فقدان الشهية عند الأطفال – ما هي أشيع أسبابه؟ وما هي أفضل الطرق في علاجه؟
أسباب فقد الشهية لدى الأطفال وطرق العلاج
ما هو فقدان الشهية عند الأطفال ؟!
يشكو الوالدين عادة من نقص الشهية عند طفلهم، وهو أمر شائع الحدوث في الأطفال ما بين عمر الثانية والخامسة. ولكن في بعض الحالات قد يستدعي فقدان الشهية عند الأطفال مزيداً من الاهتمام من قِبَل الأهل، فيتوجب البحث في أسبابه ومحاولة إيجاد حل مناسب له للحفاظ على سلامة وصحة طفلهم.
تتنوع أسباب فقدان الشهية عند الأطفال، وتتعدد بالمقابل الحلول والحيل لتجاوزها.
لذا وجب على الوالدين التعمق في هذا المجال لما في ذلك من فائدة لصحة الطفل.
أكثر أسباب فقدان الشهية عند الأطفال شيوعاً
إذا لاحظت أن طفلك دائم التعب والهيجان فقد يكون ذلك مرتبطاً بفقدان الشهية.
ومن أشيع أسباب فقدان الشهية وعدم رغبة الطفل في تناول الطعام ما يلي:
إصابة الطفل بالمرض
قد يسبب المرض في كثير من الأوقات شعوراً لدى طفلك بعدم رغبته بالأكل أو حتى انزعاجه من تناول الطعام.
فقد يكون مصاباً بالتهاب البلعوم، الاسهال، الزكام، ارتفاع درجة الحرارة أو الصداع أو أي أعراض أخرى. عندها ستجديه يتجنب تناول الطعام أو تلاحظي نقص في شهيته المعتادة.
هذه الحالة غير مقلقة فغالباً ما يستعيد الطفل شهيته للطعام بعد زوال أعراض المرض التي كانت تمنعه من الأكل.
فقر الدم عند الطفل
يعد فقر الدم عند الطفل أحد الأسباب في فقدانه المتكرر لشهيته للطعام وقد يُميز بعض الأطعمة عن غيرها.
يبدو الطفل المصاب بفقر الدم خَمولاً، مُتعباً ومُهتاجاً في أغلب أوقات النهار.
وحيث أن فقر الدم ليس أمراً يستهان به فهو إذا لم يعالج بطريقة سليمة، تكون له تأثيرات سلبية عديدة على تطور الطفل ونموه بالإضافة إلى مستوى تحصيله وتلقيه للمعلومات في المدرسة.
فعند الشك بفقر الدم يجب إجراء فحوصات دموية شاملة للتأكد من ذلك.
تباطؤ معدل النمو
يتغير معدل النمو باختلاف عمر الطفل ويؤثر ذلك كثيراً على شهية الطفل ورغبته في تناول الطعام.
فقد تلاحظين أن شهية الطفل كانت رائعة في السنة الأولى من حياته، لكن بعد ذلك تجدين صعوبة بالغة في إطعامه. يعود ذلك إلى أن معدل حاجة الجسم للنمو يتباطأ في هذه المرحلة وتقل حاجة الطفل للطعام عن السنة السابقة؛
فهو يحتاج إلى زيادة 2.3 كيلو في هذه السنة الثانية من عمره مقابل 7 كيلو في السنة الأولى. وهذا ما يجعل فقدان الشهية عن الطفل في هذا العمر أمراً طبيعياً عادةً.
التوتر والقلق المستمر للطفل
يعد فقدان الشهية واحد من العديد من الآثار السلبية التي يمكن أن يسببها التوتر والقلق الدائم في حياة الطفل، فقد تلاحظين على طفلك مجموعة من الأعراض المرافقة لفقدان الشهية وعدم تناول الطعام الكافي يومياً.
كأن يجد صعوبة في النوم ليلاً أو أن يبقى نَعساً طوال النهار أو قد تترافق مثلاً بحالات التبول اللاإرادي بسبب التوتر الذي يحصل في الحالات التالية:
- التنمر على الطفل في مدرسته أو بين رفاقه.
- المشاكل الأسرية كفقدان شخص عزيز، أو الخلافات المتكررة بين الوالدين.
- ضياع أو موت حيوانه الأليف.
- عدم القدرة على النجاح في مدرسته بسبب الضغط الدائم من معلمته.
- المعاملة السيئة من أحد الوالدين بضرب الطفل أو تعنيفه.
إصابة الطفل بالديدان المعوية
تُعتبر الديدان المعوية أحد أسباب فقدان الشهية عند الأطفال، وهي من الطفيليات التي تدخل إلى أمعاء وكبد الطفل فتسبب له نزوف هضمية، فقدان للشهية والزحار (الديزنطاريا) وغيرها من الأعراض.
يمكن أن يصف له الطبيب بعض الأدوية المضادة للديدان، فتجدين شهية طفلك تعود تدريجياً إلى أفضل مما كانت عليه.
إذا كنت تملكين حيواناً أليفاً في منزلك احرصي على معالجته من الديدان الهضمية لمرتين في كل عام أيضاً.
قلة الحركة
إذا كان طفلك بعادته خجولاً أو قليل الحركة بفعل جلوسه الدائم أمام التلفزيون أو الألعاب الالكترونية، فإن ذلك لن يُحرض الجوع لديه لتناول الطعام.
