5 أشياء نعرفها عن وظائف المستقبل !!

مع التغيّر السريع في سوق العمل فإن المقاييس والبيانات الجديدة والقريبة من الحقيقيّة تمنحنا رؤية أفضل حول ما ستكون عليه وظائف المستقبل . 

تمتد الوظائف المنبثقة عن الاقتصاد العالمي لتشمل مجالات واسعة من المهارات والمهن ،

مانحة العمال على اختلاف ” مواقعهم ومستوياتهم الثقافية ” فرصة الاستفادة من تلك الوظائف الناشئة . 

تحديد وتعريف هذه الأعمال والمهارات اللازمة لها يُزود برؤى ذات قيمة للإخبار عن الاستثمار في التدريب ، ويمهد الطريق أمام ما يسمى بـ reskilling revolution (إعادة تشكيل المهارات)، فالأفراد يسعون وراء مهارات جديدة ليواكبوا المتغيرات .

إلا أنه ومع كل الفرص التي يمنحها الاقتصاد الجديد، فلا يزال هناك فجوات بكل معنى الكلمة سواء فيما يتعلق بالمهارات أو فيما يتعلق بتغير الجنس ( رجال ونساء ) . 

علينا أن نتناول هذه الفجوات لأننا إن لم نفعل فستستمر بالاتساع في المستقبل . 

إليكم بالمهارات الخمسة التي ينبغي تعلمها :

1. التكنولوجيا هي السائدة، ليس في الأمر مفاجأة، فعليك أن تطور مهاراتك التقنية ! 

ليس بالضرورة أن يتطلب أي عمل جديد مهارات تقنية صعبة لكنه سيتطلب حتما تقنيات أساسية كالمعرفة بالرقميات، وتطوير الشبكات، والتصميم الغرافيكي.

فمن خلال تقرير منتدى الاقتصاد العالمي حول وظائف المستقبل أو وظائف الغد ،

تم تحديد ثلاثة من تلك الوظائف وهي :

• إدارة عناقيد (كتل) البيانات،
•  عمل الروبوتات،
• الحوسبة السحابية.

ولأن تقنية كـ الذكاء الصناعي AI هي سريعة الانتشار بما لا يمكن التحكم به، فإن العديد من الوظائف كـ التسويق والمبيعات تتطلب فهم الأساس لهذا الذكاء الصناعي .

هناك طلب كبير على تلك المهارات في الوقت الحالي، فالمنطق التحليلي والذكاء الصناعي والحوسبة السحابية والـ blockchain  هي جميعا من بين المهارات الأكثر طلبا في Linkedin على سبيل المثال .

2. الوظائف المعتمدة على المهارات الشخصية الانسانية هي على قدر مساوٍ من الأهمية : 

بالرغم من أنها ليست متسارعة كتلك التي تتطلب مهارات التكنولوجيا، إلا أن المبيعات الجديدة وتحضير المحتوى و الوظائف المتعلقة بالموارد البشرية جميعها انبثقت لتكمّل تلك المتعلقة بصناعة التكنولوجيا السريعة.

يظهر بحثنا أن الاختصاصيين الممتلكين للمواهب و أولئك الناجحين مع الزبائن و أولئك المساعدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي هم ضمن المهن والوظائف المتزايدة والتي تعتمد على مهارات أكثر تنوعا، Soft skills على وجه الخصوص.

يبدو أن الطلب على هذه المهارات (soft skills) مستمر في التزايد كلما أصبحت الأتمتة أوسع انتشارا.

إن آخر تقرير لنا حول اتجاهات المواهب حول العالم يظهر أن خبراء الموارد البشرية يعرّفون الطلب على soft skills على أنه الاتجاه الأهم عبر العالم. 

فمهارات كـ الابداع والاقناع والتعاون التي تترأس قائمة المهارات الأكثر طلبا مستحيلة الأتمتة نظريا، مما يعني أنك بامتلاك تلك المهارات تصبح أكثر قيمة للمنظمات في المستقبل .

3. مع التطور السريع للوظائف تم استثناء العديد من النساء :

فبينما تعكس البيانات تنوع الفرص أمام العاملين من جميع الخلفيات ومستويات التعليم،

تُظهر تحليلات أبعد خللاً مقلقا في التوازن بين أولئك الحاصلين على المهارات الأحدث. 

