف أنه احتمال قائم.

الخلاصة

لدى الأطفال والبالغين، قد يكون لاضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة غير المعالج تأثير خطير على الحياة. يمكن أن يؤثر على المدرسة والعمل والعلاقات. وبالتالي العلاج مهم لتقليل آثار هذه الحالة. لكن من المهم أيضاً أن تضع في اعتبارك أن العديد من الأشخاص المصابين يتمتعون بحياة جيدة و ناجحة. إذا كنت تعتقد أنك أو طفلك مصاب باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، فيجب أن تكون خطوتك الأولى هي التحدث مع طبيبك فهو يساعدك في وضع خطة علاجية لتدبير الأعراض والعيش بشكل جيد.

مصدر Everything You Need to Know About ADHD What is ADHD? Things People With ADHD Wish You Knew
عرض التعليقات (1)