شلل الوجه النصفي (شلل بيل)

Bell’s Palsy

0

شلل بيل أو شلل الوجه النصفي (نوع من شلل العصب الوجهي) هو حالة تسبب ضعفاً مؤقتاً أو شللاً في عضلات الوجه. تحدث هذه الحالة نتيجة إصابة ما في العصب الوجهي (Facial nerve) الذي يتحكم في عضلات الوجه، مما يؤدي إلى تدلي أو هبوط في جانب واحد من الوجه. في معظم الحالات، يكون شلل الوجه النصفي مؤقتاً وتختفي الأعراض خلال عدة أسابيع. وعلى الرغم من أن شلل الوجه النصفي يمكن أن يحدث في أي عمر، إلا أن الحالة أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 60 عاماً. تمت تسمية شلل بيل نسبةً لـ عالم التشريح الاسكتلندي تشارلز بيل (Charles Bell)، الذي كان أول من وصف شلل الوجه النصفي.

ما الذي يُسبب شلل بيل؟

العصب-الوجهي

يحدث شلل الوجه النصفي عندما يتورم أو ينضغط العصب الوجهي وهو العصب القحفي السابع (Cranial nerve VII) الذي يعمل على: تحريك عضلات الوجه، تحريض الغدد اللعابية، إفراز الدموع، وهو الذي يُمكّن ثلثي اللسان الأماميين من التذوق، كما أنه يضبط العضلات التي تمارس دوراً في السَمع أيضاً.

يخرج العصب الوجهي من القحف باتجاه الوجه عبر ثقبة أو ممر عظمي ضيق. وفي حال التهابه وتورمه، يمكن أن ينضغط العصب الوجهي في أي منطقة، من نقطة خروجه من القحف وصولاً إلى عضلات الوجه. وقد يؤدي هذا الانضغاط إلى تلف الغلاف الواقي للعصب، وبالتالي يضطرب نقل الإشارات العصبية من الدماغ إلى عضلات الوجه، مما يؤدي إلى ضعف الوجه أو الشلل.

في الحقيقة، السبب الدقيق لهذه الأذية غير معروف، ولكن يعتقد العديد من الباحثين أن السبب على الأرجح هو عدوى فيروسية. وتشمل الفيروسات التي تم ربطها بتطور شلل الوجه النصفي ما يلي:

  • فيروسات الهربس البسيط، والهربس التناسلي.
  • فيروس نقص المناعة البشرية.
  • فيروس الهربس النطاقي الذي يسبب جدري الماء والقوباء المنطقية.
  • الفيروس المُضخم للخلايا (Cytomegalo virus – CMV).
  • النكاف.
  • الساركويد وهو مرض التهابي يتسبب بتشكل “أورام حبيبية” أو كتل من الخلايا الالتهابية في أعضاء مختلفة من الجسم.
  • فيروس إبشتاين بار، وهو فيروس من عائلة فيروسات الهربس، يشتهر بتسببه بمرض كَثْرَةُ الوَحيداتِ العَدْوائِيَّة (زيادة عدد كريات الدم البيضاء).
  • الأنفلونزا.
  • مرض اليد والقدم والفم (فيروس كوكساكي).
  • قد ينجم هذا الشلل في بعض الأحيان عن مرض لايم، وهو عدوى بكتيرية تسببها حشرة القراد.

ما هي عوامل خطر الإصابة بشلل بيل؟

يزداد خطر الإصابة بشلل بيل في بعض الحالات مثل:

  • الحَمل.
  • الإصابة بالداء السكري.
  • وجود عدوى في الرئة.
  • تاريخ عائلي للإصابة بشلل بيل (مما يشير إلى وجود استعداد وراثي محتمل لشلل الوجه النصفي).
  • الصداع النصفي: وجدت دراسة أجريت في عام 2015 أن الأشخاص المصابين بالصداع النصفي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بشلل الوجه النصفي.

ما هي أعراض شلل الوجه النصفي؟

شلل-الوجه-النصفي

يمكن أن تظهر أعراض شلل بيل بعد أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة بنزلة برد أو التهاب في الأذن أو التهاب في العين. عادةً ما يكون ظهور الأعراض مفاجئاً، وتكون في أسوأ حالاتها بعد حوالي 48 ساعة من بدئها. وكثير من المرضى يلاحظون الأعراض عند الاستيقاظ في الصباح أو عند تناول الطعام أو الشراب. قد يكون الألم خلف الأذن وضعف عضلات الوجه من الأعراض الأولى.

بصفة عامة، يتميز شلل بيل بمظهر متدلي على جانب واحد من الوجه وعدم القدرة على فتح أو إغلاق العين في الجانب المصاب. العلامات والأعراض الأخرى يمكن أن تتراوح من خفيفة إلى شديدة وتشمل كل مما يلي:

  • مَيَلاَنُ الفم باتجاه الجانب السليم من الوجه.
  • سيلان اللعاب.
  • صعوبة في تناول الطعام والشراب.
  • انعدام القدرة على التعبير بالوجه، مثل الابتسام أو العبوس (التكشير).
  • ضعف في الوجه.
  • تشنجات عضلية في الوجه.
  • جفاف العين والفم.
  • صداع.
  • قد تحدث تغييرات في حاسة الذوق.
  • حساسية تجاه الصوت.
  • تهيج العين في الجانب المصاب.
  • ألم في الفك أو خلف الأذن في الجانب المصاب.

تجدر الإشارة إلى أنه إذا كانت لديك أعراض على جانبي وجهك، فأنت مصاب بأمر آخر غير شلل الوجه النصفي. وإذا لم تتحسن الأعراض في غضون أسابيع قليلة، فقد يوصي طبيب العيون الخاص بك بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي. (التصوير بالرنين المغناطيسي هو فحص يوفر صوراً واضحة للأنسجة داخل الجسم).

