زيت الزيتون البكر الممتاز !! هل هو أفضل من زيت الزيتون المكرر ؟

معظم الأشخاص يقع في الحيرة عند شراء زيت الزيتون ويتسائلون عن النوع الأفضل وما هي الفروق أو الاختلافات بين الأنواع

0

زيت الزيتون المكرر وزيت الزيتون البكر الممتاز كلاهما مصنوعان من ثمرة الزيتون، ولكن طريقة استخلاص الزيت (العَصر) من الثمرة مختلفة. نتيجة لذلك، تجد أن لكل منهما ألوان ونكهات وخصائص صحية مختلفة.

في الواقع، ومن خلال إلقاء نظرة سريعة على أنواع الزيوت الموجودة في الأسواق، نلاحظ توافر العديد من الأنواع بما في ذلك كل من: زيوت البذور بأنواعها، زيت الكانولا، زيت الأفوكادو، زيت الجوز، زيت جوز الهند، ويبدو أن القائمة تطول وتطول، وقد يكون الاختيار بالنسبة لك أمراً صعباً. ولكن، كيف تعرف أيها تستخدم؟ هل فعلاً لها طعوم مختلفة؟ ما هو النوع الألذ طعماً؟ أي زيت هو الأفضل؟ أي زيت هو صحي أكثر؟

تحديداً، تلقي هذه المقالة نظرة على الاختلافات بين زيت الزيتون البكر الممتاز وزيت الزيتون المكرر، بما في ذلك النكهة والطعم، الفوائد الصحية، الأداء أثناء الطهي، ونقطة التدخين.

باختصار، إليك كيفية اختيار الزيت الصّحيّ.

هل زيت الزيتون صحي ؟

زيت-الزيتون-فلين

في الحقيقة، تختلف استخدامات الزيوت باختلاف أنواعها. زيت الزيتون لديه نكهة رائعة تجعله مناسباً للإضافة إلى السَلَطات الباردة أو الخبز المُحمَص، كما أنه مستقر نسبياً عند تعرضه للحرارة المرتفعة أثناء الطهي. ومع هذا كله، هناك بعض الجدل والنقاش حول ما إذا كان زيت الزيتون صحياً بالفعل، ولم يحصل إجماع علمي حول النوع الأفضل من بين أنواع زيت الزيتون المختلفة (بِكر، بِكر ممتاز، مكرر، خفيف).

في الواقع، الأنواع الرئيسية من الدهون في زيت الزيتون، والتي تتكون بشكل أساسي من حمض الأوليك، هي الأحماض الدهنية الأحادية (MUFAs)، والتي يتفق خبراء الصحة حول العالم على أنها دهون صحية.

في المقابل، الدهون المشبعة والدهون المتحولة (saturated fats and trans fats) هي الدهون غير الصحية. وقد ربطت الأبحاث الطبية تناول الدهون غير الصحية هذه بمجموعة من الأمراض الخطيرة، بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية والسُمنة أو زيادة الوزن.

بصفة عامة، يمكن أن يساعد استبدال الدهون المشبعة والمتحولة بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (MUFAs) – كالموجودة في زيت الزيتون – على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. حيث ترفع هذه الدهون من نسبة البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) أو الكوليسترول “الجيد” وتقلل نسبة البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو الكوليسترول “الضار” في مجرى الدم.

من ناحية أخرى، زيت الزيتون هو أحد مكونات نظام البحر الأبيض المتوسط ​​الغذائي الرئيسية. وهو نظام غذائي أظهرت الأبحاث أن له فوائد عديدة للصحة، بما في ذلك صحة القلب والعينين والدماغ.

إذا قمت بربط النقاط المذكورة أعلاه مع بعضها البعض، يمكنك الاستنتاج أن زيت الزيتون هوي زيت صحي بالفعل.

زيت الزيتون أم زيت الزيتون البكر الممتاز؟

زيت-الزيتون-البكر-الممتاز

معظم تصنيفات زيت الزيتون، مثل “البِكر” أو “البكر الممتاز” أو “المكرر”، تشير إلى العملية أو الطريقة التي يستخدمها المنتجون في استخلاص الزيت. على سبيل المثال، مصطلح زيت الزيتون البكر الممتاز (extra virgin olive oil) يعني أن عَصره أو استخلاصه تمّ بأدنى درجات المُعالجة (العَصر على البارد من خلال الضغط على حبات الزيتون). 

