فرط النوم (كثرة النوم)

hypersomnia

0

فرط النوم أو كثرة النوم (hypersomnia) هو حالة تشعر فيها بالنعاس المُفرط أثناء النهار، أو هو الشعور بالخمول عند الاستيقاظ – حتى بعد فترات طويلة من النوم. ويمكن أن يكون حالة أساسية (أولية)، أو حالة ثانوية، أي أنه ينجم عن حالة طبية أخرى.

ويعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من صعوبة في العمل أثناء النهار لأنهم متعبون مما قد يؤثر على التركيز ومستوى الطاقة لديهم. وغالباً ما يكون لهذا النوع من سلوك النوم تأثير كبير على الحياة الاجتماعية أو الأسرية أو العملية، لذلك لا بدّ من إيجاد حل أو علاج لهذه الحالة.

ما هي أنواع فرط النوم؟

كثرة-النوم

كما ذكرنا، يمكن أن تكون هذه الحالة إما أساسية (أولية) أو ثانوية.

  • فرط النوم الأساسي (الأولي): الذي يحدث من تلقاء نفسه وليس ثانوياً لحالة طبية أخرى ( أي أنه يحدث مع عدم وجود حالات طبية أخرى). غالباً ما يحدث بسبب مشاكل في الدماغ تتحكم في وظائف النوم والاستيقاظ، ويكون التعب المفرط العَرَض الوحيد الموجود.
  • فرط النوم الثانوي: والذي ينجم عن الإصابة ببعض الحالات الطبيّة، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، ومرض باركنسون والفشل الكلوي ومتلازمة التعب المزمن. حيث تُسبب هذه الحالات قلة النوم ليلاً، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب أثناء النهار.

قد يخلط البعض بين فرط النوم والنوم القهري أو داء التغفيق (Narcolepsy) الذي يُسبب نوبات نوم مفاجئة لاإرادية لا يمكن منعها خلال النهار، في حين يمكن للأشخاص الذين يعانون من فرط النوم البقاء مستيقظين بمفردهم، لكن يترافق ذلك مع الشعور بالتعب والخمول.

ما هي أسباب فرط النوم؟

في الواقع، هناك عدة أسباب محتملة لهذه الحالة، بما في ذلك:

  • اضطرابات النوم (النعاس أثناء النهار) وانقطاع التنفس أثناء النوم.
  • انخفاض في الأداء الوظيفي للغدة الدرقية.
  • عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم ليلاً (الحرمان من النوم).
  • البدانة وزيادة الوزن.
  • تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • إصابة في الرأس أو مرض عصبي مثل التصلب المتعدد (التصلب اللويحي) أو مرض باركنسون.
  • تناول بعض أنواع الأدوية، مثل المهدئات أو مضادات الهيستامين.
  • سبب وراثي ( أحد أفراد العائلة يعاني من فرط النوم).
  • الاكتئاب: يترافق فرط النوم بشكل شائع مع الاكتئاب؛ ومع ذلك، فإن العلاقة بين هاتين الحالتين معقدة، وليس من الواضح أيهما يُسبب الآخر.

من هي الفئة المُعرضة للإصابة؟

بشكل عام تصيب هذه الحالة الرجال أكثر من النساء، وخاصةً أولئك الذين يعانون من ظروف أو حالات صحية تجعلهم متعبين أثناء النهار. وتشمل هذه الحالات توقف التنفس أثناء النوم، وأمراض الكِلى، وأمراض القلب، وأمراض الدماغ، والاكتئاب، ومشاكل الغدة الدرقية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص المدخنين أو الذين يشربون الكحول بانتظام، هم أيضاً معرضون لخطر الإصابة. كما تجدر الإشارة إلى أن الأدوية التي تسبب النعاس يمكن أن يكون لها آثار جانبية مشابهة لفرط النوم، بما في ذلك المواد الأفيونية والبنزوديازيبينات ومضادات الذهان ومضادات الهيستامين.

أعراض ومضاعفات فرط النوم

وفقاً لموقع مايو كلينك فإنّ العَرَض الرئيسي لفرط النوم هو التعب المستمر، ويمكن أن يدفع ذلك البعض إلى النوم أو القيلولة طوال اليوم أثناء النهار ولفترات طويلة في الليل (14-18 ساعة) دون أن يخفف ذلك من النعاس لديهم، كما يجد هؤلاء صعوبة في الاستيقاظ من فترات النوم الطويلة، حتى عند سماع صوت المنبه.

فرط-النوم-الأولي

وتشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:

  • القلق.
  • تهيج.
  • الأرق.
  • الإعياء.
  • صعوبة في التفكير أو التركيز.
  • بطء في الكلام.
  • هلوسة.
  • قلة الشهية وفقدان الوزن.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • بمرور الوقت، قد يكافح المصابون أيضاً للحفاظ على علاقاتهم وحياتهم الاجتماعية والعملية.

