الزنك : كل ما تحتاج لمعرفته عن هذا المعدن الضروري

يُعدُّ الزّنك من المعادن الأساسيّة التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه العديدة

0

الزنك هو عنصر غذائي يلعب العديد من الأدوار الحاسمة في جسمك. ولأن جسمك لا ينتجه بشكل طبيعي، فيجب الحصول على هذا المعدن إما من خلال الطعام أو عن طريق المكملات الغذائية.

تشرح هذه المقالة كل ما تحتاج إلى معرفته عن الزنك، بما في ذلك وظائفه، فوائده الصحية، والجرعات الموصى بها، إلى جانب الآثار الجانبية المحتملة.

 

ما هو الزنك ؟

ما-هو-الزنك

يعتبر الزّنك من العناصر الغذائية الأساسية، مما يعني أن جسمك لا يستطيع إنتاجه أو تخزينه. لهذا السبب، يجب أن تحصل عليه من خلال نظامك الغذائي بشكل مستمر. وهو ضروري للعديد من العمليات في جسمك، بما في ذلك:

  • التعبير الجيني.
  • التفاعلات الأنزيمية.
  • الوظيفة المناعية.
  • تركيب البروتين.
  • تركيب الحمض النووي DNA.
  • التئام الجروح.
  • النمو.

 

يوجد الزنك بشكل طبيعي في مجموعة واسعة من الأطعمة النباتية والحيوانية على حد سواء. أما الأطعمة التي لا تحتوي بشكل طبيعي على هذا المعدن، مثل حبوب الإفطار والوجبات الخفيفة ودقيق الخبز، فيتم تَدْعِيمُها بأشكال صناعية منه.

يمكنك أيضاً تناول مكملات الزنك الغذائية أو المكملات الغذائية متعددة المغذيات التي تحتوي عليه. وبسبب دوره في وظيفة المناعة، يضاف الزنك أيضاً إلى بعض البخاخات الأنفية، وحبوب المص، وإلى العلاجات الطبيعية الأخرى لنزلات البرد.

 

“الزنك معدن أساسي لا يقوم جسمك بانتاجه. يدعم النمو وتركيب الحمض النووي DNA والوظيفة المناعية وغيرها”

 

دور الزنك في جسدك

الزّنك معدن ضروري يستخدمه الجسم بطرق لا حصر لها. في الواقع، الزنك هو ثاني أكثر المعادن النادرة وفرة في الجسم – بعد الحديد – وهو موجود في كل خلية. إلى جانب أنه ضروري لنشاط أكثر من 300 من الإنزيمات التي تساعد في الاستقلاب، الهضم، وظيفة الأعصاب، والعديد من العمليات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فهو ضروري أيضاً لوظيفة الخلايا المناعية. كما أن هذا المعدن يلعب دوراً أساسياً في كل من صحة الجلد، تركيب الحمض النووي DNA، وإنتاج البروتين.

ما هو أكثر من ذلك، أن نمو الجسم وتنميته يعتمدان على الزنك نظراً لدوره في نمو الخلايا وانقسامها. وأيضاً، فالزنك مطلوب جداً لـ حاستي الذوق والشم. وذلك لأن أحد الإنزيمات الضرورية جداً لسلامة الذوق والشم يعتمد على هذا المغذي. لذلك، يمكن أن يقلل عوز أو نقص الزّنك من قدرتك على التذوق أو الشم.

 

“الزنك ضروري لكل من نمو الخلايا وانقسامها، والوظيفة المناعية، و التفاعلات الإنزيمية، وتركيب الحمض النووي DNA وإنتاج البروتين”

 

الفوائد الصحية

في الحقيقة، تُبين الأبحاث أن للزنك فوائد صحية عديدة. أدناه تجد أهمها.

يعزز نظام المناعة

جهاز-المناعة

يساعد الزنك في الحفاظ على قوة الجهاز المناعي. ولأن هذا المعدن ضروري لوظيفة الخلايا المناعية وإشارات الخلايا، فيمكن أن يؤدي عوزه إلى ضعف الاستجابة المناعية. كما يحفز تناول مكملات الزنك الغذائية أنواعاً محددة من الخلايا المناعية و يقلل من الإجهاد التأكسدي. 

