مرض الربو .. أنواعه وأعراضه وطرق التشخيص والعلاج

مرض الربو (Asthma)

0

الربو (Asthma) هو مرض التهابي يصيب الطرق التنفسية في الرئتين، ويسبب تشنجها وتضيقها مما يجعل من التنفس مهمةً صعبة، وأحياناً مستحيلة كما يحدث في نوبات الربو الشديد. وهو يصيب جميع الأعمار ويبدأ عادةً في مرحلة الطفولة، على الرغم من أنه قد يتطور للمرة الأولى عند البالغين.

لا يوجد حالياً علاج شافٍ للربو، لكن هناك مجموعة من العلاجات البسيطة التي يمكن أن تساعد في إبقاء الأعراض تحت السيطرة بحيث لا تؤثر بشكل كبير على نمط حياة المريض.

سنتحدث في هذا المقال بقليل من التفصيل عن الآليات المَرضية للربو وأعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه.

ما هو مرض الربو (Asthma)؟

ما هو مرض الربو

تبعاً لـ منظمة الصحة العالمية WHO، يعرف الربو على أنه مرض يتميز بنوبات متكررة من ضيق التنفس والوزيز، والتي تختلف في الشدة والتواتر من مريض لآخر. وقد تحدث من ساعة لأخرى أو من يوم لآخر.

تحدث هذه الحالة نتيجة التهاب في الطرق التنفسية ضمن الرئة وتؤثر على حساسية النهايات العصبية الموجودة فيها مما يجعلها أكثر قابلية للتهيج.

وأثناء النوبات، تتوذم مخاطية الطرق التنفسية مما يسبب تضيقها وانخفاض معدل جريان الهواء ضمنها.

ما هي أعراض مرض الربو؟

وفقاً لـ موقع WebMD، هناك ثلاث علامات أساسية لمرض الربو:

  • انسداد الطرق الهوائية: بالآلية المذكورة سابقاً.
  • الالتهاب: يسبب احمرار وتوذم الطرق القصبية في الرئة مما قد يسبب أذيتها، وعلاج هذه المشكلة هو المفتاح لتدبير الربو على المدى الطويل.
  • تَهيُّج الطرق الهوائية: لدى الأشخاص المصابين بالربو حساسية مفرطة في الطرق التنفسية مما يعني أنها قد ترتكس وتتضيق حتى عند تعرضها لمُحرض بسيط.

وتلك العلامات الثلاث تسبب الأعراض التالية:

أعراض الربو

  • السعال: خاصة في الليل أو عند الصباح.
  • الوزيز: وهو صوت صفير يصدر عند التنفس.
  • ضيق التنفس.
  • ضيق أو ألم أو إحساس بضغط في الصدر.
  • مشاكل في النوم بسبب المشاكل التنفسية.
  • صعوبة في الكلام.
  • القلق أو الهلع.
  • التعب.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجب طلب المساعدة الطبية مباشرة في حال ظهور أي من الأعراض الشديدة التالية:

  • التنفس السريع.
  • شحوب أو ازرقاق الوجه أو الشفاه أو الأظافر.
  • انسحاب الجلد حول الأضلاع إلى الداخل عند التنفس.
  • وجود مشاكل في التنفس أو الكلام أو المشي.
  • الأعراض التي لا تتحسن بعد تناول الأدوية.

كيف يتم تصنيف مرض الربو؟

يُصنف الأطباء شدة الربو تبعاً للأعراض على النحو التالي:

  • الخفيف المتقطع: ظهور أعراض خفيفة أقل من مرتين في الأسبوع، وحدوث الأعراض الليلية أقل من مرتين في الشهر، وقلة حدوث نوبات الربو.
  • الخفيف المستمر: ظهور الأعراض من 3 إلى 6 مرات في الأسبوع لكنها ليست يومية، والأعراض الليلية من 3 إلى 4 مرات في الشهر، وحدوث نوبات ربو قد تؤثر على النشاطات اليومية.
  • المتوسط المستمر: ظهور أعراض أكثر شدة من 3 إلى 6 مرات في الأسبوع، والأعراض الليلية من 3 إلى 4 مرات في الشهر، وحدوث نوبات ربو قد تؤثر على النشاطات اليومية.
  • الشديد المستمر: الأعراض مستمرة في النهار والليل وعلى المريض التوقف عن نشاطاته اليومية.

ما هي أنماط مرض الربو؟

هناك العديد من الأنماط المختلفة للربو:

  • الربو البادئ عند البالغين Adult-onset Asthma: يمكن أن يبدأ الربو في أي عمر لكنه أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين أعمارهم أقل من 40 سنة.
  • ربو الطفولة Childhood Asthma: يبدأ عادةً بعمر أقل من 5 سنوات، وقد تتنوع الأعراض بين نوبة وأخرى عند الطفل نفسه.
  • الربو المحرض بالتمارين Exercise-induced Asthma: يحدث أثناء ممارسة التمارين الرياضية، عندما يتنفس المريض هواءً أقل رطوبة من الهواء الموجود في الرئتين مما يسبب ارتكاس وتضيق الطرق الهوائية. ويمكن أن يصيب الأشخاص غير المصابين بالربو أيضاً. تظهر الأعراض عادةً خلال بضعة دقائق من بدء التمارين وتستمر لحوالي 10 إلى 15 دقيقة بعد التوقف.
  • ربو تحسسي Allergic Asthma: تحدث نوبات الربو في هذا النمط نتيجة محرضات مختلفة كالغبار وأبواغ العفن وشعر الحيوانات الأليفة.
  • الربو غير التحسسي Non-allergic Asthma: يحدث هذا الربو في حالات الطقس القاسية كالحرارة الشديدة في الصيف أو البرد الشديد في الشتاء، كما يحدث أيضاً عند التوتر النفسي أو الإصابة بالزكام.
  • الربو المهني Occupational Asthma: يصيب الأشخاص الذين يعملون في مناطق الأبخرة الكيميائية أو الغبار أو المواد المُحرضة الأخرى الموجودة في الجو.
  • أنماط أخرى من الربو: الربو الليلي، الربو المُحرّض بالأسبرين وغيرها.

