تاريخ كرة السلة

تعود نشأة لعبة كرة السلة إلى عام 1891م عن طريق الدكتور جيمس نايسميث

تاريخ كرة السلة …….

يعتبر عمر كرة السلة قصيرا نسبيا ، إذ إن تاريخها يمتد لأكثر بقليل من قرن واحد . 

في حين أن أصول معظم الرياضات الشعبية اليوم مبهمة وأن تاريخها يعود إلى العصور الوسطى أو أبعد (مثل الهوكي، والملاكمة ، وكرة القدم الأمريكية) ،

فإن تاريخ كرة السلة توجد أصوله الواضحة في ماساشوستس الأمريكية، أواخر القرن الـ 19 . 

حتى إنه يظهر واضحا ارتباط كرة السلة بتطور لعبة الكرة الطائرة بعد ذلك بقليل .

الأصول

يبتدئ تاريخ كرة السلة في عام 1891 مع الدكتور جيمس نايسميث (1861-1939)، أستاذ التربية البدنية ، وزملاءه في مدرسة التدريب التابعة لجمعية الشبان المسيحية في سبرينغفيلد ، ماساشوستس . 

لاحظ د. نايسميث أنه مع الطقس البارد لنيو إنجلاند في تلك السنة ، والذي وضع حدا للرياضات الخارجية كـ كرة القدم الأمريكية وكرة القاعدة( البيسبول) ،

بدأ صبر الطلاب بالنفاذ وراحوا يعبرون عن تململهم جراء النشاطات المحدودة المتوفرة في صالة التدريب . 

وبينما أخذت شعبية ألعاب الجمباز وتمارين الرشاقة تتلاشى، بدأ د. نيسميث وزملاءه بالبحث عن الحل.

في أحد اجتماعات هيئة التدريس ،

ذكر د. نيسميث أنه لحل تلك المعضلة لابد لأحد من اختراع رياضة جديدة تُلعب داخل الصالة . 

أبدى الدكتور لوثر غوليك (1865-1918) ، مدير برنامج التربية البدنية في الجمعية – إعجابه بهذه الفكرة – ووضع فورا قائمة بالشروط المطلوبة لهكذا لعبة . 

نصت الشروط على أن تكون اللعبة تنافسية ، تتطلب المهارة ، و تمرن كامل الجسم بلا عنف كثير .

طلب د. غوليك من الجميع محاولة تصميم لعبة على هذه الشروط وعرضها على الزملاء في الاجتماع التالي ،

ولكن الجميع تناسى الموضوع و وُضع الاقتراح على الرف لفترة.

بعد اصطدامه يوما مع مجموعة من الشبان في صف يمتاز بالتمرد والعنفوان ،

أعطى الدكتور غوليك فرصة أسبوع للدكتور نيسميث حتى يخترع رياضة جديدة لهؤلاء، كما كان قد اقترح سابقا . 

أصاب نايسميث التردد لفترة وأخذ بالبحث عن أي حل آخر  ،

مبتدئا بتعريف الطلاب على كل الرياضات الداخلية التي استطاع أن يجدها ، ومنتهيا بمحاولة تهجين الرياضات الخارجية لتُصبح ممارستها ممكنة داخل صالة التدريب . 

أثبت النوع الأول فشلا حيث وجده الطلاب مملا جدا ، وظهر أن النوع الثاني فائق العنف .

الاختراع

مع اقتراب نهاية المهلة، استسلم الدكتور نايسميث لفكرة اختراع رياضة جديدة. 

ومبتدئا من الصفر ، اختار استخدام كرة القدم العادية بسبب قوامها اللين.

 

وضع في اعتباره التجارب كلها التي تستنتج إن ركل كرة داخل مبنى ما بالقدم سيؤدي إلى نوافذ مكسّرة ،

ولذا ، قرر أن على اللاعبين أن يستخدموا في هذه اللعبة أيديهم . 

