الالتهاب الرئوي

ذات الرئة Pneumonia

0

الالتهاب الرئوي Pneumonia، أو كما يسمى سابقاً بذات الرئة، هو عدوى تصيب الرئتين وتتراوح أعراضها بين الخفيفة (الزكام والأعراض الشبيهة بالإنفلونزا) والشديدة. وتعتمد خطورة تلك الأعراض على نوع العامل المُمرض أو المُسبب، إضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريض وعمره.

ما هو الالتهاب الرئوي؟

ذات-الرئة

هو إنتان يصيب إحدى أو كلا الرئتين ينجم عن الجراثيم أو الفيروسات أو الفطور. وعند وجود الإنتان في الرئتين تحدث العديد من المشاكل التي تتضمن:

  • تتوذم الطرق الهوائية.
  • تمتلئ الأسناخ الرئوية بالمفرزات المخاطية والقيحية وغيرها من السوائل.

وذلك يعيق التبادل الغازي في الرئتين ويسبب نقص في نسبة الأوكسجين الواصلة إلى مجرى الدم مما يسبب الأعراض المميزة التي سنذكرها لاحقاً.

يصيب الالتهاب الرئوي كافة الأعمار، لكن يعتبر الأطفال بعمر أقل من سنتين والبالغين بعمر أكبر من 65 عاماً أكثر عرضة للإصابة، لأن جهازهم المناعي قد لا يكون قوياً بما يكفي لمقاومة المرض.

كما أن العادات الصحية السيئة كـ التدخين وشرب الكحول يمكن أن ترفع من فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي.

ما هي أعراض الالتهاب الرئوي؟

تبعاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS، يمكن أن يتطور الالتهاب الرئوي فجأةً خلال 24 إلى 48 ساعة، أو قد يحدث بشكل أبطأ خلال عدة أيام.

وتتضمن الأعراض الشائعة:

السعال

  • السعال: قد يكون جافاً أو منتجاً لقشع (بلغم) سميك ذو لون بني أو أصفر أو أخضر أو مصطبغاً بالدم.
  • صعوبة التنفس: يكون التنفس سريعاً وسطحياً وقد يشعر المريض بصعوبة في التنفس حتى في حال الراحة.
  • تسرع القلب.
  • ارتفاع درجة حرارة المريض.
  • الشعور بالوهن العام.
  • التعرق والعرواءات.
  • نقص الشهية.
  • الألم الصدري: الذي قد يزداد عند السعال أو التنفس.

كما قد تشاهد بعض الأعراض الأخرى بشكل أقل شيوعاً، منها:

  • النفث الدموي (خروج دم عند السعال).
  • الصداع.
  • التعب.
  • الوزيز.
  • ألم العضلات والمفاصل.
  • الشعور بالارتباك وعدم التوجه، خاصة عند المرضى المسنين.

ما هي أسباب الالتهاب الرئوي؟

تبعاً لموقع هيلث لاين الأمريكي، هناك العديد من العوامل المُمرضة التي تسبب الالتهاب الرئوي.

الالتهاب الرئوي الجرثومي:

السبب الأشيع هو العقديات الرئوية (Streptococcus pneumonia)، ومن الجراثيم الأخرى التي قد تسبب الالتهاب بشكل أقل شيوعاً:

  • المفطورة الرئوية Mycoplasma pneumonia.
  • الإنفلونزا النزلية Haemophilus influenza.
  • الليجونيلا الرئوية Legionella pneumophila.

الالتهاب الرئوي الفيروسي:

تعد الفيروسات التنفسية السبب الأشيع، ومن الأمثلة عليها:

RSV_Virus

  • فيروسات الإنفلونزا.
  • الفيروس المخلوي التنفسي (RSV).
  • الفيروسات الأنفية.
  • فيروس كورونا التاجي.

ويكون الالتهاب الرئوي الفيروسي أقل شدة ويتحسن خلال 1 إلى 3 أسابيع دون معالجة.

الالتهاب الرئوي الفطري:

يمكن للفطور الموجودة في التربة أو فضلات الطيور أن تسبب الالتهاب الرئوي. ويصيب هذا النوع الأشخاص المُضعفين مناعياً بشكل خاص.

ومن أنواع الفطور المُسببة:

  • المستخفيات.
  • النوسجات.

ما هي أنماط الالتهاب الرئوي؟

يمكن أن يصنف تبعاً للطريقة أو المكان الذي أصيب فيه المريض بالالتهاب الرئوي.

الالتهاب الرئوي المكتسب في المستشفى (Hospital-acquired pneumonia HAP):

يحدث هذا النوع أثناء الإقامة في المستشفى، ويمكن أن يكون أكثر خطورة من بقية الأنواع لأن الجراثيم المسببة قد تكون أكثر مقاومة للصادات الحيوية.