على سبيل المثال، أظهرت مراجعة لـ7 دراسات أن تناول 80-92 ملغ يوميا من الزنك قد يقلل مدة نزلات البرد بنسبة تصل إلى 33٪.

علاوة على ذلك، يقلل تناول مكملات الزنك الغذائية من خطر العدوى ويعزز الاستجابة المناعية لدى كبار السن.

 

يُسرِّع من التئام الجروح

التئام-الجروح

يُستخدم الزنك في المستشفيات كعلاج للحروق وبعض القروح وإصابات الجلد الأخرى. وذلك لأن هذا المعدن يلعب أدواراً حاسمة في تركيب الكولاجين، وفي الوظيفة المناعية و الاستجابة الالتهابية (أي استجابة الجسم للالتهابات)، فهو ضروري لشفاء أفضل. 

في الواقع، تحتوي بشرتك على نسبة مرتفعة نسبياً – حوالي 5٪ – من محتوى الزنك في جسمك. وفي حين أن عوز الزّنك يمكن أن يبطئ التئام الجروح، فإن تناول مكملات الزّنك يمكن أن يُسرِّع شفاء المصابين بالجروح.

على سبيل المثال، في دراسة لمدة 12 أسبوعاً أجريت على 60 شخصاً مصابا بتقرحات القدم الناتجة عن مرض السكري، حظي أولئك الذين عولجوا بـ200 ملغ من الزنك يومياً بانخفاض كبير في حجم القرحة مقارنة بالأفراد الذين تناولوا الدواء الوهمي (Placebo).

 

قد يقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض المرتبطة بالعمر

قد يقلل الزنك بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر، مثل الالتهاب الرئوي والعدوات والضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD). كما قد يخفف من الإجهاد التأكسدي ويحسن الاستجابة المناعية من خلال تعزيز نشاط الخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية، والتي تساعد على حماية جسمك من العدوات.

على وجه الخصوص، لاحظ كبار السن بعد تناول مكملات الزنك الغذائية تحسناً في استجابة أجسامهم لـ لقاحات الإنفلونزا، وأصبحوا أقل عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي، كما و لاحظوا تحسناً في أدائهم العقلي.

في الواقع، بينت إحدى الدراسات أن تناول 45 ملغ يومياً من الزنك قد يقلل من معدل الإصابة بالعدوات لدى كبار السن بنسبة 66٪ تقريباً. بالإضافة إلى ذلك، في دراسة واسعة أجريت على أكثر من 4200 شخص، قلل التناول اليومي للمكملات الغذائية الحاوية على مضادات الأكسدة فيتامين E وفيتامين C وبيتا كاروتين، بالإضافة إلى 80 ملغ من الزّنك من ضعف البصر وقلل بشكل كبير من خطر الإصابة ب الضمور البقعي (AMD) المتقدم.

 

قد يساعد في علاج حب الشباب

حب-الشباب-

حب الشباب هو مرض جلدي شائع ويقدر أنه يؤثر على ما يصل إلى 9.4٪ من سكان العالم. العوامل التي تسببه هي انسداد الغدد الدهنية، بالإضافة إلى البكتيريا والالتهابات. وتشير الدراسات إلى أن علاجات الزّنك الموضعية و الفموية يمكن أن تعالج حب الشباب بشكل فعال عن طريق الحد من الالتهاب، وتثبيط نمو بكتيريا حب الشباب (P. acnes) وتثبيط نشاط الغدد الدهنية.

بصفة عامة، تميل نسب الزنك لأن تكون منخفضة لدى المصابين بحب الشباب. لذلك، قد تساعد المكملات الغذائية في تخفيف الأعراض.

 

يخفف الالتهابات

يقلل الزنك من الإجهاد التأكسدي كما يقلل من مستويات بعض البروتينات الالتهابية في جسمك. ويؤدي الإجهاد التأكسدي إلى الالتهابات المزمنة، وهي عوامل مساهمة في مجموعة واسعة من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان وتدهور الصحة العقلية.

في دراسة أجريت على 40 فرداً من كبار السن، شهد أولئك الذين تناولوا 45 ملغ من الزنك يومياً انخفاضاً أكبر في المؤشرات الالتهابية من المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.

