الجرب

Scabieis

0

الجَرَب ليس عدوى، ولكنه عبارة عن مرض ناجم عن غزو العث الصغير والذي يسمى القارِمَةُ الجَرَبِيَّة (Sarcoptes scabiei) للجلد. عندما يحفر العث ويضع البيض داخل الجلد، تؤدي الإصابة إلى حكة شديدة وطفح جلدي. وهي حالة شديدة العدوى يمكن أن تنتقل بسهولة من شخص إلى آخر من خلال التلامس المباشر مع الجلد، وعلى الرغم من ذلك، الجرب ليس مرضاً ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.

يصيب الجرب ملايين الأشخاص من مختلف الأجناس والأعمار مهما كانت أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية. وبما أنه مُعدي جداً، عادةً ما يوصي الأطباء بالعلاج لكل من هو على اتصال بشكل متكرر مع الشخص المصاب بالجرب. يمكن أن يساعدك التعرف على لدغات الجرب والطفح الجلدي الأحمر المميز في الحصول على العلاج بشكل أسرع.

3 حقائق هامة عن الجرب

  1. يحتاج عث الجرب إلى غزو الجلد للتغذية والبقاء على قيد الحياة، ولكنه قادر على العيش بدون مضيف بشري لمدة 48 إلى 72 ساعة.
  2. الطفح الجلدي والحكة التي يعاني منها المصابون هي نتيجة رد فعل الجسم التحسسي تجاه العث وبيوضه والفضلات التي ينتجها.
  3. الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بالجرب المتقشر هم الذين يعانون من نقص المناعة، بالإضافة لكبار السن.

ما هي أسباب الجرب ؟

العث

يحدث الجَرَب نتيجة لتفشي العث الصغير ذو الثمانية أرجل. هذه الحشرات صغيرة جداً لدرجة أنك لا تستطيع رؤيتها على جلدك، ولكن يمكنك بالتأكيد رؤية آثارها. بعد أن تختبئ تحت الجلد، تضع أنثى عث الجرَب بيضها في النفق الذي أنشأته. بمجرد الفقس، تتحرك اليرقات إلى سطح الجلد وتنتشر عبر الجسم أو إلى مُضيف آخر من خلال الاتصال الجسدي الوثيق. البشر ليسوا النوع الوحيد الذي يتأثر بالعث، حيث يمكن أيضاً أن تصاب الكلاب والقطط. ومع ذلك، فإن كل نوع يستضيف نوعاً مختلفاً من العث.

في الواقع، يعتبر الجرب شديد العدوى وينتشر عن طريق التلامس المباشر من الجلد إلى الجلد أو باستخدام منشفة أو فراش أو أثاث موبوء بالعث. وبالتالي فإن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة هم:

  • الأطفال في دور الحضانة أو المدرسة.
  • آباء الأطفال الصغار (الأهل).
  • الشباب النشطون جنسياً و الذين لديهم شركاء جنسيين متعددين.
  • كبار السن.
  • الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، بما في ذلك المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، ومتلقي زرع الأعضاء، وغيرهم ممن يتناولون أدوية مثبطة للمناعة.

ما هي أعراض الجرب ؟

اعراض-الجرب

وفقاً لمراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض CDC يستغرق ظهور الأعراض – في المرة الأولى التي يتعرض فيها الشخص لعث الجرب – فترة قد تزيد عن أسبوعين وقد تصل إلى ستة أسابيع. وتصبح هذه المدة أقصر بشكل ملحوظ في حالات الإصابة اللاحقة بالجرب، حيث يكون رد فعل الجهاز المناعي للجسم أسرع، وتظهر الأعراض عادةً خلال يوم إلى أربعة أيام.

بصورة شاملة، تتضمن علامات الجرب وأعراضه كل مما يلي:

  • الحكة: أكثر الأعراض شيوعاً، وغالباً ما تكون أسوأ في الليل ويمكن أن تكون شديدة.
  • الطفح الجلدي: عندما يخترق العث الجلد، فإنه يشكل مسارات أو خطوط (جحور)، والتي توجد بشكل شائع في ثنيات الجلد، وتشبه خلايا النحل أو اللدغات أو العُقد أو البثور أو بقع الجلد المتقشرة. كما قد تظهر بعض البثور أيضاً.
  • التقرحات: تحدث في المناطق الموبوءة حيث يقوم الشخص بخدش الجلد. يمكن أن تؤدي التقرحات المفتوحة إلى الإصابة بالقوباء، والتي تحدث عادةً بسبب العدوى الثانوية بالمكورات العنقودية الذهبية.
  • القشور السميكة: الجرب المتقشر، والمعروف أيضاً باسم الجرب النرويجي، هو شكل من أشكال هذا المرض الشديد حيث تتواجد مئات الآلاف من العث وبيض العث داخل قشور الجلد، مما يسبب أعراضاً جلدية شديدة.