وبما أن العنف ، في رياضة كرة القدم الأمريكية – مثلا – يأتي من مبدأ الركض بالكرة إلى الهدف،

فقد قرر د. نيسميث أنه لا يجوز للاعب التحرك أثناء إمساكه بالكرة ؛

قرر أن الشرط في هذه اللعبة لتحريك الكرة هو رميها فقط . 

لاحظ الدكتور نايسميث أيضا أن العنف في الرياضات الخارجية يكون على أشده قرب الهدف . 

لذلك ، قرر أن يكون الهدف سلة معلقة فوق رؤوس اللاعبين وعليهم أن يرموا الكرة إلى داخلها . 

عند انتهاء المدة المحددة له بالضبط ،

كان د. نيسميث قد أتى أخيرا بفكرة لـ لعبة جديدة تولع بها الشبان من فورهم ، وأسماها ، بناء على اقتراحهم : “كرة السلة” .

13 قاعدة

قبل عرض الرياضة على الصف ،

كان الدكتور نايسميث قد وضع على عَجَل 13 قاعدة للعبة ، و طبعها باستخدام آلة كاتبة على قطعتين من الورق . 

نكررها لكم هنا تماما كما وردت في كتابه “كرة السلة – أصولها وتطورها” :

تكون الكرة نفسها المستخدمة في كرة قدم الاتحادات (هكذا كانت كرة القدم تسمى).

1- يمكن رمي الكرة في أي اتجاه باستخدام يد واحدة أو الاثنتين معا.

2- يمكن إرسال الكرة في الهواء بضربها بيد واحدة أو بالاثنتين معا، في أي اتجاه كان، بشرط ألا تُضرب بالقبضة بأي حال.

3- لا يمكن للاعب التحرك مع الكرة ،يجب عليه الثبات ثم رميها من النقطة التي تصل إليه فيها (النقطة التي أمسكها) ، يُسمح بهامش حركة صغير للاعب الذي يستقبل الكرة وهو يركض بسرعة موضوعية.

4- لا يمكن للاعب الإمساك بالكرة إلا بكفّيه ولا يمكنه الاحتفاظ بها إلا بين يديه ، استخدام الذراعين والجسم للاحتفاظ بالكرة ممنوع .

5- لا يُسمح للاعب مزاحمة خصمه بالأكتاف، أو التشبث به ، أو دفعه ، أو عرقلته ، أو ضربه بتاتا ولا بأي حال من الأحوال . 

المخالفة الأولى لهذه القاعدة من قبل أي لاعب تؤدي إلى احتساب خطأ على اللاعب ، وإذا خالفها للمرة الثانية، يُستبعد من اللعب ريثما يسجل أحد الفريقين هدفا جديدا. 

إذا ثبت إيذاء لاعب لخصمه عن قصد ، يُحرم من إكمال المباراة ولا يُستبدل بلاعب آخر .

6- الخطأ هو ضرب الكرة بقبضة اليد ، انتهاك القواعد رقم 3 , ورقم 4 ، وكما هو موضح ومفصل في القاعدة رقم 5 .

7- إذا ارتكب أحد الفريقين ثلاثة أخطاء على التوالي، يُحسب هدف للفريق الخصم . (يُقصد بـ: على التوالي، أن الفريق الخصم لا يرتكب أخطاء في هذا الوقت).

8- يُحتسب هدفا إذا رمى لاعب الكرة أو ضربها ضربا من مكانه على الأرض إلى داخل السلة بحيث تبقى هناك ،

في حال لم يلمس المدافعون الكرة وهي في طريقها إلى السلة، ولم يعرقلوا الهدف بأي طريقة ،في حال استقرت الكرة على الحافة وحرك المدافعون السلة، يُحسب الهدف.

9- عندما تخرج الكرة خارج حدود الملعب، يحوز عليها، ويرميها إلى الملعب ثانية أول من يلمسها ، 

وفي حال اختصام الفريقين ، يرمي المراقب الكرة بنفسه إلى الملعب مباشرة . 

يُعطى اللاعب حتى ينفذ الرمية من الخارج 5 ثوان، وإذا احتفظ بالكرة أكثر من ذلك تُعطى الكرة للخصم .