عندما تتم معالجة الزيوت، يتم تنظيفها بالمواد الكيميائية ثم تسخينها. هذه العملية تطيل العمر الافتراضي للزيت، وهو أمر عظيم بالنسبة لمصنعي المواد الغذائية، ولكنه ليس صحيّاً لجسمك. إذ تزيل هذه العملية الكثير من العناصر الغذائية المفيدة من الزيت وتغير من نكهته الأصلية. وفي الوقت نفسه، قد تتعرض بعض الزيوت للتلف عند تخزينها في درجات حرارة خاطئة أو لفترة طويلة جداً، وستصبح غير مستقرة عند استخدامها في الطهي على درجات حرارة مرتفعة. 

وفقاً للأبحاث، يحتوي زيت الزيتون البكر الممتاز على مادة البوليفينول بكميات أكبر من زيت الزيتون العادي أو المكرر. والبوليفينول هو نوع من مضادات الأكسدة، له العديد من الفوائد الصحية. وأكدت نتائج الأبحاث أن تكرير زيت الزيتون يؤدي إلى تجريده من الفيتامينات والبوليفينول والمكونات الطبيعية الأخرى.

من ناحية أخرى، يجد كثير من الناس أن زيت الزيتون البكر الممتاز لديه طعم ألذ من أنواع زيت الزيتون الأخرى التي خضعت لتكرير ومعالجة أكثر. ومن أهم الميزات التي تستطيع من خلالها تمييز زيت الزيتون البكر الممتاز (Extra Virgin) “الطازج وغير المُعالج” عن غيره من الأنواع هي:

  • طعمه فاكهي مميز.
  • مرارته مقبولة وخفيفة، وكأنك تقضم زيتونة.
  • له رائحة واخزة قليلاً.
  • إذا كان طعم الزيت معدني أو بدون نكهة أو كان عفناً، فهو زيت سيء جداً وقد تعرض للكثير من المعالجة.

هل يجب عليك شراء زيت الزيتون البكر الممتاز ؟

في المرة القادمة التي تكون فيها في المتجر، ستحتاج إلى مبلغ إضافي من المال لشراء زيت الزيتون البكر الممتاز، ولكنه على الرغم من ارتفاع ثمنه يبقى الزيت الأفضل لصحتك. عليك شراء زيت الزيتون المعصور على البارد والغير مُصفى، إذ أن عملية التصفية والتكرير ستجعله يحتوي على مواد كيميائية. وفي حال تمكنت من العثور على أنواع تم عَصرها تقليدياً (عملية الضغط بالحجر)، فهي بالتأكيد الأفضل.

ما هي مميزات زيت الزيتون البكر الممتاز ؟

قد يفضل الناس استخدام زيت الزيتون البكر الممتاز بدلاً من زيت الزيتون المكرر للأسباب التالية:

  • قد خضع لمُعالجة أقل
  • طعمه ألذ ونكهته رائعة
  • يحتوي على مواد كيميائية أقل
  • يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة والفيتامينات والمكونات الطبيعية الأخرى

ماذا عن زيت الزيتون “النقي” أو “البِكر الخفيف” ؟

انواع-زيت-الزيتون

لا تنخدع بمزاعم “زيت الزيتون النقي” التي يتم الترويج لها. انظر إلى الحقائق الغذائية على الملصق الخلفي وتأكد من معرفة ما ستحصل عليه. زيت الزيتون النقي وحتى بعض أنواع زيت الزيتون البكر (البِكر الخفيف) هي مزيج من زيت الزيتون البكر الممتاز والزيوت المُصنعة والمُعالجة. وبغض النظر عن اللقب أو المصطلح الموجود على الجزء الأمامي من الزجاجة، عليك دائماً قراءة الملصق الخلفي الكامل؛فبعض أنواع الزيوت البِكر “الخفيفة” هي عبارة عن مزيج أيضاً.

