التهاب الجلد التماسي

Contact Dermatitis

0

يعاني كثير من الناس من الحكة المزعجة الناتجة عن التهاب الجلد التماسي مرة واحدة على الأقل في حياتهم. وفي حين أن معظم المصابين بهذه الحالة لا يعانون من رد فعل تحسسي كبير، إلا أن آثارها يمكن أن تكون مزعجة للغاية وتستمر حتى تهدأ. عند ملامسة الجلد لمادة مُخرشة، قد يحدث طفح جلدي مثير للحكة أو حارق، يُعرف هذا التفاعل باسم التهاب الجلد التماسي أو إكزيما التماس (Contact Dermatitis).

ما هو التهاب الجلد التماسي؟

حكة-ناجمة-عن-التهاب-الجلد-التماسي

في الواقع، إن التهاب الجلد التماسي هو عبارة عن طفح جلدي يظهر على الجلد عند لمس مادة معينة تتفاعل معه. وعلى الرغم من أن معظم التفاعلات الناجمة عن هذا الالتهاب لا تكون شديدة، إلا أنها قد تكون مصدراً للإزعاج حتى تختفي الحكة أو تهدأ. يترافق هذا الالتهاب مع ظهور طفح أحمر اللون، غير مريح، ومثير للحكة الشديدة، غالباً ما يقتصِر على منطقة مُعيَّنة، وتكون حوافه مُحدَّدة بشكلٍ واضح، لكنه غير مهدد للحياة. يمكن أن يكون سبب الطفح الجلدي هو الحساسية أو بسبب أذية الطبقة السطحية الواقية من الجلد. تشمل الأسماء الأخرى لهذه الحالة التهاب الجلد التماسي التحسسي الأرجي والتهاب الجلد التماسي المهيج.

ما هي أعراض وأنواع التهاب الجلد التماسي؟

تعتمد الأعراض على السبب ومدى الحساسية للمادة الملامسة للجلد. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية لالتهاب الجلد التماسي:

  • التحسسي أو الأرجي (allergic contact dermatitis).
  • المهيج أو التخريشي (irritant contact dermatitis).
  • الضيائي (photocontact dermatitis).

1- التهاب الجلد التماسي التحسسي (الأرجي)

تشمل الأعراض المُصاحبة لالتهاب الجلد التماسي التحسسي كل مما يلي:

  • جلد جاف، ومتقشر.
  • قشعريرة.
  • نتوءات وبثور نازّة.
  • احمرار الجلد.
  • البشرة التي تبدو داكنة.
  • إحساس بالحرق في البشرة.
  • حكة شديدة.
  • حساسية للشمس.
  • انتفاخ، وخاصةً في العينين أو الوجه أو مناطق الفخذ.

2- التهاب الجلد التماسي التخريشي أو المُهيج

قد يتسبب هذا النوع في ظهور أعراض مختلفة قليلاً، مثل:

  • تبثر الجلد.
  • تشقق الجلد بسبب الجفاف الشديد.
  • تورم الجلد المتيبس أو المشدود.
  • تقرحات.
  • القروح المفتوحة التي تشكل القشور.

3- التهاب الجلد الضيائي الأرجي

في هذه الحالة، يمكن أن يؤدي التلامس مع بعض المواد الكيميائية النباتية إلى التهاب الجلد عند التعرض لأشعة الشمس، وهو أقل شيوعاً من أنواع التهاب الجلد التماسي الأخرى.

يمكن أن تكون أعراضه مقلقة، ولكنها قد تزول بشكل تلقائي مع مرور الوقت. ويمكن معالجة الحالات الأكثر خطورة من قبل طبيب الأمراض الجلدية المختص.

ما هي المحفزات أو المسببات؟

تختلف المحفزات من شخص لآخر، ووفقاً لنوع التهاب الجلد التماسي، ومن المهم معرفة المادة التي تحفز التفاعل لتجنب ملامسة تلك المادة في المستقبل. فيما يلي بعض أكثر المسببات شيوعاً للأنواع المختلفة.

1- التهاب الجلد التماسي التحسسي

حلق-الاذن-مصنوع-من-النيكل

يحدث هذا النوع عندما يصاب الجلد برد فعل تحسسي بعد التعرض لمادة غريبة، ويؤدي هذا إلى إطلاق الجسم للمواد الكيميائية الالتهابية التي يمكن أن تثير الحكة والتهيج في الجلد، تشمل المحفزات الشائعة لالتهاب الجلد التماسي التحسسي:

