وذمة الرئة

Pulmonary Edema

تحدث الوذمة الرئوية (Pulmonary Edema) عندما تتراكم السوائل في الأكياس الهوائية العديدة الموجودة في الرئتين (الحويصلات الهوائية: alveoli)؛ الأمر الذي يُسبب إعاقة لتبادل الغازات (الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون)، ويمكن أن يسبب ذلك صعوبة في التنفس، وقد يؤدي أحياناً إلى قصور الجهاز التنفسي. يمكن أن تكون وذمة الرئة حادة (بداية مفاجئة)، وهي حالة طبية طارئة تحتاج عناية إسعافية، أو مُزمنة (تحدث ببطء وتزداد شدتها بالتدريج). وعادةً ما يعتمد العلاج على تحسين وظيفة الجهاز التنفسي وعلاج السبب أو الحالة الطبية التي حَرضت تراكم السوائل في الرئتين.

ما هي أسباب الوذمة الرئوية ؟

في الحقيقة، هناك العديد من الأسباب المحتملة للوذمة الرئوية، ويعتبر قصور القلب الاحتقاني أهم تلك الأسباب.

قصور القلب الاحتقاني (CHF)

وهو السبب الأكثر شيوعاً للوذمة الرئوية (80% من حالات وذمة الرئة تحدث عند مرضى مصابين بقصور القلب)، ويحدث عندما يعجز القلب عن ضخ الدم بشكل صحيح إلى كافة أنحاء الجسم؛ ينجم عن ذلك زيادة الضغط في الأوعية الدموية الدقيقة في الرئتين، مما يؤدي إلى تسرب السوائل من هذه الأوعية لتملأ الحويصلات الرئوية.

أثناء التنفس الطبيعي، تمتلئ الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين – الحويصلات الهوائية – بالهواء. يتم امتصاص الأكسجين من الهواء وطرد ثاني أكسيد الكربون؛ وتقوم الرئتان بنقل الأكسجين عبر الأسناخ الرئوية إلى الدم ليصل إلى جميع خلايا الجسم. تحدث الوذمة الرئوية عندما تُغمر الحويصلات الهوائية بالسوائل (أي عندما تمتلئ الرئتين بالسوائل)؛ وعندها، تحدث مشكلتان:

  1. فقدان قدرة الرئتين على ضخ الأكسجين؛ أي أنه لم يعد بإمكان مجرى الدم الحصول على كمية كافية من الأكسجين، وهذا الأمر يحرم باقي الجسم من الحصول على الأكسجين.
  2. يصبح الجسم غير قادر على التخلص من ثاني أكسيد الكربون بشكل صحيح.

أسباب أخرى لوذمة الرئة

تشمل الحالات الطبية الأخرى – الأقل شيوعاً – التي يمكن أن تسبب وذمة الرئة كل مما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم المفاجئ (يضع هذا الارتفاع ضغطاً مفرطاً على القلب).
  • النوبة القلبية (يمكن أن تُتلف عضلة القلب، مما يجعل الضخ صعباً).
  • تضيق في الصمامات القلبية (الصمامات التاجية أو الأبهرية).
  • متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS).
  • الالتهاب الرئوي.
  • الفشل الكلوي (يسبّب زيادةَ حمل سائليّ أو زيادة في السوائل).
  • أذية الرئة الناجمة عن عدوى شديدة.
  • إنتان الدم الشديد.
  • الرضوض الشديدة، أو التعرض للغرق.
  • العوامل التي تزيد العبء على القلب والرئتين مثل تسلق المرتفعات العالية (حيث تزيد حاجة الجسم للأكسجين)، تعاطي المخدرات، والتعرض لبعض المواد الكيميائية أو استنشاقها.

أعراض الوذمة الرئوية

عند الإصابة بوذمة الرئة، يكافح الجسم للحصول على الأكسجين، بسبب تجمع السوائل في الرئتين التي تمنع انتقال الأكسجين إلى مجرى الدم، وقد تستمر الأعراض في التفاقم حتى الحصول على العلاج. وتختلف الأعراض اعتماداً على نوع الوذمة الرئوية.

1- الوذمة الرئوية المُزمنة

حيث تتطور الأعراض بشكل تدريجي، وتتضمن ما يلي:

  • قصور أو ضيق في التنفس، وخاصةً عند ممارسة النشاط البدني.
  • صعوبة في التنفس عند الاستلقاء.
  • أزيز.
  •  الاستيقاظ في الليل مع شعور بضيق التنفس، يزول عند الجلوس.
  • زيادة سريعة للوزن خاصة في منطقة الساقين.
  • تورم في الجزء السفلي من الجسم.
  • تعب وإعياء.

2- الوذمة الرئوية في المرتفعات

الوذمة الرئوية الناتجة عن تسلق المرتفعات، أو عدم الحصول على كمية كافية من الأكسجين في الهواء، تشمل أعراضها ما يلي:

  • الصداع.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • ضيق التنفس بعد القيام بجهد ما، وأثناء الراحة أيضاً.
  • سعال.
  • حمى (ارتفاع درجات الحرارة الشديد).
  • صعوبة في المشي وخاصةً عند الصعود.

تشخيص الوذمة الرئوية

يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني والإصغاء إلى الصدر باستخدام السماعة، للتحري ما إذا كان هناك:

  • تسرع التنفس.
  • صوت طقطقة من الرئتين.
  • أي أصوات قلبية غير طبيعية.
  • زيادة في معدل ضربات القلب.

قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات إضافية لتشخيص الوذمة الرئوية، مثل:

  • فحص دم شامل.
  • مخطط صدى القلب، أو الموجات فوق الصوتية، للتحقق من نشاط القلب غير الطبيعي.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية لرؤية السوائل.
  • فحص غازات الدم للتحقق من مستويات الأكسجين.
  • مخطط كهربية القلب (ECG) للبحث عن أي اضطراب في ضربات القلب أو علامات النوبة القلبية.

علاج وذمة الرئة

لرفع مستويات الأوكسجين في دم المريض، يتم إعطاء الأوكسجين إما من خلال قناع الوجه أو الشوكة (أنابيب بلاستيكية صغيرة في الأنف)، وقد تكون هناك حاجة للتنبيب الرغامي (وضع أنبوب التنفس في القصبة الهوائية) إذا كان من الضروري وجود جهاز التنفس الصناعي.

إذا أظهرت الاختبارات أن الوذمة الرئوية ناتجة عن مشكلة في الدورة الدموية، فسيتم علاج المريض بالأدوية الوريدية للمساعدة في إزالة السوائل والتحكم في ضغط الدم. تتضمن بعض الأدوية المستخدمة في العلاج:

  • مُدرات البول: تساعد هذه الأدوية في تخفيض ضغط السوائل في القلب والرئتين، عن طريق زيادة مرات التبول، مما يقلل من كمية هذه السوائل.
  • موسعات الأوعية التي تساعد في إرخاء الأوعية الدموية وتخفيف الضغط عن القلب.
  • الأدوية القلبية الأخرى لتنظيم ضربات القلب وتقليل الضغط في الشرايين والأوردة.
  • المورفين (Morphine): يُستخدم عادةً لتخفيف القلق وضيق التنفس، وقد قل استخدامه حالياً بسبب آثاره الجانبية.

في الحالات الشديدة، قد يحتاج المرضى المصابون بالوذمة الرئوية إلى عناية مشددة حتى تتحسن حالتهم.

متى تكون الحالة طارئة؟

تكون الحالة إسعافية وبحاجة للحصول على مساعدة طبية فورية عند الإصابة بوذمة الرئة الحادة، أي في حال كان هناك:

  • تسرع أو عدم انتظام في ضربات القلب.
  • ألم في الصدر.
  • تعرق مع صعوبة شديدة في التنفس، أو ضيق في التنفس.
  • سعال مترافق ببلغم أو قشع وردي اللون رغوي القوام.
  • شحوب أو ازرقاق الجلد أو في الشفتين.

الوقاية من وذمة الرئة

يجب على المرضى المعرضين لخطر متزايد للإصابة بالوذمة الرئوية اتباع نصيحة الطبيب للحفاظ على حالتهم تحت السيطرة. إذا كان السبب هو قصور القلب الاحتقاني، فإن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن إلى جانب الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر حدوث نوبات الوذمة الرئوية في المستقبل. كما تساعد بعض التدابير أيضاً على تحسين صحة القلب مثل:

  • التقليل من تناول الملح: يمكن أن يؤدي الملح الزائد إلى احتباس الماء في الجسم مما يزيد من العمل الذي يجب على القلب القيام به.
  • خفض مستويات الكوليسترول: لأن ارتفاع الكوليسترول في الدم يمكن أن يؤدي إلى ترسبات دهنية في الشرايين، والتي بدورها تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، وبالتالي الإصابة بالوذمة الرئوية.
  • الإقلاع عن التدخين: يزيد التبغ من خطر الإصابة بعدد من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب وأمراض الرئة ومشاكل الدورة الدموية.
  • يمكن الوقاية من خطر حدوث الوذمة الرئوية الناجمة عن صعود المرتفعات عن طريق الصعود التدريجي، وتناول الأدوية قبل السفر، وتجنب الإجهاد الزائد أثناء الانتقال إلى ارتفاعات أعلى.

الوذمة الرئوية والانصباب الجنبي

أحياناً يتم الخلط بين الوذمة الرئوية والانصباب الجنبي، وهي حالة أخرى تتضمن تراكم السوائل في الصدر. ولكن في حالة الانصباب الجنبي تتجمع السوائل في الأنسجة الجنبية التي تغطي الأجزاء الخارجية لكل من الرئتين وتبطن أيضاً جدار الصدر من الداخل.

يمكن أن يحدث الانصباب الجنبي بسبب قصور القلب الاحتقاني وسوء التغذية والالتهاب الرئوي وأحياناً بسبب السرطان. وأهم أعراض الانصباب الجنبي:

  • صعوبة أو ضيق في التنفس.
  • سعال جاف.
  • ألم في الصدر وعدم الراحة.

يساعد تصوير الصدر بالأشعة السينية في تشخيص الانصباب الجنبي، قد يأخذ الطبيب خزعة من الأنسجة الجنبية في حالة الاشتباه في الإصابة بالسرطان. واعتماداً على السبب، يمكن علاج الانصباب الجنبي بمزيج من تقنيات إزالة السوائل والجراحة.

الخلاصة

يعتمد إنذار الوذمة الرئوية على شدة الحالة، في الحالات الخفيفة وعندما يتم تلقي العلاج سريعاً، فغالباً ما يحدث الشفاء التام. ويمكن أن تكون الحالات الشديدة قاتلة إذا تأخر العلاج. يجب التأكد من مراجعة الطبيب، والحصول على مساعدة فورية عند مواجهة أي من أعراض الوذمة الرئوية.

أمراض الرئةاحتقان الرئةالسوائل في الرئةالوذمة الرئوية علاجتجمع السوائل في الرئتينتراكم السوائل في الرئةسوائل في الرئتينوذمة الرئة المزمنةوذمة الرئة علاجها واسبابهاوذمة الرئة واعراضهاوذمة الرئة وعلاجهاوذمة الرئتينوذمة حادة في الرئتين
التعليقات (0)
أضف تعليق