التهاب الأذن الخارجية (أذن السباح)

Otitis Externa) Swimmer's ear)

0

التهاب الأذن الخارجية (Otitis Externa) أو ما يسمى بأذن السباح (Swimmer’s ear)، من الأمراض المزعجة التي قد تصيب بعض الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، وتعكر صفو عطلاتهم في موسم الصيف، خصوصًا بعد السباحة على الشاطئ أو في المسبح.

يعرف على أنه عدوى أو استجابة التهابية تحدث في القناة السمعية الخارجية، أو صيوان الأذن، أو كليهما. 

عادةً ما ينجم عن الإصابة بعدوى بكتيريّة حادة في الجلد الذي يغطي القناة السمعية الخارجية أو صيوان الأذن. إلا أنه قد يحدث أيضاً نتيجة لعدوى فطرية، أو عدوى فيروسية، أو نتيجة للإصابة بأمراض الجلد مثل الإكزيما أو الصدفية.

وعلى العكس مما هو شائع، فالإصابة به ليست مرتبطة بالصيف أو بالمناطق الرطبة فقط، بل يمكن أن تحدث في أي فصل من فصول السنة وفي أي مناخ، خاصةً عندما تتوافر العوامل المؤهبة للإصابة به.

 

 

ما هو التهاب الأذن الخارجية Otitis Externa؟

الأذن

ببساطة، هو إنتان يصيب مجرى السمع الذي يصل بين غشاء الطبل والوسط الخارجي. يحدث هذا الإنتان نتيجة لبقاء الماء في مجرى السمع لفترة طويلة، مما يشكل بيئة رطبة مؤهبة لنمو الجراثيم والفطريات.

وهو شائع عند الأطفال والمراهقين والبالغين الذين يقضون الكثير من الوقت في ممارسة رياضة السباحة.

تبعاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC. فهو يصيب ما يقارب 2.4 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. 

 

ما هي أسباب التهاب الأذن الخارجية؟

تبعاً لـ NHS، هناك العديد من الأسباب المختلفة لالتهاب الأذن الخارجية، كما يمكن للعديد من العوامل والأمور أن تزيد من فرص الإصابة به.

أولاً: الأسباب الشائعة والمباشرة للمرض تتضمن:

  • الإنتان الجرثومي:  ينجم غالباً عن جراثيم تدعى البسودوموناس، أو العنقوديات المذهبة.
  • التهاب الجلد المثي seborrhoeic dermatitis: حالة شائعة تلتهب فيها المناطق ذات الطبيعة الدهنية من الجلد، وقد تصيب جلد الأذن في بعض الحالات.
  • التهاب الأذن الوسطى: يمكن أن تؤدي المفرزات الناجمة عن التهاب الأذن الوسطى إلى حدوث التهاب الأذن الخارجية.
  • الإنتان الفطري: يحدث بسبب الفطريات، مثل الرشاشيات والمبيضات البيض؛ وهي أكثر شيوعاً عند استخدام المضادات الجرثومية أو القطرات الأذنية الستيروئيدية لفترة طويلة.
  • التخريش أو التفاعلات التحسسية: يمكن أن يحدث الالتهاب نتيجة ارتكاس الجلد تجاه بعض المواد كأدوية الأذن أو السدادات المطاطية الأذنية أو الشامبو أو التعرق.

ثانيًا: الأسباب غير المباشرة لحدوث التهاب الأذن الخارجية:

يمكن لبعض العوامل أن تحرض حدوث التهاب الأذن الخارجية وتزيد من احتمال الإصابة به؛ ولكنها ليست أسباباً مباشرة له.

نذكر من أهم هذه العوامل:

فرط الرطوبة:

حيث أن تشكل الرطوبة بيئة مثالية لتكاثر الجراثيم والفطور، وقد تَنتج الرطوبة عن السباحة أو التعرق أو التعرض لبيئة رطبة.

أذية الأذن:

تنظيف-الأذن-بشكل-قاسي
تنظيف-الأذن-بشكل-قاسي

مجرى السمع الخارجي حساس جداً وقد يتعرض للأذية نتيجة بعض الممارسات الخاطئة:

  • حك الأذن من الداخل بالظفر أو بأداة صلبة.
  • التنظيف الزائد.
  • إدخال الأعواد القطنية.
  • وضع سدادات الأذن أو استخدام السماعات لمدة طويلة.

كما يمكن لاستخدام المعينات السمعية (سماعات تضخيم الصوت) أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الأذن الخارجية.

المواد الكيميائية:

تزداد فرصة الإصابة بالالتهاب في حال استخدام بعض المنتجات الكيميائية بجانب الأذن، ومنها:

  • بخاخات الشعر.
  • صبغات الشعر.
  • القطرات المُلينة للسدادات الصملاخية في الأذن.

مشاكل جلدية مستبطنة:

إلى جانب التهاب الجلد الدهني أو المثي، يمكن لبعض الحالات الجلدية أن تزيد من خطر الإصابة بالالتهاب، وتتضمن:

المشاكل التحسسية:

تزيد بعض المشاكل التحسسية كالربو أو التهاب الأنف التحسسي من خطر حدوث الالتهاب.

ضعف الجهاز المناعي:

تزيد بعض الأمراض التي تضعف الجهاز المناعي من خطر حدوث الالتهاب، ومنها:

  • الداء السكري.
  • الإيدز.