  • المطاط (بما في ذلك اللاتكس).
  • بعض أنواع النباتات التي تحتوي على مادة مثيرة للحساسية تدعى اليوريشيول (Urushiol)، مثل اللبلاب السام، البلوط السام، والسماق السام.
  • بعض أنواع الأدوية التي يتم وضعها أو تطبيقها على الجلد، مثل المراهم التي تحتوي على مركب نيوميتسين (Neomycin).
  • المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة الأحذية أو الملابس: مثل، عوامل الدباغة الموجودة في المنتجات الجلدية، مُسرِّعات تصلُّب المطاط التي يتم استخدامها في صناعة القفازات والأحذية والملابس الداخلية والملابس الأخرى والأصباغ.
  • المعادن: مثل النيكل، الكوبالت، الكروم، الزئبق، وكروم البوتاسيوم. حيث يدخل كل من النيكل والكوبالت في صناعة الحلي والمجوهرات الرخيصة (الاكسسوارات)، واكسسوارات الملابس مثل الأزرار المعدنية والأحزمة وماشابه.
  • المجوهرات والحلي المصنوعة من الذهب.
  • مستحضرات التجميل: بما في ذلك، المعطرات والمواد الكيميائية التي تدخل في تركيب أدوات ومساحيق التجميل مثل: مزيلات الشعر، طلاء الأظافر ومزيل طلاء الأظافر (الأسيتون)، وبعض أنواع المكياجات.
  • منتجات العناية الشخصية: مثل، بعض أنواع مُستحضرات ترطيب البشرة، مزيل التعرق، كريم الحلاقة، وغسولات ما بعد الحلاقة.
  • الفاكهة الحمضية، وخصوصاً القشور.
  • العطر الذي يدخل في صناعة كل من: الصابون، الشامبو، مستحضرات العناية (lotions)، العطور (perfumes)، والمنتجات المنزلية المُعطرة (مثل المنظفات وخلافه).
  • صبغات تلوين الشعر.
  • الزيوت المستخدمة داخل الآلات.

ضع في اعتبارك أنه من الممكن أن تكون المواد العطرية الموجودة في الصابون التي تستخدمه على أساس يومي لغسل اليدين محفزاً لالتهاب الجلد التماسي. كما تجدر الإشارة إلى أنه وفي معظم الحالات لا تحدث تفاعلات الحساسية عند تماس الجلد مع المادة المهيجة لأول مرة، فعند الاحتكاك لأول مرة يميل الشخص إلى اكتساب حساسية تجاه المادة المهيجة، ويظهر الطفح الجلدي والأعراض الأخرى فقط مع التعرض الثاني لتلك المادة.

2- تشمل محفزات التفاعل المهيج أو الالتهاب التخريشي ما يلي:

المنظفات-القاسية

  • رذاذ الفلفل.
  • معقم اليدين.
  • الحمض المستخدم في البطاريات.
  • المنظفات، بما فيها مَسْاحُيقُ الغَسِيل ومنظفات المراحيض والصرف الصحي (منظف البلاليع).
  • الكيروسين.
  • رذاذ المبيدات الحشرية.
  • بعض النباتات مثل، الأقحوان، وأزهار النرجس البرّي.

لا تقتصر التفاعلات المهيجة على المواد السامة أو المواد المسببة للتآكل، في بعض الحالات يتسبب التعرض المتكرر لنفس المادة في حدوث تفاعلات. على سبيل المثال قد يصاب الأشخاص الذين يغسلون أيديهم بشكل متكرر باستجابة مهيجة للصابون الذي يستخدمونه.

3- قد تشمل محفزات التهاب الجلد الضيائي كل مما يلي:

  • كريم الحلاقة.
  • مراهم الجلد.
  • زيوت معينة، مثل زيت الليمون (قد يكون موجوداً في بعض أنواع العطور).
  • بعض الأدوية، مثل: المضادات الحيوية المعروفة بـ “التتراسيكلين”.
  • بعض أنواع مستحضرات الوقاية من أشعة الشمس التي تحتوي على “أوكسي بنزون” و”حمض أمينوبنزويك PABA”.

تحدث ردود أفعال التماس الضوئي في كثير من الأحيان بشكل أقل من ردود الفعل التحسسية أو المهيجة. لكي يحدث رد الفعل، يجب أن يتعرض الشخص للمادة أولاً ثم للشمس. قد لا يعرف الشخص الذي يستخدم كريماً قبل النوم أبداً أنه حساس تجاه المنتج لأنه يتم امتصاصه جيداً قبل ملامسته للشمس.

عوامل الخطر

خدش-الحكة

وفقاً ل مايو كلينك، قد تزيد بعض الوظائف والهوايات من خطر الإصابة مثل:

  • العاملون في مجال الرعاية الصحية وطب الأسنان.
  • عمال البناء.
  • مصففو الشعر وخبراء المكياج ومستحضرات التجميل.
  • العاملون في ميكانيك السيارات.
  • الغواصين أو السباحين بسبب المطاط الموجود في أقنعة الوجه أو النظارات الواقية.
  • عمال النظافة.
  • البستانيين والعاملين في المجال الزراعي.
  • الطهاة.

