التهاب الكبد

(Hepatitis)

0

تحدث التهابات الكبد نتيجة أذية ما تصيب الخلايا الكبدية وتؤدي إلى التهابها. وغالباً ما تكون العدوى الفيروسية هي السبب في حدوث هذا الالتهاب.

لكن يمكن أن ينجم الالتهاب أيضاً عن الأمراض المناعية، أو التسمم بالأدوية أوتناول الكحول.

بعض حالات التهاب الكبد قد تُشفى عفوياً، فيما قد تتطور بعض الالتهابات إلى تليف (تندب) أو تشمع الكبد أو سرطان الكبد.

ما هي وظائف الكبد

تشريح-الكبد-البشري
كبد الانسان

يقع الكبد في الجانب العلوي الأيمن من الجسم، ويقوم بالعديد من الوظائف الضرورية لعمليات الاستقلاب في الجسم، بما في ذلك:

  • إنتاج بروتينات الدم مثل الألبومين، وعوامل التخثر.
  • تخزين الجليكوجين (شكل من أشكال السكر) والمعادن والفيتامينات (K, E, D, A ).
  • إنتاج الصفراء، الضرورية لهضم الدسم.
  • تنشيط الإنزيمات، وهي بروتينات متخصصة ضرورية لوظائف الجسم.
  • إفراز البيليروبين (أحد منتجات خلايا الدم الحمراء المتحللة).

ونظراً لكون عدوى الكبد الفيروسية هي السبب الأكثر شيوعاً لالتهابات الكبد، لا بدّ من التركيز عليها.

أنواع التهابات الكبد الفيروسية وطرق علاج كل منها

هناك خمس أنواع من التهابات الكبد الفيروسية، وهي تصنف بحسب الفيروس المُسبب وهي: التهاب الكبد A، B، C، D و E.

التهاب الكبد A هو مرض حاد وقصير الأمد، في حين أن التهابات الكبد B، C و D من المرجح أن تصبح التهابات مُزمنة. 

التهاب الكبد A

ينتقل التهاب الكبد A عادة عن طريق الطعام أو الماء الملوث. ويَكثُر حدوثه في العديد من البلدان، خاصةً في المناطق التي لا تتوفر فيها ظروف صحية جيدة.

التعب-الدائم

وتشمل أعراض الإصابة بالتهاب الكبد بشكل عام:

  • الشعور بالتوعك والتعب العام.
  • ألم البطن.
  • غثيان وإقياءات.
  • يرقان (اصفرار في العينين والجلد).
  • حَكة.
  • فقدان الشهية.
  • إسهال.

في كثير من الحالات لا تظهر على المصاب أي أعراض على الإطلاق. وعادة يحدث الشفاء بشكل كامل في غضون بضعة أسابيع إلى عدة أشهر. بعد ذلك، يتشكل لدى المريض مناعة ضد هذا النوع من الالتهاب.

لا تظهر أي أعراض عادة على الأطفال دون سن 6 سنوات.

في حالات نادرة، يمكن أن يكون التهاب الكبد A مميتاً. لكن ورغم ذلك، هناك الكثير من اللقاحات الآمنة والفعالة التي تحمي من هذا الفيروس.

العلاج

يتعافى معظم المصابون دون أي علاج. ولا يوجد علاج نوعي شافٍ لالتهابات الكبد A، لكن تساعد بعض التدابير في التخلص من الأعراض. يمكن أن يساعد تعويض السوائل، وتجنب الكحول في التعافي.

التهاب الكبد B

التهاب-الكبد-ب

تحدث العدوى بفيروس التهاب الكبد B، عن طريق الاتصال الجنسي غير المحمي مع شخص مصاب بالفيروس، أو عن طريق الحُقن (الإبر) الملوثة، أو باستخدام أدوات شخصية للمصاب مثل فرشاة الأسنان. كما قد ينتقل عن طريق الرضاعة الطبيعية من الأم المُصابة إلى طفلها.

تتشابه أعراضه مع أعراض الأنواع الأخرى من التهابات الكبد. وتشمل آلام البطن واليرقان.

ولحسن الحظ، يتوفر لقاح فعال، ساعد على انخفاض عدد الاصابات بشكل كبير حول العالم.

العلاج

أيضاً لا يوجد علاج شافي لهذا النوع من التهابات الكبد، ولكن يمكن أن تساعد الرعاية الداعمة في إدارة الأعراض.

في الحالات المزمنة، قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للفيروسات، مع مراقبة مستمرة لحدوث أي تضرر في نسيج الكبد.

15-25% من المصابين بـ التهاب الكبد المُزمن، قد يحدث لديهم مضاعفات خطيرة في الكبد مثل تشمع الكبد، وسرطان الكبد.

التهاب الكبد C

ينتقل أيضاً عن طريق الدم المُلوث بالفيروس. وأكثر المعرضون لخطر الإصابة العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يتعاملون مع الأدوات الحادة والأطفال الذين أصيبت أمهاتهم بالفيروس. بالإضافة إلى مدمني المخدرات الوريدية (التي يتم تناولها عن طريق الوريد).

