التهاب المفاصل

أنواع التهاب المفاصل (Arthritis)، أعراضه، أسبابه وسُبل العلاج

يعرف التهاب المفاصل (Arthritis) بأنه حدوث التهاب أو ألم على مستوى مفصل أو عدة مفاصل في الجسم. وهو مرض شائع جداً لكن غير مفهوم تماماً.

كما أنه مصطلح شامل لعدد كبير من الأمراض تتعدد فيها الأسباب وتتنوع الأعراض وطرق العلاج. والتي تصيب كلا الجنسين وقد تحدث في جميع الأعمار.

يرتبط حدوث التهاب المفاصل بالعديد من الأسباب والعوامل التي ثَبت دورها في زيادة نسبة الإصابة به بشكل ملحوظ. ويعتمد إيجاد العلاج المناسب بشكل رئيسي على التشخيص السليم وحسن تقدير عوامل الخطر.

أنواع التهاب المفاصل

هناك العديد من الآليات التي تسبب حدوث التهاب المفاصل وقد قسم إلى عدة أنواع تبعاً لهذه الآليات والأسباب.

أولاً: التهاب المفاصل التنكسي

وهو النوع الأكثر شيوعاً بين باقي الأنواع، ويحدث بسبب انهدام وتنكس بنية الغضروف المفصلي الذي يسند عظام المفصل. فيؤدي إلى حدوث احتكاك بين هذه العظام عند الحركة مما يسبب الألم الشديد، التورم المفصلي وحتى حدوث التصلب وثبات المفصل.

هناك العديد من عوامل الخطر في حدوث التهاب المفاصل التنكسي مثل:

  • الوزن الزائد
  • التاريخ العائلي والعوامل الوراثية
  • العمر
  • إصابة سابقة للمفصل مثل تمزق تمزق الرباط الصليبي الأمامي.

لتدبير أعراض هذا المرض والحد من شدتها يمكن اللجوء إلى النشاط الرياضي المنتظم والمغاطس الساخنة أو الباردة. بالإضافة إلى مُسكنات الألم الشائعة.

أما في حال كانت الأعراض شديدة وغير محتملة، أو تسببت بحدوث تحدد في حركة المفصل ونوعية الحياة فإن الحل الجراحي هو الأمثل. ويكون باستبدال المفصل عن طريق الجراحة بمفصل اصطناعي يعوض عمل المفصل المتنكس تماماً ويعيد الحياة إلى طبيعتها.

أما كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي فالحل هو ممارسة الرياضة دائماً والمحافظة على وزن صحي مناسب والابتعاد عن النشاطات العنيفة التي قد تحدث أذية في المفصل.

ثانياً: التهاب المفاصل الرثياني (الروماتيزم)

وهو الالتهاب المفصلي الذي يحدث بسبب وجود خلل في الجهاز المناعي للجسم.

فبدلاً من أن يحمي الجسم من الأمراض والالتهابات، في التهاب المفاصل يهاجم الجهاز المناعي الجسم فيصيب المفاصل ويتسبب في أذيتها وتآكلها. ويسبب الأذية في أعضاء أخرى كالعينين أو الجلد.

ويرتبط حدوث الروماتيزم بعدة عوامل جينية وراثية إذا ما ترافقت بعوامل بيئية محرضة كالتدخين والكحولية.

أما اللبنة الأساسية في العلاج هي التشخيص الصحيح في المراحل المبكرة من المرض ثم البدء بالعلاج القاسي نسبياً. فذلك له دور كبير في الحد من تطور المرض والحماية من الأذية المفصلية الدائمة. فضلاً عن الوقاية من الآلام المفصلية والحفاظ على الوظيفة الطبيعية للمفصل قدر الإمكان.

ثالثاً: التهاب المفاصل الاستقلابي (النقرس)

يحدث هذا النوع بسبب تراكم رواسب حمض البول في المفصل.

وهي مواد موجودة بشكل طبيعي في خلايا الجسم وبعض الأطعمة. ولكن وجود خلل في استقلابها والتخلص من الفائض منها يسبب ترسبها في المفاصل على هيئة بلورات ونتوءات. تحدد حركة المفصل وتسبب أعراض ألم شديد فيه.

وقد يأتي النقرس على شكل نوبات وهجمات حادة تتخللها فترات راحة، أو يصل إلى مرحلة الإزمان وأعراض ألم وعجز دائمة.

رابعاً: التهاب المفاصل الانتاني

كما يظهر من اسمه فهو يحدث بفعل انتان جرثومي، فيروسي أو فطري داخل جوف المفصل. والذي يمكن علاجه في مرحلته الحادة بالصادات الحيوية المضادة للعامل المسبب.

ومن الأمثلة على العوامل المسببة للانتان:

  • التسمم الغذائي أو العدوى بالسالمونيلا والشيغيلا.
  • الأمراض المنتقلة بالجنس مثل السيلان البني والكلاميديا.
  • التهاب الكبد الفيروسي C المتنقل بالدم أو الأدوات الملوثة.

أما إذا دخل الالتهاب في مرحلة الإزمان فإن العلاج يصبح صعباً وطويلاً.

