تعليم الأطفال -12 استراتيجية لـ تشجيع طفلك على التعلّم

تعليم الأطفال وتشجيعهم على التعلّم ليس بالمهمة السهلة على الإطلاق، وتحتاج لوضع استراتيجيات مساعدة تسهل هذه المهمة

4

تعليم الأطفال وتشجيعهم على التعلم ليس أمراً بسيطاً أبداً فمعظم الطلّاب المتفوقين لا يولدون كذلك !! 

نعم … تلعب الشخصية الفردية دورًا كبيرًا في استعداد الطفل للتعلّم والتصرّف بشكل عام عندما يتعلق الأمر بالتعلّم والتعليم، ولكن معظم الأطفال المتفوقين هم متعلّمين جيدين. 

والأهم من ذلك أن “أي طالب يمتلك القدرة الأساسية والدافع الصحيح” ، يمكن أن يصبح متعلمًا جيدًا ومتوفقاّ.

أحد أكبر الأخطاء التي يمكن للمدرسين والأهل ارتكابها “عندما يتعلق الأمر بتطوير قدرة التعلّم لدى الطلاب والأطفال”، هي أنهم يجعلون التعلّم مقتصراً على المدرسة . 

على الرغم من أن المدرسة ستكون على الأرجح المصدر الرئيسي للتعليم،

إلا أن النمو الفكري والاجتماعي والأكاديمي يجب أن يمتد خارج حدود المدرسة – إذا كنت حقًا تريد – تعزيز رغبة الطفل وقدرته على التعلّم.

فيما يلي بعض النصائح والاستراتيجيات التي أثبتت جدواها والتي ستحفز أطفالكم على التعلّم. 

قومو بتطبيقها بشكل صحيح، وسترى طفلك يكتشف متعة التعلّم.

1. خلق جو مناسب للقراءة (المطالعة) :

قد يجادل بعض الناس بأن القدرة على القراءة هي مفتاح النجاح في الحياة. 

من المؤكد بأن القراءة في الحد الأدنى هي مفتاح النجاح في التعلم. 

الأطفال الذين يطورون حب القراءة، يطورون بالضرورة حب التعلم. 

الأطفال الذين يعانون مع القراءة، سيعانون مع التعلم.

إن القراءة لا تساعد الأطفال فقط على تطوير مفردات أكثر ثراءً، ولكنها تساعد عقولهم على تعلم كيفية معالجة المفاهيم وكيفية التواصل الرسمي. 

إن المهارات المكتسبة من القراءة تتجاوز بكثير الأداء المتزايد في دروس اللغة. 

لدى الطلاب الذين يقرؤون جيدًا قدرة على التعلم في جميع المواد الدراسية – بما في ذلك المواد الفنية مثل الرياضيات والعلوم – .

قراءة الأطفال مع الأهل

ساعد طفلك على تطوير مهارات القراءة وحب القراءة عن طريق ملء عالمه بنشاط القراءة. 

اقرأ لطفلك بشكل متكرر، خصّص وقتًا للقراءة للعائلة بأكملها حيث يركز الجميع على القراءة لمدة 20 دقيقة يوميًا.

تستطيع أيضاً إثراء المنزل بمواد للقراءة (الروايات، الملصقات، الصحف، المجلات…..) ، ستخلق جوًا يوضّح لطفلك أهمية القراءة.

هنالك طريقة أخرى لجعل طفلك قارىء جيد، هي جعل القراءة ممتعة – وليس محبطة. 

إذا قرر الطفل أن القراءة مملة أو محبطة ، فلن يرغب في القراءة وستقل قدرته على التعلم. 

اسمح للأطفال باختيار كتبهم الخاصة للقراءة، وساعدهم على القراءة، اخلق أنشطة تتضمّن القراءة.

2. دع طفلك يستلم القيادة :

عندما يتعلق الأمر بالتعليم، فإن ما يشعر به الطفل هو التحكم والسيطرة. 

عندما يشعر الطفل بالتحكم عندما يتعلق الأمر بتعليمه، فإنه غالباً ما سينسحب من العملية. 

من المهم توجيه الأطفال خلال عملية التعلم، ولكن من المهم بنفس القدر السماح للأطفال بالتحكم في تجربة التعلم الخاصة بهم. 

سواء في المنزل أو في المدرسة ، وفّروا للأطفال خيارات التعلم الخاصة بهم لتحفيزهم على الاختيار بأنفسهم. 

على سبيل المثال، عند تعيين موضوع تعبير، اسمح للأطفال باختيار موضوعهم للكتابة عنه.

نوصي أيضًا بالسماح للأطفال باختيار أنشطتهم اللاصفية. 

كلما وفّرت لطفلك خيارات، فيما يتعلق ببيئته التعليمية وأنشطته وأسلوبه ، كلما أصبح الطفل أكثر انخراطًا واندفاعًا.

3. شجّع الطفل على التواصل المنفتح والصادق :

شجع طفلك على التعبير عن رأيه حول التعليم. 

