هل من الصحي تناول وجبة طعام واحدة في اليوم ؟

تناول وجبة واحدة فقط طوال اليوم له أضرار جانبية تعرفوا عليها

4

إن النظام الغذائي القائم على تناول وجبة طعام واحدة في اليوم (OMAD) هو خطة تدعي أنها تساعد الناس على إنقاص الوزن من خلال الصيام المتقطع.

عند اتباع هذا النظام الغذائي، سوف يأكل الشخص وجبة واحدة فقط في اليوم، وهي عادةً وجبة العشاء، دون أن يستهلك أي من السعرات الحرارية أثناء النهار. 

على الرغم من أن خطة النظام الغذائي هذه قد تقدم حلاً سريعًا لفقدان الوزن بالنسبة لبعض الأشخاص، إلا أن مخاطرها قد تفوق فوائدها عند آخرين.

في هذا المقالة سنتعرف على المزيد من فوائد ومخاطر تناول وجبة طعام واحدة فقط يوميًا.

ما هو نظام وجبة طعام واحدة في اليوم ؟

هذا النظام يتطلب من الشخص تناول الطعام مرة واحدة في اليوم فقط.

هذا النظام الغذائي هو عبارة عن خطة لفقدان الوزن؛

في هذه الخطة، لن يأكل أو يشرب الشخص أي شيء يحتوي على سعرات حرارية لمعظم اليوم.

خسارة الوزن من خلال تناول وجبة واحدة في اليوم

أي إنه نوع من الصوم المتقطع.

فالشخص يبقى فترات طويلة دون أن يأكل أو يشرب أي شيء يحتوي على سعرات حرارية مع نوافذ زمنية قصيرة ومحددة لتناول الطعام.

الصوم المتقطع يسمى 23/ 1، هذا يعني أن الشخص يقضي 23 ساعة في اليوم بحالة الصيام، تاركًا ساعة واحدة فقط في اليوم لاستهلاك السعرات الحرارية.

معظم الأشخاص الذين يتبعون هذا النظام الغذائي يتناولون وجباتهم في وقت العشاء، ثم يصومون مرة أخرى حتى المساء التالي. 

لكن يجب التنويه إلى أن بعض الأبحاث تشير إلى أن تناول وجبة الإفطار قد يساعد في السيطرة على الجلوكوز في وقت لاحق من اليوم ويقلل من خطر الإصابة بالنوع 2 من مرض السكري.

بحث آخر يتناقض مع هذه الاستنتاجات، حيث وجد أن تخطي وجبة الإفطار قد يكون في الواقع استراتيجية مفيدة لبعض الناس في إدارة الاستهلاك الكلي للسعرات الحرارية.

ماذا يجب أن يأكل الشخص عند اتباع نظام تناول وجبة طعام واحدة فقط؟

هنالك الكثير من أنواع نظام الوجبة الواحدية (وجبة طعام واحدة). ويقترح بعضها تناول الأطعمة الصحية الغنية بالمواد المغذية. لكن معظمها يسمح للناس بتناول أي شيء يريدونه أثناء تناول الوجبة الواحدة.

فوائد تناول وجبة طعام واحدة في اليوم ! ماذا تقول الأبحاث؟

يعتقد الأشخاص الذين يتبعون هذا النظام الغذائي أنه يقدم العديد من الفوائد، مثل:

  • فقدان الوزن بسرعة.
  • لا توجد حاجة لحساب السعرات الحرارية.
  • ليس هنالك أنواع ممنوعة من الأطعمة.

رغم ذلك، هناك القليل من الأدلة التي تدعم فكرة أن وجبة طعام واحدة في اليوم يمكن أن تساعد في فقدان الوزن !

نظام وجبة واحدة في اليوم

تشير إحدى الدراسات إلى أن الصيام المتقطع قد يساعد الأشخاص على إنقاص الوزن. على الرغم من أن هذه الدراسة تحذّر أيضًا من مخاطر متعددة، مثل زيادة الدهون في الجسم.

في واحدة من الدراسات التي أجريت على هذا النظام الغذائي،

تناول المشاركون في هذه الدراسة السعرات الحرارية اليومية في وجبة مدتها 4 ساعات خلال المساء. 

