التهاب المرارة

(Cholecystitis)

0

المرارة هي عضو صغير كمثري الشكل، يقع في الجانب الأيمن من البطن بالقرب من الكبد. وتقوم المرارة بتخزين مفرزات الكبد والتي تسمى العصارة الصفراوية أو الصفراء الضرورية لهضم الدهون، ومن ثمّ إفرازها عبر القناة المرارية أو القناة الكيسية إلى الأمعاء. عند وجود أي عائق يمنع تدفق الصفراء نحو الأمعاء، تتراكم ضمن المرارة. مما يؤدي لحدوث تخريش وتهيج في جدارها مؤهباً لحدوث التهاب المرارة (Cholecystitis).

ما هي أسباب التهاب المرارة؟

تعتبر حصى المرارة التي تتشكل بسبب ترسب بعض المواد الموجودة في الصفراء مثل الكوليسترول والأصبغة الصفراوية، السبب الرئيسي لحدوث التهاب المرارة. حيث تغلق هذه الحصى القناة المرارية فتمنع تصريف الصفراء وتُحدث ركودة ضمن المرارة، الأمر الذي يؤدي لحدوث الالتهاب فيها.

المرارة

تشمل الأسباب الأخرى، ما يلي:

  • أذيات البطن، من رضوض أو إنتانات أو جراحة.
  • ضعف المناعة.
  • الصيام لفترات طويلة.
  • التهابات الأوعية.
  • الأورام التي تضغط على القناة المرارية وتمنع تصريف الصفراء، مثل أورام المرارة نفسها أو أورام البنكرياس والكبد.
  • زيادة نسبة الكوليسترول في المرارة، والتي يمكن أن تحدث أثناء الحمل أو بعد فقدان الوزن السريع.
  • انخفاض تدفق الدم إلى المرارة بسبب مرض السكري.

قد يحدث هذا الالتهاب بشكل مفاجىء مصحوباً بأعراض صارخة، وهذا ما يسمى التهاب المرارة الحاد. أو قد يكون الالتهاب موجود لفترة طويلة دون أن تظهر أي أعراض أو تظهر أعراض خفيفة فقط، وهذا هو التهاب المرارة المُزمن.

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

تشمل العوامل التي تزيد من خطر حدوث التهاب المرارة، ما يلي:

  • العمر: يزيد احتمال الإصابة عند الذين تجازوا الأربعين عاماً.
  • الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
  • التغيرات الهرمونية: الحمل والعلاج بالهرمونات يزيد معدل الإصابة.
  • البدانة (السُمنة).
  • فقدان الوزن السريع.
  • السكري.

أعراض التهاب المرارة

انتفاخ-البطن
انتفاخ البطن

تشمل أعراض الإصابة ما يلي:

  • ألم في الجانب العلوي الأيمن من البطن، يكون هذا الألم شديداً ومستمراً في حالات الالتهاب الحاد، ويزداد بالتنفس بالعميق. وقد ينتشر باتجاه الكتف الأيمن أو الظهر. بينما في الالتهاب المُزمن يكون الألم أخف وعلى شكل نوبات.
  • الحمى، عادةً تكون مرافقة للألم في الالتهاب الحاد.
  • النفخة أو انتفاخ البطن.
  • الغثيان والإقياء.
  • فقدان الشهية.

تزداد هذه الأعراض سوءاً بعد تناول الطعام الغني بالدسم.

مضاعفات التهاب المرارة

قد يسبب التهاب المرارة مضاعفات خطيرة إذا لم يعالج بالشكل المناسب.

حيث يؤدي الالتهاب المُزمن إلى تموت أنسجة المرارة وتلفها. وقد يحدث ثقب أو تمزق في المرارة نتيجة تراكم الصفراء، لتنتشر العدوى بعد ذلك وتصيب أعضاء أخرى، بما في ذلك البنكرياس (التهاب بنكرياس) أو الكبد (التهاب الكبد)، أو البطن ( التهاب بريتوان).

كيف يتم تشخيص التهاب المرارة؟

بعد الاستفسار عن التاريخ المرضي للمصاب وإجراء الفحص السريري، يقوم الطبيب بإجراء مجموعة من الفحوصات بغرض تأكيد التهاب المرارة أو استبعاد الحالات المرضية ذات الأعراض المشابهة.