الالتهاب الرئوي المكتسب في المجتمع (Community-acquired pneumonia CAP):

تندرج تحت هذا التصنيف أنواع الالتهاب التي تُكتسب خارج المستشفى أو المنشأة الطبية.

الالتهاب الرئوي المرتبط بالمنفسة (Ventilator-associated pneumonia VAP):

عندما يصيب الأشخاص الموضوعين على المنفسة (التهوية الآلية).

الالتهاب الرئوي الاستنشاقي (Aspiration pneumonia):

يحدث هذا النوع عندما يستنشق المريض الجراثيم مع الطعام أو الشراب أو اللعاب. وأكثر ما يحدث هذا النوع عند وجود مشاكل في البلع أو في حال كان المريض مُركَّناً (sedated) نتيجة بعض الأدوية أو تناول الكحول أو المخدرات.

كيف يتم التشخيص؟

يبدأ الطبيب أولاً بأخذ القصة المرضية وسيسأل عن الأعراض والصحة العامة للمريض.

ثم يقوم بإجراء فحص سريري يتضمن إصغاء الرئتين بالسماعة بحثاً عن أصوات تنفسية غير طبيعية، كالخراخر crackling. وتبعاً لشدة الأعراض قد يقوم الطبيب بطلب بعض الفحوص والاستقصاءات الشعاعية التي تتضمن:

الصورة الشعاعية البسيطة للصدر:

صورة-شعاعية-للصدر

تساعد الصورة الشعاعية على البحث عن علامات الالتهاب في الصدر.

زرع الدم:

في هذا الاختبار تُستخدم عينة دم لإثبات وجود الإنتان. يمكن أن يساعد الزرع على تحديد العامل المُمرض أيضاً.

زرع القشع:

يتم جمع عينة من المفرزات المخاطية الموجودة في الرئتين عبر السعال بعمق، ثم يتم إرسالها للمخبر من أجل تحليلها وتحديد سبب الإنتان.

قياس الأكسجة والنبض:

يقيس الجهاز كمية الأوكسجين في الدم عبر وضع حساس على أحد الأصابع.

التصوير الطبقي المحوسب CT scan:

يوفر صورة أكثر وضوحاً وتفصيلاً للرئتين.

أخذ عينة من سائل الجنب:

في حال اشتبه الطبيب بوجود سوائل في الحيز الجنبي، قد يقوم بأخذ عينة منه بواسطة إبرة يتم إدخالها بين الأضلاع. وتحليل تلك العينة يساعد على تحديد سبب الالتهاب.

تنظير القصبات Bronchoscopy:

قد يقوم الطبيب بهذا الإجراء في حال كانت الأعراض الأولية شديدة أو في حال عدم استجابة المريض للمضادات الحيوية بشكل جيد.

كيف يتم علاج الالتهاب الرئوي؟

يعتمد العلاج على نمط الالتهاب الرئوي وشدة الأعراض والحالة الصحية العامة للمريض.

العلاج الدوائي:

قد يصف الطبيب بعض الأدوية للمساعدة في علاج الالتهاب ويعتمد نوعها على نوع العامل الممرض.

يمكن للمضادات الحيوية الفموية أن تعالج معظم الحالات. ويجب أخذ الكورس العلاجي الكامل من المضادات الحيوية حتى في حال الشعور بتحسن. لأن إيقافها قبل انتهاء العلاج يؤدي لعدم شفاء الالتهاب بشكل كامل وزيادة صعوبة علاجه مستقبلاً.

المضادات الحيوية غير فعالة تجاه الفيروسات، لذا قد يقوم الطبيب بإعطاء المضادات الفيروسية. على الرغم من أن الالتهاب الفيروسي قد يُشفى عفوياً دون معالجة عن طريق الرعاية المنزلية فقط.

أما الالتهاب الفطري فيتم علاجه بمضادات الفطور لمدة عدة أسابيع.

الاستشفاء:

في حال كانت الأعراض شديدة أو كان المريض يعاني من مشاكل صحية مرافقة أخرى، قد يحتاج إلى القبول في المستشفى حيث يتم مراقبة النبض والتنفس وضغط الدم والأكسجة ودرجة الحرارة بشكل مستمر.

وقد يتضمن العلاج في المستشفى:

  • المضادات الحيوية الوريدية.
  • العلاج التنفسي: أي إعطاء بعض الأدوية بشكل مباشر ضمن الرئتين عن طريق الإرذاذ أو تعليم المريض كيفية القيام بالتمارين التنفسية لتحسين نسبة الأوكسجين في الدم.
  • العلاج بالأوكسجين: للحفاظ على مستويات الأوكسجين في مجرى الدم (حيث يتم إعطاء الأوكسجين عن طريق القنية الأنفية أو القناع أو المنفسة، تبعاً لشدة الحالة).

مصدر NHS Healthline WebMD
اترك تعليقا