ما هو النقرس؟

Gout

0

النقرس هو مصطلح عام لمجموعة متنوعة من الحالات التي يسببها تراكم حمض اليوريك (Uric acid) المعروف أيضاً بحمض البول. وعادةً ما يؤثر هذا التراكم على القدمين، وخاصةً مفصل إصبع القدم الكبيرة (الإبهام)، حيث يسبب نوعاً من التهاب المفاصل يتسم بحدوث ألم شديد وتورم وتيبس في المفصل.

وقد تحدث الإصابة بالنقرس على شكل نوبات متكررة، الأمر الذي يؤذي الأنسجة في منطقة الالتهاب ببطء، ويمكن أن يسبب ألم شديد جداً. يُعد ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى السُمنة أبرز عوامل خطر الإصابة بالنقرس.

ما هو النقرس؟

إذا كنت مصاباً بالنقرس، فمن المحتمل أن تشعر بتورم وألم في مفاصل القدم، وخاصةً إبهام القدم. يمكن للألم المفاجئ والشديد، أو النوبات، أن تجعلك تشعر وكأن قدمك تحترق. في بعض الأحيان قد تصاب المفاصل الأخرى بالنقرس، بما في ذلك الركبتين أو الكاحلين أو المرفقين أو إبهام اليد أو الأصابع الأخرى.

ويعتبر النقرس الشكل الأكثر شيوعاً لالتهاب المفاصل عند الرجال بين سن 30 و 50 عام، خاصةً أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ويتناولون مدرات البول الثيازيدية (Thiazide diuretics).

من ناحية أخرى، تصبح النساء أكثر عُرضة للإصابة بهذا المرض بعد مرحلة انقطاع الطمث. أما عند الأطفال والشباب فهو نادر الحدوث. ويمكن أن تكون نوبات هذا المرض غير متوقعة ومؤلمة للغاية. يختفي الألم والالتهاب عادةً بعد بضعة أيام من بدء العلاج المناسب، ولكن هذه الأعراض قد تتكرر في أي وقت.

ما هي أسباب النقرس؟

بلورات-حمض-البول-في-المفصل

يحدث النقرس في البداية بسبب زيادة حمض البول (حمض اليوريك: Uric acid) في الدم، أو بسبب فرط حمض يوريك الدم (Hyperuricemia). ويتم إنتاج حمض اليوريك في الجسم كجزء من عملية تكسير أو تحليل البيورينات (purines) – وهي مركبات كيميائية تتكون بشكل طبيعي في جسم الإنسان، ولكنها تتواجد بكميات كبيرة في بعض الأطعمة مثل لحوم الأحشاء الداخلية للحيوانات (الكبد والكِلى والمخ)؛ كما توجد بكميات معتدلة في اللحوم الحمراء والدواجن والمأكولات البحرية.

ويتم طرح حمض اليوريك خارج الجسم في البول عن طريق الكِلى. تؤدي بعض الحالات المرضية، مثل اضطرابات الدم والتمثيل الغذائي أو التجفاف، إلى زيادة إفراز الجسم لحمض اليوريك. ويمكن أن تؤدي كل من اضطرابات الكلى أو اضطرابات الغدة الدرقية أو الاضطرابات الوراثية إلى صعوبة التخلص من حمض البول الزائد. إذا تم إنتاج كميات كبيرة من حمض اليوريك، أو لم يتم طرحه بانتظام، فيمكن أن يتراكم ويشكل بلورات حادة تشبه الإبر تسبب الالتهاب والألم في المفاصل والأنسجة المحيطة.

ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالنقرس؟

في الواقع، تزيد العوامل التالية من احتمال الإصابة:

  • العمر: أكثر ما يصاب الرجال الذين تجازوا الثلاثين من العمر، والنساء بعد سن اليأس (مرحلة انقطاع الطمث).
  • الوراثة: يزداد احتمال إصابتك بهذا المرض إذا كان والديك أو أشقائك أو أفراد آخرين من العائلة مصابين به.
  • شرب الكحول.
  • تناول الأدوية: مثل بعض مدرات البول والأدوية التي تحتوي على الساليسيلات (Salicylates) كالأسبرين وغيره.
  • بعض الحالات المرضية: مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى أو أمراض الغدة الدرقية أو مرض السكري أو توقف التنفس أثناء النوم.
  • النظام الغذائي: في بعض الحالات قد يكون النظام الغذائي هو سبب إصابة بعض الأشخاص بالنقرس. وذلك في حال الإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية بشكل خاص من البيورينات المُسببة للنقرس، مثل: لحوم الأعضاء الداخلية للحيوانات (الكلى، الكبد، المخ)، اللحم الأحمر، الأسماك الزيتية مثل السردين وسمك الرنجة؛ بالإضافة لبعض الخضروات، بما في ذلك الهليون والقرنبيط، الفاصوليا والفطر.
  • زيادة الوزن: تعتبر السُمنة والمستويات المرتفعة من الدهون في الجسم من العوامل التي قد تزيد من احتمال الإصابة بهذا المرض.

