حمية الكيتو – لماذا هي مفيدة لنا ؟؟

حمية الكيتو أو الكيتو دايت (Keto Diet) أو النظام الكيتوني، هل هو حقاً مفيد لنا ؟!

حمية الكيتو أو الحمية الكيتونية، أو النظام الغذائي الكيتوني، أو اختصاراً: الكيتو دايت. هي نظام غذائي يركز على الأطعمة التي تحتوي على كمية مرتفعة من الدهون الصحية الحميدة ومقدار وافر من البروتين، مع كمية قليلة جداً من الكربوهيدرات.

هدف هذا النظام الغذائي هو الحصول على القدر الأكبر من السعرات الحرارية عن طريق الدهون، لا من الكربوهيدرات. وتعمل هذه الحمية على مبدأ استنزاف مخزون الجسم من السكر. كنتيجة لذلك، سوف يبدأ الجسم بتفكيك الدهون المختزنة فيه من أجل الحصول على الطاقة. وتؤدي هذه العملية إلى إنتاج جزيئات تعرف باسم “الكيتونات” يستخدمها الجسم كوقود. وبطبيعة الحال، عندما يبدأ الجسم بحرق الدهون، يمكنه أن يُنقص من وزنه أيضاً.

بشكل عام، هنالك العديد من أنواع الحميات الكيتونية، بما فيها الحمية الكيتونية القياسية أو المعيارية، والحمية الكيتونية الدورية. نعرض لكم في هذا المقال الجديد شرحاً لـ فوائد حمية أو نظام الكيتو، ولـ أخطارها أيضاً.

 

1. تعزز إنقاص الوزن

يمكن لـ حمية الكيتو أن تعزز إنقاص الوزن بطرق مختلفة، من ضمنها تعزيز معدل الاستقلاب والحد من الشهية للطعام. حيث تشتمل حمية الكيتو على أطعمة تملأ البطن فتشعرك بالشبع، و قد تخفف من إفراز الهرمونات التي تجعلك تشعر بالجوع. 

نتيجة لذلك، يمكن لاتباع حمية الكيتو أن يقلل من الشهية ويعزز من عملية إنقاص الوزن. ففي دراسة تحليلية لـ 13 تجربة مضبوطة وعشوائية على البشر جرت في 2013، وجد الباحثون أن أولئك الذين اتبعوا نظام كيتو الغذائي قد خسروا من وزن جسمهم خلال سنة واحدة مقدار كيلوغرام واحد تقريباً زيادة على الذي خسره أولئك الذين اتبعوا حمية منخفضة الدهون في نفس المدة.

وبالمثل، في دراسة مشابهة لـ 11 تجربة أخرى، ظهر أن من اتبع حمية الكيتو قد خسر أكثر بقليل من 2كغ زيادة على ما خسره من اتبع حمية منخفضة الدهون في 6 أشهر.

 

 2. تُخفف من حب الشباب

لظهور حب الشباب أسباب عديدة ويمكن أن يرتبط بالنظام الغذائي ومستويات سكر الدم عند بعض الناس. في الحقيقة، يمكن لاتباع نظام غذائي يشتمل على أطعمة غنية بالكربوهيدرات المُعالجة والمكررة أن يُخلّ بتوازن البكتيريا الحميدة في الأمعاء؛ وهو الأمر الذي قد يزيد أو يُنقِص من مستويات سكر الدم بشكل ملحوظ. ويمكن لاختلاف مستوى سكر الدم المستمر أن يؤثر على صحة الجلد بشكل عام. وقد أظهرت دراسة جرت سنة 2012، أن الحمية الكيتونية قد تخفف من أعراض حب الشباب لدى بعض الناس، وذلك لأنها تقلل من كمية الكربوهيدرات المُستهلكة.

 

3. يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسرطان

أجرى العديد من الباحثون اختبارات على تأثيرات الحمية الكيتونية في الوقاية من بعض أنواع السرطان، و حتى على علاجها. حيث وجدت إحدى الدراسات أنه يمكن لحمية الكيتو أن تكون علاجاً مكملاً آمناً ومناسباً للاستخدام، بالتوازي مع العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة لبعض أنواع السرطان. يرجع السبب في ذلك إلى أن هذه الحمية تؤدي إلى رفع الإجهاد التأكسدي في الخلايا السرطانية أكثر منه في الخلايا العادية، مما يؤدي إلى تَموّت السرطان.

وأيضاً، أشارت دراسة حديثة جرت في عام 2018 إلى أن النظام الغذائي الكيتوني يقلل من نسبة السكر في الدم، كما أنه يقلل من خطر حدوث مضاعفات الإنسولين. (الإنسولين هو هرمون يتحكم بنسبة السكر في الدم التي قد تكون مرتبطة ببعض أنواع السرطان).