في هذا السياق، يجب أن تعلم أن مصطلح “الخفيف” أو اللون الفاتح للزيت لا يعني انخفاض كمية السعرات الحرارية، بل يعني أن نكهته خفيفة، وبالتالي فقد تمت معالجته وتكريره لتجريد اللون والنكهة. وكما ذكرنا سابقاً، المعالجة تجعل الزيت يدوم لفترة أطول وغالباً ما يكون قابلاً للتسخين بدرجة حرارة أعلى، وهو أمر جيد للطهي، ولكنه أيضاً يعني إضافة المواد الكيميائية وإزالة الكثير من العناصر الغذائية.

تخزين زيت الزيتون:

زيت-زيتون-جديد-وقديم

قم بتخزين زيت الزيتون في مكان بارد، جاف، ومظلم. لا داعي للقلق بشأن تحريكه باستمرار بعيداً عن الموقد أثناء الطبخ. ولكن، عندما تنتهي من الطهي، ضعه في مكان بارد ومظلم بعيداً عن الحرارة، سواء الآتية من الأجهزة الكهربائية أو من أشعة الشمس؛ سيبقى لذيذ وصحي وطازج لفترة أطول.

استخدام زيت الزيتون في الطهي ونقطة التدخين:

عند استخدام الزيت في الطهي، من المهم أن نضع مستوى الحرارة في عين الاعتبار. نقطة تدخين الزيت هي درجة الحرارة التي يبدأ عندها الزيت في التحلل، ويصبح مسبباً للسرطان، ويطلق الدخان في الهواء. بمعنى آخر، نقطة التدخين هي النقطة التي يبدأ عندها الزيت بالاحتراق. (إذا بدأ الزيت في الاحتراق أو الاشتعال، فيجب التخلص منه واستبداله بزيت جديد على الفور).

تقول جمعية القلب الأمريكية (AHA) إن كل من الزيوت التالية صحي نسبياً لأغراض الطبخ وتحضير الطعام:

  • الزيتون
  • زيت العُصفُر أو القرطم (safflower)
  • دوار الشمس (زيت عباد الشمس)
  • الصويا (زيت فول الصويا)
  • الكانولا
  • الذُرة (زيت حبوب الذُرة)
  • زيت الفول السوداني

في الحقيقة، توصي الجمعية باستخدام هذه الزيوت بدلاً من الدهون الصلبة، مثل: الزبدة، السَّمن، شحم الخنزير، والزيوت الاستوائية (زيت النخيل وزيت جوز الهند). حيث يمكن أن تحتوي هذه الأنواع على الكثير من الدهون المشبعة (saturated fat).

ما هي الخطوة التالية ؟

ننصحك باختيار زيت الزيتون البكر الممتاز، ففيه أقل نسبة من المواد الكيميائية الضارة. كما أنه يحتفظ بنسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة ويحتوي على فيتامينات K و E، التي تُفقَد أثناء معالجة زيت الزيتون المكرر، إلى جانب أنه يحتوي أيضاً على نسبة عالية من دهون أوميغا (الدهون غير المشبعة المتعددة التي تعد مفيدة لقلبك) بالإضافة إلى الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (MUFAs).

قالب-زبدة

كما ننصحك بتجنب الزيوت المُعالجة وتذكر أن تستخدم زيت الزيتون البكر باعتدال. فعلى الرغم من أنه يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب ويساعد في السيطرة على مستويات الكوليسترول في الدم. ولكنه مرتفع السعرات الحرارية ومنخفض العناصر الغذائية بالمقارنة مع الخضروات الفعلية. ولا تنسى استخدام زيت الزيتون عوضاً عن الزبدة وليس معها!!

في نهاية المطاف، زيت الزيتون البكر الممتاز يحتوي على حوالي 120 سعرة حرارية لكل ملعقة كبيرة. وعلى الرغم من أنه الخيار الأفضل عند المقارنة بزيت الزيتون المكرر وغيره من زيوت الخضروات المُصنعة؛ لكن من الأفضل استهلاكه باعتدال مع الأطعمة الصحية الأخرى. فكر في الأمر كبديل صحي للزيوت المُصنّعة أو الدهون الصلبة، وليس كإكسير صحي.

مصدر PMC Heart.org
اترك تعليقا