أعراض النقرس

بلورات-حمض-البول

عادةً ما تظهر أعراض النقرس فجأة دون سابق إنذار، وغالباً ما يكون ذلك في منتصف الليل أو في الصباح الباكر. بالنسبة للنقرس الحاد أو نوبة النقرس، تظهر الأعراض فجأة عند تراكم بلورات حمض اليوريك في المفصل، وتستمر لمدة من 3 إلى 10 أيام. تتمثل الأعراض الرئيسية في:

  • آلام المفاصل الشديدة التي تصل إلى ذروتها خلال 12-24 ساعة إذا لم يتم علاجها.
  • يمكن أن يكون المفصل دافئاً عند لمسه ويبدو أحمراً أو أرجوانياً.
  • تصلب في المفصل.
  • تورم وتكزز.
  • يؤثر النقرس بشكل متكرر على مفصل إبهام القدم، ولكنه قد يؤثر أيضاً على مقدمة القدم والكاحلين والركبتين والمرفقين والمعصمين والأصابع.

إذا لم يُعالج بشكل مناسب، فقد يصبح النقرس الحاد مُزمناً، وعندها يمكن أن تتطور كتل صلبة تسمى التوفات أو الرواسب الرملية (tophi) في المفاصل والجلد والأنسجة الرخوة المحيطة بها. في نهاية المطاف، يمكن أن تتسبب هذه الرواسب في تلف المفاصل بشكل دائم.

تجدر الإشارة إلى أهمية العلاج الفوري وذلك لمنع تحول النقرس إلى مرحلة الإزمان (المرض المزمن). كما يجب التنويه إلى أنه وفي حال تجمعت البلورات في المسالك البولية، يمكن أن تشكل الحصيات الكلوية (حصى الكِلى).

التشخيص

تشخيص-النقرس

يمكن تشخيص النقرس بناءً على مراجعة تاريخك الطبي وفحصك البدني وأعراضك. من المحتمل أن يبني طبيبك تشخيصه على:

  • صفات الألم المفصلي التي تعاني منها.
  • مدى تكرر الألم الشديد في مفصلك.
  • مدى احمرار المنطقة أو تورمها.
  • إجراء اختبار سائل المفصل، حيث يتم سحب السائل من المفصل المصاب بإبرة. ثم يتم فحص السائل لمعرفة ما إذا كانت هناك أي بلورات حمضية (urate crystals).
  • نظراً لأن عدوى المفاصل يمكن أن تسبب أيضاً أعراضاً مشابهة للنقرس، يمكن للطبيب البحث عن البكتيريا عند إجراء اختبار سائل المفصل من أجل تحديد السبب. وقد يحتاج لإرسال السائل إلى المختبر، حيث قد يستغرق تحليله عدة أيام.
  • إجراء فحص دم لقياس مستويات حمض اليوريك في الدم.
  • يمكن البحث عن بلورات حمض البول حول المفاصل أو داخل التوفات (tophus) باستخدام الفحص بالموجات فوق الصوتية.
  • لا تستطيع الأشعة السينية اكتشاف النقرس، ولكن يمكن استخدامها لاستبعاد الأسباب الأخرى.

علاج النقرس

إذا تُرك دون علاج، يمكن أن يؤدي النقرس في نهاية المطاف إلى التهاب المفاصل. ويمكن لهذه الحالة المؤلمة أن تترك مفصلك متضرراً ومتورماً بشكل دائم. وتعتمد خطة العلاج التي يوصي بها الطبيب على مرحلة وشدة النقرس. حيث تعمل أدوية علاج النقرس على تخفيف الألم وتقليل الالتهاب، بالإضافة إلى منع تكرر النوبات المستقبلية عن طريق خفض مستويات حمض البول.

وتشمل بعض الأدوية التي تُستخدم لتخفيف آلام النقرس كل مما يلي:

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، مثل الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين.
  • الكولشسين (colchicine).
  • الستيروئيدات القشرية.

كما تشمل الأدوية التي تمنع نوبات النقرس ما يلي:

  • مثبطات اكزانثين أوكسيداز، مثل دواء ألوبيورينول (aallopurinol).
  • بروبنسيد (probenecid).

جنباً إلى جنب مع الأدوية، قد يوصي طبيبك بتغييرات في نمط الحياة للمساعدة في تدبير الأعراض وتقليل خطر الإصابة بنوبات النقرس في المستقبل. على سبيل المثال، قد يشجعك الطبيب على:

  • الابتعاد عن تناول الكحول.
  • تخفيف الوزن.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • إجراء تغييرات في نمط الحياة، وذلك للعمل على خفض مستويات حمض البول ومنع نوبات النقرس. مثل الابتعاد عن تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات، شرب الكثير من الماء، تناول الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة مع الفواكه والخضروات بدلاً من الحلويات السكرية والكربوهيدرات المكررة أو البسيطة مثل الخبز الأبيض.