في معظم الحالات لا تظهر أي أعراض على المصابين، حوالي نصف المصابين بالفيروس لا يعرفون أنهم مصابون به. ومع الأسف فهم قد ينقلوا العدوى إلى شخص آخر دون أن يدركوا ذلك.

العلاج

قد يتراجع بشل تلقائي في 25% من الحالات.

وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، لا يُعالج هذا النوع من التهابات الكبد إلا عندما يصبح مزمناً.

عندها، قد يصف الطبيب جرعة من الأدوية عن طريق الفم لمدة 8-12 أسبوع. 9 من كل 10 أشخاص، لا تعاود الأعراض بالظهور لديهم مرة أخرى بعد العلاج.

التهاب الكبد D

 شكل نادر وخطير من التهابات الكبد يحدث فقط بالتزامن مع عدوى التهاب الكبد B.  حيث لا يمكن أن يتكاثر فيروس التهاب الكبد D بدون وجود التهاب الكبد B.

يساعد الحصول على لقاح التهاب الكبد B في الوقاية من حدوث هذا النوع.

التهاب الكبد E

 ينتقل عن طريق ماء الشرب الملوث بالتمديدات الصحية (الصرف الصحي).

تم العثور على التهاب الكبد E بشكل رئيسي في المناطق التي تعاني من سوء شبكات الصرف الصحي.

يشفى هذا الالتهاب عادةً بشكل ذاتي، ويساعد تجنب الكحول والراحة لمدة كافية مع التغذية الجيدة في تسريع الشفاء. كما يمكن أن يكون هذا النوع خطيراً بشكل خاص عند النساء الحوامل.

التهابات الكبد غير الفيروسية

الكبد-الصحي-والدهني

التهابات الكبد المناعية الذاتية

أكثر شيوعاً عند النساء من الرجال، حيث يهاجم الجهاز المناعي للجسم نسيج الكبد مُسبباً التهاباً مستمراً في الكبد، يعطل هذا الالتهاب وظائف الكبد. وتعالج هذا الالتهابات عادةً باستخدام الستيروئيدات القشرية ( الكورتيزون)، خاصة في المراحل المبكرة من المرض، تكون هذه الأدوية فعالة بنسبة 80%.

قد تُستخدم أيضاً الأدوية المثبطة للمناعة لعلاج التهابات الكبد المناعية الذاتية.

التهابات الكبد الناجمة عن الإفراط في الكحول والسموم الأخرى

يمكن أن يؤدي الإفراط في استهلاك الكحول إلى تلف الكبد والتهابه. يشار إلى هذا النوع أحياناً باسم التهاب الكبد الكحولي. حيث يؤذي الكحول خلايا الكبد مباشرة.

بمرور الوقت، يمكن أن يسبب تخرباً في نسيج الكبد ويؤدي إلى حدوث مضاعفات غير قابلة للتراجع مثل تشمع الكبد، وفشل الكبد.

تشمل العوامل السامة الأخرى المُسببة لالتهابات الكبد الاستخدام المفرط أو الجرعات الزائدة من الأدوية والتعرض للسموم.

نصحة توعية:
ينبغي الامتناع عن تناول الكحول بشكل تام عند الإصابة بأي نوع من أنواع التهاب الكبد.

طرق تشخيص التهابات الكبد

تتشابه الأعراض بين أنواع التهابات الكبد المختلفة. ويمكن تحديد المُسبب للالتهاب بدقة باستخدام بعض الفحوصات، مثل:

  • اختبارات وظائف الكبد: يتم تقييمها من خلال فحص الدم. إذا لم تظهر أي علامات على الفحص البدني لمرض الكبد. قد تشير مستويات إنزيمات الكبد المرتفعة إلى وجود مشكلة في الكبد.
  • اختبارات الدم الأخرى: إذا كانت اختبارات وظائف الكبد غير طبيعية، فمن المحتمل أن يطلب طبيبك اختبارات دم أخرى لاكتشاف مصدر المشكلة. يمكن أن تتحقق هذه الاختبارات من الفيروسات التي تسبب التهابات الكبد. يمكن استخدامها أيضاً للتحقق من وجود الأجسام المضادة الشائعة في التهابات الكبد المناعية الذاتية.
  • الأمواج فوق الصوتية: لتقييم الكبد والأعضاء المجاورة له.
  • خزعة الكبد: يستخدم هذا الاختبار لأخذ عينات من أي مناطق في الكبد تبدو غير طبيعية. يتم ذلك من خلال إدخال إبرة عبر الجلد. عادةً ما يتم استخدام الموجات فوق الصوتية لتوجيه الطبيب عند أخذ عينة الخزعة.

الخلاصة

على الرغم من أنّ الكثير من التهابات الكبد قد تتراجع تلقائياً.

إلاّ أنّها في بعض الأحيان قد تستمر لفترات طويلة وتسبب مضاعفات مهددة للحياة إذا لم تعالج.

تساعد بعض الإجراءات في الوقاية من التهابات الكبد، مثل:

  • تجنب الكحول.
  • الالتزام بقواعد النظافة الشخصية.
  • الحصول على لقاحات التهاب الكبد المتوفرة.
  • تجنب التماس مع المصاب أو استخدام أدواته.
مصدر Hepatitis What's to know about viral hepatitis Viral Hepatitis: Prevention
اترك تعليقا