وعلى الرغم من أن بعض الأبحاث تشير إلى أنه قد يكون للنظام الغذائي الكيتوني بعض الفوائد في علاج السرطان، إلا أن الدراسات في هذا المجال لا زالت محدودة. ويحتاج الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم الفوائد المحتملة للنظام الغذائي الكيتوني في الوقاية من السرطان، وفي علاجه.

 

4. يمكن أن تُحسن حمية الكيتو من صحة القلب

عندما يتبع أي شخص الكيتو دايت، من المهم أن يختار الأطعمة الصحية. حيث تشير بعض الأدلة إلى أن تناول الدهون الصحية، مثل الأفوكادو، بدلاً من الدهون الغير صحية، مثل الدهون المُهدرجة، يمكن أن يساعد على تحسين صحة القلب عن طريق خفض نسبة الكوليسترول. حيث أظهرت مراجعة أجريت عام 2017 لعدة دراسات سابقة – تم اجراؤها على الحيوانات والبشر الذين اتبعوا نظام كيتو الغذائي – أن بعض الأشخاص قد شهدوا زيادة في نسب الكوليسترول الحميد (HDL)، مترافقة مع انخفاض كبير في مستويات كل من: 

  • الكوليسترول الكليّ 
  • الكوليسترول الضار (LDL) 
  • الدهون الثلاثية 

في الواقع، يمكن أن تزيد مستويات الكوليسترول المرتفعة من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لذلك، فإن تأثير نظام كيتو الغذائي في تقليل الكوليسترول قد يقلل من خطر الإصابة بالمضاعفات القلبية. ومع ذلك، فقد خلصت المراجعة أيضاً إلى أن الآثار الإيجابية لنظام كيتو الغذائي على صحة القلب تعتمد على جودة الأطعمة المستخدمة فيه. لذلك، من المهم أن تتناول طعاماً صحياً ومتوازناً من الناحية الغذائية ضمن نظام الكيتو دايت.

 

5. تساعد حمية الكيتو على حماية وظيفة الدماغ

تشير بعض الدراسات، مثل مراجعة جرت في 2019 لبعض الأبحاث، إلى أن الكيتونات التي يتم توليدها أثناء اتباع نظام كيتو الغذائي توفر فوائد وقائية للأعصاب، مما يعني أنها تستطيع تقوية وحماية خلايا الدماغ والخلايا العصبية بشكل عام.

لهذا السبب، فإن اتباع نظام كيتو الغذائي قد يساعد على منع حالات مثل مرض الزهايمر، أو التخفيف منها. ومع ذلك، من الضروري إجراء مزيد من البحوث حول تأثيرات نظام الكيتو هذا على الدماغ.

 

6. من المحتمل أن تخفف من النوبات لدى مرضى الصرع

تغيّر كميات الدهون والبروتين والكربوهيدرات الموجودة في نظام كيتو الغذائي من الطريقة التي يتبعها الجسم لاستخدام الطاقة، مما يؤدي إلى الحالة الكيتوزية، وهي عملية استقلابية (تمثيل غذائي) يستخدم الجسم خلالها أجسام الكيتون كوقود، بدلاً من الجلوكوز.

تقترح مؤسسة الصرع/ The Epilepsy Foundation أنه يمكن للكيتوزية أن تقلل من النوبات لدى المصابين بالصرع، و بخاصة أولئك الذين لم يستجيبوا لأساليب العلاج الأخرى. ومن الضروري إجراء مزيد من البحوث حول مدى فعالية هذه النظرية، على الرغم من أنه يبدو أن للكيتوزية التأثير الأكبر على الأطفال الذين يعانون من نوبات بؤرية. وتدعم مراجعة أجريت سنة 2019 لعدة دراسات الفرضية القائلة بأن اتباع نظام كيتو الغذائي يمكنه أن يساعد الأشخاص المصابين بالصرع، فقد أظهرت النتائح أن هذا النظام الغذائي الكيتوني يقلل من أعراض الصرع عبر آليات مختلفة.

 

7. تخفف من أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات

متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS) هي اضطراب هرموني يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في الهرمونات الذكرية عند النساء، وإلى خلل وظيفي في المبايض، أو إلى مبايض مُتكيسة. ويمكن أن يتسبب اتباع نظام غذائي غني بالكربوهيدرات تأثيرات ضارة لدى النساء اللواتي يعانين من PCOS، مثل مشاكل الجلد وزيادة الوزن.

