ورم الدماغ | الدليل الشامل

Brain tumor

0

ورم الدماغ هو عبارة عن مجموعة أو كتلة من الخلايا الشاذة (غير الطبيعية) التي تنمو خارج نطاق السيطرة في الدماغ. وبالنظر إلى أن الجمجمة التي تحيط بالدماغ شديدة الصلابة، فإن أي نمو داخل مثل هذه المساحة المحدودة قد يسبب مشاكل متعددة. العديد من أورام الدماغ قادرة على تعطيل وظيفة الدماغ، غير أن بعضها الآخر ضرره أقل. ويمكن أن تكون أورام الدماغ سرطانية (خبيثة) أو غير سرطانية (حميدة). لحسن الحظ، ووفقاً لجمعية أورام الدماغ الأمريكية (ABTA)، فإن حوالي ثلثي أورام الدماغ الجديدة حميدة. بصفة عامة، عندما تنمو أورام حميدة كانت أو خبيثة، يمكن أن يُسبب ذلك في زيادة الضغط داخل الجمجمة، وبالتالي يمكن أن يتسبب هذا الأمر في تلف الدماغ، وقد يكون مهدداً للحياة.

ما الفرق بين أورام الدماغ الحميدة والخبيثة؟

الأورام الخبيثة (Malignant tumors): تحتوي على خلايا سرطانية وتميل إلى عدم وضوح حدودها. تستخدم إمدادات الدم والمواد المغذية المُعَدّة للأنسجة السليمة والطبيعية. يمكن أن تنمو بسرعة وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الدماغ، مما يجعلها عدوانية وشديدة الخطورة.

الأورام الحميدة (Benign tumors): أورام الدماغ الحميدة ليست عدوانية. وعلى الرغم من أنها تنمو ببطء ولا تنتشر أو تنتقل إلى الأنسجة المحيطة بها، إلا أنها قد تكون خطيرة، لا بل قد تهدد الحياة في بعض الأحيان. عادةً ما يكون لأورام الدماغ الحميدة حدود محددة بوضوح، وغالباً لا تكون متجذرة بعمق في أنسجة المخ. وهذا ما يجعل إزالتها عن طريق العمل الجراحي أسهل (في حال كان الورم واقع في منطقة من الدماغ حيث يمكن إجراء العملية الجراحية بأمان). ومع أن احتمالية عودتها أقل من احتمالية عودة الأورام السرطانية الخبيثة، إلا أنه يمكن للأورام الحميدة أن تعود وتظهر من جديد.

ضع في اعتبارك أنه حتى ورم الدماغ الحميد يمكن أن يكون مشكلة صحية خطيرة. يمكن أن تدمر أورام الدماغ الخلايا من حولها عن طريق التسبب في الالتهاب وزيادة الضغط على الأنسجة المجاورة، وكذلك داخل جمجمتك.

أنواع أورام الدماغ

تصوير-الدماغ

تصنف أورام الدماغ على أنها أولية أو ثانوية. تسمى أورام الدماغ أوراماً أولية إذا بدأت في الدماغ. وتعتبر ثانوية إذا بدأت في مكان آخر في جسمك وانتشرت إلى دماغك.

ينشأ ورم الدماغ الأولي أو الأساسي في الدماغ. العديد من أورام الدماغ الأولية حميدة، والبعض الآخر هو ورم خبيث. أورام الدماغ الأولية الخبيثة هي سرطانات تبدأ في دماغك، وعادة ما تنمو بشكل أسرع من الأورام الحميدة، كما أنها تغزو الأنسجة المحيطة بها بسرعة. وعلى الرغم من أن انتشار سرطان الدماغ إلى أعضاء أخرى في الجسم هو أمر نادر الحدوث، إلا أنه من الممكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى ضمن الدماغ والجهاز العصبي المركزي.

أما ورم الدماغ الثانوي، فهو ورم سرطاني، ويُعرف أيضاً باسم الورم النقيلي (metastatic)، يحدث عندما تنتشر الخلايا السرطانية وتنتقل من عضو آخر مثل الرئة أو الثدي إلى الدماغ.

1- أورام الدماغ الأولية

وهي التي تنشأ داخل الدماغ، ويمكن أن تتطور من:

  • خلايا الدماغ.
  • الأغشية المحيطة بالدماغ، والتي تسمى السحايا.
  • الخلايا العصبية.
  • الغدد.

