الحصيات الكلوية

حصى الكلى "Kidney Stones"

يراجع حوالي نصف مليون شخص حول العالم أقسام الإسعاف في المستشفيات كل عام نتيجة مشاكل متعلقة بالحصيات الكلوية، ويقدر بأن واحداً من كل عشرة أشخاص سيعاني من الحصيات الكلوية في مرحلة ما من حياته، تبعاً لـ المؤسسة الوطنية للكلية.

لوحظ ازدياد ملحوظ في معدل حدوث وانتشار الحصيات الكلوية في الأعوام الأخيرة، ولوحظت تلك الزيادة عند الرجال والنساء، وأصحاب البشرة البيضاء والسوداء على حد سواء. ويبلغ خطر الإصابة بالحصيات في مرحلة ما من الحياة حوالي 19% عند الرجال و9% عند النساء.

وغالباً ما تحدث الشكاية الأولى عند الرجال بعد عمر الثلاثين، لكنها يمكن أن تحدث بعمر أبكر. وتزيد بعض الأمراض كارتفاع التوتر الشرياني والداء السكري والبدانة أو السُمنة من خطر حدوثها.

ما هي الحصيات الكلوية؟

تبعاً لـموقع هيلث لاين الأمريكي، الحصيات الكلوية هي كتل صلبة مكونة من بلورات المواد الموجودة في البول.

تنشأ تلك الحصيات عادةً في الكليتين، لكنها قد تتطور في أي مكان آخر على طول السبيل البولي، سواء في المثانة أو الحالب أو الإحليل.

وهي من أكثر الحالات الطبية إيلاماً، وتختلف أسبابها بِحسب نوع الحصاة.

ما هي أنواع الحصيات الكلوية؟

لا تتكون جميع الحصيات الكلوية (حصى الكلى) من نفس نوع البلورات. وتتضمن أنواع الحصيات ما يلي:

1. حصيات الكالسيوم:

وهي الأكثر شيوعاً، وتتكون عادةً من أوكزالات الكالسيوم.

تتضمن الأغذية الحاوية على نسبة عالية من الأوكزالات ما يلي:

  • رقائق البطاطا (الشيبس).
  • الفول السوداني.
  • الشوكولا.
  • السبانخ.
  • الشمندر.

ويمكن لتقليل تلك الأطعمة أن يقلل من خطر تشكل تلك الحصيات عند المرضى المؤهبين للإصابة بها.

وعلى الرغم من أن بعض حصيات الكلية مكونة من الكالسيوم، إلا أن الحصول على مقدار كافٍ من الكالسيوم في النظام الغذائي يمكن أن يقي من تشكل الحصيات.

2. حصيات حمض البول:

هذا النوع من الحصيات أكثر شيوعاً لدى الرجال. ويمكن أن تحدث عند الأشخاص المصابين بداء النقرس أو المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيماوي.

تتشكل تلك الحصيات عندما يكون البول حامضياً جداً. حيث يزيد النظام الغذائي الغني بالبورينات من مستوى حموضة البول، والبورينات هي مادة عديمة اللون توجد في البروتينات الحيوانية كاللحوم والأسماك.

3. الحصيات الستروفيتية Struvite:

يتشكل هذا النوع من الحصيات غالباً عند النساء المصابات بالتهابات المجاري البولية (UTIs). وقد تتطور إلى أحجام كبيرة وتسبب انسداداً في الطرق البولية. وهي ناجمة عن إنتان الكليتين، وبالتالي يمكن لعلاج الإنتان المُسبب أن يقي من تشكل الحصيات الستروفيتية.

4. حصيات السيستين Cystine:

هذه الحصيات نادرة، وتحدث عند الرجال والنساء المصابين باضطراب وراثي يدعى البيلة السيستينية Cystinuria. حيث تتسرب مادة السيستين – التي تُصنّع بشكل طبيعي في الجسم من الكليتين – إلى البول، وتتجمع على شكل حَصيّات.

ما هي أعراض الحصيات الكلوية؟

تسبب الحصيات الكلوية ألماً شديداً، وقد لا تظهر الأعراض حتى تبدأ الحصية بالحركة وتنتقل من الكلية إلى الحالب. ويسمى الألم الناجم عن الحصيات الكلوية بالقولنج الكلوي أو المغص الكلوي (renal colic). حيث يتوضع الألم في جهة واحدة من البطن أو الظهر.

قد ينتشر الألم عند الرجال إلى المنطقة الإربية. والألم ليس ثابتاً بل يأتي ويذهب، ويميل المرضى إلى الشعور بالقلق والاضطراب.

كما قد يترافق الألم بأعراض أخرى تتضمن:

  • وجود دم في البول.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • تغير في لون أو رائحة البول.
  • حُمى وعرواءات.
  • الإحساس بحاجة متكررة للتبول.
  • التبول بكميات قليلة.

أما في حال كانت الحصيات صغيرة، فقد لا يحدث أي ألم أو أعراض عند مرورها عبر السبيل البولي.

لماذا قد تشكل تلك الحصيات خطراً؟

لا تبقى الحصيات في الكلية دائماً، فقد تَعبر في بعض الأحيان من الكلية إلى الحالب. وبما أن الحالب صغير وحساس وذو قُطر ضيق، فقد لا تستطيع الحصيات الكبيرة عبوره بسلاسة إلى المثانة.

