مرض كرون

Crohn's Disease

0

مرض كرون أو داء كرون (Crohn’s disease) هو عبارة عن التهاب حاد ومُزمن، وهو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية IBD. يمكن أن يصيب أي جزء من الجهاز الهضمي، من فمك إلى فتحة الشرج؛ قد يؤثِّر على بعض أجزاء الجهاز الهضمي وقد يتخطى أجزاء أخرى؛ من النادر أن يُصيب المريء ولكنه يُصيب بشكل شائع كل من الأمعاء الدقيقة والقولون، وغالباً ما ينتشر هذا الالتهاب إلى الطبقات العميقة من الأمعاء.

يمكن لهذا المرض أن يُصيب أي شخص ضمن أي فئة عمرية، تتراوح شدته من خفيف إلى مُنهِك، وقد يؤدي إلى نوبات ومضاعفات تهدد الحياة. تتباين أعراضه باختلاف العمر والجنس ويمكن أن تتغير بمرور الوقت. وعلى الرغم من التقدم الكبير في الأبحاث حوال علاج مرض كرون خلال العقود الثلاثة الماضية، إلا أن العلاج لا زال غير متوفر حتى الآن.

ما هي أنماط مرض كرون ؟

داء-كرون

بصفة عامة، هناك خمسة أنواع مختلفة من مرض كرون، وكلها تعتمد على موقع الإصابة، وهي:

1- مرض كرون المَعِدِيّ الاِثْناعَشَرِيّ (Gastroduodenal Crohn’s disease):

يؤثر هذا النوع بشكل أساسي على معدتك والاثني عشر (الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة). أعراضه: الغثيان، التقيؤ، فقدان الشهية، وفقدان الوزن. يعاني حوالي 5% من المصابين بداء كرون من هذا النوع.

2- التهاب المَعِي الصائم و اللفائفي (Jejunoileitis):

يحدث في الجزء الثاني من أمعائك، والذي يُسمى الصائم. هذا النوع نادر الحدوث، ويمكن أن تشمل أعراضه: ألم أو تقلصات في البطن بعد الأكل، الإسهال، كما يمكن أن يؤدي الالتهاب طويل الأمد إلى تكون النواسير في الصائم.

3- التهاب لَفائِفِيّ قَوْلونِيّ (Ileocolitis):

ويُعرف أيضاً بالْتِهاب اللَّفائِفِيّ والقولون، يُصيب الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة (الدقاق) والأمعاء الغليظة أو القولون. وهو النوع الأكثر شيوعاً من داء كرون؛ حيث يعاني ما يقرب من 50% من الأشخاص المصابين بداء كرون من هذا النوع. قد يتعرض الأشخاص الذين يعانون من التهاب الأمعاء القولونية إلى الأعراض التالية: التشنج أو الألم في وسط أو أسفل البطن، الاسهال، فقدان الوزن غير المُبرَّر.

4- الْتِهَاب اللَّفَائِفيّ أو التهاب المِعَى اللفيفي (Ileitis):

وهو التهاب يصيب الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة (الدقاق)، يتأثر حوالي 30% من المصابين بداء كرون في هذا الموقع على وجه التحديد. يُسبب التهاب اللفائفي أعراضاً مشابهة لأعراض التهاب اللفائفي القولوني المذكورة أعلاه.

بصفة عامة، قد يُصاب الأشخاص المصابون بالتهاب المِعَى اللفيفي وأشكال أخرى من داء كرون بالنواسير المعوية (ناسور الأمعاء، gastrointestinal fistulas). والنواسير هي عبارة عن قنوات التهابية تخلق ممرات عبر جدران الأمعاء الدقيقة. يربط الناسور الأمعاء الدقيقة بمناطق وأجزاء أخرى، بما في ذلك الجلد. ومن الممكن أن تتسرب عصارات الجهاز الهضمي من خلال الناسور إلى الأنسجة المحيطة أو الأعضاء الأخرى. في الواقع، يمكن أن تؤدي النواسير إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل العدوى الجهازية الحادة وسوء التغذية والجفاف وخسارة الوزن بشكل كبير.