يمكن أن تكون أورام الدماغ الأولية حميدة أو سرطانية. ويوجد أنواع كثيرة ومختلفة منها؛ يحصل كل نوع من تلك الأورام على الاسم الخاص به بِناءً على الخلية التي نشأ منها. عند البالغين، أكثر أنواع الأورام الدماغية شيوعاً هي الأورام الدبقية والأورام السحائية.

الأورام الدبقية (Gliomas):

الأورام الدبقية هي أورام تتطور من الخَلاَيا الدِبْقِيَّة (glial cells)، هذه الخلايا عادةً هي التي:

  • تدعم هيكل الجهاز العصبي المركزي.
  • توفر الغذاء للجهاز العصبي المركزي.
  • تساعد في التخلص من النفايات الخلوية والخلايا العصبية الميتة.

ويمكن أن تتطور الأورام الدبقية من أنواع مختلفة من الخلايا الدِبْقِيَّة في عدة مواقع عبر الدماغ والجهاز العصبي. أما أنواع هذه الأورام فهي:

  • الأورام النجمية (astrocytomas): تنشأ في المخ، وهي أكثر شيوعاً عند البالغين.
  • وَرَمُ الدِّبْقِيَّات قليلة التغصُّن (oligodendroglial): والتي غالباً ما يتم ايجادها في الفص الصدغي الأمامي.
  • الورم الأرومي الدِّبقِي (glioblastomas): الذي ينشأ في أنسجة الدماغ الداعمة، وهو النوع الأكثر عدوانية.
  • أورام البطانة العصبية (Ependymomas): تتطور عادةً بالقرب من المخيخ. في هذا الموقع، يستطيع الورم أن يحجب تدفق سائل النخاع الشوكي ويتسبب في ضغط كبير داخل الجمجمة. غالباً ما تكون هذه الأورام حميدة في أغلب الحالات.

وتشمل الأورام الأولية الأخرى كل مما يلي:

أورام-المخ

  • أورام الغدة النخامية: والتي عادةً ما تكون حميدة.
  • أورام الغدة الصنوبرية: والتي يمكن أن تكون حميدة أو خبيثة.
  • الأورام القحفية البلعومية (craniopharyngiomas): غالباً ما تحدث عند الأطفال وتكون حميدة، ولكن يمكن أن يكون لها أعراض سريرية مثل التغيرات في الرؤية والبلوغ المبكر. تتطور هذه الأورام من خلايا الغدة النخامية بالقرب من العصب البصري في قاعدة الدماغ، وبالقرب من الغدة النخامية.
  • اللمفوما (lymphoma): أو الأورام اللمفاوية أو سرطان الغدد الليمفاوية في الجهاز العصبي المركزي (CNS). هي أورام خبيثة وتعتبر من أنواع السرطانات شديدة العدوانية؛ تؤثر على الخلايا المناعية في الغدد الليمفاوية. وهي أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 80 عاماً، على الرغم من أنها قد أصبحت – في وقتنا الحالي – شائعة بين جيل الشباب.
  • أورام الخلايا الجرثومية في الدماغ (Germ cell tumors): تتطور هذه الأورام من الخلايا الجرثومية، وخاصةً لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 30 عاماً. يمكن أن تكون إما حميدة أو خبيثة.
  • السحاوؤم أو الأورام السِحائِيّة (meningiomas): تتطور هذه الأورام عادةً باتجاه الداخل من الطبقة الواقية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي (السحايا). وعادةً ما تكون أكثر شيوعاً عند النساء منها عند الرجال. تمثل حوالي ثلث إجمالي الأورام التي تبدأ في الدماغ، معظمها غير سرطاني، ولكنها يمكن أن تسبب مشاكل من خلال الضغط على عقلك.
  • الشوانوما أو الأورام الشفانِيّة (schwannomas): التي تنشأ في خلايا شوان، وهي الخلايا التي تشكل الغطاء الواقي للأعصاب (غمد المايلين). غالباً ما تؤثر على الأعصاب التي تلعب دوراً في حاسة السمع وتساهم في الاتزان مثل، العصب الدهليزي القوقعي (العصب السمعي) المُمتدِّ من الأذن الداخلية إلى المخ.
  • الأوَرَامٌ الأَرومِيٌّة النُخاعِيّة (medulloblastoma): وهي أكثر شيوعاً عند الأطفال. تتطور في الخلايا الجنينية في وقت مبكر مع نمو الجنين. دائماً ما تتطور في الجزء السفلي من الدماغ في الخلف. عادةً ما تنتشر، ولكن انتشارها نادر الحدوث خارج الدماغ والحبل الشوكي. يقل شُيوعها بين الكبار، ولكنها قد تَحدُث.
  • وَرَم أَرُوْمِيّ حَبْلِيّ أو الورم الحبلي (chordoma): قد يتشكل هذا الورم الحميد في قاعدة العمود الفقري أو الجمجمة، أو بالقرب من الغدة النخامية. وهو نادر الحدوث، إلا أنه قد يتحول إلى ساركومة غُضْروفِيَّة خبيثة (malignant chondrosarcomas).
  • ورم الأديم العصبي الظاهر البدائي (primitive neuroectodermal tumor): يشبه هذا الورم إلى حد بعيد الورم الأرومي النخاعي تحت المجهر، مع الفارق أنه ينمو في جزء مختلف من الدماغ. إنه نادر الحدوث ولكنه خبيث للغاية ويميل إلى الانتشار.
  • الأورام الشحمِية أو الدُهْنِيّة (Lipomas): وهي عبارة عن كتل تنمو من الأنسجة الدُهنِية. تكون حميدة ونادراً ما تسبب أعراضاً أو مشاكل صحية.