فكلما نقصت حركة الطفل ونشاطه تنقص شهيته للطعام.
بعض الأدوية قد تسبب فقدان الشهية عند الأطفال
قد يكون طفلك يتناول بعض الأدوية في مرحلة العلاج من مرض ما، وهذه الأدوية كمضادات الالتهاب مثلاً قد تكون تسبب فقدان الشهية عند الطفل.
لذا كوني على وعي تام بالآثار الجانبية لهذه العلاجات.
فقدان الشهية العصبي
قد يتطور لدى الطفل فقدان شهية عصبي أو نفسي المنشأ أحياناً. بفعل تقليد أحد الشخصيات التي يحبها على شاشة التلفزيون مثلاً أو لأسباب نفسية أخرى مماثلة. فيمتنع عن تناول الطعام لفترة طويلة، أو يحصر اختياراته ببعض الأطعمة قليلة الدسم خوفاً من اكتساب الوزن.
وقد يكون سبب فقدان الشهية العصبي عوامل وراثية أو مشاكل في التطور العقلي.
فإذا لاحظتي على طفلك تجنب الطعام ومحاولة ممارسة التمارين الرياضية أكثر من المعتاد، وسعادته بخسارة الوزن بشكل ملحوظ، فإن ذلك قد يكون فقدان شهية عصبي المنشأ. ويحتاج ذلك عادةً لاستشارة أخصائي تغذية لإيجاد الحل المناسب لهذه الحالة واستعادة شهية الطفل الطبيعية.
طرق علاج فقدان الشهية عند الأطفال
لزيادة شهية طفلك للطعام تحتاج أحياناً إلى طرق وحيل متعددة، خاصةً إذا كان الطفل يشكو من نوعية الطعام أو طريقة تقديمه.
ومن هذه الطرق نذكر ما يلي:
وجبة الإفطار أساسية
لتعزيز شهية الطفل خلال اليوم احرصي على جعل وجبة الإفطار وجبة أساسية ومتكاملة يومياً.
فتناول الطفل لوجبة إفطار صحية حتى إذا كان مجبراً على ذلك يزيد من شهيته للطعام طوال اليوم.
تفيد هذه الوجبة بتفعيل الاستقلاب في الجسم مما يزيد حاجته للطاقة والغذاء، ويساعد في علاج فقدان الشهية عند الطفل.
منع المؤثرات أثناء الطعام
عند السماح بوجود الهواتف المحمولة على مائدة الطعام أو أن يكون التلفزيون في نفس الغرفة فإن ذلك يسبب لهيان الطفل عن الطعام. وبالتالي يفقد اهتمامه بإنهاء وجبته ويشعر فوراً بالشبع.
لذا من أساسيات علاج فقدان الشهية عند الأطفال منع وجود هذه المؤثرات ووسائل التلهية أثناء تناول وجبة الطعام.
وبذلك يركز الطفل على طعامه ويهتم أكثر بقدسية وجبة الطعام والرابط العائلي أثناء الوجود على مائدة الطعام. مع الحرص على أن تكون مائدة الطعام مريحة للطفل بحيث تخصص له كرسياً خاصاً وأدوات خاصة لتناول الطعام كالطبق والملعقة والشوكة.
التوتر لا يفيد
لا يمكن إجبار الطفل على تناول الطعام باستخدام الصراخ والضغط الدائم أو حتى الضرب.
فقد يبدأ بالبكاء أو يشعر بالغضب مما يمنع تناوله لوجبة طعامه، لذا حاولي أن تتحدثي إليه وتقنعيه بتناول الطعام بتشجيعه على ذلك أو تخصيص مكافأة له إذا ما أنهى وجبته كاملة.
ثم أنه يجب منع طرح مواضيع لا يحبها الطفل أثناء وجبة الطعام مثل تحصيله الدراسي أو الوضع الاقتصادي في المنزل فقد يكون له أثراً سيئاً على شهية الطفل.
المشاركة في إعداد الطعام
يمكن تشجيع الطفل على تناول الطعام إذا ما شارك بأي من مراحل إعداده.
يمكنه مساعدتك في غسل الخضار أو تزيين الطبق الرئيسي مما يشعره بالسعادة أثناء تناول الطعام الذي يظن أنه هو من أعده.
علاج السبب الرئيسي في فقدان الشهية
في بعض الأحيان يكون السبب الرئيسي لفقدان الطفل لشهيته لتناول الطعام هو المرض أو الألم أثناء تناول الطعام. لا يمكن إهمال هذه المشكلة وإجبار الطفل على تجاوزها. بل يمكن سؤال الطفل عما يشتكي منه وعلاج المشكلة من جذورها. فقد يكون سبب المشكلة ألم الأسنان، الحرقة المعدية أو التهاب البلعوم واللوزات.
الخلاصة:
إذاً مشكلة فقدان الشهية عند الأطفال متعددة الأسباب والحلول.
استفيدي من معرفتك لطفلك وعاداته وسلوكه لتجاوز عدم رغبته بتناول الطعام، وحافظي على قُدسية أوقات الطعام واحترام طفلك لهذه النعمة.
وإذا لاحظتي أن المشكلة تتجاوز سلوك الطفل وطبيعته أو أن هناك مشكلة مرضية ما تسبب فقدانه للشهية. راجعي الطبيب المختص واعملي بنصائحه لصحة طفلك وراحة بالك.