بعض الفحوصات التي تستخدم للتشخيص:

  • فحص الدم: تترافق الالتهابات الحادة بارتفاع في نسبة خلايا الدم البيضاء.
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو): لتقييم وضع المرارة والكبد وتحري وجود حصى المرارة.
  • التصوير الطبقي المحوسب CT scan: الفحص الأكثر حساسية لتحديد سبب المشكلة.
  • تصوير الطرق الصفراوية الظليل: حيث يتم حقن كمية صغيرة من المواد المشعة تساعد في تحديد الانقباضات أو العوائق غير الطبيعية في المرارة والقنوات الصفراوية.
  • تصوير الطرق الصفراوية الراجع: يتم إدخال المنظار من الفم وصولاً إلى الأمعاء من ثم الأقنية الصفراوية.

العلاج

حصى-المرارة
حصى المرارة

يحتاج المرضى خاصة في الحالات الحادة، إلى علاج ضمن المستشفى ويتضمن العلاج:

  • منع الطعام أو الشراب بشكل تام عن طريق الفم وتغذية المريض عن طريق السوائل الوريدية.
  • إعطاء مسكنات للألم ومضادات حيوية.
  • الأدوية التي تساعد على تفتيت حصى المرارة، في حال كانت الحصى هي المُسبب للالتهاب.
  • استئصال المرارة تعتبر أكثر طرق علاج التهاب المرارة شيوعاً، خاصة في حالات الالتهاب المتكرر.

يتم استئصال المرارة إمّا بالطريقة التقليدية عبر جراحة البطن، أو باستخدام المنظار.

قد يحتاج بعض المرضى إلى جراحة إسعافية لاستئصال المرارة. في حال وجود خمج أو عدوى لدى المريض تمنع الجراحة، قد يقوم الطبيب بتفريغ الصفراء المتراكمة عبر أنبوب أو قثطرة تدخل عبر الجلد بهدف تخفيف الأعراض.

ما بعد جراحة المرارة

حسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS، يستطيع معظم الأشخاص الذين أجروا استئصال مرارة باستخدام المنظار مغادرة المستشفى في نفس يوم العملية. عادةً ما يستغرق الأمر حوالي أسبوعين للعودة إلى أنشطتك العادية.

بعد الجراحة المفتوحة أو استئصال المرارة عبر شق البطن، ستضطر عادةً إلى البقاء في المستشفى لمدة 3 إلى 5 أيام، وستكون فترة تعافيك أطول.

قد يستغرق الأمر حوالي 6 إلى 8 أسابيع للعودة إلى أنشطتك الطبيعية. احرص على الالتزام بتوصيات ما بعد الجراحة بشكل تام، والتي تتضمن:

  • احصل على قسط وافر من الراحة.
  • تناول نظام غذائي قليل الدسم مع وجبات صغيرة الحجم عدة مرات في اليوم.
  • اشرب كمية كافية من السوائل.
  • تجنب رفع الأثقال.
  • راقب حدوث أي تغير مكان الجرح ( الاحمرار وخروج المفرازات من الجرح قد تشير دليل على تلوث الجرح).

كيف يمكن الوقاية من التهاب المرارة؟

تمارين-رياضية-خفيفة

يمكن باتباع التدابير التي تُقلل من تشكل حصى المرارة، الوقاية من حدوث التهاب المرارة الناجم عنها.

وتشمل تلك التدابير مايلي:

  • اتباع النظام الغذائي قليل الدهون.
  • تخفيف الوزن، لأن البدانة تزيد خطر تشكل حصى المرارة. (مع تجنب فقدان الوزن السريع).
  • ممارسة التمارين الرياضية البسيطة على الأقل نصف ساعة يومياً، تساعد الرياضة في الوقاية من الإمساك التالي للجراحة، وتسرع من عملية التعافي.

نصيحة توعية:

إذا شعرت بأنّك غير قادر على القيام بأي تمارين بشكل يومي، قم بالمشي يومياً لفترة قصيرة، على أن تزيد من مدة المشي بالتدريج كل يوم.

الخلاصة

التهاب المرارة شائع الحدوث، وأفضل وسيلة لتجنب حدوثه هي الالتزام بالتدابير التي تقلل من تشكل حصى المرارة. إذا كنت تعاني من حصى المرارة وظهرت لديك أعراض الالتهاب، لا تتردد في طلب الاستشارة الطبيّة، قد يسبب لك مضاعفات خطيرة إذا ترك بدون علاج.

مصدر Cholecystitis What to know about cholecystitis? Chronic Cholecystitis
اترك تعليقا