تجدر الإشارة إلى أن معظم الأورام السحائية والأورام الشفانِيّة تحدث لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 70 عاماً. تحدث الأورام الشفانية بالتساوي في كل من الرجال والنساء؛ بينما تعتبر الأورام السحائية أكثر شيوعاً لدى النساء من الرجال. وعادةً ما تكون هذه الأورام حميدة، لكنها يمكن أن تسبب مضاعفات بسبب حجمها وموقعها. الأورام السحائية السرطانية والأورام الشفانية نادرة ولكنها قد تكون شديدة العدوانية.

2- أورام الدماغ الثانوية

تشكل الأورام الثانوية غالبية سرطانات الدماغ، إنها تأتي من السرطان الذي بدأ في مكان آخر من جسمك وانتشر، أو انتقل إلى دماغك. تَشيع الإصابة بأورام الدماغ الثانوية لدى البالغين بصورة أكبر من أورام الدماغ الأولية (الأساسية). حيث يُصاب شخص واحد من بين كل 4 أشخاص مصابين بالسرطان بورم ثانوي في المخ.

بصفة عامة، يُمكن لأي نوع من أنواع السرطان أن يَنتقل إلى الدماغ، ولكن الأنواع الأكثر شيوعاً تَشمل:

  • سرطانات الثدي
  • الكِلى
  • سرطان الرئة
  • سرطانات الجلد

ودائماً ما تكون أورام الدماغ الثانوية خبيثة (سرطانية)، وذلك لأن الأورام الحميدة لا تنتقل أو تنتشر من جزء إلى آخر ضمن جسمك.

عوامل الخطر للإصابة بالورم الدماغي

تشمل عوامل الخطر للإصابة بهذه الأورام كل مما يلي:

  • التاريخ العائلي: في الواقع، من النادر أن يكون ورم الدماغ وراثياً، ما يقارب من 5 إلى 10% فقط من جميع أنواع السرطان موروثة جينياً أو وراثية.
  • العمر: يزداد خطر الإصابة مع تقدم العمر.
  • الأصل العِرقي: تعتبر أورام الدماغ بشكل عام أكثر شيوعاً بين شعوب مناطق القوقاز (القوقازيين). إضافةً إلى أن الأمريكيين من أصل أفريقي هم من الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بالأورام السحائية.
  • التعرض للمواد الكيميائية: يمكن أن يؤدي التعرض لبعض المواد الكيميائية، مثل تلك التي قد تجدها في بيئة العمل الملوثة، إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الدماغ.
  • التعرض للإشعاع: الأشخاص الذين تعرضوا للإشعاع المؤين (أشعة غاما والأشعة السينية) هم أكثر عرضة لخطر متزايد للإصابة بأورام الدماغ. يمكن أن يتم التعرض للإشعاع المؤين من خلال علاجات السرطان عالية الإشعاع. كما يمكن التعرض للإشعاع أيضاً بسبب الغبار النووي، حوادث محطات الطاقة النووية في كل من فوكوشيما اليابانية وتشيرنوبيل الأوكرانية، هي أمثلة على الكيفية التي يمكن بها تعريض الناس للإشعاع المؤين (ionizing radiation).
  • عدم الإصابة بجدري الماء: وفقاً لجمعية أورام الدماغ الأمريكية، فإن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من جدري الماء في مرحلة الطفولة لديهم خطر أقل للإصابة بأورام الدماغ.