كما تجدر الإشارة إلى أن حوالي 50٪ من الأشخاص المصابين بالتهاب المِعَى اللفيفي يصابون بواحد أو أكثر من التضيقات المعوية (تضيق في الأمعاء)؛ تحدث هذه التضيقات عندما يُسبب الالتهاب تورماً أو تندباً في جدران الأمعاء.

5- التهاب القولون كرون (Crohn’s colitis):

تم العثور على هذا النوع في حوالي 20% من الأشخاص المصابين بداء كرون، يصيب الأمعاء الغليظة (القولون) فقط. يؤثر كل من التهاب القولون التقرحي (ulcerative colitis) والتهاب القولون كرون على القولون فقط، ولكن التهاب القولون في كرون يمكن أن يؤثر على الطبقات العميقة من بطانة الأمعاء. وقد يصاب الأشخاص الذين يعانون من التهاب القولون كرون بالناسور والقرحة والخراجات بالقرب من فتحة الشرج.

6- مرض كرون حول الشرج (Perianal Crohn disease):

يُعرف مرض الحول الشرجي على أنه التهاب في أو بالقرب من فتحة الشرج، ويؤثر على حوالي 30% من الأشخاص المصابين بداء كرون. غالباً ما ينطوي هذا النوع على الناسور، أو الوصلات غير الطبيعية بين الأنسجة، والتهابات الأنسجة العميقة، بالإضافة إلى الشقوق والتقرحات على الجلد الخارجي حول فتحة الشرج. تشمل أعراضه كل من الألم والحكة والنزيف والإفرازات القيحية وسلس البراز.

الأسباب وعوامل الخطر للإصابة بمرض كرون؟

تكسير-السيكارة

في الواقع، لا يوجد أسباب واضحة لهذا المرض ولكن هناك عوامل معينة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بداء كرون:

  • خلل الجهاز المناعي: يعتقد الباحثون أن رد فعل المناعة الذاتية قد يكون أحد الأسباب. يحدث رد فعل المناعة الذاتية عندما يهاجم جهازك المناعي الخلايا السليمة في جسمك.
  • الوراثة أو الجينات: أنت معرض لخطر أكبر إذا كان لديك قريب من الدرجة الأولى (أحد الوالدين أو الأشقاء أو الأطفال) مصاب بالمرض. حوالي 20٪ من المصابين بهذا المرض قد يكون لديهم قريب مصاب إما بداء كرون أو بالتهاب القولون التقرحي.
  • التدخين: قد يضاعف من خطر الإصابة.
  • بعض الأدوية: مثل المضادات الحيوية وحبوب منع الحمل والأدوية غير الستيروئيدية المضادة للالتهابات مثل الأيبوبروفين (ibuprofen)؛ قد تزيد هذه الأدوية قليلاً من خطر الإصابة بداء كرون.
  • نظام غذائي غني بالدهون: قد يزيد هذا أيضاً بشكل طفيف من خطر إصابتك بداء كرون.
  • العمر: يمكن أن يحدث داء كرون في أي عمر، ولكن من المحتمل أن تصاب بهذه الحالة عندما تكون صغيراً. يتم تشخيص معظم الأشخاص الذين يصابون بداء كرون قبل بلوغهم 30 عام تقريباً.
  • الأصل العِرقي: على الرغم من أن داء كرون يمكن أن يصيب أي مجموعة عِرقية، إلا أن أصحاب البشرة البيضاء هم الأكثر عُرضة للخطر.
  • عدوى: تشمل البكتيريا المرتبطة بداء كرون (Mycobacterium aviumparatuberculosis)، والتي تسبب حالة مماثلة في الماشية، إضافةً لنوع من الإشريكية القولونية.
  • الإجهاد: لا يُسبب المرض بشكل مباشر، ولكنه قد يزيد من سوء الأعراض.

ما هي أعراض مرض كرون ؟

غالباً ما تتطور أعراض داء كرون بشكل تدريجي، وقد تتفاقم أعراض معينة أيضاً بمرور الوقت، ولكن في بعض الأحيان قد تأتي فجأة بدون سابق إنذار. كما قد تمر أيضاً بفترات زمنية لا تظهر فيها علامات أو أعراض على الإطلاق. ويمكن أن تشمل الأعراض المبكرة لمرض كرون كل مما يلي:

  • حمى وإعياء.
  • إسهال.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن غير المُبرر.
  • مغص.
  • وجود دم في البراز.
  • الشعور كما لو أن أمعائك لم تفرغ بعد حركة الأمعاء (الأيض).
  • الشعور بالحاجة المتكررة لدخول المرحاض بسبب حركة الأمعاء.