وقد تتسبَّب تلك الحصيات عند مرورها بتشنجات وتخريش للحالب، وذلك يُسبب ظهور الدم في البول.

بالإضافة إلى أن الحصيات قد تعيق تدفق البول، ويسمى ذلك بـ “حصر البول”، وهو يؤدي بدوره إلى إنتان الكلية وتضررها.

كيف يتم تشخيص الحصيات الكلوية؟

تبعاً لـ NHS، يكون الطبيب عادةً قادراً على تشخيص الحصيات الكلوية من خلال الأعراض والتاريخ المرضي للمريض.

ويقوم بإجراء بعض الاختبارات التي تتضمن:

  • فحص البول لتحري وجود الإنتانات أو أجزاء من الحصيات فيه.
  • فحص للحصيات التي قد تخرج مع البول.
  • الاختبارات الدموية لتحري وظيفة الكليتين، وفحص مستويات المواد التي قد تسبب الحصيات الكلوية،كالكالسيوم.

ويمكن للاختبارات التالية أن تنفي وجود انسداد بولي:

  • X-Ray صورة شعاعية بسبطة للبطن – يمكن أن تظهر عليها الحصيات الكلوية الظليلة على الأشعة.
  • IVP التصوير الظليل للمجاري البولية.
  • US التصوير بالأمواج فوق الصوتية (وهو الإجراء المفضل).
  • MRI التصوير بالمرنان المغناطيسي للبطن والكليتين.
  • CT scan التصوير الطبقي المحوري المحوسب.

كيف يتم علاج الحصيات الكلوية؟

تبعاً للمؤسسة الأمريكية للكلية، يعتمد علاج الحصيات الكلوية على حجم الحصية، ونوعها، والأعراض التي تسببها، وفيما إذا كانت الحصية تسبب انسداداً في الطرق البولية أم لا.

في حال أظهرت الاختبارات المُجراة أن الحصية صغيرة الحجم، يمكن لبعض مسكنات الألم وشرب الكثير من الماء أن يساعد في دفع الحصية عبر الطرق البولية إلى الخارج.

أما في حال كانت الحصية كبيرة الحجم أو تسبب انسداداً في الطرق البولية، يكون هناك حاجة للمزيد من الأدوية والإجراءات العلاجية.

1. الأدوية:

كالمسكنات، والمضادات الحيوية في حال وجود إنتان. إضافة إلى بعض الأدوية الأخرى التي تتضمن:

  • ألوبورينول – لعلاج حصيات حمض البول.
  • المدرات التيازيدية للوقاية من تشكل حصيات الكالسيوم.
  • بيكربونات أو سترات الصوديوم لتقليل حموضة البول.
  • المحاليل الفوسفورية للوقاية من تشكل حصيات الكالسيوم.

2. تفتيت الحصيات بالأمواج الصادمة عبر الجلد:

يستخدم هذا الإجراء الموجات الصوتية لتفتيت الحصيات كبيرة الحجم إلى حصيات أصغر يمكنها المرور عبر الإحليل إلى المثانة. هذا الإجراء غير مريح وقد يتطلب تخديراً خفيفاً. ويمكن أن يسبب كدمات على البطن والظهر ونزفاً حول الكليتين وقرب الأعضاء.

3. جراحة النفق (استخراج حصاة الكلية عبر الجلد):

حيث يقوم الجراح بإزالة الحصاة عبر شق صغير في الظهر. ويتم اللجوء إلى هذه الجراحة في الحالات التالية:

  • حدوث انسداد أو إنتان أو أذية الكلية بسبب الحصاة.
  • ازداد حجم الحصاة بحيث لم تعد قادرة على المرور عبر الطرق البولية.
  • عدم القدرة على تحمل الألم.

4. تنظير الحالب:

عندما تنحبس الحصاة في الحالب أو المثانة، قد يستخدم الطبيب تنظير الحالب لإزالتها. والمنظار عبارة عن سلك صغير مزود بكاميرا يتم إدخاله عبر الإحليل ومنه إلى المثانة. ثم يقوم الطبيب باستخدام شبكة صغيرة للإمساك بالحصية وإزالتها. ثم تُرسل إلى المخبر ليتم تحليلها.

الخلاصة:

على الرغم من الآلام الشديدة التي تسببها الحصيات الكلوية، وصعوبة علاج الحصيات الكبيرة منها، إلا أن الوقاية منها بسيطة وتقتصر على الإماهة الجيدة. حيث أن شرب الكمية الكافية من المياه وتناول الأغذية الحاوية على كمية جيدة من السوائل كالليمون وعصير الفاكهة يمكن أن يقي من تشكل الحصيات.

إضافةً إلى أن تعديل النظام الغذائي وتخفيف تناول الأغذية الغنية بالأوكزالات، وتقليل تناول الملح والبروتينات الحيوانية يساعد في تقليل خطر تشكل الحصيات الكلوية على أنواعها.

الحصوات الكلسيةالحصوات الكلويةالقولنج الكلويالمغص الكلويحصوات الكلىحصى الكلىحصى الكلى اعراضحصى الكلى علاجحصيات الكليةحصيات حمض البولعلاج الحصياتعلاج الحصيات الكلوية
التعليقات (3)
أضف تعليق