مرض لايم

Lyme Disease

1

مرض لايم أو داء البورليات هو مرض تسببه بكتيريا بوريليا بورجدورفيري (B.Burgdorferi) والتي تنتقل إلى البشر عن طريق لدغة القراد ذو الأرجل السوداء الحامل للعدوى (بالإنكليزية: black-legged-tick) والذي يُعرف أيضاً بـ قراد الغزلان (deer tick)، الاسم العلمي هو (Ixodes scapularis). حيث يلتقط القراد البكتيريا بعد أن يتغذى على الغزلان أو الطيور أو الفئران المصابة. ومن الجدير بالذكر أنه ينبغي على القراد أن يبقى موجوداً على الجلد لمدة تتراوح بين 24 إلى 36 ساعة على الأقل لكي ينقل العدوى أو يتم دخول البكتيريا إلى جسم الإنسان.

الأشخاص الذين يعيشون أو يقضون وقتاً في المناطق العشبية أو كثيفة الأشجار حيث تعيش قرادة الغزال هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وكذلك الأشخاص الذين لديهم حيوانات أليفة تزور المناطق المشجرة لديهم أيضاً مخاطر أعلى للإصابة بمرض لايم. يمكن أن تحدث الأعراض في أي مكان من الجسم خلال 3 إلى 30 يوماً بعد اللدغة ويمكن أن تكون واسعة النطاق، اعتماداً على مرحلة الإصابة. في بعض الحالات، يمكن أن تظهر الأعراض بعد أشهر من اللدغة.

ما هي أعراض مرض لايم ؟

لدغة-قراد-الغزلان

عادةً ما تكون الأعراض المبكرة لمرض لايم خفيفة للغاية. وقد لا يعاني بعض الأشخاص من أي أعراض على الإطلاق. بصفة عامة، أكثر أعراض مرض لايم شيوعاً هي:

  • طفح جلدي دائري مسطح قد يكون على شكل بيضاوي أحمر، يسمى أيضاً طفح عين الثور، وقد يظهر في أي مكان من الجسم.
  • إعياء.
  • آلام وتورم في المفاصل.
  • آلام عضلية.
  • صداع الرأس.
  • حمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم).
  • تورم الغدد الليمفاوية.
  • اضطرابات في النوم.
  • صعوبة في التركيز.

قد تزول هذه الأعراض بدون علاج في غضون أسابيع أو أشهر قليلة. وعلى العكس من ذلك، فقد يصاب بعض الأشخاص بمرض لايم المزمن حيث يكون لديهم أعراض دائمة.

أعراض مرض لايم عند الأطفال

يعاني الأطفال عموماً من نفس أعراض مرض لايم عند البالغين، إلى جانب ظهور أعراض أخرى شبيهة بالأنفلونزا. وقد تحدث هذه الأعراض بعد فترة وجيزة من الإصابة، أو بعد شهور أو بعد سنوات، كما قد يكون الطفل مصاباً بمرض لايم بدون أن يعاني من طفح عين الثور.

ما هي مراحل مرض لايم؟

يمكن أن يحدث داء لايم على ثلاث مراحل:

  • المرحلة الموضعية المبكرة أو المحصورة (مكان اللدغة)
  • مرحلة الانتشار في وقت مبكر (مرحلة الانتشار الجزئي)
  • المرحلة المتأخرة

وتختلف الأعراض التي يواجهها المصاب اعتماداً على المرحلة التي يمر بها المرض.

المرحلة الأولى: مرض لايم الموضعي المبكر

الطفح-الجلدي-مرض-لايم

تبدأ أعراض مرض لايم عادةً بعد أسبوع إلى أسبوعين من لدغة القراد. واحدة من أولى علامات المرض هي ظهور ما يُعرف باسم الحُمامَى المُهاجِرَة (erythema migrans) وهي عبارة عن طفح جلدي يظهر غالباً في المرحلة المبكرة، من 3 إلى 30 يوماً بعد تطور العدوى. ويظهر الطفح الجلدي لدى 70-80٪ من المصابين بداء لايم، وهو يبدأ عادةً كمنطقة حمراء صغيرة تتسع على مدار عدة أيام، يصل قطرها في النهاية إلى 12 بوصة أو حوالي 30 سم، قد تفقد لونها في الوسط، مما يعطيها مظهر عين الثور.

