الساد (الماء الأبيض)

مرض الساد أو الماء الأبيض (Cataract)

0

يعتبر الساد أو الماء الأبيض في العين (Cataract) من أشيع الأمراض العينية المسببة لفقدان البصر بعد عمر الأربعين. وهي عبارة عن مناطق من الغَباشة التي تتشكل ضمن عدسة العين، فتمنعها من إيصال صورة واضحة نحو الشبكية ويصبح بَصر المريض غائماً فيفقد القدرة على القراءة أو رؤية تفاصيل الأشياء.

يتطور السادّ ببطء عند المريض ليفقد بصره تدريجياً أو يمكن أن يظهر بشكل مفاجئ في بعض الحالات. كما يمكن أن تصاب كِلا العينين، ولكن أحدهما تَسبق الأخرى. وتتأثر الرؤية للمسافات البعيدة بشكل كبير عند المريض.

ما هي أشيع أعراض الساد ؟

الساد-الماء-الأبيض

تشبه الإصابة بالماء الأبيض النظر عبر نافذة غير نظيفة نحو الخارج. ويعاني المصابون من الأعراض التالية:

  • رؤية ضبابية
  • صعوبة في الرؤية ليلاً.
  • زيادة الحساسية للضوء ورؤية هالات حوله.
  • عدم وضوح الألوان.
  • رؤية مزدوجة في العين المصابة.
  • تبديل مستمر للنظارات الطبية حتى تصبح بلا فائدة.
  • صعوبة في القراءة يوماً بعد يوم.

ما هي أسباب الساد ؟

كل شخص معرض للإصابة بالسادّ بسبب ارتباطه الكبير بالتقدم في العمر. فيصيب أكثر من 40% من المرضى الذين تجاوزوا عمر ال75 عاماً.

أما العوامل التي تزيد من خطر تشكل الماء الأبيض في العين فهي تتضمن:

  • وجود إصابات ضمن العائلة.
  • التقدم بالعمر.
  • الداء السكري.
  • التهابات سابقة في العين.
  • التعرض طويل الأمد لأشعة الشمس الساطعة.
  • إصابة أو أذية سابقة للعين.
  • إجراء جراحة سابقة على العين.
  • العلاج طويل الأمد بالكورتيزون.
  • التدخين وتناول الكحول.
  • ارتفاع الضغط الشرياني.

ما هي آلية تشكل الساد؟

تقع عدسة العين الذي يتشكل بها الساد خلف الجزء الملون من العين المُسمى بالقزحية.

تُركّز العدسة الأشعة الضوئية التي تدخل عبر العين ضمن الشبكية لتشكل صورة واضحة. لكن مع التقدم بالعمر أو في حال الإصابة بالسكري مثلاً، تفقد هذه العدسة مرونتها وشفافيتها تدريجياً وتصبح أكثر سماكةً شيئاً فشيئاً. نتيجة لذلك تتشكل مناطق غائمة فيها، تمنع مرور الضوء عبر العدسة وتمنع تركيزه بشكل سليم في شبكية العين.

ما هي أنواع الساد؟

للماء الأبيض أنواع مختلفة وفقًا لـ آلية حدوثه وتأثير على عدسة العين، ومن هذه الأنواع:

حالة-الساد-الكثيف
حالة السادّ الكثيف

الساد النووي أو المركزي

وهو الساد الذي يتشكل في مركز العدسة، ويسبب في البداية قصر بسيط في النظر مما يسبب تحسناً في نظر المريض وقدرته على القراءة. ولكن مع مرور الوقت فإن العدسة تتحول شيئاً فشيئاً إلى اللون الأصفر وتزداد كثافتها ومنعها للضوء من المرور مما يسبب صعوبة في تمييز درجات الألوان المختلفة.

الساد القشري أو المحيطي

وهو النوع الذي تتشكل فيه خطوط بيضاء وتدية الشكل على محيط قشرة العدسة. ومع التطور البطيء للحالة فإن هذه الخطوط تمتد تدريجياً نحو مركز العدسة وتمنع مرور الضوء عبره.

الساد الخلفي

وهو الذي يبدأ عادةً على شكل منطقة صغيرة عاتمة في المنطقة خلف العدسة. فيسبب كل من:

  • صعوبة في مرور الضوء.
  • تحديد قدرة المريض على القراءة.
  • ضعف الرؤية في الضوء الساطع ورؤية هالات حول أشعة الضوء.

كما يُذكر أن هذا النوع من الماء الأبيض يتطور بسرعة أكبر من باقي الأنواع.

الساد الولادي أو الخلقي

هو الماء الأبيض العيني الذي يرافق الشخص منذ ولادته، ويتطور شيئاً فشيئاُ خلال سنوات الطفولة. وقد تكون هذه الإصابة وراثية تنتقل عبر الأجيال، أو تكون بسبب التهاب أو رض داخل الرَحِم.

الساد الثانوي

قد يحدث أحياناً الساد بشكل مُرافق لبعض الأمراض أو كتأثير جانبي لبعض الأدوية. ومن الأمراض التي قد تكون سبباً في الماء الأبيض نذكر الداء السكري وارتفاع ضغط العين.