كيف يتم تشخيص التهاب الجلد التماسي؟

سيطلب الطبيب الإطلاع على تاريخك الطبي الشامل ويفحص البشرة، وتتضمن الأسئلة التي قد يطرحها الطبيب ما يلي:

  • متى ظهرت الأعراض لأول مرة؟
  • ما الذي يجعل الأعراض تتحسن أو تسوء؟
  • هل ذهبت للتنزه قبل ظهور الطفح الجلدي مباشرة؟
  • نوع المنتجات التي تستخدمها على بشرتك كل يوم؟
  • ما هي المواد الكيميائية التي تتلامس معها بشكل يومي؟
  • ما هي وظيفتك أو عملك؟

قد يحيلك الطبيب إلى أخصائي الأمراض التحسسية أو طبيب أمراض جلدية لتحديد سبب التهاب الجلد التماسي لديك. وقد يتطلب التشخيص إجراء اختبار حساسية يسمى اختبار البقعة، الذي يتضمن تعريض بقعة صغيرة من الجلد لمسببات الحساسية، إذا حدث رد فعل من الجلد عندها يمكن لأخصائي الحساسية تحديد السبب المحتمل لالتهاب الجلد التماسي.

كيف يتم العلاج؟

الجل-النفطي-أو-الهلام-البترولي

تختفي معظم حالات الإصابة من تلقاء نفسها بمجرد عدم ملامسة المادة للجلد. فيما يلي بعض النصائح التي يمكن تجربتها في المنزل:

  • تجنب حك الجلد المتهيج: يمكن أن يؤدي الحك إلى تفاقم التهيج أو حتى التسبب في عدوى جلدية تتطلب مضادات حيوية.
  • تنظيف البشرة بصابون خفيف وماء فاتر لإزالة أي مهيجات.
  • التوقف عن استخدام أي منتجات يحتمل أنها قد تسبب المشكلة.
  • استخدام العلاجات والمراهم المضادة للحكة مثل غسول الكالامين (calamine lotion) أو كريم الهيدروكورتيزون (hydrocortisone cream).
  • تطبيق الهلام البترولي الخفيف أو جل البتروليوم (petroleum jelly)، مثل الفازلين، على المنطقة المصابة لتهدئتها والمساعدة في استعادة الطبقة الواقية.
  • تناول أحد الأدوية المضادة للهيستامين مثل ديفينهيدرامين (diphenhydramine) لتقليل الحكة وتقليل الاستجابة التحسسية إذا لزم الأمر.

في معظم الأوقات لا يكون التهاب الجلد التماسي مدعاة للقلق. ومع ذلك، يجب طلب العناية الطبية إذا كان الطفح الجلدي قريباً من العينين أو الفم، أو كان يغطي مساحة كبيرة من الجسم، أو أنه لم يتحسن بالعلاج المنزلي. يمكن للطبيب أن يصف كريم ستيروئيدي أقوى إذا كانت العلاجات المنزلية غير كافية لتهدئة البشرة.

كيف يمكنني الوقاية من التهاب الجلد التماسي؟

يمكن أن يساعد تجنب التعرض الأولي للمهيجات في تجنب حدوث هذا الالتهاب. إذا لم تكن متأكداً من سبب الطفح الجلدي، فاتبع الخطوات التالية:

  • شراء المنتجات التي تحمل علامة منخفض الحساسية “hypoallergenic”، أو خال من المواد المعطرة “unscented”.
  • امتنع عن ارتداء القفازات المطاطية إذا كنت تعاني من حساسية تجاه اللاتكس، اختر قفازات الفينيل بدلاً من ذلك.
  • ارتد قمصاناً طويلة الأكمام وسراويلاً عند التنزه في البرية.
  • إذا لاحظت تهيجاً بعد استعمال منتج جديد، فتوقف عن استخدامه على الفور.
  • إذا كنت تعلم أن لديك بشرة حساسة، فقم بإجراء اختبار موضعي عند استخدام أي منتجات جديدة، يمكنك تطبيق المنتج الجديد على مكان واحد على ساعدك من الجهة الداخلية، ثم غطِ المنطقة ولا تعرضها للماء أو الصابون، وتحقق من وجود أي رد فعل بعد 48 و 96 ساعة بعد التطبيق، إذا كان هناك أي احمرار أو تهيج فلا تستخدم المنتج.

الخلاصة

التهاب الجلد التماسي هو طفح جلدي أحمر اللون يسبب الحكة بسبب التلامس المباشر مع مادة أو رد فعل تحسسي تجاهها، هذه الطفح الجلدي ليس معدياً أو مهدداً للحياة، ولكنه قد يكون مزعجاً للغاية. بشكل عام، العديد من المواد يمكن أن تسبب مثل هذه التفاعلات، بما في ذلك الصابون ومستحضرات التجميل والعطور والمجوهرات والنباتات. يتوجب تحديد سبب رد الفعل وتجنبه، حتى يتم العلاج بنجاح. عند تجنب المادة المُسببة، فعادةً ما يختفي الطفح الجلدي في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع.

مصدر Triggers of contact dermatitis and how to treat it Contact Dermatitis What Is Contact Dermatitis?
اترك تعليقا