وشهد الكثيرون تحسنًا في كتلة الدهون و وزن الجسم، في حين عانى آخرون من ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم.

لكن وفي الوقت ذاته، خلصت أبحاث أخرى إلى أن الصيام المتقطع لم يكن أكثر فعالية من اتباع أي نظام غذائي مُقيَد السعرات الحرارية من حيث فقدان الوزن – أو الحفاظ على الوزن.

وجدت دراسات أخرى عن الصيام المتقطع الفوائد التالية:

  • الصيام قصير الأمد: قد يؤدي الصيام قصير الأمد (الذي يأكل فيه الناس خلال فترة زمنية تتراوح من 4 إلى 8 ساعات)، إلى خفض مستويات السكر في الدم وخسارة الوزن لدى المصابين بداء السكري من النوع 2.
  • الصيام 15 ساعة في اليوم لمدة شهر: قد يفيد الصحة العامة للشخص. ولدى الأشخاص الذين يعانون من السُمنة فهو يعزز قدرة خلايا الجسم على مقاومة الأمراض.
  • التغذية المُقيدة بالوقت: تشير دراسة أجريت عام 2017 إلى أن التغذية المُقيدة زمنياً (أي تناول الأكل خلال نافذة زمنية مدتها 8 ساعات أو أقل في اليوم)، تحفّز البَلعمة الذاتية أو الالتهام الذاتي (Autopahgy). وهي عملية يستخدمها الجسم لتنظيف المواد التالفة، حيث تؤدي هذه العملية دورًا مهمًّا في التخلص من العضيات التالفة أو تلك التي فقدت وظيفتها. قد يكون هذا بمثابة استراتيجية قيّمة في منع وعلاج العديد من الأمراض المزمنة المرتبطة بالتقدم في العمر.

أما عن مخاطر هذا النظام الغذائي: 

كان هناك القليل من الأبحاث عن آثار الصيام لمدة 23 ساعة في اليوم. لكن و رغم ذلك، قد يكون هناك مخاطر من اتباعه.

التعب-والارهاق-

على سبيل المثال، يعاني الأشخاص الذين يتبعون هذا النظام من: 

  • احساس بالجوع الشديد.
  • الشعور بالتعب، بسبب عدم وجود امدادات الطاقة.
  • الشعور بالرجفة، الضعف والغضب مع انخفاض مستويات السكر في الدم.
  • يجدون صعوبة في التركيز.

بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يؤدي تناول وجبة واحدة فقط يوميًا إلى زيادة خطر الإصابة بالنَهم (الشّراهة) أثناء فترة تناول الوجبة المسموح بها. 

في بعض الحالات، قد يؤدي اتباع نظام غذائي كهذا إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات الأكل على المدى الطويل، وفقًا لبعض الأبحاث.

تتضمن مشاكل – تناول وجبة طعام واحدة – الأخرى ما يلي:

  • قد يجد الشخص صعوبة في تناول الطعام في وقت الوجبة الواحدة لأنه يشعر بالشَبع بسرعة.
  • بمرور الوقت، قد تزداد رغبتهم في تناول الطعام خلال فترة الصيام.
  • الدهون في الجسم قد تزيد، بدلا من الانخفاض.
  • قد يحدث نقص في المُغذيات إذا اتبع الشخص هذا النظام الغذائي على المدى الطويل.
  • قد يبدأ الجسم في فقدان كتلة العضلات عندما يدخل الشخص في حالة من الجوع.

التأثير على مستويات السكر والكوليسترول:

قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مخاطر إضافية.

جهاز-قياس-السكر-في-الدم

على سبيل المثال، يحتاج المصابون بداء السكري من النوع الأول إلى تناول وجبات منتظمة طوال اليوم للحفاظ على مستوى ثابت من السكر في الدم.

قارنت دراسة أجريت عام 2007 بين تأثير تناول عدد سعرات حرارية متساوي في وجبة واحدة أو في ثلاث وجبات يوميًا؛ و لمدة 6 أشهر لدى مجموعة من البالغين الأصحاء.

لم يتعرض أي من المشاركين لتغيير كبير في الوزن. ولكن أولئك الذين تناولوا وجبة واحدة فقط يوميًا شهدوا انخفاضًا في دهون الجسم.