هل يمكن علاج النقرس في المنزل؟

الكبد-الحيواني

في الوقع، يمكن للأفراد المصابين بالنقرس إدارة النوبات من خلال تعديل نظامهم الغذائي. حيث يمكن أن يساعد النظام الغذائي المتوازن في تقليل الأعراض. والبداية تكون من تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البيورينات، وذلك لضمان عدم ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم. فيما يلي قائمة مفصلة بالأطعمة الغنية بالبيورين (purine)، والتي يجب الحذر منها:

  • سمك الأنشوفة أو الأنشوجة (anchovies)
  • نبات الهليون
  • كِلى البقر (كلاوي العجول والأبقار)
  • دماغ العجل أو الخروف
  • الفاصوليا والبازلاء المجففة
  • مرق اللحم
  • السمك المُملح
  • الكبد بأنواعه (السودات)
  • سمك الأسقمري البحري (الماكريل)
  • الفطر
  • سمك السردين
  • المحار الصدفي
  • بنكرياس العجل أو الخروف (sweetbreads)

تجدر الإشارة إلى أنه وعلى الرغم من أن الهليون والفاصوليا والفطر وبعض الأطعمة النباتية الأخرى تعتبر من مصادر البيورينات، إلا أن الأبحاث تشير إلى أنها لا تؤثر على مستويات حمض اليوريك ولا تسبب نوبات النقرس.

ما هي الأطعمة التي يجب أن تتناولها إذا كنت مصاباً بالنقرس؟

الكرز-

تشير الأدلة العلمية المبنية على الدراسات إلى أن تناول بعض أنواع الأغذية والأطعمة بانتظام قد يساعد في خفض مستويات حمض اليوريك ويمنع نوبات النقرس، مثل:

ولكن، ضع في اعتبارك أن مجرد تناول هذه الأطعمة قد لا يكون كافياً لترويض النقرس.

التدخل الجراحي

في الواقع، يمكن علاج النقرس عادةً بدون جراحة. ولكن بعد سنوات عديدة، يمكن أن تُتلِف هذه الحالة المفاصل، وتمزق الأوتار، وتسبب التهابات في الجلد فوق المفاصل. حيث يمكن أن تتراكم الرواسب الصلبة التي تسمى التوفة أو الراسب الرملي (tophi) على مفاصلك وفي أماكن أخرى، مثل أذنك. قد تكون هذه الكتل مؤلمة ومتورمة، ويمكن أن تسبب تلف دائم في المفاصل.

بشكل عام، هناك ثلاث عمليات جراحية تعالج التوفات أو الرواسب الرملية:

  1. استخدام الجراحة مباشرةً لإزالة التوفة.
  2. جراحة دمج المفاصل.
  3. جراحة استبدال المفاصل.

تعتمد أي واحدة من هذه العمليات الجراحية التي يوصي بها طبيبك على مدى وشدة الأضرار، بالإضافة إلى مكان تواجد التوفة أو الرواسب الرملية، إلى جانب تفضيلاتك الشخصية.

كيف تتم الوقاية من النقرس؟

يمكن أن تساعد التدابير التالية في الوقاية من ارتفاع حمض البول في الدم، وبالتالي يقل احتمال الإصابة بالنقرس:

  • الحد من تناول الكحول وخصوصاً البيرة.
  • التقليل من تناول الدهون والأطعمة التي من الممكن أن تزيد من مستوى حمض اليوريك في الجسم؛ وخصوصاً اللحوم والسردين وبلح البحر.
  • الحد من استهلاك المشروبات المُحلاة بالسكر والأطعمة التي تحتوي على سكر الفركتوز، على الرغم من أنها لا تحتوي على البيورينات، إلا أنها يمكن أن تكون مشكلة أيضاً.
  • زيادة استهلاك كل من: الفاكهة، الخضروات، البقوليات، والحبوب الكاملة.
  • مراقبة الوزن.
  • قد يساعد شرب الكثير من الماء والسوائل غير الكحولية في تقليل مخاطر الإصابة بالحصيات الكلوية (2-4 لتر يومياً).
  • إذا كنت تعاني من حالات طبية أو تتناول أدوية تزيد من خطر إصابتك بالنقرس، فاسأل طبيبك عن كيفية تقليل خطر الإصابة بنوبات ألم المفاصل المرافق.

الخلاصة

النقرس هو شكل من أشكال التهاب المفاصل يحدث بسبب ترسب بلورات حمض البول في المفاصل. ويمكن أن يكون الألم الناجم عن الإصابة شديد جداً، لكن العلاج عادةً ما يخفف من الأعراض بشكل كبير. يمكن السيطرة على الحالات الخفيفة عن طريق النظام الغذائي وحده، وقد تتطلب النوبات المتكررة علاجاً طويل الأمد لمنع تلف العظام والغضاريف وتدهور الكلى.

مصدر gout Everything You Need to Know About Gout Everything You Need to Know About Gout
اترك تعليقا