ما هو الاكتئاب ؟ ما هي أسبابه ؟ وماذا عن أعراضه وكيفية تشخيصه ؟

لمحة عامة عن الاكتئاب أو الاضطراب الاكتئابي

0

ما هو الاكتئاب ؟

الاكتئاب (بالإنكليزية: Depression) هو اضطراب مزاجي شديد يؤثر على حالة الإنسان المزاجية وتوقعاته المستقبلية، حيث يعد الشعور الدائم بالحزن، المشاعر السلبية، فقدان الاهتمام بالأنشطة التي يستمتع بها الشخص عادةً أو يمارسها، بالإضافة إلى الإحباط وفقدان تقدير الذات من الأعراض المميزة للاكتِئاب.

بالطبع معظم الناس يشعرون بالحزن أو الإحباط لفترات وجيزة، ولكن الشعور بالحزن ليس كالاكتِئاب، فالحزن أمر طبيعي، أما الاكتِئاب فهو حالة مَرضية.

ماهو-الاكتئاب

 يُعد الاكتِئاب حالة طبية خطيرة ولا يستطيع الأشخاص عادةً تجاوزه بسهولة.

كما أن الاكتئاب غير المُعالج يسبب مشاكل دائمة تشمل:

  • مشاكل في العمل
  • توتر في مختلف أنواع العلاقات
  • تعاطي المخدرات والكحول
  • أفكار أو محاولات انتحارية

سيستمر العديد من الأشخاص الذين يتلقون علاجاً فعالاً للإكتِئاب في ممارسة حياة صحية وسعيدة. 

بالنسبة للبعض الآخر، قد يُمثل الاكتِئاب تحدياً طيلة حياتهم ويتطلب علاجاً على المدى الطويل.

لا تتردد في التحدث إلى الطبيب أو المعالج النفسي إذا اعتقدت أنك تعاني من الاضطراب الاكتئابي أو أي اضطراب مزاجي كبير.

عليك أن تدرك أن الاضطراب الاكتئابي يمكن أن يصيب الناس في أي عمر وأي حالة.

في هذا المقال سنقدم أكبر قدر ممكن من المعلومات المتوفرة وفق أحدث الأبحاث عن الاكتئاب (أسبابه، أعراضه، تشخيصه وعلاجه).

 

ما هي أسباب الاكتئاب ؟

في الواقع إن الاكتئاب ليس حالة بسيطة ذات سبب محدد ومعروف.

كما أن بعض الناس معرضون لنوبات الاكتِئاب أو الاضطراب المزاجي بنسبة أكبر من البعض الآخر، لذلك تذكر دائماً أنه من المهم مناقشة الأعراض مع طبيبك.

في الحقيقة هناك عدة أسباب وعوامل مُحتملة للإكتئاب.

أسباب وراثية:

قد يكون الاكتئاب حالة وراثية.

فمن الممكن أن يكون لديك احتمال أكبر للإصابة باضطراب اكتئابي خلال واحدة من مراحل حياتك في حال كان أحد أفراد أسرتك قد أصيب بالإكتئاب.

الجينات المحددة لا زالت غير معروفة، ولكن يُعتقد أن عدة جينات تشكل عاملاً مُسبباً لإحداث الاضطراب الاكتئابي.

 

عوامل بيو كيميائية (اضطراب كيمياء الدماغ):

الدماغ-البشري

إن بعض الأشخاص المصابين بالإكتئاب يعانون من بعض التَغيُرات الملحوظة في أدمغتهم – على الرغم من عدم فهم هذا السبب (المحتمل) – ولكنه يشير إلى أن الاكتئاب يبدأ من وظيفة الدماغ.

عند دراسة بعض حالات الاكتِئاب ينظر بعض الأطباء النفسيين إلى كيمياء الدماغ؛

حيث تؤثر النواقل العصبية في الدماغ – وبشكل خاص السيروتونين أو الدوبامين (هرمون السعادة) أو النورإيبينفرين (بالإنكليزية:serotonin, dopamine or norepinephrine) – على مشاعر السعادة والمتعة؛ لذلك فقد تكون هذه المشاعر غير متوازنة لدى الأشخاص المصابين بالإكتئاب.