من الممكن أحياناً الخلط بين هذه الأعراض وأعراض حالة أخرى، كالتسمم الغذائي أو اضطراب المعدة أو الحساسية. يجب أن تراجع طبيبك إذا استمرت أي من هذه الأعراض، فقد تصبح الأعراض أكثر حدة مع تقدم المرض. وقد تشمل الأعراض التي قد تشير إلى حدوث مضاعفات خطيرة لمرض كرون كل مما يلي:

  • الألم بالقرب من فتحة الشرج، والذي قد يدل على وجود ناسور حول الشرج.
  • القرحات أو القروح التي قد تحدث في أي مكان من الجهاز الهضمي، من الفم إلى فتحة الشرج (فمك، أمعائك، فتحة الشرج، أو العجان).
  • التهاب الكبد أو القنوات الصفراوية.
  • ظهور حصوات الكُلَى أو الحصيات الكلوية.
  • ضيق في التنفس أو انخفاض القدرة على ممارسة الرياضة بسبب فقر الدم.

يمكن أن يساعدك الاكتشاف والتشخيص المبكرين في تجنب المضاعفات الشديدة ويسمح لك ببدء العلاج مبكراً.

ما هي مضاعفات مرض كرون ؟

إذا كانت الأعراض شديدة ومتكررة، فهناك احتمالية لحدوث مضاعفات أكبر وأكثر شدة، مثل:

  • نزيف داخلي.
  • تضيق: حيث يضيق جزء من الأمعاء، مما يتسبب في انسداد جزئي أو كامل للأمعاء.
  • الانثقاب: عندما يتطور ثقب صغير في جدار القناة الهضمية، يمكن أن تتسرب المحتويات منه، ويسبب التهابات أو خراجات.
  • خراجات وجيوب مليئة بالصديد: يحدث هذا الجيب من القيح بسبب الالتهابات البكتيرية. يمكن أن تتشكل على جدران الأمعاء وتنتفخ، أو قد تحدث بالقرب من فتحة الشرج حيث تبدو وكأنها دمل. ستلاحظ تورماً وألماً وحُمى.
  • النواسير: عندما تتشكل قناة بين جزأين من القناة الهضمية.
  • فقر الدم نتيجة نقص الحديد المستمر.
  • الشقوق الشرجية، وهي تمزقات صغيرة في فتحة الشرج قد تسبب حكة أو ألماً أو نزيفاً أثناء حركات الأمعاء.
  • إسهال الملح الصفراوي (Bile salt diarrhea): غالباً ما يصيب داء كرون الطرف السفلي من الأمعاء (الدقاق). وعادةً ما يمتص الدقاق الأحماض الصفراوية التي يصنعها جسمك للمساعدة على امتصاص الدهون. إذا لم يتمكن جسمك من معالجة الدهون، فقد تصاب بهذا النوع من الإسهال.
  • مشاكل امتصاص الطعام وسوء التغذية: يؤثر داء كرون على الأمعاء الدقيقة، وهي الجزء الذي يمتص الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية من الطعام. بعد تناولها بفترة طويلة، قد لا يكون جسمك قادراً على تحقيق أقصى استفادة مما تأكله.
  • التهاب في مناطق أخرى من الجسم، مثل: التهاب المفاصل والجلد والعينين.
  • ارتفاع طفيف في خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

تجدر الإشارة إلى أن بعض المضاعفات المذكورة أعلاه قد تتطلب تدخلاً جراحياً.

مرض كرون لدى الأطفال

في الحقيقة، يتم تشخيص معظم الأشخاص المصابين بداء كرون في العشرينات والثلاثينيات من العمر، ولكن مرض التهاب الأمعاء هذا يمكن أن يصيب الأطفال أيضاً. وفقاً لمراجعة عام 2016، تظهر الأعراض على ما شخص واحد من بين كل 4 أشخاص مصابين بهذا المرض قبل سن 20. مرض كرون الذي يصيب القولون فقط هو مرض شائع لدى الأطفال والمراهقين، وهذا يعني أن التمييز بينه وبين التهاب القولون التقرحي (UC) هو أمر صعب حتى يبدأ الطفل في إظهار الأعراض الأخرى.