اخلق جواً منفتحاً حيث ليشعر طفلك بالراحة للتعبير عما يحب أو يكره أوعن مخاوفه. 

عندما يعبّر الطفل عن رأيه، تأكد من التحقق من صحة مشاعره – حتى لو كنت لا توافقها. 

عندما يشعر الأطفال بأن رأيهم لا يهم، فمن المحتمل أن ينفصلوا عن عملية التعلم. 

يعرف المتعلمون الجيدون آراءهم و يشعرون بالاطمئنان من إمكانية أن يكونوا منفتحين بشأن تجربتهم التعليمية دون الحكم عليهم أو إهمالهم أو إحباطهم أو تجاهلهم.

4. ركز على اهتمامات طفلك:

عندما يُشرك التعلم الأطفال في المجالات والمواضيع المثيرة للاهتمام، يصبح التعلم ممتعًا ويشارك الأطفال في عملية التعليم كذلك. 

إذا كنت تريد حقًا مساعدة طفلك في أن يصبح متعلمًا جيدًا، فشجعه على استكشاف الموضوعات التي تثير اهتمامه. 

إذا كان يحب الديناصورات مثلاً، ساعده في العثور على كتب وقصص جذابة ومثيرة للاهتمام حول الديناصورات. 

ثم اخلق له تحديّاً ليذكر لك ديناصوراته الخمسة المفضلة ويشرح سبب اختياره لكل منها.

5. قدّم لطفلك أنواع مختلفة من أساليب التعلم :

كل طفل لديه تفضيلات بما يخص أسلوب التعليم، حيث أن بعض الأطفال لديهم أسلوب تعلم مهيمن، بينما يفضل الآخرون التعلم باستخدام مزيج من الأساليب. 

لا يوجد أسلوب تعليمي صحيح أو خاطئ، ومع ذلك، من خلال مساعدة طفلك على اكتشاف أساليب التعلم المفضلة لديه، يمكنك استخدام التقنيات التي من شأنها تحسين معدل وجودة عملية التعلم.

لا يجب أن تتوقف عن التعلم

هناك سبعة أساليب أساسية للتعلم: البصرية، السمعية، اللفظية، الجسدية، المنطقية (الرياضية)، الاجتماعية والمنعزلة. 

على سبيل المثال، يتعلم الأطفال الذين هم متعلمون بصريون أفضل من خلال رؤية كيفية عمل الأشياء، وعلى عكسهم يتعلم الأطفال الذين هم متعلمون سمعيون بشكل أفضل من خلال الاستماع إلى الأشياء التي يتم شرحها. 

بالنسبة للأطفال الصغار، من المفيد استكشاف وتطبيق أنواع مختلفة من أساليب التعلم والتعليم .

6. شارك حماسك للتعلم مع طفلك :

إن الحماس سرعان ما يزول، خاصة عندما يتعلق الأمر بتعلم مواضيع جديدة. 

إذا رأى طفلك أو الطالب أنك متحمس بإخلاص لعملية التعلم، فمن المحتمل أن يصبحوا متحمسين للتعلم. سواءً كان التاريخ، أو العلوم، أو القراءة، أو الكتابة، أو حتى الرياضيات ، ساعده على رؤية أن التعلم هو رحلة اكتشافات جديدة ومثيرة. 

اغتنم كل فرصة – دون أن تكون طاغياٍ أو متعجرفًا – لاكتشاف معلومات جديدة معه. 

عندما يرى طفلك الفرح والسعادة اللذين يجلبهما التعلم في حياتك، سيبدأ في مشاركة حماسك لتعلم أشياء جديدة أيضًا.

7. اجعل التعلم ممتعا عن طريق اللعب

ليس التعلم عن طريق اللعب مفهوما جديدا، فهو موجود منذ فترة طويلة جداً. 

يمكن للتعلم القائم على اللعب أن يكون في غاية المنفعة لأسباب عديدة. 

لا يوفر استخدام اللعب كأداة للتعليم فرصة لتعلم أعمق ولتطوير المهارات غير المعرفية فحسب، بل إنه يساعد على تحفيز الأطفال على الرغبة في التعلم. 

عندما يشترك الطفل بنشاط في لعبة ما، فإن ذهنه يختبر متعة تعلم نظام جديد. 

هذا صحيح بغض النظر عما إذا صنفت اللعبة كـ “تسلية” (على سبيل المثال ، لعبة فيديو) أو كـ “جدية” (على سبيل المثال ، محاكاة عسكرية بمجسمات الجنود والدبابات). 

تؤمن الألعاب المسلية ميزة إضافية في تحفيز الأطفال على الرغبة في الانخراط أكثر في عملية التعلم والتوق إلى تعلم المزيد .

التعلم عن طريق اللعب هو أيضًا دافع فعال للتعلم في الفريق – والذي يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص لأطفال المدارس. 

يحاول الطلاب عادة في الألعاب بذل ما بوسعهم أكثر مما يفعلون في الحصص الدّرسية، وذلك لأن الألعاب أكثر جاذبية. 