إن مضادات الاكتِئاب تعمل على موازنة هذه النواقل العصبية (خاصة السيروتونين).

ولكن كيف ولماذا تخرج النواقل العصبية عن توازنها؟! وما دورها في حالات الاكتئاب؟! 

في الحقيقة إن هذا الأمر لا زال غير مفهوم تماماً.

 

أسباب هرمونية:

قد تؤدي التغييرات في إنتاج الهرمونات أو آلية عملها إلى ظهور حالات الاكتِئاب. 

حيث أن أي تَغيُرات في حالة الهرمونات – كما في حالات انقطاع الطمث أو الولادة أو مشاكل الغدة الدرقية أو أي اضطرابات أخرى – يمكن أن تسبب الاكتئاب.

في حالة اكتئاب ما بعد الولادة، تبدأ الأعراض بالظهور على الأمهات بعد الولادة. 

من الطبيعي أن تكون الأم عاطفية بسبب هرموناتها المُتغيرة، ولكن يجب الانتباه إلى أن اكتئاب ما بعد الولادة يعتبر من الحالات الخطيرة.

 

سبب موسمي:

اكتئاب-الشتاء

في الشتاء تقل ساعات النهار، وهذا ما يجعل الكثير من الناس يشعر بالخمول والتعب وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية المختلفة مع تَغيُرات ملحوظة في أنماط النوم.

هذه الحالة كانت تسمى بالاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، ولكنها تُعرف الآن باسم الاضطراب الاكتئابي الرئيسي بنمط موسمي.

في هذه الحالة قد يصف الطبيب الدواء المناسب، أو يطلب منك تغيير في أجهزة الإنارة داخل المنزل للمساعدة في العلاج، وعادة ما تختفي الحالة بمجرد أن يصبح وقت النهار أطول.

بمعنى آخر، يعتبر الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) أكثر شيوعاً في فصل الشتاء، في العادة يبدأ مع بداية فصلي الخريف أو الشتاء ويختفي مع قدوم فصل الربيع أو بداية فصل الصيف.

 

ظروف متعددة:

يمكن أن تؤدي الظروف الصعبة والمتعددة في حياة الإنسان إلى الإصابة بالإكتئاب، مثل:  

  • صدمة شديدة 
  • تغيير كبير في نمط الحياة 
  • الصراع والنضال مع التعثرات في الحياة 
  • فقدان أحد أفراد الأسرة 
  • الطرد من العمل
  • التعرض لمشكلات مالية 
  • إجراء تغيير جذري مفاجئ

 

ما هي أعراض الاكتئاب ؟

في حين أن أعراض الاكتئاب تختلف تبعاً لشدتها، ولكن هناك بعض الأعراض القياسية و التي يجب مراقبتها عن كثب.

فالاكتئاب لا يؤثر فقط على أفكارك ومشاعرك، بل يمكن أن يكون له تأثير على تصرفاتك والطريقة التي تتحدث بها  كما سيؤثر بلا شك على علاقاتك مع الآخرين.

اعراض-الاكتئاب

تشمل الأعراض الشائعة للاكتئاب كل مما يلي:

  • الحزن
  • التعب
  • مشكلة في تركيز الطاقة أو التركيز الذهني
  • التعاسة
  • الغضب
  • الهيجان
  • الإحباط
  • فقدان الاهتمام بالمتعة أو النشاطات المُسلية
  • مشاكل النوم (الكثير أو القليل جدا)
  • عدم امتلاك الطاقة
  • الرغبة في الأطعمة غير الصحية
  • الهلع
  • العزلة
  • الأرق
  • القلق
  • مشكلة في التفكير بوضوح أو اتخاذ القرارات
  • ضعف الأداء في العمل أو المدرسة
  • الانقطاع عن الأنشطة
  • الشعور بالذنب
  • أفكار أو ميول انتحارية
  • الألم (الصداع أو آلام العضلات)
  • تعاطي المخدرات أو الكحول

بالإضافة إلى ما سبق فقد تظهر على بعض الأشخاص علامات الهوس، الإضطرابات الذهنية أو تَغيُرات في القدرات الحركية.