إذا استمر أي من الفريقين في تأخير المباراة، يحسب المراقب خطأ على هذا الفريق المذنب.

10- يكون المراقب مُحكّما (قاضياً) للاعبين وعليه ملاحظة الأخطاء وإعلام الحكم عند ملاحظة ثلاثة منها على التوالي، له السلطة على أن يستبعد اللاعبين استنادا للقاعدة 5.

11- يكون الحكم مُحكّماً (قاضياً) للكرة ويقرر متى يكون اللعب ساريا، وفي حال تجاوزت الكرة الحدود، هو يحدد بحوزة أي من الفريقين هي، وعليه كذلك مراقبة وضبط الوقت ،يقرر الحكم متى يُحسب الهدف، ويلاحظ عدّد الأهداف، مع قيامه بكافة المهام التي يقوم بها الحكم عادة.

12- تكون المباراة شوطين ، كل منهما مدته 15 دقيقة تفصل بينهما استراحة مدتها 5 دقائق .

13- يُتوّج فائزا الفريق الذي يحرز أكبر عدد من الأهداف في هذا الوقت . 

وفي حال التعادل، يمكن متابعة اللعب حتى يحرز أحد الفريقين هدفا، إذا وافق كلا قائدي الفريقين على ذلك .

فوارق رئيسية بين اللعبة الأصلية والحديثة

طرأت على اللعبة تغييرات عديدة عبر تاريخها. 

هذه النسخة الأولى المبكرة التي ابتكرها الدكتور نيسميث كانت ستبدو مختلفة بصورة واضحة عن اللعبة الحديثة. 

بداية ، قام د. نيسميث بتعليق سلة عادية جدا من الخشب على ارتفاع 10 أقدام على أحد الجدران ، الأمر الذي أظهر عدم فاعليته ، إذ اضطر أحدهم للتسلق لإعادة الكرة بعد كل هدف . 

لعلاج ذلك ، قام الدكتور نايسميث وطلابه بقص قعر السلال حتى يتمكن أحدهم من دفع الكرة بعصى من الأسفل لإخراجها.

كذلك تقفيز ( تنطيط أي ضربها بالارض لتعود ) الكرة، فقد كان في البداية كثير الاختلاف عنه اليوم. 

لاحظ اللاعبون مبكرا أنه بالرغم من عدم إمكانهم التحرك مع الكرة، فإنه يمكنهم دحرجتها، أو رميها لتصطدم بالأرض وترتد، ثم الركض سريعا والتقاطها مجددا. 

بهذه الطريقة يستطيعون التحرك لمسافات قصيرة مع الاحتفاظ بقدر من السيطرة على الكرة. 

وكذلك، بما أن القاعدة 3 نصت على أنه يمكن للاعب إرسال الكرة ضربا في أي اتجاه يريد، فقد خطر لبعض اللاعبين أنه يمكنهم التحرك مع الكرة إذا قَفّزوها (نططوها) على أيديهم باستمرار ،بحيث ترتفع في الهواء لعدة إنشات، ويتحركون أثناء ذلك. 

من ضمن التعديلات التي أُحدثت على القواعد في السنوات اللاحقة جاء ما أجاز رسميا تقفيز الكرة على أرض الملعب ثم منع تقفيزها في الهواء.

مئات من التعديلات الأخرى على قواعد اللعبة حدثت عبر تاريخ كرة السلة . 

بعضها يمكن ملاحظته أكثر من غيره. 

إن التعديلات التي حدثت على العقوبات، ومبدأ الاستحواذ بالكرة، وغيرها الكثير الكثير لا يسعنا الحديث عنه في تعريفنا القصير هذا بـ تاريخ لعبة كرة السلة .

المراجع :

Naismith, J. (1996). Basketball: Its origin and development

Rains, R. (2011). James Naismith: The man who invented basketball

اختراع كرة السلةتاريخ كرة السلةكرة السلةمن اخترع كرة السلةنشأة كرة السلة
التعليقات (0)
أضف تعليق