ما نعرفه عن الصلة بين مرض اللثة وخطر الإصابة بـ سكتة دماغية

تؤدي أمراض اللثة للإصابة بمشكلات صحية خطيرة، ربما تصل إلى زيادة خطر السكتات الدماغية

0

تشير الدراسات إلى أن علاج مرض اللثة ، وكل عوامل الخطر الأخرى المسببة للسكتة الدماغية، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بها.

  • لوحظ ارتباط بين أمراض اللثة والسكتات الدماغية الناجمة عن تصلب الشرايين الكبيرة في الدماغ، وكذلك بينها وبين انسداد الشرايين الحاد.
  •  تم التعرف على البكتيريا اللثوية المعروفة باسم P. gingivalis في الشرايين السباتية، كما تم العثور على بكتيريا عدوى اللثة المسماة Streptococcus sp DNA في الأوعية الدموية للدماغ.
  • الخبراء يدركون أن هناك رابطاً بين أمراض اللثة وأزمات القلب والأوعية الدموية، ولكن هناك بحثا جديدا يسلط الضوء على سبب وجود هذا الرابط.

وفقا لاثنتين من الملخصات البحثية التي طُرحت في المؤتمر الدولي للسكتة الدماغية التي تنظمه الرابطة الأمريكية للسكتة الدماغية، تم ربط مرض اللثّة (المعروف أيضا باسم التهاب اللثة أو أمراض اللثة) بارتفاع معدل السكتات الدماغية الناجمة عن تصلب الشرايين الكبيرة في الدماغ، 

وكذلك مع انسدادات الشرايين الحادة التي لا تكون أعراضها قد ظهرت بعد.

ما هي أمراض اللثة :

أمراض اللثة هي عدوى بكتيرية مزمنة تؤثر على البنى اللينة والصلبة التي تدعم الأسنان. 

هذا المرض مرتبط بالالتهابات التي يظهر أنها تلعب دورًا في تصلب الأوعية الدموية المعروف أيضًا باسم تصلب الشرايين.

لا تظهر الدراسات أن مرض اللثّة يمكن أن يسبب انسداد الشريان أو السكتة الدماغية، بل تدل فقط على وجود رابط بينهما .

أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتات الدماغية، هي أمراض متعددة العوامل.

يمكن أن تكون أمراض اللثة أحد المتغيرات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن هناك العديد من عوامل الخطر الأخرى التي تجعل من الصعب تحديد أثر العلاقة السببية بين الاثنين، كما أشار باولو كامارغو، جراح الأسنان والأستاذ في كلية طب الأسنان بجامعة كاليفورنيا.

روابط مؤكدة بين مرض اللثة وأمراض القلب

يلاحظ الدكتور سوفيك سين، ( أستاذ ورئيس قسم الأعصاب السريري في كلية الطب بجامعة ساوث كارولينا في كولومبيا )، والذي قاد كلا الدراستين البحثيتين ،أنه بالرغم من أن هناك مصادر عدة محتملة للالتهابات التي تؤثر على الأوعية الدموية، لكن الباحثين يعتقدون أن اللثة هي الأصل المرجح والأكثر تسبباً لهذه الالتهابات.

وذلك لأنه قد تم التعرف على البكتيريا اللثوية المعروفة باسم P. gingivalis في الشرايين السباتية، كما تم العثور على بكتيريا عدوى اللثة المسماة Streptococcus sp DNA في الأوعية الدموية للدماغ.

تحديد عوامل السكتة الدماغية

فيما يلي أهم النتائج التي توصلت إليها الدراستان :

من بين 265 مريضاً إصابتهم بسكتة دماغية بين عامي 2015 و 2017 ، وجد الفريق أن السكتات الدماغية الشريانية الكبيرة هي بسبب تصلب الشرايين داخل الجمجمة، حيث كانت شائعة أكثر في المرضى الذين يعانون من أمراض اللثة .

كان الأشخاص المصابون بمرض اللثة أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للإصابة بسكتة دماغية في الأوعية الدموية للجزء الخلفي من الدماغ، 

والتي تتحكم في الرؤية والتنسيق والوظائف الجسدية الحيوية الأخرى.

مرض اللثة والسكتات الدماغية

فحص الباحثون صورتي رنين مغناطيسي لتقييم 1145 شخصًا لم يصابوا بالسكتة الدماغية. 

كما أجروا اختبارات شفوية لتصنيف وجود وشدة أمراض اللثة لديهم .

اكتشفوا أن الشرايين في الدماغ كانت مسدودة (بنسبة 50%أو أكثر) عند 10 % من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة. 

كان الأشخاص المصابون بمرض اللثة، أو التهاب اللثة، لديهم شرايين ضيقة (بسبب تراكم الترسبات أو ال plaque ) أكثر بمرتين مقارنة بالذين لا يعانون من أمراض اللثة.

استنتجت الدراسة أن الأشخاص المصابون بالتهاب اللثة هم أكثر عرضة لانسداد الشرايين في الدماغ.

يقول د.سوفيك سين في بيان : 

“من المهم للأطباء أن يدركوا أن مرض اللثة هو مصدر مهم للالتهابات، حيث يجب على الأطباء العمل مع المرضى لمعالجة أمراض اللثة”.

الالتهاب يؤدي إلى أمراض منهجية :

قال توماس إي فان دايك دكتور باحث في أمراض اللثة  ونائب الرئيس للبحوث السريرية والتحويلية في معهد فورسيث، وأستاذ الطب الفموي والعدوى والحصانة في كلية طب الأسنان بجامعة هارفارد، إن نتائج هذه الأبحاث المذكورة أعلاه تؤكد نظريته.

حيث تمكن فريق د.سين من برهنة الارتباط بأن مرضى التهاب اللثة لديهم نسبة أعلى من السكتات الدماغية بسبب خلل في الدورة الدموية الدماغية للشريان الخلفي، وهو نوع فرعي من السكتات الدماغية.

ووجدوا أيضًا أن الأشخاص المصابين بأمراض اللثة لديهم نسبة أعلى بكثير من السكتة الدماغية بسبب تصلب الشرايين داخل الجمجمة مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من أمراض اللثة. 

وجدت دراسة عام 2018 أن الأشخاص المصابون بتصلب الشرايين داخل الجمجمة، هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض نقص تروية متكررة وخطر الموت.

كما أشارت الأبحاث إلى أن الالتهاب المزمن الموضعي له تأثير ممنهج على الجسم.

يقول فان دايك: “اللثة هي مكان شائع للالتهابات المزمنة التي لا يعيرها الكثير من الناس اهتماماً”

وذلك لأن أمراض اللثة لا تسبب الألم على الفور. 

حتى لو كان الأمر كذلك، فإن الكثير من الناس يتجاهلون ذلك.

ويضيف: 

“الالتهابات المزمنة ليست جيدة لصحتك، لما لها من تأثير على صحة الجسم بالكامل. كما يمكن أن يكون لهذه الالتهابات آثار منهجية على صحتك”

يقول د. سين أن علاج أمراض اللثة يساعد بالسيطرة على ارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول، وكلها أسباب للإصابة بالسكتة الدماغية. 

د. سين يعمل على تجربة أخرى لاختبار نوع علاج لأمراض اللثة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

إن صحة اللثة أمر ضروري للحفاظ على صحة الأسنان، كما قد يكون لصحة اللثة فوائد إضافية كـ التخفيف من مخاطر حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية، كما قال د.كامارغو .

اترك تعليقا