وأيضاً يمكن أن تشير هذه العلامات إلى حالات أخرى والتي قد تسبب الإكتئاب، مثل الاضطراب ثنائي القطب (بالإنكليزية: bipolar disorder ).  

 

إذا كنت تعتقد أن شخصاً ما معرض للخطر أو من الممكن أن يؤذي نفسه أو يؤذي شخص آخر حوله، قم بمايلي فوراً:

  • اتصل برقم الطوارئ المحلي أو الإسعاف.
  • ابق مع الشخص حتى وصول المساعدة.
  • قم بإزالة أي بنادق أو سكاكين أو أدوية أو أي شيء آخر قد يسبب الأذى
  • استمع له ولكن لا تحكم عليه أو تجادل أو تهدد أو تصرخ.

وإذا كنت تعتقد أن شخصًا ما يفكر في الانتحار لا تتردد في طلب المساعدة بشكل فوري من السُلطات أو  المختصة.

 

ما هي عوامل الخطر التي تزيد من فرص إصابتك بالإكتئاب؟

في الواقع إن العديد من العوامل يمكن أن تزيد من خطر إصابتك بالإكتئاب في مرحلة ما من حياتك.

و تشمل عوامل الخطر ما يلي:

  • كونكِ امرأة (يتم تشخيص حالة الاكتِئاب لدى النساء أكثر من الرجال)
  • ضعف احترامك لذاتك
  • أن تملك أقارب يعانون من الإكتئاب
  • الشذوذ الجنسي (المثلية الجنسية، ثنائي الجنس، متحولاً جنسياً)
  • الإضطرابات النفسية الأخرى ( الهلع أو الاضطراب ثنائي القطب)
  • تعاطي المخدرات أو الكحول
  • الإصابة بمرض خطير أو مزمن
  • تناول أدوية معينة، مثل الحبوب المنومة
  • كونك  تعيش في منطقة من العالم ذات ليالي شتوية طويلة وضوء شمس محدود

 

كيف يتم تشخيص الاكتئاب ؟

بالطبع سيقوم طبيبك بإجراء فحص كامل والحصول على تاريخك الطبي.

ولكن نظراً لأن الاضطراب الاكتئابي لا يمكن تشخيصه باستخدام اختبارات الدم أو التحاليل المخبرية، فسوف يتم تحويلك إلى طبيب نفسي لإجراء تقييم أكثر عمقاً؛

أي أنه سوف يسألك حول أفكارك ومشاعرك، وسوف يُشخص بناءً على الأعراض والإجابات التي ستخبره بها.

 

 

هل يوجد علاج للإكتئاب؟

بالطبع نعم، فقد يَصف لك طبيبك بعض الأدوية أو يستخدم العلاج النفسي أو كليهما معاً.

ولكن قد يستغرق الأمر وقتاً للعثور على التركيبة التي تناسبك، حيث سيتم تصميم العلاج الذي يتكيف مع حالتك نظرًا لأن أسباب الاكتئاب وأعراضه متعددة ومختلفة.

ولا يخفى على أحد أن ممارسة الرياضة وتجنب المخدرات والكحول والإلتزام بالروتين يمكن أن يساعد في السيطرة على الاكتئاب.

جرب مناقشة الأعراض مع طبيبك لإيجاد خطة علاج فعالة.

 

الخلاصة:

كلنا معرضون لأن نُصاب بالإكتئاب ولكن هناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة به.

قد تلعب العوامل الكيميائية والحيوية والوراثية دوراً هاما في حدوث الاكتئاب إضافة لعوامل خارجية مثل (قِصَر النهار في فصل الشتاء والظروف الاجتماعية المحيطة بالفرد).

ولكن لا داعي لليأس فالعلم وجد العديد من الطرق للتكيف مع هذه الحالات ومنها الأدوية المضادة للإكتئاب التي تؤثر في كيمياء الدماغ.

وأخيراً ننوه أنه في حال شعورك بأي من الأعراض المذكورة أعلاه يتوجب عليك دائماً استشارة الطبيب المختص في هذا المجال.

مصدر Nami.org مايو كلينك ناشيونال هيلث انستيتيوت
اترك تعليقا