أعراض وعلامات التهاب المفاصل

تتنوع أعراض التهاب المفاصل تبعاً لسبب حدوثه، لكن بعض الأعراض شائعة في معظم الحالات مثل الألم المفصلي وصلابته وتورمه. قد تعاني من تحدد في حركة المفصل أو احمرار ووذمة في الجلد المحيط. والتي تسوء غالباً في فترات الصباح.

يتميز الروماتيزم بأعراض تحدث بسبب اضطراب الجهاز المناعي مثل التعب وفقدان الشهية. قد يلاحظ تطور فقر دم أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم. أو يكون سبباً في حدوث تشوهات في بنية المفصل إذا ترك دون علاج.

التشخيص

يبدأ التشخيص بزيارة الطبيب المختص وإجراء الفحص السريري الشامل للبحث عن الأعراض والعلامات المشخصة. كتجمع السوائل حول المفصل، الاحمرار والحرارة الموضعية وتحدد حركة المفضل وإيلامه.

يطلب الطبيب إجراء فحوصات دموية شاملة، واختبارات نوعية لتحديد العامل المسبب مثل تحري العامل الرثياني RF والأجسام المضادة للنوى ANA.

يستطب أيضاً إجراء الفحوصات الشعاعية مثل الصورة البسيطة والطبقي المحوري والمرنان لدراسة التبدلات في بنية المفصل. أو إجراء بزل لمحتوى المفصل ودراسته مخبرياً.

علاج التهاب المفاصل

يكون الهدف الرئيسي في العلاج هو تخفيف الألم والحد من تطور الأذية المفصلية. يجد العديد من المرضى فائدة كبيرة في استخدام الكمادات الباردة أو الساخنة لتخفيف الألم. وقد يلجأ البعض إلى العكازات لتخفيف الضغط المؤلم على المفصل. فيما قد يصف الطبيب العلاج الدوائي أو الجراحي لتدبير الالتهاب المفصلي.

العلاج الدوائي

يلجأ الطبيب إلى مجموعة من العلاجات الدوائية كالمسكنات، مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية ومثبطات المناعة. أما في الروماتيزم فإن العلاج الأمثل هو الكورتيزون ومضادات الروماتيزم والذي يعمل على كبح الجهاز المناعي.

العلاج الجراحي

ويكون غالباً باستبدال المفصل بمفصل صناعي خاصةً في التهاب مفصل الورك أو الركبة. وهي عملية ذات غير معقدة أصبحت شائعة ومضمونة النجاح في السنوات الأخيرة بسبب تطور التقنيات المستخدمة والمواد التي تصنع منها المفاصل.

طرق طبيعية لعلاج التهاب المفاصل

يمكن علاج التهاب المفاصل أو الحد من تطوره وأعراضه بالالتزام بمجموعة من الطرق الطبيعية التي أثبتت فعاليتها في ها المجال.

الغذاء الصحي

يساعد النظام الغذائي الصحي في الحفاظ على سلامة المفاصل وعلاج الالتهاب فيها، لاحتوائه على العديد من العناصر الغذائية الهامة لصحة المفاصل.

ويتضمن هذا النظام:

  • الأسماك
  • الحبوب والبندق
  • الفاكهة والخضراوات
  • البقوليات
  • زيت الزيتون
  • الشوفان والنخالة
  • الثوم والزنجبيل

أسلوب الحياة الصحي

ويعتمد على مجموعة من العادات والنصائح مثل:

  • المحافظة على نشاط وحركة دائمة لتقوية العضلات والمفاصل.
  • العمل للوصول للوزن المثالي لتخفيف الضغط عن المفاصل.
  • الزيارات الدورية للطبيب لإجراء الفحوصات الشاملة.
  • حماية المفاصل من الإصابات والأذية بفعل الحركات العنيفة والرياضات المتهورة.
  • الحصول على مقدار كافي من النوم لما فيه من راحة للمفاصل والجسم بشكل عام.

العلاج الفيزيائي

يجد العديد من المرضى ملجأً في العلاجات الفيزيائية للتخلص من الأعراض المفصلية واستعادة مرونتها وحركتها الطبيعية. وتتنوع تقنيات العلاج الفيزيائي تبعاً لنوع الإصابة، نذكر منها:

  • التمارين اليومية على يد متخصص في العلاج الفيزيائي.
  • مغاطس الماء الدافئ وإجراء بعض التمارين فيها.
  • كمادات وأكياس الماء الساخن أو الثلج.
  • جلسات المساج العلاجي.
  • العلاجات التقليدية بالحجامة والإبر الصينية.

الخلاصة

التهابات المفاصل أمراض تترقى وتتطور بالتدريج، وإذا تُركت بدون علاج فإنها تسبب على المدى الطويل حدوث تَغيرات غير قابلة للتراجع في بنية المفصل.

وبالرغم من عدم وجود علاج نوعي يشفي التهاب المفاصل بشكل نهائي حتى الآن. إلا أن طرق العلاج السابقة الذكر تساعد كثيراً في التخفيف من الأعراض.

اعراض التهاب المفاصلالتهاب المفاصل التنكسيالتهاب المفاصل الروماتويديالتهاب المفاصل الروماتيزميالنقرسعلاج التهاب المفاصل
التعليقات (0)
أضف تعليق