داء المشعرات (التريكوموناس)

Trichomoniasis

2

داء المشعرات أو التريكوموناس (Trichomoniasis)، هو مرض شائع جداً يمكن لأي شخص أن ينقله عن طريق الاتصال الجنسي. وهو أحد أكثر الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي شيوعاً، يتميز بقابليته للعلاج بسهولة. ينجم هذا المرض عن الإصابة بطفيليات صغيرة وحيدة الخلية تسمى المُشعرات المهبلية (Trichomonas vaginalis). ويصيب هذا المرض النساء أكثر من الرجال، وخاصةً النساء الأكبر سناً، كما تعتبر النساء من الأصول الأفريقية أكثر عُرضة للإصابة من النساء البيض أو اللاتينيات.

لا يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض غالباً من أي أعراض – في البداية على الأقل، ولا يسبب مشاكل في العادة. ولكن إذا لم يُعالج التريكوموناس، فيمكن أن يؤدي إلى حدوث مضاعفات، ومن المحتمل أن يؤثر على الحَمل، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بـ أو انتشار أمراض أخرى منقولة جنسياً، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).

ما الذي يُسبب داء المشعرات؟

المُشَعَّرَةُ-المَهْبِلِيَّة
المُشَعَّرَةُ المَهْبِلِيَّة

ينجم هذا المرض عن كائن حي وحيد الخلية يسمى المُشَعَّرَةُ المَهْبِلِيَّة (Trichomonas vaginalis). ينتقل هذا الطفيلي من شخص لآخر عن طريق الجِماع (ممارسة الجنس)، وخاصةً عند عدم استخدام وسائل الحماية مثل الواقي الذكري. ويتسبب في حدوث عدوى في المهبل أو الإحليل أو كليهما عند النساء، بينما تحدث العدوى عند الرجال في الإحليل فقط. وليس من الشائع أن يصيب هذا الطفيلي أجزاء الجسم الأخرى، مثل اليدين أو الفم أو الشرج.

أثناء ممارسة الجنس، ينتشر الطفيلي عادةً من القضيب إلى المهبل، أو من المهبل إلى القضيب؛ كما يمكن أيضاً أن ينتشر من المهبل إلى مهبل آخر. ولا تحدث العدوى بهذا المرض من خلال الاتصال الجسدي العادي مثل العناق أو التقبيل أو مشاركة الأطباق أو الجلوس على مقعد المرحاض.

عوامل الخطر للإصابة

يعد التريكوموناس أكثر شيوعاً بين النساء منه لدى الرجال، وتتراوح أعمار النساء المصابة به بين 14 و 49 عاماً، وهو أكثر شيوعاً بين كبار السن وخاصة لدى أولئك الذين يعانون من مشاكل في المهبل. أظهرت إحدى الدراسات أن أكثر حالات العدوى حدثت في الفئة العمرية فوق الخمسين سنة. ويمكن أن يزداد خطر انتقال العدوى بسبب:

  • تعدد الشركاء الجنسيين.
  • سوابق لأمراض أخرى منقولة بالاتصال الجنسي.
  • الجِماع دون استخدام أي وسيلة حماية مثل الواقي الذكري.

ما هي أعراض داء المشعرات؟

حكة-في-الاعضاء-التناسلية-لدى-النساء

في بعض الأحيان قد لا تظهر لداء المشعرات أي أعراض (في البداية على الأقل). وفقاً لـ مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC حوالي 30% من المصابين بداء المشعرات تظهر عليهم الأعراض. وفي حالات أخرى، قد لا تظهر العلامات إلا بعد أيام أو أسابيع من الإصابة. بالنسبة لبعض الناس، قد يستغرق الأمر وقتاً أطول. وبشكل عام، تشمل الأعراض المحتملة لدى الإناث ما يلي:

  • إفرازات بيضاء أو رمادية من الأعضاء التناسلية، وقد تكون هذه الإفرازات بلون أخضر أو أصفر مع رائحة كريهة خاصةً عند النساء.
  • حكة في الأعضاء التناسلية أو حرقة أو احمرار أو ألم.
  • ألم أثناء الجِماع أو عند التبول.
  • زيادة الحاجة إلى التبول بشكل متكرر.
  • النزيف بعد الجِماع.
  • تورم في الفخذ.
  • في حالات نادرة، ألم في أسفل البطن.

أما الأعراض لدى الذكور فقد تشمل ما يلي:

  • إفرازات من مجرى البول أو القضيب.
  • الحكة في القضيب.
  • احساس بالحرقة بعد القذف أو التبول.
  • الحاجة المتكررة للتبول.
  • ألم عند التبول.

المضاعفات

يمكن أن يؤدي داء المشعرات إلى العديد من المضاعفات ومنها:

مشاكل الحمل والولادة مثل:

  • ولادة مبكرة.
  • تمزق أغشية الحمل المبكر.
  • انخفاض الوزن عند الأطفال حديثي الولادة.
  • العقم.

يمكن للمرأة الحامل المصابة بهذا المرض أن تنقل العدوى أحياناً إلى المولود الجديد أثناء الولادة، لكن هذا نادر الحدوث، ومن الآمن تلقي العلاج أثناء الحمل. ويمكن أن تؤدي الحالات غير المُعالجة إلى الإصابة بداء التهاب الحوض (PID)، وتشمل مضاعفات مرض التهاب الحوض ما يلي:

  • انسداد قناة فالوب بسبب النسيج الندبي.
  • العقم.
  • آلام مزمنة في البطن أو الحوض.