 

“قد يخفف الزنك الالتهابات بشكل فعال، يعزز صحة المناعة، يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر، يسرع التئام الجروح، ويخفف من أعراض حب الشباب”

 

أعراض عَوَز أو نقص الزنك

على الرغم من أن عَوَز الزّنك الحاد شديد النُدرة، إلا أنه يمكن أن يصيب كل من:

  • الأشخاص الذين يعانون من طفرات جينية نادرة
  • الرضع الذين لا تحتوي أجساد أمهاتهم على ما يكفي من الزنك 
  • الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول وأي شخص يتناول بعض الأدوية المثبطة للمناعة

وتشمل أعراض عَوَز الزنك الحاد ضعف النمو وتأخر النضج الجنسي والطفح الجلدي والإسهال المزمن وضعف التئام الجروح والمشكلات السلوكية. أما الأشكال المعتدلة لنقص الزنك فتعتبر أكثر شيوعاً، وخاصة عند الأطفال في البلدان النامية حيث تفتقر الأنظمة الغذائية غالباً إلى العناصر الغذائية المهمة. حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 2 مليار شخص حول العالم يعانون من نقص الزنك بسبب عدم كفاية المدخول الغذائي.

ونظراً لأن عوز الزنك يُضعف جهاز المناعة لديك – الأمر الذي يزيد من فرص الإصابة بالعدوى – يُعتقد أنه يتسبب في أكثر من 450.000 حالة وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة كل عام.

والأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بنقص الزنك هم: 

الحوامل-عوز-الزنك

  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي مثل داء كرون.
  • النباتيون والخُضريين.
  • النساء الحوامل والمرضعات.
  • الرضع الأكبر سناً الذين لا يتناولون أي غذاء آخر عدا حليب أمهاتهم لأول 6 أشهر من حياتهم.
  • الأشخاص المصابون بفقر الدم المنجلي.
  • الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية أو الشَرَه المرضي.
  • المرضى المصابين بالفشل الكلوي المُزمن.
  • أولئك الذين يتعاطون الكحول.

 

أما أعراض عوز الزنك الطفيف فتشمل: 

  • الإسهال 
  • ضعف المناعة 
  • ترقق الشعر 
  • قلة الشهية 
  • اضطرابات في المزاج 
  • جفاف الجلد 
  • مشاكل في الخصوبة 
  • ضعف التئام الجروح

في الحقيقة، يصعب اكتشاف عوز الزنك باستخدام الاختبارات المخبرية. وبالتالي، قد تكون مصاباً به حتى إذا كانت الاختبارات تشير إلى مستويات طبيعية. نتيجة لذلك، يأخذ الأطباء بعين الاعتبار عوامل خطر أخرى، مثل سوء التغذية والعوامل الوراثية، إلى جانب نتائج تحليل الدم لتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى تناول المكملات الغذائية.

 

“عوامل الخطر لعوز الزنك تشمل عدم كفاية المدخول الغذائي من هذا المعدن، وسوء امتصاصه في الجسم، وإدمان الكحول، والطفرات الجينية، والشيخوخة”

 

المصادر الغذائية

محار-بحري

العديد من الأطعمة الحيوانية والنباتية غنية بالزنك بشكل طبيعي، مما يُسهّل على معظم الناس استهلاك كميات كافية من هذا المعدن الهام. وتتضمن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الزنك ما يلي: 

  • القشريات البحرية: المحار، سرطان البحر، بلح البحر، الكركند والبطلينوس (المحار الملزمي).
  • اللحوم: لحم البقر، لحم العجل، لحم الحمل والبايسون.
  • الدواجن: الديك الرومي و الدجاج.
  • الأسماك: السمك المفلطح والسردين و السلمون.
  • البقوليات : الحمص، العدس، الفاصوليا السوداء، الفاصوليا، إلخ.
  • المكسرات والبذور: بذور اليقطين، الكاجو، بذور القنّب، إلخ.
  • منتجات الألبان: الحليب واللبن والجبن.
  • البيض.
  • الحبوب الكاملة: الشوفان والكينوا والأرز البني، إلخ .
  • بعض الخضروات: الفطر واللفت والبازلاء والهليون وأوراق الشمندر.