كيف يتم تشخيص فرط النوم؟

سيقوم الطبيب بمراجعة الأعراض والتاريخ الطبي. كما يمكن للفحص البدني اختبار يقظة المريض. يستخدم الأطباء عادةً عدة اختبارات لتشخيص الإصابة واستبعاد الحالات الأخرى المشابهة، بما في ذلك:

  • تقويم النوم: عبارة عن مذكرة لتقوم بتسجيل أوقات النوم والاستيقاظ خلال الليل لتتبع أنماط النوم.
  • مقياس إيبورث Epworth للنعاس: يساعد في تقييم النعاس ومدى تأثيره على الحياة اليومية لتحديد شدة الحالة.
  • اختبار تأخر النوم المتعدد: تأخذ قيلولة مُراقبة خلال النهار. يقيس هذا الاختبار مدى سرعة النوم في بيئة هادئة أثناء النهار.
  • مخطط النوم الكهربائي: يحتاج هذا الاختبار إلى البقاء في مركز النوم طوال الليل، حيث يتم استخدام جهاز يراقب نشاط الدماغ وحركات العين ومعدل ضربات القلب، والتنفس، ومستويات الأكسجين أثناء النوم.

إذا كنت تشعر بالنعاس باستمرار أثناء النهار، تحدث إلى طبيبك. سيسألك طبيبك عن عادات نومك، والفترة الزمنية التي تنامها خلال الليل، وما إذا كنت تستيقظ في الليل، أو تنام أثناء النهار لفترات طويلة.

يجب أن يكون هناك وجود لأعراض فرط النوم لمدة 3 أشهر على الأقل قبل أن يتمكن الأطباء من التفكير في تشخيص فرط النوم الأساسي (الأولي). سيرغب طبيبك أيضاً في معرفة ما إذا كنت تعاني من أي مشاكل عاطفية أو كنت تتناول أي أدوية قد تتداخل مع نومك. بالإضافة لإجراء تخطيط النوم قد يطلب الطبيب أيضاً بعض الاختبارات، بما في ذلك:

  • فحوصات الدم.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT).
  • تخطيط الدماغ الكهربائي.

ما هي خيارات العلاج؟

تختلف العلاجات المستخدمة اعتماداً على الأعراض الموجودة، وما إذا كان فرط النوم بدئي أم ثانوي. وقد تتضمن خطة العلاج العلاج السلوكي أو الأدوية أو كليهما.

1- العلاج الدوائي

جهاز-ضغط-المجرى-الهوائي-الايجابي-المستمر-(CPAP)
جهاز-ضغط-المجرى-الهوائي-الايجابي-المستمر-(CPAP)

تتضمن بعض العلاجات الدوائية المقترحة:

في حالات فرط النوم البدئي قد يتضمن العلاج الدوائي مجموعة من الأدوية التي تساعد على الشعور باليقظة مثل:

  • الأمفيتامين (amphetamine) أو ميثيلفينيديت (methylphenidate).
  • عند الأشخاص الذين يعانون من فرط النوم المُرافق للاكتئاب توصف عادةً الأدوية المضادة للاكتئاب.
  • عند الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، فقد يصف الطبيب علاجاً يعرف باسم التهوية بالضغط الإيجابي المستمر، من خلال استخدام جهاز ضغط المجرى الهوائي الايجابي المستمر (CPAP). ويتضمن ذلك ارتداء قناع على الأنف أثناء النوم، ويتم توصيل الجهاز الذي يوفر تدفقاً مستمراً للهواء إلى فتحات الأنف عبر القناع، حيث يساعد الضغط الناجم عن تدفق الهواء إلى فتحتي الأنف على إبقاء الشُعب الهوائية مفتوحة.

2- العلاج السلوكي المعرفي

في الحقيقة، من غير الواضح ما إذا كانت العلاج السلوكي فعال في علاج فرط النوم. ولكن قد يُنصح بهذا النمط من العلاج للأشخاص الذين يعانون من الأرق بشكل مستمر، وقد يساعد هذا التدخل السلوكي في تقوية إشارات الذهاب إلى النوم وإضعاف إشارات اليقظة. ويهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تحسين نوعية وكمية النوم، وكذلك تقليل الأفكار التي تتداخل مع أنماط النوم الطبيعية.

هل يمكنني منع فرط النوم (الوقاية من فرط النوم)؟

لا توجد وسيلة لمنع بعض أشكال فرط النوم، ولكن قد تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة في تجنب حدوث هذه الحالة، مثل:

  • تجنب العمل في الليل والامتناع عن التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من المساء.
  • الحصول على جدول نوم منتظم، وخلق بيئة هادئة للنوم.
  • إذا كنت تتناول دواء يُسبب النعاس، فاسأل طبيبك عن التغيير إلى دواء ذو احتمالية أقل لأن يجعلك تشعر بالنعاس.
  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • اتباع حميّة غنية بالعناصر الغذائية للحفاظ على مستويات الطاقة بشكل طبيعي.

الخلاصة

فرط النوم حالة لا تهدد الحياة بشكل مباشر، ولكنها قد تؤثر على نوعية الحياة. ويمكن لبعض الأشخاص المصابين بهذه الحالة تحسين أعراضهم من خلال التغييرات الصحية في نمط الحياة أو من خلال استخدام الأدوية التي يصفها الطبيب. ومع ذلك، قد لا يوفر ذلك الراحة الكاملة من الأعراض، وقد يشعر البعض بالحاجة إلى النوم في أي وقت، بما في ذلك أثناء قيادة السيارة أو العمل. الأمر الذي يجعل فرط النوم خطيراً، وبدون العلاج المناسب، يمكن للحالة أن تعطل الحياة اليومية بشدة وتؤدي إلى مزيد من المشاكل.

مصدر Hypersomnia Sleep and Hypersomnia What causes hypersomnia and how to treat it?
اترك تعليقا