ما هي أعراض ورم الدماغ؟

تعتمد أعراض الورم الدماغي على مكان الورم وحجمه ومعدل نموه. بعض الأورام تسبب تلفاً مباشراً عن طريق غزو أنسجة الدماغ، وبعضها الآخر قد يسبب ضغطاً على الدماغ. ستظهر عليك أعراض ملحوظة عندما يضغط الورم المتنامي على أنسجة المخ؛ قد تحدث هذه الأعراض ببطء، ثم تزداد سوءاً أو تتفاقم بشكل تدريجي، كما يمكن أن تتطور بسرعة وتأتي على شكل نوبات.

على وجه التحديد، يعتبر الصداع من الأعراض الأكثر شيوعاً لورم الدماغ، ويتميز هذا الصداع بما يلي:

الصداع-اعراض-ورم-المخ

  • يكون أسوأ في الصباح عند الاستيقاظ.
  • قد يحدث أثناء النوم.
  • يتفاقم بسبب السعال أو العطس أو ممارسة الرياضة.

كما قد تعاني أيضاً من:

  • التقيؤ.
  • عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة.
  • التشوش الذهني أو التخليط.
  • الصرع (خاصة عند البالغين).
  • ضعف في أحد الأطراف أو في جزء من الوجه.
  • تغييرات في الأداء العقلي.

الأعراض الأخرى قد تشمل:

  • فقدان الذاكرة.
  • صعوبة في الكتابة أو القراءة.
  • تغييرات في القدرة على السمع أو التذوق أو الشم.
  • انخفاض اليقظة، والتي قد تشمل النعاس وفقدان الوعي.
  • صعوبة في البلع.
  • الدوخة أو الدوار.
  • مشاكل في العين، مثل تدلي الجفون والحركات التي لا يمكن السيطرة عليها.
  • رعاش اليد.
  • فقدان التوازن.
  • فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء.
  • خدر أو وخز في جانب واحد من الجسم.
  • مشكلة في التحدث أو فهم ما يقوله الآخرون.
  • تغيرات في المزاج والشخصية والعواطف والسلوك.
  • صعوبة المشي.
  • ضعف عضلات الوجه أو الذراع أو الساق.

وفقاً للجمعية الأمريكية لأمراض السرطان (ACS)، يعاني حوالي نصف الأشخاص المصابين بورم في المخ من صداع مستمر. تقول (ACS) أيضاً أن ما يصل إلى نصف الأشخاص المصابين بهذه الأورام يعانون من نوبة صرع في مرحلة ما.

أعراض أورام الغدة النخامية

على وجه التحديد، يمكن أن تحدث الأعراض التالية مع أورام الغدة النخامية:

  • خروج إفرازات من الحلمة، أو ثر اللبن.
  • قلة الحيض عند النساء.
  • التثدي عند الرجال.
  • تضخم اليدين والقدمين.
  • حساسية تجاه الحرارة أو البرودة.
  • الشعرانية (Hirsutism).
  • ضغط دم منخفض.
  • السُمنة والبَدانة.
  • تغييرات في الرؤية، مثل ضبابية الرؤية أو الرُؤْيَة النَفَقِيَّة (tunnel vision).

كيف يمكن تشخيص الأورام الدماغية؟

لتشخيص ورم الدماغ، قد يقوم الطبيب بإجراء فحص عصبي. سيقوم الطبيب خلال هذا الاختبار بفحص الوظائف المختلفة بحثاً عن مشاكل يُحتمل ارتباطها مع ورم في المخ. وتشمل هذه الوظائف:

  • قوة الأطراف.
  • قوة اليد.
  • ردود الفعل (المنعكسات).
  • السَّمع.
  • فحص الرؤية.
  • حساسية الجلد.
  • القدرة على التوازن.
  • التنسيق.
  • الذاكرة.
  • القدرة الذهنية.