مضاعفات أخرى لداء المشعرات

قد يزيد هذا المرض من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التناسلي. وقد يكون هناك أيضاً صلة بين التريكوموناس وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم. ومع ذلك، من الضروري إجراء مزيد من الأبحاث لتوضيح الارتباط.

يمكن أن تزيد عدوى داء المشعرات من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والأمراض الأخرى المنقولة بالاتصال الجنسي، وخاصةً عند الإناث. يعتقد العلماء أن هذا الخطر المتزايد قد يكون بسبب بعض العوامل التي قد تقلل من عوامل الحماية الطبيعية من الفيروس مثل:

  • الالتهاب.
  • انخفاض الاستجابة المناعية.
  • اضطراب في توازن الفلورا المهبلية عند الإناث.

كيف يتم تشخيص داء المشعرات؟

تشخيص-داء-المشعرات

تتشابه أعراض داء المشعرات مع أعراض الأمراض الأخرى المنقولة بالاتصال الجنسي. ولا يمكن تشخيصه من خلال الأعراض وحدها، بل يجب على أي شخص يعتقد أنه قد يكون مصاباً بداء المشعرات أن يزور الطبيب لإجراء فحص بدني وفحوص مخبرية. يمكن لعدد من الاختبارات تشخيص داء المشعرات، بما في ذلك:

  • أخذ مسحة مهبلية لاختبار الزرع في المختبر.
  • اختبارات المستضد (ترتبط الأجسام المضادة في حالة وجود طفيلي Trichomonas، مما يؤدي إلى تغير اللون).
  • الاختبارات التي تبحث عن الحمض النووي للطفيلي Trichomonas DNA.
  • فحص عينات من السائل المهبلي أو إفرازات الإحليل أو البول تحت المجهر.
  • قد يقوم الطبيب بإجراء فحوصات إضافية بحثاً عن أمراض أخرى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي في نفس الوقت لأن العديد من الأشخاص المصابين بداء المشعرات يعانون أيضاً من السيلان أو الكلاميديا. ونظراً لأن داء المشعرات يزيد من خطر انتقال فيروس الإيدز (HIV)، فيجب أن يخضع الأشخاص المصابون به لاختبار داء المشعرات مرة واحدة على الأقل في السنة.

عدوى المُشعرات المهبلية تصيب حوالي 20% من النساء.
ولا تظهر على معظم الرجال المصابين بداء المشعرات أي أعراض، ومع ذلك يمكن لهم أن ينقلوا العدوى لشركائهم الجنسيين.

كيف يتم علاج داء المشعرات؟

من السهل علاج داء المشعرات عند الذكور والإناث، حتى أثناء الحَمل. وعادةً ما يتضمن علاج التريكوموناس المضادات الحيوية، بالإضافة إلى بعض الأدوية المضادة للطفيليات مثل ميترونيدازول (metronidazole) أو تينيدازول (tinidazole). وينبغي مراعاة بعض الأمور عند علاج هذا الداء، مثل:

  • تجنب تناول أي مشروبات كحولية خلال الـ 24 ساعة الأولى بعد تناول دواء ميترونيدازول (metronidazole) أو خلال أول 72 ساعة بعد تناول دواء تينيدازول (tinidazole)، حيث أنه قد يسبب الغثيان والقيء الشديد.
  • ينبغي أن يشمل العلاج والاختبارات التي تجرى لتشخيص داء المشعرات أو غيره من الأمراض المنتقلة بالجنس الشريك أيضاً، وإنّ عدم وجود أي أعراض لدى الشركاء الجنسيين لا ينفي الإصابة.
  • تجنب الاتصال الجنسي لمدة أسبوع بعد أن تبدأ بالعلاج.

كيف يمكن الوقاية من داء المشعرات؟

الوسيلة الرئيسية للوقاية من هذا المرض هي الحد من النشاط الجنسي واستخدام وسائل الحماية الجنسية أثناء الجِماع؛ يمكن أن يحد استخدام الواقي الذكري – بالطريقة الصحيحة – من انتقال العدوى. بالإضافة إلى ذلك ينبغي أيضاً:

  • تجنب الممارسات الجنسية غير الآمنة، مثل الحد من عدد الشركاء الجنسيين، أو تجنب ممارسة الجنس مع العاهرات والمُومِس.
  • تجنب الجِماع لمدة 7-10 أيام بعد علاج داء المشعرات.
  • عدم استخدام الغسول المهبلي، لأن ذلك يمكن أن يؤثر على البكتيريا الصحية في المهبل.
  • الحد من تناول الكحول أو تجنبه، لأن يزيد من مخاطر ممارسة الجنس غير الآمن.

الخلاصة

داء المشعرات هو عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. ينتشر بسهولة ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات، ولكن العلاج الفعال متوفر. يمكن أن يمنع العلاج المضاعفات ويوقف داء المشعرات من الانتشار إلى شخص آخر.

مصدر Trichomoniasis What you should know about trichomoniasis Trichomoniasis (Trich)
عرض التعليقات (2)