في أغلب الأحيان، تظهر على المصابين بالجرب المتقشر قشور رمادية وسميكة ومتفتتة. يمكن أن يعيش العث داخل القشور المنفصلة لمدة تزيد عن أسبوع دون الحاجة إلى اتصال بشري بسبب الطعام الذي توفره القشور نفسها. تتضمن المناطق الأكثر شيوعاً للإصابة لدى البالغين والأطفال الأكبر سناً ما يلي:

  • بين الأصابع.
  • حول الأظافر.
  • الإبطين.
  • محيط الخصر.
  • الأجزاء الداخلية من الرسغين.
  • الوجه الداخلي للمرفق. أخمص القدمين.
  • الثديين، وخاصة المناطق المحيطة بالحلمات.
  • الأعضاء التناسلية الذكرية.
  • الأرداف.
  • الركبتين.
  • لوح الكتف.

يعاني الرضع والأطفال الصغار من الإصابة في مناطق أخرى من الجسم مثل:

اعراض-الجرب-لدى-الاطفال

  • فروة الرأس.
  • الوجه.
  • الرقبة.
  • راحتي اليدين.
  • أخمص القدمين.

يصاب الأطفال أحياناً بغزو واسع النطاق، ويغطي غالبية الجسم. يميل الأطفال المصابون بالجرب إلى إظهار أعراض التهيج وصعوبات في النوم والأكل.

التشخيص

يستطيع الطبيب تشخيص الحالة ببساطة عن طريق إجراء فحص بدني وفحص المنطقة المصابة من الجلد. في بعض الحالات، قد يقوم الطبيب بتأكيد التشخيص عن طريق إزالة العث من الجلد بإبرة. إذا تعذر العثور على العث بسهولة، فسيقوم الطبيب بكشط جزء صغير من الجلد للحصول على عينة من الأنسجة، وفحص هذه العينة تحت المجهر للتأكد من وجود عث الجرب أو بيضها.

يمكن أن يساعد اختبار حبر الجرب (أو اختبار Burrow Ink) في اكتشاف المسارات المحفورة في جلدك الناتجة عن العث. وذلك بإسقاط الحبر من قلم حبر على منطقة من الجلد يبدو أنها موبوءة، ثم مسح الحبر. أي حبر يسقط في الأنفاق المحفورة سيبقى واضحاً للعين المجردة، ويعتبر ذلك مؤشراً على الإصابة.

علاج الجرب

يتضمن العلاج المراهم الطبية والكريمات والمستحضرات التي يمكن وضعها مباشرة على الجلد، بالإضافة إلى الأدوية الفموية. ويفضل تطبيق الدواء ليلاً حيث يكون العث أكثر نشاطاً. قد يكون من الضروري علاج كل الجلد من الرقبة إلى الأسفل. ويمكن غسل الدواء في صباح اليوم التالي.

قد تحتاج إلى تكرار العلاج الموضعي في غضون سبعة أيام. تشمل بعض الأدوية الشائعة المستخدمة في العلاج:

  • كريم بيرمثرين بتركيز 5% (permethrin cream)
  • بِينزُوات البِينْزيل أو بينزال 25% (benzyl benzoate lotion)
  • مرهم الكبريت بنسبة 10% (sulfur ointment)
  • كريم كروتاميتون 10% (crotamiton cream)
  • كريم ليندان 1% (lindane lotion)

قد يصف الطبيب أيضاً أدوية إضافية لتخفيف بعض الأعراض المزعجة، وتشمل هذه الأدوية كل مما يلي:

  • مضادات الهيستامين: بينادريل (Benadryl) أو براموكسين (pramoxine lotion) للسيطرة على الحكة.
  • المضادات الحيوية لقتل أي التهابات تتطور نتيجة حك الجلد باستمرار.
  • كريمات الستيروئيد لتخفيف التورم والحكة.

قد تكون هناك حاجة إلى استخدام علاج أقوى مثل إيفيرمكتين (ivermectin) في حالات الإصابة بالجرب الشديد أو المنتشر، يعطى قرص عن طريق الفم في الحالات التالية:

  • عدم ملاحظة أي تحسن في الأعراض بعد العلاج الأولي.
  • الإصابة بالجرب المتقشر.
  • الجرب الذي يغطي معظم الجسم.

العلاج بالكبريت

الكبريت هو عنصر مستخدم في العديد من أدوية وعلاجات الجرب التي تُعطى من خلال وصفة طبية فقط. ويمكنك أيضاً شراء الكبريت دون وصفة طبية واستخدامه كصابون أو مرهم أو شامبو أو سائل لعلاج الجرب. خلال الأسبوع الأول من العلاج، قد يبدو الأمر كما لو أن الأعراض تزداد سوءاً. بعد الأسبوع الأول، ستلاحظ حكة أقل، ويجب أن تتعافى تماماً بحلول الأسبوع الرابع من العلاج. الجلد الذي لم يلتئم في غضون شهر قد يظل مصاباً بعث الجرب. من المهم أن تتذكر أن “حكة ما بعد الجرب” يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى شهر واحد.