يُعد العلاج المناسب لمرض كرون عند الأطفال أمراً في غاية الأهمية، لأن عدم علاج هذا المرض يمكن أن يؤدي إلى تأخر النمو وضعف العظام؛ كما قد يتسبب أيضاً بضغوط عاطفية شديدة في هذه المرحلة من الحياة. تشمل العلاجات كل مما يلي:

  • المضادات الحيوية.
  • أمينوساليسيلات (aminosalicylates).
  • المُسْتَحْضَرات البيولوجية (biologics).
  • العلاج المناعي عن طريق مُعدِّلات المناعة (immunomodulators)، وهي أدوية تعمل بطرق متعددة، بما في ذلك العمل على جهاز المناعة مباشرة عن طريق رفض بعض البروتينات وتحويل البعض الآخر.
  • منشّطات أو استيرويدات (steroids).
  • الخطط الغذائية.

يمكن لأدوية كرون أن يكون لها بعض الآثار الجانبية الخطيرة على الأطفال. لذلك، من الضروري أن تعمل عن كثب مع طبيب طفلك للعثور على الخيارات الصحيحة.

التشخيص

تشخيص-مرض-كورون

سيبدأ الطبيب باستبعاد أي أسباب أخرى محتملة للأعراض، وتتضمن وسائل التشخيص التي يستخدمها الطبيب للكشف عن هذا المرض:

  • الفحص السريري: سيسألك عن تاريخ عائلتك وتاريخك الطبي، كما سيسأل عن أعراضك. سيجري لك الفحص البدني للتحقق من وجود انتفاخ في بطنك، وإصغاء إلى الأصوات داخل بطنك باستخدام سماعة الطبيب. النقر على بطنك للتحقق من الألم ولمعرفة ما إذا كان الكبد أو الطحال غير طبيعي أو متضخم.
  • اختبارات الدم: تساعد الطبيب في البحث عن مؤشرات معينة للمشاكل المحتملة، مثل فقر الدم والالتهابات.
  • تحليل البراز: يمكن أن يساعد اختبار البراز الطبيب على اكتشاف الدم في الجهاز الهضمي.
  • قد يطلب طبيبك إجراء تنظير داخلي للحصول على صورة أفضل للجزء الداخلي من الجهاز الهضمي العلوي. كما قد يطلب تنظير القولون لفحص الأمعاء الغليظة.
  • اختبارات التصوير مثل الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي: والتي تعطي تفاصيل أكثر من الأشعة السينية العادية. حيث يسمح كلا الاختبارين لطبيبك برؤية مناطق معينة من أنسجتك وأعضائك.
  • الخزعة: من المرجح أن يأخذ طبيبك عينة من الأنسجة، أو خزعة، أثناء التنظير الداخلي أو تنظير القولون.

علاج مرض كرون

في الواقع، لا يوجد علاج نوعي لداء كرون ويهدف العلاج إلى السيطرة على الالتهابات، وتخفيف الأعراض. ويمكن أن تساعد بعض العلاجات على تقليل عدد المرات التي يتعرض فيها المريض لتكرار الإصابة. ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدة عوامل مثل:

  • موقع الالتهاب.
  • شدة المرض.
  • المضاعفات.
  • استجابة المريض للعلاج السابق.

يمكن أن يمر بعض الأشخاص بفترات طويلة – من الممكن أن تصل لسنوات – بدون أي أعراض. ونظراً لاختلاف فترات هدوء الأعراض كثيراً، فقد يكون من الصعب معرفة مدى فعالية العلاج.