أما الأدوية التي يمكن أن تسبب الماء الأبيض في العين فهي الكورتيزون كدواء أساسي وبعض الأدوية الأخرى إذا ما استخدمت لفترة طويلة.

الساد الرضّي

وهو الذي يمكن أن يحدث في عدسة العين بعد التعرض لضربة أو رض على العين. ولكن يمكن أن يتأخر في الظهور لسنوات.

الساد الشعاعي

وهو الذي يتشكل في عدسة العين بفعل العلاج الشعاعي للسرطان.

نصيحة توعية:

حافظ على صحة عينك من خلال الالتزام بأسلوب حياة صحي مع إجراء الفحوص الدورية للبصر وباقي الجسم.

ما هي طرق تشخيص الساد؟

فحص-العيون-

لتشخيص الماء الأبيض في العين يبدأ الطبيب بالسؤال عن الأعراض التي تعاني منها والتاريخ العائلي لهذا المرض.

ثم إجراء الفحوص اللازم للعين عبر الطرق التالية:

فحص حدة البصر

هو فحص القدرة البصرية للعين بتحليل قدرة المريض على قراءة سطور مختلفة الحجم من الحروف والأشكال على لوحة خاصة. ويتم إغلاق عين وفحص الأخرى لعدم تأثيرهما على بعضهما.

ثم يقرر الطبيب نسبة حدة البصر لديك من 20، وفيما إذا كان هناك نقص واضح فيها أم لا.

جهاز المصباح الشقي

يستخدم الطبيب هذا الجهاز في دراسة طبقات وأجزاء العين الأمامية المختلفة، مثل القرنية، القزحية والعدسة. وحيث تكون الرؤية على هيئة طبقات صغيرة فإن ذلك يسهل كشف أي آفة في هذه المناطق.

فحص الشبكية أو قَعر العين

يُحَضّر المريض للفحص بتقطير بضع نقاط من مادة موسِعة لحدقة العين. مما يسهل فحص قَعر العين باستخدام المنظار العيني ويتم فحص وجود الساد في العدسة خلال هذا الفحص.

ويمكن أن يلجأ الطبيب إلى بعض الفحوصات الإضافية مثل فحص الحساسية للضوء وتمييز الألوان.

ما هي طرق علاج الساد العَيني؟

إذا كانت الإصابة خفيفة نسبياً فإن الجراحة قد لا تكون ضرورية.

في المراحل المبكرة من المرض يمكن اتخاذ بعض الخطوات والطرق التي يمكن أن تحسن الرؤية بشكل ملحوظ؛

نذكر منها:

  • التأكد دائماً من أن عدسة النظارة الطبية مناسبة للنقص في حدة البصر لديك.
  • استخدام عدسة مكبرة للقراءة.
  • ارتداء النظارات الشمسية لتجنب التعرض لأشعة الشمس الساطعة.
  • تجنب قيادة السيارة أثناء الليل.
  • تحسين إضاءة المنزل بشكل صحي للعين.

ولكن هذه الخطوات تعتبر مؤقتة لأن الماء الأبيض في العين يستمر بالانتشار والتسبب بضرر إضافي للقدرة البصرية.

جراحة الساد

أكثر جراحات الساد شيوعاً في السنوات الأخيرة هي الجراحة بطريقة تسمى استحلاب العدسة Phacoemulsification. فيجري الطبيب بمساعدة المجهر الجراحي شق صغير في سطح العين ثم يدخل أنبوب رفيع جدا ويُفتت ويمتص العدسة المصابة باستخدام الأمواج فوق الصوتية.

بعد استئصال العدسة المصابة يتم إدخال عدسة اصطناعية جديدة مكانها ليستعيد المريض بصره على أكمل وجه.

ما هي طرق الوقاية ؟

للوقاية من خطر حدوث الساد مع التقدم بالعمر يمكن الالتزام بالتعليمات التالية:

  • الامتناع عن التدخين والكحول.
  • حماية العين من الأشعة الضارة للشمس باستخدام نظارة شمسية مناسبة.
  • المحافظة على وزن صحي.
  • إجراء فحوص طبية دورية لصحة العين بشكل خاص والجسم بشكل عام.
  • تناول مقدار كافي من الفواكه والخضراوات الحاوية على مضادات الأكسدة يوميًا.

الخلاصة

السادّ أو الماء الأبيض (كاتاراكت – Cataract) معناه ضبابية في عَدسة العين، التي تكون في حالتها الطبيعية شفافة.

هو مرض عيني شائع يُسبب ضعف النظر التدريجي، ويكون مرتبطاً بالعمر ومجموعة من العوامل الأخرى.

والحل الأمثل لعلاجه هو إجراء جراحة مجهرية لاستبدال العدسة المصابة بأخرى سليمة.

مصدر Cataract Cataracts, Symptoms Signs, Types, Pictures, Treatment, and Cure What you need to know about cataracts
اترك تعليقا