هناك أيضا الجانب التنافسي للعب. 

يحاول الطلاب التنافس أو الفوز نيابة عنهم أو عن فريقهم. 

قد يحاولون الأداء على مستوى أعلى في محاولة لكسب المزيد من النقاط لفريقهم أو لأنهم يريدون الفرصة للعب المزيد.

” يعد التعلم القائم على اللعب طريقة رائعة للأهل والمُدرسين لتقديم أفكار وقواعد ومفاهيم ومعارف جديدة بطريقة تحفز الأطفال على التعلم “

8. ركّز على ما يتعلمه طفلك، وليس أدائه

بدلاً من سؤال طفلك كيف أجرى اختبار الرياضيات بمجرد عودته إلى المنزل من المدرسة، اطلب منه أن يعلمك ما تعلمه في الرياضيات اليوم. 

ركّز على ما يتعلمه طفلك، بدلاً من طريقة أدائه ومعدّل درجاته. 

في حين أن الأداء مهم، فإن التركيز على تجربته التعليمية سوف يخبر طفلك بأن التعلم الفعلي أكثر أهمية من درجات الاختبار، فالنتائج ليست أهم شيء.

ستصبح أنت أكثر اهتمامًا به من اهتمامك بأدائه في الاختبارات. 

بالتركيز على تجربته التعليمية، ستوفر له الفرصة لوضع لمراجعة درسه بأسلوبه الخاص وفهم ما تعلمه.

9. ساعد طفلك على البقاء منظمًا

إنك بمساعدتك لطفلك على تنظيم أوراقه وكتبه ومهامه سوف تقطع شوطًا طويلاً لمساعدته على الشعور بالدافع للتعلم. 

الفوضى هي أمر نموذجي بين الأطفال في سن المدرسة، ولكنها قد تؤدي أيضًا إلى الشعور بالإرهاق. يقضي الأطفال غير المنظمون المزيد من الوقت مجهدين، قلقين، ومحبطين أكثر مما يتعلمون. 

كن صبورًا ، ولكن مصّراً، في مساعدة طفلك على تنظيم اللوازم والواجبات المدرسية. 

هذا سيساعده على الشعور بالتحكم، و سيصبح أقل ارتباكاً وأكثر تحمسًا للتعلم.

10. اعترف واحتفي بإنجازات طفلك

بغض النظر عن مدى صغر حجم إنجازات الطفل ، من المهم الاعتراف والاحتفاء بها. 

هذا مهم بشكل خاص لأطفال المدارس الابتدائية الذين يحتاجون إلى تعزيز إيجابي مستمر لإبقائهم متحمسين للتعلم وتحدي أنفسهم للقيام بعمل الأفضل. 

احتفاء الاهل بانجازات أطفالهم

لا يجب عليك أن تثني على المستوى المتوسط لطفلك، ولكنك قدّم تقديراً واحتفي بإنجازات طفلك. 

الانتهاء من مشروع صعب يستحق معاملة خاصة ؛ أداء جيد في اختبار الرياضيات قد يتطلب رحلة لشراء الآيس كريم. 

استخدم دائمًا التعزيز الإيجابي كأداة لتحفيز التعلم مع طفلك.

11. ركّز على نقاط القوة لدى طفلك

قد يكون التركيز على نقاط القوة أمرًا صعبًا عندما يكون هناك الكثير من الصعوبات الأكاديمية لدى الطفل. على الرغم من ذلك، فإن التركيز على نقاط القوة لدى طفلك أمر يؤدي إلى للتطور والتقدم العاطفي والأكاديمي الصحي. 

التركيز على نقاط القوة لدى طفلك هو شكل آخر من أشكال التعزيز الإيجابي الذي يحفزه على مواصلة التعلم. 

على العكس من ذلك، فإن التركيز على نقاط الضعف لدى طفلك لا يفعل شيئًا سوى التسبب في الإحباط والضيق وعدم الرغبة في التعلم. 

هل فشل طفلك في اختبار الرياضيات؟ حسنًا ، بالإضافة إلى الحصول على مساعدة إضافية بسيطة في الرياضيات، تأكد من تهنئته على حسن أدائه في فصل العلوم.

12. اجعل كل يوم مناسبة للتعلم

قد يبدو جعل كل يوم مناسبة للتعلّم مبالغاً بعض الشيء ، لكنه في الحقيقة ليس كذلك، إذا قمت به بالطريقة الصحيحة. 

كلما كان ذلك ممكنًا، شجع طفلك على استكشاف العالم من حوله وطرح الأسئلة والتواصل مع الآخرين. ساعده في التصنيف والتفكير الناقد لما يراه و لتجاربه. 

إن تحويلك كل يوم إلى يوم تعليمي سيساعد طفلك على تطوير الدافع الداخلي للتعلم في المدرسة أو في المنزل أو في أي مكان.

المصدر :
ايديوكيشين كورنر 

عرض التعليقات (4)