علاجات طبيعية للجرب

زيوت-ومستحضرات-عناية-طبيعية

تُظهر العلاجات المنزلية لهذا المرض بعض الأمل في تخفيف أعراض الإصابة وقتل العث الذي يُسبب الأعراض غير المريحة. يمكن أن تسبب بعض علاجات الجرب التقليدية آثاراً جانبية غير مرغوب فيها، مثل الإحساس بالحرقان على الجلد والاحمرار والتورم وحتى التنميل أو الوخز. في حين أن هذه الأعراض عادةً ما تكون مؤقتة، إلا أنها قد تكون مزعجة جداً. وتشمل العلاجات الطبيعية الشائعة للجرب ما يلي:

  • زيت شجرة الشاي: قد يعالج زيت شجرة الشاي المرض، كما أنه يخفف الحكة ويساعد في القضاء على الطفح الجلدي. لكنه لن يعمل بشكل جيد مع أنواع العث الذي يحفر أنفاقاً في الجلد.
  • جل الصبار: يُعرف هذا الجل بقدرته على تخفيف تهيج الجلد وحرقه، ولكن وجدت دراسة صغيرة أن الصبار كان ناجحاً تماماً مثل العلاج الموصوف في علاج الجرب. فقط تأكد من شراء الصبار النقي، وليس منتجاً منقوعاً أو ممزوجاً بالصبار.
  • كريم كابسيسين (Capsaicin): على الرغم من أنًها لن تقتل العث، إلا أن كريمات الكابسيسين (Capsaicin) المصنوعة من فلفل كايين الحار قد تخفف الألم والحكة عن طريق إزالة حساسية الجلد من اللدغات والحشرات المزعجة.
  • الزيوت الأساسية: زيت القرنفل هو قاتل طبيعي للحشرات، لذلك من المنطقي أن يقتل العث عند تطبيقه. يمكن أن يكون للزيوت الأساسية الأخرى، بما في ذلك زيت اللافندر وزيت الليمون وزيت جوزة الطيب، بعض الفوائد في علاج الجرب.
  • الصابون: المكونات النشطة من لحاء وأوراق وبذور شجرة النيم التي تعرف باسم الأزداريشتا الهندي (neem tree) قد تقتل العث الذي يسبب الجرب. في الحقيقة، كل من الصابون والكريمات والزيوت المصنوعة من مستخلص هذه الشجرة قد يساعد في توجيه ضربة قاتلة إلى العث.

المضاعفات

يمكن للخدش الشديد أن يخرش الجلد ويسمح بحدوث عدوى بكتيرية ثانوية، مثل القوباء. القوباء هي عدوى سطحية تصيب الجلد وتحدث غالباً بسبب بكتيريا المكورات العنقودية أو المكورات العقدية.

قد تكون بعض الفئات معرضة لخطر الإصابة بالنوع الشديد من الجرب، الذي يسمى الجرب المتقشر، بما في ذلك:

  • المُضعفون مناعياً (فيروس نقص المناعة البشرية أو ابيضاض الدم المزمن).
  • مرضى المستشفيات.
  • كبار السن في دور رعاية المسنين.

الوقاية من الجرب

لمنع تكرر الإصابة وانتشارها، اتبع الخطوات التالية:

  • اغسل أو جفف جميع الملابس، والمناشف، والبياضات، باستخدام الماء الساخن والصابون وجفف على درجة حرارة عالية.
  • ضع الأشياء التي لا يمكن غسلها في كيس بلاستيكي مغلق لمدة أسبوع إلى عدة أسابيع لتجويع العث.
  • قم بتنظيف المنزل بالكامل في يوم بدء العلاج، بما في ذلك السجاد والمفروشات، وتخلص من الكيس أو نظف علبة المكنسة الكهربائية تماماً.

الخلاصة

الجرب معدي ويمكن أن ينتشر بسهولة من شخص لآخر من خلال الاتصال الجسدي الوثيق. وبالتالي يتفشى هذا الوباء في منزل الأسرة أو دور الحضانة أو المدارس أو دار رعاية المسنين أو السجن. إذا كنت تعالج الجرب، فيمكنك توقع استمرار الحكة والحرقان الناجمين عن الطفح الجلدي لعدة أسابيع بعد بدء العلاج. وذلك لأن البيض ونفايات العث لا تزال في جلدك، حتى لو مات العث.

مصدر Everything You Need to Know About Scabies What does scabies look like? Scabies Slideshow: Symptoms, Cause, and Treatments
اترك تعليقا