كيف يتم تشخيص شلل الوجه النصفي؟

سيقوم الطبيب أولاً بإجراء فحص جسدي لتحديد مدى الضعف في عضلات الوجه. سيطرح عليك أيضاً أسئلة حول الأعراض التي تعاني منها، بما في ذلك وقت حدوثها أو متى لاحظتها لأول مرة. يمكن لطبيبك أيضاً استخدام مجموعة متنوعة من الاختبارات لتشخيص شلل الوجه النصفي، وقد يشمل ذلك:

  • اختبارات الدم للتحقق من وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لتحري وجود أي ورم أو إصابة قد تضغط العصب.
  • تخطيط العضلات الكهربائي (EMG): يتم وضع أقطاب كهربائية على وجه المريض، لقياس النشاط الكهربائي للأعصاب والنشاط الكهربائي للعضلة استجابة للتحفيز. يمكن أن يحدد هذا الاختبار مدى تلف الأعصاب، وكذلك موقعه.
  • سيبحث الطبيب عن أدلة على الحالات الأخرى التي قد تسبب شلل الوجه، مثل الورم أو مرض لايم أو السكتة الدماغية.

كيف يتم علاج شلل بيل؟

قطرات-العين

يتعافى معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة تماماً سواء تلقوا العلاج أم لا. ولكن هناك بعض العلاجات التي قد تساعد على الشفاء بشكل أسرع، مثل:

  • الستيرويدات القشرية مثل بريدنيزون (prednisolone)، التي تساعد في تخفيف التورم وتزيد احتمالية عودة وظيفة العصب إلى طبيعتها. وتعمل هذه الأدوية بشكل أفضل عند البدء باستخدامها خلال 72 ساعة من بدء الأعراض.
  • الأدوية المضادة للفيروسات مثل أسيكلوفير (acyclovir)، قد تكون هذه الأدوية مفيدة عند إعطاؤها خلال 48 ساعة من بدء الأعراض.
  • القطرات المرطبة للعين لحماية العين من الجفاف والإصابة بالتهاب الملتحمة. ينبغي أيضاً ارتداء رقعة على العين للحفاظ على رطوبتها وإبقاء الأوساخ والأتربة خارجها.
  • مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الإيبوبروفين (ibuprofen) أو الأسيتامينوفين (acetaminophen) يمكن أن تساعد في تخفيف الألم الخفيف. قد يساعد استخدام منشفة مبللة دافئة على الوجه في تخفيف الألم.
  • العلاج الفيزيائي لتحفيز عضلات الوجه.

العلاج المنزلي

  • تمارين العلاج الطبيعي لتحفيز عضلات وجهك: عندما تبدأ عملية تعافي العصب الوجهي، يمكن أن يساعد شد عضلات الوجه وارخائها (تدليك الوجه) في تقويتها.
  • العناية بالأسنان: إذا كان هناك شعور ضئيل أو معدوم في الفم فمن السهل أن تتراكم بقايا الطعام حول الأسنان، الأمر الذي يؤدي إلى التسوس أو أمراض في اللثة. يمكن أن يساعد التنظيف بالفرشاة والخيط في الوقاية من ذلك.
  • مشاكل تناول الطعام: إذا كانت هناك صعوبات في البلع، يجب على الفرد أن يمضغ الطعام جيداً ويأكل ببطء. اختيار الأطعمة اللينة، مثل الزبادي، يمكن أن يساعد أيضاً.
  • وضع منشفة مبللة دافئة على وجهك لتخفيف الألم.

ما المضاعفات المحتملة لشلل الوجه النصفي؟

يتعافى معظم الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة شلل الوجه النصفي تماماً دون حدوث مضاعفات. وقد تحدث مضاعفات في الحالات الأكثر شدة من شلل الوجه النصفي، وتشمل ما يلي:

  • تلف في العصب القحفي السابع، الأمر الذي قد يسبب جفافاً مفرطاً في العين، مما قد يؤدي إلى التهابات العين أو القرحة أو حتى العمى.
  • اضطراب في الحركة بما يسمى الحركة التصاحبية (synkinesis)، وهي حالة يؤدي فيها تحريك جزء من الجسم إلى تحريك جزء آخر بشكل لا إرادي. مثلاً، إغلاق العينين عند الابتسام.
  • فقدان حاسة التذوق المُزمن.
  • متلازمة دموع التماسيح: وهي حالة يعاني فيها المريض من الدماع بشكل لا إرادي عند تناول الطعام.

الخلاصة

شلل بيل أو شلل الوجه النصفي مجهول السبب في معظم الحالات، وقد يختلف وقت التعافي اعتماداً على شدة تلف العصب. وبشكل عام، تبدء الأعراض في التحسن خلال أسبوعين من بدء الإصابة، ويتعافى معظم المصابين بشكل تام خلال ثلاثة إلى ستة أشهر، ولكن قد يستغرق الأمر وقتاً أطول للأشخاص الذين يعانون من حالات شلل الوجه النصفي الشديدة.

في حالات نادرة، قد تستمر الأعراض في العودة أو قد تكون دائمة. اتصل بطبيبك على الفور إذا ظهرت عليك أي علامات لشلل الوجه النصفي، يمكن أن يساعد العلاج الفوري في تسريع وقت الشفاء ومنع حدوث أي مضاعفات.

مصدر Bell’s Palsy: What Causes It and How Is It Treated? What are the causes of Bell's palsy? Bell’s Palsy
اترك تعليقا