في الحقيقة، لا توجد دراسات سريرية كثيرة للعلاقة بين النظام الغذائي الكيتوني وتكيس المبايض. فقط دراسة تجريبية واحدة من عام 2005 فحصت خمس نساء على مدى 24 أسبوعاً، وجد الباحثون أن اتباع نظام الكيتو الغذائي قد حسن من العديد من علامات متلازمة تكيس المبايض، بما في ذلك:

  • فقدان الوزن
  • توازن الهرمونات
  • نسب هرمون اللوتين (LH) وهرمون تحفيز الجُريبات (FSH)
  • مستويات الإنسولين على الريق

علاوة على ذلك، وجدت مراجعة لمختلف الدراسات التي أجريت عام 2019 أن اتباع نظام كيتو الغذائي كان له آثار مفيدة على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات هرمونية، بما في ذلك متلازمة تكيس المبايض ومرض السكري من النوع 2. ومع ذلك، فقد حذر الباحثون أيضاً من أن الدراسات كانت مختلطة النتائج بشكل كبير، بحيث لا يمكن التوصية بحمية كيتو كعلاج عام لمتلازمة تكيس المبايض.

 

حمية الكيتو – المخاطر والتعقيدات

قد يوفر نظام الكيتو الغذائي (النظام الكيتوني) مجموعة من الفوائد الصحية لمتبعيه. ولكن، مع هذه الفوائد، يمكن أن يكون للمواظبة على هذا النظام الغذائي إلى مدى طويل تأثيرات سلبية وأضرار على صحة الإنسان. بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالمشاكل الصحية التالية:

كما يمكن أن يتسبب نظام كيتو الغذائي في آثار جانبية ضارة يعرفها الكثيرون باسم إنفلونزا الكيتو. وقد تشمل هذه الآثار الضارة:

  • الإمساك
  • الإرهاق
  • انخفاض سكر الدم
  • الغثيان
  • الإقياء
  • الصداع
  • انخفاض القدرة على ممارسة الرياضة

هذه الأعراض شائعة بشكل خاص أثناء تكيف جسمك مع مصدر الطاقة الجديد. أي أنها تحدث عند بداية اتباعك لنظام الكيتو الغذائي أو النظام الكيتوني.

على وجه الخصوص، يجب على بعض الأشخاص تجنب نظام كيتو الغذائي تماماً، وهم:

  • مرضى السكري الذين يعتمدون على الإنسولين
  • الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل (مثل فقدان الشهية العصبي)
  • أولئك الذين يعانون من أمراض الكلى أو التهاب البنكرياس
  • النساء أثناء فترة الحمل والإرضاع

وأيضاً، يجب على الأشخاص الذين يتناولون نوعاً من الأدوية يُعرف باسم حاصرات جلوكوز الصوديوم رقم 2 (SGLT2) – الذي يتم وصفه لمرضى السكري من النوع 2 – عدم اتباع نظام كيتو الغذائي على الإطلاق. حيث أن هذا الدواء يزيدمن خطر الإصابة بـ الحُماض الكيتوني السكري، و هي حالة خطيرة تزيد من حموضة الدم.

 

الخلاصة

من المهم مناقشة أي خطة غذائية أو حمية تنوي اتباعها مع الطبيب أو أخصائي التغذية أو مقدم الرعاية الصحية الموثوق به من قبلك، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يحاولون السيطرة على مشكلة أو مرض صحي معين.

على وجه الخصوص، يجب أن يسعى الأشخاص الذين يتطلعون إلى بدء نظام الكيتو الغذائي إلى التشاور مع الطبيب والتحقق فيما إذا كانوا مصابين بداء السكري أو نقص السكر في الدم أو أمراض القلب أو أي ظروف صحية أخرى. ولضمان اتباع نظام غذائي آمن؛ ضع في اعتبارك أن الدراسات حول الفوائد طويلة الأمد للنظام الغذائي الكيتوني غير متوفرة حتى الآن. ومن غير الواضح ما إذا كان الحفاظ على هذا النظام الغذائي على مدى فترات طويلة أكثر فائدة من اتباع أنماط التغذية الصحية الأقل تقييداً.

في نهاية المطاف، تقيد حمية الكيتو أو تحد بشدة من استهلاك الكربوهيدرات. ولكن، يجب أن لا ننسى أن بعض الكربوهيدرات توفر فوائد صحيةمن أجل اتباع حمية غذائية أقل تقييداً، يجب أن تتبع نظامًا غذائيًا يحتوي على مجموعة متنوعة من الكربوهيدرات الليفية والغنية بالعناصر الغذائية، مثل الفواكه والخضروات، جنباً إلى جنب مع مصادر البروتين المغذية والدهون الصحية.

الحمية الكيتونيةالحمية الكيتونية للسرطانالحمية الكيتونية للصرعالكيتو دايتحمية الكيتوحمية الكيتوناتفوائد الحمية الكيتونيةفوائد الكيتوفوائد الكيتو دايتفوائد الكيتو للقلبفوائد الكيتوناتفوائد حمية الكيتوفوائد كيتو دايتكيتو دايتهل الكيتو دايت مفيد ؟
التعليقات (0)
أضف تعليق