وعادةً ما يبدأ الطفح في الظهور في موقع لدغة القراد، ويمكن أن يظهر في مكان آخر مع انتشار البكتيريا. بصفة عامة، يكون هذا الطفح غير مؤلم ولا يسبب الحكة، ولكنه قد يكون ساخناً عند لمسه. واعتماداً على لون بشرة المصاب، قد لا يكون الطفح الجلدي ملحوظاً جداً، أو قد لا يظهر.

المرحلة الثانية: انتشار مرض لايم المبكر

تبدأ هذه المرحلة عندما تنتشر البكتيريا عبر مختلف أنحاء الجسم، وقد تستغرق أعراض هذه المرحلة عدة أسابيع أو شهور بعد لدغة القراد حتى تظهر، وتتضمن:

  • القشعريرة.
  • الحمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم).
  • الصداع.
  • تصلب الرقبة.
  • آلام العضلات.
  • التهاب وتورم في المفاصل.
  • الإعياء والتعب.
  • تغيرات في الرؤية
  • إذا لم يتلقى المصاب أي علاج فقد يظهر الطفح الجلدي (الحُمامَى المُهاجِرَة) في مواضع أخرى.

في حالات أقل شيوعاً، قد يشتكي المصابين من:

  • إلتهاب الحلق.
  • التقيؤ والغثيان.
  • تضخم أو تورم في الغدد الليمفاوية.
  • آلام الظهر والأوتار والعظام.

على الرغم من أن معظم هذه الأعرَاض قد تأتي وتذهب، إلا أن الشعور بالتوعك (قد تشعر بأنك لست على ما يرام) قد يستمر لأسابيع. في أغلب الأحيان، تختلط هذه الأعراض مع أعراض الأنفلونزا أو أنواع العدوى الفيروسية الشائعة، وخاصةً إذا لم تظهر الحُمامَى المُهاجِرَة على الجلد.

على وجه التحديد، تتميز هذه المرحلة من المرض في المقام الأول بوجود أدلة على العدوى الجهازية (systemic infection)، وهو الأمر الذي يعني انتشار العدوى في جميع أنحاء الجسم. وفي بعض الأحيان، قد تتطور مضاعفات وأعراض أكثر خطورة، يمكن أن تشمل كل مما يلي:

  • اضطرابات في نظم القلب أو عدم انتظام ضربات القلب (arrhythmias) والتي يمكن أن تُسبب خفقان القلب (palpitations).
  • إلتهاب التامور (pericarditis).
  • العلامات العصبية، مثل شلل بل الذي يُسبب الضعف أو الخدر على أحد أو كلا جانبي الوجه.
  • التهاب السحايا.

تجدر الإشارة هنا إلى إمكانية تداخل أعراض المرحلتين الأولى والثانية في بعض الأحيان.

المرحلة الثالثة: المرحلة المتأخرة

يحدث داء لايم متأخر الانتشار عندما لا يتم علاج العدوى في المرحلتين الأولى والثانية. ويمكن أن تحدث المرحلة الثالثة بعد أشهر أو سنوات من لدغة القراد.

وتتميز هذه المرحلة بإمكانية تطور المضاعفات التالية:

  • التهاب المفاصل، في واحد أو أكثر من المفاصل الكبيرة.
  • اضطرابات في الدماغ، مثل اعتلال الدماغ، والتي يمكن أن تسبب: فقدان الذاكرة على المدى القصير، صعوبة التركيز، التشوش الذهني، واضطرابات النوم.
  • خدر أو تنميل في الذراعين أو الساقين أو اليدين أو القدمين.

متلازمة مرض لايم بعد العلاج

قد يعاني بعض الأشخاص من متلازمة داء لايم حتى بعد تلقي العلاج والرعاية الطبية المناسبة لهذا المرض، والتي يشير إليها البعض باسم مرض لايم المُزمن. ويتضمن ذلك أعراضاً غير محددة، مثل التعب وآلام المفاصل، والتي يمكن أن تستمر لعدة أشهر بعد العلاج، وقلما يفيد استخدام المضادات الحيوية في علاج هذه الحالة. بصفة عامة، يهدف العلاج في هذه الحالات عادةً إلى تخفيف الأعراض التي تختفي بمرور الوقت، وقد يشمل العلاج إعطاء بعض الأدوية المضادة للالتهابات والراحة لفترة كافية.

