قرحة المعدة

(Stomach ulcer)

تُقدر الدراسات والأبحاث العلمية أنّ واحداً من كل عشرة أشخاص يصاب بالقرحة الهضمية في مرحلة ما من حياته. ويشير مصطلح القرحة الهضمية إلى التآكل الذي يحدث في المخاطية المُبطنة للمعدة أو بداية الأمعاء الدقيقة. وعلى الرغم من أن قرحة المعدة (Stomach ulcer) أقل شيوعاً من قرحة الأمعاء الدقيقة لكنها يمكن أن تسبب مشاكل كبيرة إذا تُركت دون علاج.

أسباب حدوث قرحة المعدة

يحتوي جدار المعدة على خلايا تفرز الحمض الضروري لهضم الطعام والحماية من الميكروبات.

كما توجد أيضاً مجموعة من الغدد المخاطية ضمن جدار المعدة تقوم بإفراز طبقة سميكة من المخاط يحمي بطانة المعدة من تأثيرات الحمض المُفرَز.

عندما تتآكل الطبقة المخاطية أو تتوقف عن العمل بشكل فعال، يمكن أن يؤدي الحمض المُفرَز إلى تلف أنسجة المعدة، مما يتسبب في حدوث قرحة المعدة.

وتشمل الأسباب الأكثر شيوعاً لحدوث قرحة المعدة:

  • العدوى بجرثومة الملوية البوابية أو الجرثومة الحلزونية (Helicobacter pylori-H.pylori)، وتسمى أيضاً جرثومة المعدة. وفقًا لمركز مكافحة الأمراض CDC، ثلثي سكان العالم لديهم عدوى بـ “الملوية البوابية”، وغالباً تكون دون أعراض.
  • الاستخدام طويل الأمد لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs).
  • في حالات نادرة قد يكون سبب القرحة متلازمة “زولينجر إليسون”، وهي حالة تتميز بحدوث فرط في إفراز حمض المعدة وتشكل أقل من 1% من أسباب القرحة.

من هم الأكثر عرضة لحدوث قرحة المعدة؟

قرحة المعدة أكثر شيوعاً عند الأشخاص فوق سن الخمسين، ونادراً ما تحدث عند الأطفال.

وبشكل عام كل العوامل التي تؤثر سلباً على مخاطية المعدة أو تسبب زيادة في إفراز الحمض تزيد من خطر الإصابة بقرحة المعدة مثل:

  • التدخين.
  • الاستخدام طويل الأمد للكورتيزون.
  • فرط كالسيوم الدم.
  • القلق والتوتر.
  • الإفراط في تناول الكحول.
  • كما تلعب العوامل الوراثية دوراً في حدوث القرحة.

أعراض قرحة المعدة

يشكل الانزعاج أو الألم في منتصف الجزء العلوي من البطن العَرَض الأكثر شيوعاً للقرحة. البعض يصف ألم القرحة هذا بأنّه ألم يشبه القضم أو العضّ.

وتشمل بقية الأعراض ما يلي:

  • الغثيان والتقيؤ.
  • النفخة.
  • التجشؤ.
  • فقدان الوزن والذي غالباً ما ينجم عن قلة تناول الطعام بسبب الألم.

غالباً ما تتغير أعراض قرحة المعدة بمرور الوقت وقد يكون من الصعب اكتشافها. حيث لا تُظهِر بعض قرحات المعدة أي أعراض نموذجية، وقد لا تُكتشف إلا بعد حدوث مضاعفات خطيرة مثل النَزف.

المضاعفات

باستخدام العلاج المناسب قَل حدوث المضاعفات بشكل كبير. لكن على الرغم من ندرة حدوثها تعتبر مضاعفات القرحة مُهددة للحياة وتَتطلب علاجاً طارئاً مثل:

  • النزف من القرحة: قد يكون على شكل تقيؤ دموي بشكل مفاجئ، أو إقياءات متكررة بلون أسود يشبه طحل القهوة. في بعض الحالات يمر الدم النازف عبر الأمعاء ليخرج مع البراز ويكون البراز بلون أسود.
  • انثقاب القرحة: يحدث ثقب في جدار المعدة، مما يسبب ألم شديد بشكل مفاجئ.
  • انسداد الأمعاء: نتيجة حدوث التهاب في النسيج وتروم يؤدي إلى حدوث الانسداد.

في حال حدوث هذه المضاعفات، يحتاج المريض إلى نقل للمستشفى بأسرع وقت ويتطلب نقل دم لتعويض الدم النازف والوقاية من الصدمة.