ما هي أسباب مرض الربو؟

الاستنشاق

لم يتم تحديد سبب وحيد للربو، لكن الباحثين يعتقدون أنه ناجم عن العديد من العوامل، أهمها:

  • العوامل الوراثية: يزداد احتمال الإصابة بالربو في حال إصابة أحد الوالدين أو الأشقاء به.
  • قصة إنتان فيروسي سابق: يعد الأشخاص الذين تعرضوا لإنتان فيروسي شديد في مرحلة الطفولة أكثر عرضة للإصابة بالربو في مرحلة البلوغ.
  • نظرية النظافة: تقول تلك النظرية أن الأطفال الذين لا يتعرضون لكميات كافية من الجراثيم في الأشهر والسنوات الأولى من حياتهم، يبقى جهازهم المناعي ضعيفاً وغير قادر على مواجهة الربو والحالات التحسسية الأخرى.

كيف يتم تشخيص مرض الربو؟

لا يوجد اختبار أو فحص وحيد يشخص إصابة المريض بالربو، حيث سيقوم الطبيب باستخدام العديد من المعايير لتحديد ما إذا كانت الأعراض ناجمة عن الربو أم لا.

ويمكن أن يساعد ما يلي في تشخيص الربو:

  • السوابق العائلية للمريض: كإصابة أحد أفراد العائلة بالربو أو أحد المشاكل التنفسية الأخرى.
  • الفحص السريري: يصغي الطبيب إلى صدر المريض بالسماعة الطبية بحثاً عن الوزيز أو الأصوات المرضية الأخرى. كما يمكن إجراء اختبارات جلدية لتحري وجود الارتكاس التحسسي، فوجود المشاكل التحسسية يزيد خطر الإصابة بالربو.
  • الاختبارات التنفسية: اختبارات وظائف الرئة (PFT) التي تقيس جريان الهواء من وإلى الرئتين ضمن القصبات. ومن أشيع تلك الاختبارات قياس التنفس Spirometry، الذي يقوم خلاله المريض بالنفخ في جهاز يقيس سرعة الهواء.
  • من الصعب إجراء الاختبارات التنفسية عند الأطفال بعمر أقل من 5 سنوات، لذلك قد يقوم الطبيب بإعطاء أدوية الربو والانتظار حتى تحسن الأعراض، وفي حال تحسنها يكون الطفل مصاباً بالربو.

كيف يتم علاج مرض الربو؟

يندرج علاج الربو تحت ثلاثة تصنيفات أساسية:

  • تمارين التنفس.
  • العلاجات سريعة التأثير.
  • علاجات السيطرة على الربو طويلة الأمد.

ويتم وصف علاج أو مشاركة من عدة علاجات مختلفة تبعاً لعدة عوامل أهمها:

  • نمط الربو لدى المريض.
  • عمره.
  • محرضات الربو لديه.

تمارين التنفس:

يمكن أن تساعد هذه التمارين على إدخال المزيد من الهواء إلى الرئتين. ويمكن أن يقوم ذلك مع الوقت بزيادة سعة الرئة ويخفف من الأعراض الشديدة.

أدوية الربو سريعة التأثير:

يجب أن تستخدم تلك الأدوية في حال ظهور أعراض الربو أو أثناء نوبة الربو، وهي تؤمن تحسيناً سريعاً للأعراض وتساعد على تحسين التنفس مباشرةً.

الموسعات القصبية: 

أدوية الربو

تعمل الموسعات القصبية خلال دقائق على التخفيف من تشنج العضلات الموجودة حول القصبات ويمكن أن تعطى بشكل إنشاقي inhalation أو بجهاز الإرذاذ.

في حال حدوث نوبة الربو، يجب على المريض أن يستنشق بين 2 إلى 6 بخات من الدواء لتخفيف الأعراض. وفي حال استمرت الأعراض أكثر من 20 دقيقة، ولم يسبب إعطاء شوط آخر من الموسعات القصبية النتيجة المرجوة، يجب عندها طلب المساعدة الطبية أو نقل المريض إلى المستشفى.

أدوية السيطرة على الربو طويلة أمد التأثير:

تساعد هذه الأدوية التي تؤخذ يومياً على التخفيف من شدة أعراض الربو، لكنها لا تعالج الأعراض المباشرة لنوبة الربو.

وتتضمن الأدوية طويلة أمد التأثير:

  • مضادات الالتهاب: تؤخذ بواسطة المنشاق inhaler، وتساعد الكورتيزونات ومضادات الالتهاب الأخرى على التخفيف من الوذمة وإفراز المخاط في الطرق التنفسية.
  • مضادات الكولين: تساعد على إرخاء العضلات الموجودة حول القصبات وتُشارك عادةً مع مضادات الالتهاب وتؤخذ يومياً.
  • الموسعات القصبية مديدة التأثير: يجب أن تستخدم كمشاركة دوائية مع مضادات الالتهاب الخاصة بالربو.

الخلاصة:

إن الكشف المبكر عن الربو عند الأطفال والبالغين يُسهِّل السيطرة على الأعراض.

كما أن الالتزام بالمعالجة والنصائح الموصوفة من قبل الطبيب وتجنب العوامل المُحرضة يقي المريض من حدوث نوبات الربو ذات المضاعفات الشديدة.

مصدر WebMD Healthline NHS
اترك تعليقا