كيف تحدث العدوى؟

احجام-قرادة-الغزال

تدخل البكتيريا المُسببة لمرض لايم الجسم من خلال لدغة قراد أسود الأرجل مصاب (حامل للعدوى). هذا القراد سواء كان بالغاً أو حوريةً، يُحدث ثقباً صغيراً في الجلد ويقوم بإدخال فمه في الفتحة، ويربط نفسه بالمضيف. يميل القراد إلى الالتصاق بالمناطق التي يصعب رؤيتها، مثل فروة الرأس والإبطين والفخذ. وعادةً ما يحتاج إلى الالتصاق بالجلد لمدة 24 إلى 36 ساعة على الأقل لتمرير البكتيريا المُسببة لمرض لايم. من السهل رؤية القراد البالغ الأكبر حجماً ويمكن لمعظم الناس ملاحظته وإزالته بسرعة نسبياً، إلا أن صغار القراد بالكاد تكون مرئية وقد تظل غير ملحوظة.

هل مرض لايم مُعدي؟

في الواقع، لا يوجد دليل على أن مرض لايم قد ينتقل من شخص لآخر. كما أنه ووفقاً لـمراكز السيطرة والوقاية من الأمراض (CDC)، لا ينتقل هذا المرض من الأم المُرضع إلى الطفل من خلال حليب الثدي. وعلى الرغم من أن مرض لايم هو عدوى تسببها البكتيريا التي تنتقل عن طريق قراد الغزلان الأسود، ومع أن هذه البكتيريا موجودة في سوائل الجسم، إلا أنه لا يوجد دليل على أن مرض لايم يمكن أن ينتقل إلى شخص آخر من خلال العطس أو السعال أو التقبيل. ولا يوجد دليل أيضاً على أن مرض لايم يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي أو عن طريق نقل الدم.

وبالتالي فإن مرض لايم لا يمكن أن ينتشر:

  • بين البشر (من شخص مريض إلى شخص سليم).
  • من الحيوانات الأليفة إلى البشر.
  • عن طريق الهواء أو الطعام أو الماء.
  • الحَمل والرضاعة.
  • كما أن القمل والبعوض والبراغيث والذباب لا ينقلونه.

من ناحية أخرى، ربطت بعض الدراسات الصغيرة بين مرض لايم أثناء الحَمل واختلافات في النمو أو موت الجنين، ولكن تأكيد ذلك يتطلب إجراء المزيد من الأبحاث. لم ترد أي تقارير عن مصدر موثوق لانتقال المرض من خلال الرضاعة الطبيعية. ومع ذلك يوصي الأطباء بالتوقف عن الرضاعة الطبيعية أثناء تلقي العلاج. كما تحتاج الحوامل المصابات بهذا المرض إلى نوع مختلف من المضادات الحيوية للعلاج.

كيف يتم تشخيص مرض لايم؟

القراد

يقوم الأطباء بتشخيصه بناءً على الأعراض وتاريخ التعرض لـ لدغة القراد. وتعتبر اختبارات الدم المكونة من خطوتين مفيدة إذا تم استخدامها بشكل صحيح، لكن دقة الاختبار تعتمد على وقت الإصابة. ففي الأسابيع القليلة الأولى من الإصابة، قد يكون الاختبار سلبياً، حيث يستغرق ظهور الأجسام المضادة بضعة أسابيع.

  • يتم استخدام اختبار المقايسة المناعية المرتبطة بالإنزيم (ELISA) للكشف عن الأجسام المضادة لبكتيريا البوريليا (B.Burgdorferi).
  • يتم استخدام لطخة ويسترن لتأكيد اختبار (ELISA) الإيجابي. حيث تتحقق من وجود أجسام مضادة لبروتينات معينة من بكتيريا (B.Burgdorferi).
  • يستخدم تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) لتقييم الأشخاص الذين يعانون من التهاب مفاصل لايم المستمر أو أي أعراض في الجهاز العصبي، حيث يتم إجراؤه على سائل المفصل أو السائل الدماغي النخاعي (CSF). ولا يُنصح باختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل على السائل النخاعي لتشخيص مرض لايم بشكل روتيني بسبب الحساسية المنخفضة؛ كما أن سلبية الاختبار لا تستبعد التشخيص. على النقيض من ذلك، سيكون لدى معظم الأشخاص نتائج إيجابية في تفاعل البوليميراز المتسلسل في سائل المفصل إذا تم اختبارهم قبل العلاج بالمضادات الحيوية.