قد يجري الطبيب بعد ذلك اختبارات إضافية، بما في ذلك:

تصوير-مقطعي-محوسب-للمخ

  • التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): ينتج عن ذلك صورة مفصلة بالأشعة السينية للدماغ.
  • فحص التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan): يستخدم مجال مغناطيسي قوي وموجات الراديو لتوفير صورة مفصلة للدماغ.
  • مخطط كهربية الدماغ (EEG): أثناء هذا الاختبار يتم توصيل أقطاب كهربائية برأس المريض للتحقق من أي نشاط غير طبيعي للدماغ.
  • تَصْوِيرُ الأوْعِيَة الدّمَوِيّة (Angiography): تستخدم هذه الدراسة الصبغات التي يمكن رؤيتها بالأشعة السينية، حيث يتم حقنها في الشريان، عادةً في منطقة الفخذ. ثم تنتقل الصبغة إلى شرايين دماغك. يسمح هذا الأمر لطبيبك برؤية شكل إمدادات الدم من الأورام. هذه المعلومات تكون مفيدة في وقت الجراحة.

إذا اشتبه الطبيب في وجود ورم في المخ، فعادةً ما يطلب أخذ خزعة (Biopsy) تتضمن إزالة قطعة من الورم وإرسالها إلى المختبر للاختبار. تهدف هذه الاختبارات إلى تحديد ما إذا كان الورم سرطانياً أم لا.

علاج أورام الدماغ

في الحقيقة، هناك العديد من العوامل التي يضعها الأطباء في عين الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن كيفية علاج أورام الدماغ. وتشمل هذه العوامل كل مما يلي:

  • عمر الشخص.
  • حالته الصحية العامة.
  • تاريخه الطبي.
  • موقع وحجم ونوع الورم.
  • مدى خطورة انتشار الورم.
  • قدرة المريض على تحمل بعض العلاجات.

العلاج الجراحي 

جراحة-استئصال-ورم-الدماغ
عمل جراحي لاستئصال ورم في الدماغ

في الحقيقة، إن العلاج الأكثر شيوعاً لأورام الدماغ الخبيثة هو الجراحة، والهدف الرئيسي من ذلك هو إزالة أكبر قدر ممكن من السرطان دون إتلاف أي من أنسجة المخ السليمة التي تحيط بالورم. وفي حين أن موقع بعض الأورام يسمح بإزالة سهلة وآمنة، إلا أن أورام أخرى قد تتواجد في منطقة تحد من مقدار الورم الذي يمكن إزالته، فلا يتمكن الجراح من إزالة الورم بالكامل. إذا كانت هذه هي الحالة، فيمكنه إزالة أكبر قدر ممكن من الورم جراحياً قبل استخدام العلاج الإشعاعي أو الكيميائي لإزالة المتبقي.

بصورة شاملة، حتى “الإزالة الجزئية لسرطان الدماغ” يمكن أن تكون مفيدة. ومن المهم ملاحظة أن الجراحة ليست فعالة ضد الأورام العميقة في أنسجة المخ أو تلك التي انتشرت عبر منطقة واسعة من أنسجة المخ. أما في حالة الأورام الحميدة والخطرة سريرياً، فيتم إزالتها عن طريق الجراحة أيضاً. كما تجدر الإشارة إلى أن الجراحة قد تساعد أيضاً في توفير عينة من الورم لأخذ الخزعة أو لتخفيف بعض الأعراض مثل الضغط على الدماغ.

من ناحية أخرى، مخاطر جراحة الدماغ تنطوي على العدوى والنزيف. ومن الممكن أن يتم الجمع بين الجراحة والعلاجات الأخرى، مثل العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي (الفيزيائي)، والعلاج الوظيفي (occupational therapy)، وعلاج النطق، على التعافي بعد جراحة الأعصاب.

العلاج الإشعاعي

الهدف من العلاج الإشعاعي هو تدمير الورم في الدماغ أو منعه من النمو. وللقيام بذلك، سيقوم الأطباء بتوجيه حزم من الطاقة المكثفة لدماغ المريض من مصدر خارجي. سيؤدي هذا الأمر إلى تقلص الورم، من ثم يقوم جهاز المريض المناعي باتخاذ اجراءاته بالقضاء على الخلايا المدمرة.