في بحثنا المستمر حول الجنس في منتدى الاقتصاد في العالم وجدنا أن الفجوات الأوسع بين الجنسين هي ضمن الأعمال الناشئة ،

في تلك الوظائف التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا نالت النساء حصة دون 30% (بل هي دون 12% فيما يتعلق بالحوسبة السحابية مثلا)، إن ردم مثل هذه الفجوة أمر ضروري ، إذ أن هذه المهارات التقنية سيكون لها أثر كبير على توجيه المجتمع والاقتصاد مستقبلاً. 

هناك حتما متّسع لتحسين فرص التكافؤ بين الجنسين بتبنّي تنوع في فرص العمل وتدريب إداري شامل، إلا أن البيانات التي بحوزتنا توحي بأن هذه المكاسب على أهميتها ليست كافية لاحقاق التكافؤ والمساواة .

4. هناك فرص غير مُستَغلة لردم الفجوات في الوظائف الناشئة : 

علينا أن نفكر بشكل خلاق بالطرق التي يجب أن نملأ بها تلك الوظائف الناشئة لكي نمنع الفجوات من التوسع في المستقبل . 

لقد كشف بحثنا “حول فهم تلك القضايا” الغطاء عن بعض الحلول القابلة للتحقق والقياس.

بدايةً : إن الاستفادة من المواهب الموجودة أو التي بالمتناول يمكن لها أن تساهم بشكل هائل في التوسع السريع لقنوات عرض المواهب،

فلقد أظهر بحثنا أن التدريب وصقل مهارات المواهب الشبيهة بمواهب الـ AI يمكن له ان يضاعف تلك القنوات في أوروبا مثلاً . 

باعتمادنا مقاربة مشابهة فيما يخص الفجوة بين الجنسين ، وجدنا أن ” مجموعات فرعية للتكنولوجيا السريعة ” (حيث تمتلك النساء تمثيلا أعلى) ، (مثل الهندسة الجينية وبيانات العلوم أو التكنولوجيا النانويّة أو التفاعل بين الانسان والحاسوب) ، من شأنها أن توسع قنوات الموهبة للمجالات الأوسع من الوظائف التقنية التي تعتمد بشكل كبير على المهارات التكنولوجية واسعة الانتشار .

5. معارفك و شبكتك الخاصة لا يزالان أمران مهمان : 

بينما يستطيع كل من هذين الاتجاهين أن يساعدنا على احراز تقدم ذي معنى، إلا أن ردم الهوى فيما يخص المهارات والجنس يحتاج إلى أكثر من مجرد ضمان أن الموهبة اكتسبت مهارات مناسبة. 

إنها حقيقة بسيطة أن معارفنا الشخصية هو أمر مهم. 

لذلك علينا أن نردم الفجوة الشبكية أيضا، فإن ميزة تفوق البعض على البعض الآخر تكمن بشكل جلي في معارفهم الشخصية .

بحثنا حول الفجوة في الشبكة يُظهر أن العيش في منطقة أصحاب الدخول العالية وارتياد أفضل المدارس والعمل في أفضل الشركات سيؤدي إلى مضاعفة ميزات الوصول إلى فرص عمل 12 ضعفاً. 

هذا يعني أن شخصين يمتلكان ذات المهارات –ولكن المولودين في منطقتين مختلفتين- قد يكونان بعيدين جدا عن بعضهما فيما يتعلق بالفرص المتاحة أمامهما.

بالنسبة لـ وظائف المستقبل كل تلك الرؤى والمقاييس تساعدنا في أن نحدد بدقة المهارات والوظائف المستقبلية. 

لكن الأمر سيحتاج على أكثر من مجرد بيانات لنضمن أن الثورة الصناعية الرابعة ستكون ثورة عادلة. 

لكن إذا كنا راغبين بإحداث تغيير ” ذي معنى” فيما يخص وظائف المستقبل ، فنحن بحاجة لأن يعيد أصحاب العمل والقادة السياسيين تقييم المقاييس التي يحددون بوساطتها السياسات العامة، والتي يقومون بالتوظيف على أساسها، وأخيرا أن يوفّروا عدالة أكبر و مساواة في الفرص .

خلال مشاركتنا كـ Linkedin في مؤتمر منتديات الاقتصاد العالمي في دافوس ،سأطلب من قادة العالم الانضمام لنا في محاولتنا لردم تلك الفجوات. 

سيخلق ذلك أعمال متجدِّدة، واقتصادات أقوى  ويساعد في النهاية في خلق مجمعات أكثر عدالة . 

كاتب المقال :

ألن بلو