بالإضافة إلى أن بعض أنواع العلاجات الخاصة بمرض السرطان كـ “العلاج الكيماوي” قد تزيد من احتمال الإصابة أيضاً.

 

ما هي أعراض التهاب الأذن الخارجية؟

يسبب التهاب الأذن الخارجية عدداً من الأعراض التي تصيب الأذن والمنطقة المحيطة بها.

من أهم هذه الأعراض:

بشكل دائم حاول أن تحافظ على أذنك جافة قدر الإمكان مهما كانت الظروف المحيطة بك

د.حلا محمد
  • ألم الأذن.
  • الحكة في الأذن وحول قناة السمع.
  • الاحمرار والتورم في الأذن الخارجية وقناة السمع.
  • الشعور بالضغط والامتلاء داخل الأذن.
  • تقشر الجلد داخل وحول الأذن.
  • خروج مفرزات من الأذن، قد تكون مائية أو لزجة تشبه القيح.
  • الشعور بالألم عند تحريك الأذن أو الفك.
  • تضخم العقد اللمفية في العنق.
  • درجة خفيفة من نقص السمع.

الأعراض طويلة الأمد:

في بعض الأحيان، قد تستمر أعراض التهاب الأذن الخارجية لعدة أشهر، وحتى من الممكن أن تبقى لسنوات، وهو ما يعرف بـ “التهاب الأذن الخارجية المُزمن”.

وتكون أعراضه على شكل:

  • حكة مستمرة داخل وحول مجرى السمع الخارجي.
  • انزعاج وألم في الأذن يسوء عند تحريك الأذن – لكنه يكون أخف بكثير من الألم في الالتهاب الحاد.
  • مفرزات مائية من الأذن.
  • نقص في إنتاج الصملاخ في مجرى السمع.
  • تجمع الجلد الجاف السميك في مجرى السمع مسبباً تضيقاً يؤثر على السمع مستقبلاً.

 

كيف يتم تشخيص التهاب الأذن الخارجية؟

دكتور-الأذن

يمكن للطبيب عادةً أن يقوم بتشخيص إنتان الأذن الخارجية عن طريق تقييم أعراض المريض وفحص الأذن بالمنظار (الأوتوسكوب).

 

كيف يتم علاج التهاب الأذن الخارجية؟

في بعض الحالات الخفيفة يمكن أن يشفى الالتهاب عفوياً دون أي معالجة. أما في  حال لم يشفى الإنتان من تلقاء نفسه فتعد قطرات الأذن التي تحتوي على المضادات الحيوية العلاج الأكثر شيوعًا.

من الممكن أيضًا أن يقوم الطبيب بإعطاء قطرات “المضادات الحيوية الممزوجة مع الستيروئيدات” لتخفيف التورم الحاصل في مجرى السمع. ويمكن استخدام هذه القطرات عدة مرات في اليوم لمدة 7 إلى 10 أيام.

أما في الحالات الشديدة التي يتوذم فيها مجرى السمع بشكل شديد بحيث يمنع دخول القَطرات والأدوية، فقد يلجأ الطبيب إلى وضع قطعة صغيرة من الشاش – مُشبّعة بالمضاد الحيوي – في الأذن، ويقوم بتبديلها يومياً لعدة أيام حتى تتراجع الوذمة، بعد ذلك يستطيع المريض استخدام القطرة لوحدها لعدة أيام أخرى حتى الشفاء التام والكامل.

بينما إذا كان الالتهاب فطرياً، فيقوم الطبيب بوصف قطرات أذنية حاوية على مضادات للفطور، الكلوتريمازول على سبيل المثال. وتجدر الإشارة إلى أن هذا النمط الفطري من الالتهاب شائع بكثرة لدى مرضى الداء السكري أو المرضى المضعفين مناعياً (ضعيفي المناعة).

من ناحية أخرى، ينصح الطبيب بحماية الأذن من الماء خلال فترة المعالجة للمساعدة على الشفاء والوقاية من انتكاس المرض.

كما يمكن للمريض استخدام مسكنات الألم كالإيبوبروفين والسيتامول لتخفيف الألم الشديد المرافق للالتهاب.

 

كيف يمكن الوقاية من التهاب الأذن الخارجية؟

الطريقة الأفضل للوقاية من التهاب الأذن الخارجية هي الحفاظ على الأذن جافة قدر الإمكان.

ويمكن القيام بذلك عن طريق اتباع الخطوات التالية:

  • الحرص على استخدام سدادات الأذنين المطاطية أو غطاء الرأس عند السباحة أو الاستحمام.
  • تجفيف الأذن بواسطة منديل نظيف بعد السباحة أو الاستحمام.
  • تجنب أذية الأذن الناجمة عن استخدام الأعواد القطنية أو دبابيس الشعر أو الأقلام أو المفاتيح.

 

الخلاصة:

في الواقع، إن التهاب الأذن الخارجية أو كما يطلق عليه “أذن السباح” يعتبر من الالتهابات المؤلمة والمزعجة للغاية.

إلا أنه سهل العلاج، كما يمكن الوقاية منه من خلال اتباع الخطوات المذكورة سابقاً.

لكي تبقى السباحة رياضة ممتعة ومفيدة بعيداً عن الخوف من الإصابة بالتهاب الأذن الخارجية في كل مرة، عليك الإلتزام بالنصائح الواردة أعلاه.

مصدر health line webmd NHS
اترك تعليقا