ضع في اعتبارك أن الإشعاع لا يمكنه التمييز بين الخلايا السرطانية والخلايا السليمة؛ يمكنه أن يلحق الضرر بكلا النوعين. ولكن، يمكن أن تقلل أشكال العلاج الإشعاعي الحديثة من تلف الأنسجة السليمة. ويشمل ذلك العلاج الإشعاعي التوافقي ثلاثي الأبعاد (3D-CRT)، والذي يهدف خلاله الطبيب المُعالج إلى توجيه عدة حزم إشعاعية ضعيفة على الورم من زوايا مختلفة. ونظراً إلى أن الحزم أضعف، فإنها تتلف القليل جداً من الأنسجة غير السرطانية. وعلى الرغم من أنها ضعيفة، لكنها تسبب المزيد من الضرر حين تلتقي في موقع الورم.

الجراحة الإشعاعية

في الحقيقة، الجراحة الإشعاعية هي الاسم الشائع للجراحة الإشعاعية التجسيمية (SRS). وهي شكل متخصص من أشكال العلاج الإشعاعي وليست إجراءً جراحياً بالمعنى التقليدي.

يسمح (SRS) لمقدم الرعاية الصحية بإدارة جرعة دقيقة من الإشعاع في شكل حزمة أشعة سينية. حيث يمكنه تركيز الإشعاع فقط على منطقة الدماغ التي يوجد فيها الورم. وهذا يقلل من خطر تلف الأنسجة السليمة إلى حد كبير.

العلاج الكيميائي

يستلزم العلاج الكيميائي استخدام عقاقير محددة لعلاج أورام المخ. قد يوصي أخصائي السرطان بهذه الأدوية لعلاج الأورام الخبيثة الأكثر خطورة. تمنع هذه الأدوية ورم الدماغ من النمو وتعمل عن طريق منع الخلايا السرطانية من التكاثر. يمكن أن يتسبب العلاج الكيميائي أيضاً بشكل مصطنع في أن تبدأ الخلايا السرطانية عملية الموت كما تفعل الخلية غير السرطانية.

ومع ذلك، فإن العديد من أدوية العلاج الكيميائي لا يمكنها عبور الحاجز الدموي الدماغي ومن غير المرجح أن تصل إلى ورم الدماغ. قد يستفيد الأشخاص المصابون ببعض أورام المخ من إعطاء أدوية العلاج الكيميائي في السائل الدماغي النخاعي.

وعلى الرغم من أن الأطباء يصفون العلاج الكيميائي لدعم الجراحة أو العلاج الإشعاعي. إلا أنه وبالنسبة لبعض أنواع أورام الدماغ مثل: سرطان الغدد الليمفاوية (lymphoma) والورم الأرومي النخاعي (medulloblastoma)، يمكن أن يكون العلاج الكيميائي علاجاً فعالاً بمفرده.

أدوية أخرى

قد يصف مقدم الرعاية الصحية المنشطات (steroids) لشخص مصاب بورم في المخ. وعلى الرغم من أنها لا تعالج الورم بشكل مباشر، إلا أنها يمكن أن تساعد الفرد في تخفيف بعض الأعراض وتقليل الانزعاج. في الواقع، يمكن لهذا النوع من الأدوية أن يحسن من الحالة العامة للمريض، كما يمكن للأدوية المضادة للنوبات أن تساعد في تقليل تكرار النوبات. وأيضاً، إذا كان الورم يؤثر على وظيفة الغدة النخامية، فقد يحتاج الشخص إلى تناول المكملات الهرمونية.

الخلاصة

أورام الدماغ من المشاكل الصحيّة التي تثير القلق لدى الجميع، ويعتمد إنذار ورم الدماغ على نوع الورم وحجمه وموقعه والحالة الصحية العامة. العلاج المبكر يمكن أن يمنع المضاعفات التي يمكن أن تحدث مع نمو الورم والضغط على الجمجمة وأنسجة المخ. ويجب مراجعة الطبيب بشكل فوري إذا شعرت بالقلق بشأن أي أعراض تعاني منها.

مصدر Brain Tumor Types, symptoms, and treatment of a brain tumor Brain Tumors in Adults
اترك تعليقا