1- ما هي الأدوية التي تستخدم في علاج مرض كرون ؟

  • الأدوية المضادة للالتهابات: من المرجح أن يبدأ الطبيب بدواء ميسالامين (mesalamine)، الذي يساعد في السيطرة على الالتهاب. أو قد يصف الستيروئيدات.
  • المضادات الحيوية: قد تسبب النواسير أو التضيقات أو الجراحة السابقة فرط نمو البكتيريا. سيعالج الأطباء هذا الأمر بشكل عام عن طريق وصف بعض المضادات الحيوية مثل: مترونيدازول (metronidazole)، أمبيسيلين (ampicillin), تتراسيكلين (tetracycline)، وغيرها.
  • مضادات الإسهال وبدائل السوائل: عادة ما يخف الإسهال عندما ينحسر الالتهاب؛ ومع ذلك، قد يحتاج المريض في بعض الأحيان إلى شيء ما لعلاج الإسهال وآلام البطن.
  • الأدوية البيولوجية: نوع جديد من الأدوية تم تطويرها من الكائنات الحية. وتقلل هذه الأدوية من الاستجابة المناعية للجسم عن طريق استهداف البروتينات التي تؤدي إلى الالتهاب. من هذه الأدوية: الميثوتريكسيت (Methotrexate)، إنفليكسيماب (infliximab).

تجدر الإشارة إلى أن العلاجات البيولوجية يمكن أن تسبب آثار جانبية تشمل القيء والغثيان وضعف مقاومة العدوى. وتشير بعض الدراسات إلى أن استخدام العلاجات البيولوجية يمكن أن يقلل بنسبة 30% من احتمالية أن يحتاج الشخص إلى جراحة في البطن في غضون 10 سنوات. كما أنها تقلل أيضاً من مخاطر الآثار الضارة التي يمكن أن تنشأ عندما يستخدم الشخص الكورتيكوستيرويدات.

2- الجراحة

قد يحتاج غالبية مرضى داء كرون إلى الجراحة في مرحلة ما. عندما لا تتحكم الأدوية في الأعراض، يكون الحل الوحيد هو الجراحة. ويمكن للجراحة أن تخفف الأعراض التي لم تستجب للأدوية، أو يمكن تصحيح المضاعفات من خلالها، كالخراج، والانثقاب، والنزيف، والانسداد.

3- النظام الغذائي الخاص بالمصابين بمرض كرون

تختلف خطة النظام الغذائي من شخص لآخر، وذلك لأن المرض يمكن أن يشمل مناطق مختلفة من الجهاز الهضمي. من المهم معرفة أفضل ما يناسبك، ويمكن القيام بذلك عن طريق تتبع الأعراض الخاصة بك عند إضافة أو إزالة أطعمة معينة من نظامك الغذائي. قد تساعدك التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي المناسب على تقليل تكرار الأعراض وتخفيف حدتها. قد تحتاج إلى:

  • ضبط كمية الألياف التي تتناولها: يحتاج بعض الأشخاص المصابين إلى نظام غذائي غني بالألياف و البروتينات. بالنسبة لآخرين، قد يؤدي وجود بقايا طعام إضافية من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات إلى تفاقم الإصابة. إذا كان هذا هو الحال، قد تحتاج إلى التحول إلى نظام غذائي كامل الامتصاص.
  • التقليل من تناول الدهون: قد يتداخل داء كرون مع قدرة الجسم على تكسير الدهون وامتصاصها. ستنتقل هذه الدهون الزائدة من الأمعاء الدقيقة إلى القولون، مما قد يسبب الإسهال.
  • التقليل من تناول منتجات الألبان: ربما لم تكن قد عانيت من عدم تحمل اللاكتوز، ولكن قد يعاني جسمك من صعوبة في هضم بعض منتجات الألبان عندما تكون مصاباً بمرض كرون. يمكن أن يؤدي تناول منتجات الألبان إلى اضطراب في المعدة وتشنجات في البطن وإسهال لدى بعض الأشخاص.
  • شرب الماء: قد يؤثر مرض كرون على قدرة الجسم على امتصاص الماء من الجهاز الهضمي. هذا يمكن أن يؤدي إلى الجفاف. يكون خطر الإصابة بالجفاف مرتفعاً خاصة إذا كنت تعاني من الإسهال أو النزيف.
  • التفكير في مصادر بديلة للفيتامينات والمعادن: لأن هذا المرض يمكن أن يؤثر على قدرة أمعائك على امتصاص العناصر الغذائية الأخرى بشكل صحيح من طعامك.