كيف يتم تشخيص القرحة؟

الجرثومة الحلزونية
  • التاريخ المرضي: يقوم الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي أو السوابق المرضية للمريض، والاستفسار عن الأعراض المرافقة بدقة وأي أدوية يتناولها المريض سواء الأدوية التي تؤخذ بدون وصفة طبية أو مع وصفة طبية.
  • اختبارات تَحري الجرثومة الحلزونية: مثل فحص الدم، وفحص البراز، واختبار التنفس. حيث يتم قياس نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في هواء الزفير التي تزداد عند الإصابة بالجرثومة الحلزونية.
  • اللقمة الباريتية: أو اختبار ابتلاع الباريوم، حيث يعطى المريض سائل أبيض سميك (الباريوم) عن طريق الفم، يساعد في تقييم المري والمعدة والأمعاء بمساعدة التصوير بالأشعة السينية.
  • التنظير الهضمي العلوي: يتم إدخال المنظار الرفيع عن طريق الفم ليصل إلى المعدة وبداية الأمعاء. ويساعد هذا الاختبار في تحري القرحات، النزف، وأي تغير في مخاطية الجهاز الهضمي.
  • الخزعة: يتم أخذ عينة من نسيج المعدة بواسطة التنظير لتحليلها تحت المجهر.

طرق علاج قرحة المعدة

في معظم الحالات تتراجع القرحة باستخدام بعض الأدوية التي يصفها الطبيب اعتماداً على السبب المؤدي للقرحة. في حالات قليلة جداً قد تتطلب القرحة علاجاً جراحياً.

الأدوية المستخدمة لعلاج القرحة

تشمل الأدوية المستخدمة لعلاج قرحة المعدة عادةً ما يلي:

  • المضادات الحيوية: يقوم الطبيب بوصفها في حال الإصابة بالجرثومة الحلزونية إلى جانب الأدوية الأخرى.
  • مثبطات مضخة البروتون (proton pump inhibitors-PPIs): تقوم هذه الأدوية بتثبيط الخلايا التي تفرز حمض المعدة.
  • حاصرات مستقبلات الهيستامين H2: أيضاً تخفف من إفراز الحمض.

إذا كنت مضطراً إلى استخدام مضادات الالتهاب غير الستروئيدية، التزم بالجرعة المحددة وتناول هذه الأدوية بشكل دائم بعد الطعام.

د.سارة ابراهيم

وعادةً ما يصف الطبيب علاج القرحة الدوائي لمدة 4-8 أسابيع. ويجب عدم إيقاف العلاج الدوائي حتى لو تحسنت الأعراض قبل استشارة الطبيب، وخاصة في حال الإصابة بالجرثومة الحلزونية.

هناك بعض الأدوية التي تعطى دون وصفة طبية مثل مضادات الحموضة والأدوية التي تشكل طبقة تحمي مخاطية المعدة من الحمض مثل Pepto-Bismol.

إذا كانت القرحة ناجمة عن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أو أي دواء آخر، تحدث إلى طبيبك حول إمكانية استبدال هذا الدواء أو إيقافه.

العلاجي الجراحي للقرحة

في حال عدم شفاء القرحة باستخدام الأدوية أو في حال حدوث مضاعفات خطيرة مثل النزف، تكون الجراحة هي الخيار الأفضل للعلاج.

قد تشمل الجراحة إجراء ما يلي:

  • قطع العصب الذي يحرض إفراز الحمض.
  • إزالة الجزء المتقرح من مخاطية المعدة وتغطية مكانه بمخاطية سليمة.
  • ربط الأوعية الدموية النازفة.

طرق الوقاية من حدوث القرحة

إليك بعض الخطوات التي تساعدك على الوقاية من حدوث القرحة:

  • قلل من استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
  • عليك اتباع قواعد النظافة العامة لتقليل الإصابة بعدوى الجرثومة الحلزونية، واحرص على طهي الطعام جيداً قبل تناوله.
  • تجنب التدخين والكحول.
  • ابتعد عن التوتر والقلق (الشدة النفسية قد تفاقم أعراض القرحة).
  • احرص على تناول الأغذية التي تساعد في منع تطور القرحة، وخاصة الفاكهة والخضراوات الغنية بالألياف.
  • قلل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين.

نصيحة توعية:

إذا كنت مضطراً إلى استخدام مضادات الالتهاب غير الستروئيدية، التزم بالجرعة المحددة وتناول هذه الأدوية بشكل دائم بعد الطعام.

الخلاصة

قرحة المعدة تنجم عن تآكل في مخاطية المعدة، وتحدث الإصابة في معظم الحالات بسبب العدوى بالجرثومة الحلزونية أو الأدوية المضادة للالتهابات.

في وقتنا الحالي قلت مضاعفاتها وتراجعت آثارها الجانبية، الفضل يعود بذلك للعلاج الدوائي الذي يشمل المضادات الحيوية والأدوية المُثبطة لإفراز الحمض.

أعراض قرحة المعدة والقولوناسباب قرحة المعدةاعراض قرحة المعدةعلاج قرحة المعدةقرحة المعدة اسبابهاقرحة المعدة اعراضقرحة المعدة للحاملما هي أعراض قرحة المعدة وعلاجها
التعليقات (0)
أضف تعليق