علاج مرض لايم

من الأفضل علاج مرض لايم في المراحل المبكرة، والعلاج المبكر يشمل تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم لمدة 10 إلى 14 يوماً للقضاء على العدوى. وتتضمن الأدوية المستخدمة في علاج داء لايم ما يلي:

  • دوكسيسيكلين (doxycycline)، أموكسيسيلين (amoxicillin)، أو سيفوروكسيم (cefuroxime)، وهي علاجات الخط الأول عند البالغين والأطفال.
  • عند النساء المُرضعات، عادةً ما يستخدم كل من سيفوروكسيم وأموكسيسيلين.
  • تستخدم المضادات الحيوية الوريدية (IV) في بعض أشكال مرض لايم، كإصابة القلب أو الجهاز العصبي المركزي (CNS).
  • يُعالج التهاب مفاصل لايم، وهو أحد أعراض المرحلة المتأخرة من مرض لايم، الذي قد يصيب بعض الأشخاص، بالمضادات الحيوية عن طريق الفم لمدة 28 يوماً.

التعايش مع مرض لايم

بعد أن يتم علاج مرض لايم بالمضادات الحيوية، قد يستغرق الأمر أسابيع أو شهور حتى تختفي جميع الأعراض. ويمكنك اتخاذ هذه الخطوات للمساعدة في تعزيز عملية الشفاء والتعافي:

  • تناول الأطعمة الصحية وتجنب الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر.
  • خذ الكثير من الراحة.
  • حاول تقليل الإجهاد والتوتر.
  • تناول الأدوية المضادة للالتهابات عند الضرورة لتخفيف الألم والانزعاج.

كيفية الوقاية من الإصابة بمرض لايم ؟

تتضمن الوقاية من مرض لايم في الغالب تقليل خطر التعرض لـ لدغة القراد أو تجنبها. ويتوجب اتخاذ الخطوات التالية لمنع لدغات القراد:

  • ارتداء سراويل طويلة وقمصاناً بأكمام طويلة عند الخروج.
  • الاستحمام بعد العودة من الرحلات أو الجولات الخارجية.
  • تطهير المناطق المُشجرة ووضع أكوام الخشب في المناطق المعرضة لأشعة الشمس.
  • استخدام طارد الحشرات، الذي يحتوي على 10% من مادة دايتايل تولومايد المعروفة اختصاراً بـ (DEET) سيوفر الحماية لمدة ساعتين تقريباً، ولا يجب استخدام DEET أكثر مما هو مطلوب. كما لا يجب استخدامه على أيدي الأطفال الصغار أو وجوه الأطفال الذين تقل أعمارهم عن شهرين.
  • يوفر زيت الأوكالبتوس الليموني نفس الحماية التي توفرها مادة (DEET) عند استخدامه بتركيزات مماثلة، ولا ينبغي تطبيقه على الأطفال دون سن 3 سنوات.
  • الحذر عن طريق فحص الأطفال والحيوانات الأليفة بحثاً عن القراد.
  • إزالة القراد بالملاقط: وضع الملقط بالقرب من رأس أو فم القرادة وسحبها برفق.

الخلاصة

يمكن أن يتطور مرض لايم بسبب بكتيريا بوريليا بورجدورفيري (B. Burgdorferi) والتي تنتقل إلى الإنسان من خلال لدغة القراد ذو الأرجل السوداء. وقد يظهر الطفح عند بعض المصابين في وقت مبكر بعد اللدغة، ويكون هذا الطفح بشكل عين الثور. وعادةً ما يكون العلاج بالمضادات الحيوية فعالاً، ولكن يمكن أن تظهر مضاعفات مثل آلام المفاصل في وقت لاحق وقد تتطلب نهجاً مختلفاً من العلاج.

مصدر Everything You Need to Know About Lyme Disease What to know about Lyme disease Lyme Disease: Important Facts to Know
عرض التعليقات (1)