4- العلاجات الطبيعية لمرض كرون

يستخدم العديد من الأشخاص الطب التكميلي والبديل (CAM) لعلاج العديد من الحالات والأمراض، بما في ذلك مرض كرون. تحدث إلى طبيبك إذا كنت مهتماً بتجربة أي من هذه العلاجات جنباً إلى جنب مع نظامك الحالي.

تشمل العلاجات البديلة الشائعة لمرض كرون ما يلي:

الوخز-بالابر-

  • البروبيوتيك (Probiotics): هذه هي البكتيريا الحية التي يمكن أن تساعدك على استبدال وإعادة بناء البكتيريا الجيدة في الأمعاء. قد تساعد البروبيوتيك أيضاً في منع الكائنات الحية الدقيقة من الإخلال بالتوازن الطبيعي لأمعائك والتسبب في حدوث نوبة كرون. البروبيوتيك متوافرة في العديد من الأطعمة وهي متاحة أيضاً للشراء على شكل مكملات غذائية.
  • البريبايوتكس (Prebiotics): هذه هي المواد المفيدة المحتملة الموجودة في النباتات، مثل الهليون والموز والخرشوف والكراث، والتي تساعد على تغذية البكتيريا الجيدة في أمعائك وزيادة أعدادها. البريبايوتكس متاحة أيضاً للشراء في شكل مكملات.
  • زيت السمك (Fish oil): زيت السمك غني بأوميغا 3. وفقاً لدراسة أجريت عام 2017، لا يزال البحث مستمراً فيما يتعلق بعلاجه المحتمل لمرض كرون. الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل غنية بأوميجا 3. يمكنك أيضاً تجربة مكملات زيت السمك التي يمكنك شراؤها عبر الإنترنت.
  • المكملات الغذائية: يعتقد الكثير من الناس أن بعض الأعشاب والفيتامينات والمعادن تخفف من أعراض مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك الالتهاب المرتبط بمرض كرون. البحث جار حول المكملات الغذائية التي قد تكون مفيدة.
  • الصبار (Aloe vera): يعتقد الناس أن نبات الصبار له خصائص مضادة للالتهابات. نظراً لأن الالتهاب هو أحد المكونات الرئيسية لمرض كرون، فغالباً ما يستخدمه الناس كمضاد طبيعي للالتهابات. ومع ذلك، لا يوجد بحث حالي يشير إلى أن الصبار يساعد في علاج مرض كرون.
  • العلاج بالإبر (Acupuncture):  وهي طريقة الوخز بالإبر بشكل استراتيجي في الجلد لتحفيز نقاط مختلفة في الجسم. تقول إحدى النظريات أن الوخز بالإبر قد يتسبب في إفراز الدماغ للإندورفين، وهي مواد كيميائية تمنع الألم وتقوي جهاز المناعة. في الواقع، وجدت دراسة أجريت عام 2014 أن الوخز بالإبر جنباً إلى جنب مع كَيّ الجِلْد – وهو نوع من الطب الصيني التقليدي يتضمن حرق الأعشاب الطبية المجففة على الجلد أو بالقرب منه – يُحسن من أعراض مرض كرون. كما أبلغ الأشخاص المصابون بمرض كرون النشط عن آلام أقل في المعدة وإسهال والتهاب بعد الخضوع للوخز بالإبر.

أخبر طبيبك إذا كنت تستخدم أي علاجات الطبابة البديلة أو الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية. يمكن أن تؤثر بعض هذه المواد على كفاءة الأدوية أو العلاجات الأخرى. في بعض الحالات، قد يكون التفاعل أو التأثير الجانبي خطيراً، بل قد يهدد الحياة.

الخلاصة

مرض كرون هو مرض التهابي مزمن ويمكن أن يسبب العديد من المضاعفات. وعلى الرغم من عدم وجود علاج خاص لداء كرون حتى الآن، إلا أن العلاجات يمكن أن تقلل إلى حد كبير من علاماته وأعراضه، بل وتؤدي إلى شفاء الالتهاب على المدى الطويل. مع العلاج، يستطيع العديد من المصابين بداء كرون العمل بشكل جيد.

مصدر Crohn's Disease Health Center dersiCrohn’s Disease Understanding Crohn’s Disease
اترك تعليقا