في الحقيقة، تحتوي المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم والقشريات البحرية، على كميات كبيرة من الزنك وبشكل يمتصه جسمك بسهولة. وضع في اعتبارك أن الزنك الموجود في المصادر النباتية مثل البقوليات والحبوب الكاملة يُمتص بكفاءة أقل بسبب محتواها من المركبات النباتية الأخرى التي تمنع الامتصاص.

وفي حين أن العديد من الأطعمة تحتوي على نسبة عالية من الزنك بشكل طبيعي، فإن بعض الأطعمة، مثل حبوب الإفطار الجاهزة للأكل ودقيق الخَبز، تكون مُدَّعمة بهذا المعدن.

 

“يوجد الزنك بشكل طبيعي في الأطعمة مثل القشريات البحرية واللحوم والدواجن ومنتجات الألبان. كما يُضاف صناعياً إلى الأطعمة الأخرى، مثل حبوب الإفطار ودقيق القمح”

 

السُمية و توصيات الجرعات

مثلما يمكن أن يسبب عوز الزنك مضاعفات صحية وآثار سلبية، يمكن أن يؤدي الإفراط في تناوله أيضاً إلى آثار جانبية سلبية. ويعتبر السبب الأكثر شيوعاً للتسمم بالزنك هو تناول كميات كبيرة منه عن طريق المكملات، و هو الأمر الذي يمكن أن يُسبب أعراضاً حادة ومزمنة على حد سواء.

تشمل أعراض التسمم بالزنك كل مما يلي: 

  • غثيان وتقيؤ.
  • فقدان الشهية.
  • الإسهال.
  • المغص.
  • الصداع.
  • ضعف المناعة.
  • انخفاض مستويات الكوليسترول الحميد “HDL”.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب تناول كميات كبيرة من الزنك عوزاً في العناصر الغذائية الأخرى. على سبيل المثال، يمكن أن يتداخل تناول كميات كبيرة من الزنك لفترة طويلة مع امتصاص النحاس والحديد. حيث لوحظ انخفاض في مستويات النحاس لدى الأشخاص الذين تناولوا جرعات عالية بشكل معتدل فقط من الزنك – 60 ملغ في اليوم – لمدة 10 أسابيع.

 

الجرعات الموصى بها من الزنك

لتجنب الاستهلاك المفرط، ابتعد عن مكملات الزنك مرتفعة الجرعة ما لم يوصى بها الطبيب. فالمدخول اليومي القياسي (RDI) للزنك هو 11 ملغ للرجال البالغين و 8 ملغ للنساء البالغات. ويجب أن تستهلك النساء الحوامل والنساء المرضعات 11 و 12 ملغ في اليوم على التوالي.

ما لم يكن هناك حالة طبية تعوق الامتصاص، فينبغي أن تحصل على المدخول اليومي القياسي الموصى به (RDI) للزنك بسهولة من خلال النظام الغذائي وحده. الحد الأقصى المسموح به يبلغ 40 ملغ في اليوم. ومع ذلك، لا ينطبق هذا على الأشخاص الذين يعانون من عوز الزنك، والذين قد يحتاجون إلى تناول جرعات مرتفعة من المكملات الغذائية.

إذا كنت تتناول المكملات الغذائية، فاختر أشكالًا قابلة للامتصاص مثل سترات أو غلوكونات الزنك. وابتعد عن أكسيد الزّنك الذي يُمتص بشكل سيئ.

 

“قد يسبب التسمم بالزنك الإسهال والصداع وتشنجات البطن وضعف المناعة. كما يمكن لمعظم الناس الحصول على الجرعة اليومية من الزنك من خلال النظام الغذائي وحده”

 

الخلاصة

الزنك ضروري لتركيب الحمض النووي DNA، ولوظيفة المناعة، و للاستقلاب والنمو. وقد يخفف هذا المعدن الالتهابات، ويقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض المرتبطة بالعمر.

في الواقع، يحصل معظم الأشخاص على الـمدخول اليومي القياسي الموصى به من الزنك، والبالغ 11 ملغ للرجال و 8 ملغ للنساء، من خلال النظام الغذائي. ولكن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض تخفض امتصاص الزّنك قد يحتاجون إلى تناول المكملات الغذائية. ونظراً لأن تناول جرعات عالية من هذه المكملات يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، فمن المهم الالتزام بالتوصيات وتناول هذه المكملات عند الضرورة فقط.

مصدر ods Pmc Pub Med
اترك تعليقا