رغم ذلك، فقد زادت لديهم مستويات الكوليسترول، وكان هناك تأثير سلبي على مستويات تحمل الجلوكوز في الصباح.

التأثيرات على الأيض و ساعة الجسم البيولوجية: 

أشارت دراسة أجريت على فئران المختبر عام 2012 إلى أن تناول وجبة واحدة فقط في اليوم قد يؤدي إلى تدهور الصحة مقارنةً بتناول وجبتين. 

في الفئران التي تستهلك وجبة واحدة فقط يوميًا، كانت هناك زيادة في وزن الجسم، الأنسولين، والدهون في الدم. كان هناك أيضا خطر أكبر للإصابة بالأضرار التأكسدية في الأنسجة الدهنية والكبد.

وخلص الباحثون إلى أن تناول وجبة واحدة يوميًا يمكن أن يؤثر سلبيًا على الجينات التي تساعد على تنظيم ساعة الجسم البيولوجية  ودورات استيقاظ النوم والتمثيل الغذائي.

في دراسة أخرى – هذه المرة عام 2017 – استهلك 100 من الأشخاص 25 ٪ من احتياجاتهم من الطاقة في يوم واحد و 125 ٪ من تلك الاحتياجات في الأيام التالية، وكرروا هذا النظام لمدة عام. ويذكر هنا أنه لم يقتصر تناولهم لهذه الاحتياجات على وجبة واحدة في اليوم فقط.

أولئك الذين مارسوا هذا النوع من الصيام عانوا من زيادة في نسبة الكوليسترول الضار. (قد تزيد مستويات الكوليسترول الضار من خطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية).

وأيضًا، لوحظ أن أولئك الذين صاموا بهذه الطريقة لم يفقدوا وزنًا أكثر من أولئك الذين خفضوا عدد السعرات الحرارية التي يتناولونها كل يوم.

إليكم بعض الطرق الصحيّة لفقدان الوزن: 

قد يفيد نظام الوجبة الواحدة يوميًا أولئك الذين يبحثون عن حلول سريعة لتخفيف الوزن، ولكن هناك طرق صحية وأكثر أمانًا لإنقاص الوزن.

يُعد تناول نظام غذائي صحي مثل – حمية البحر الأبيض المتوسط أو حمية داش – نظاماً معتدلا.

نظام صحي لخسارة الوزن

بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي،

عليكم أيضاً بما يلي: 

  • كميات الطعام: قد يكون تناول كميات أقل من الوجبات وسيلة أكثر فاعلية واستدامة لفقدان الوزن.
  • الحد من تناول الوجبات الخفيفة في المساء: قد يؤدي تناول وجبة خفيفة (سناك) وتناول وجبات كبيرة قبل النوم إلى زيادة الوزن وزيادة الدهون في الجسم.
  • الرياضة: توصي الإرشادات الصحية بأن يمارس الكبار ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين المعتدلة – مثل المشي – كل أسبوع.
  • الحصول على الدعم: قد يساعدك التحدث مع أخصائي التغذية على تخفيف الوزن بشكل صحي ومدروس.
  • تناول نظام غذائي متوازن: اعتماد نظام غذائي صحي يركز على الفواكه والخضروات الطازجة والحد من الأطعمة المصنعة قد يساعد الشخص على فقدان الوزن وتحسين صحته العامة.
  • التحدث إلى الطبيب: يمكن للطبيب التحقق من أي حالات طبية مسببة للسُمنة، مثل مشاكل الغدة الدرقية.

” أفضل طريقة للحفاظ على الوزن هي اتباع أنظمة غذائية صحية ونمط حياة صحي وطويل الأجل (مُستدام) “

الخلاصة : 

النظام الغذائي الذي ينصح بـ تناول وجبة طعام واحدة في اليوم هو خطة لفقدان الوزن يأكل فيها الشخص وجبة واحدة فقط في اليوم ويصوم لبقية الوقت. 

قد يساعد هذا النظام الغذائي بعض الناس على فقدان الوزن، ولكنه قد يحمل أيضًا بعض المخاطر.

هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن الصيام المتقطع يمكن أن يساعد بعض الناس، ولكن هناك أدلة قليلة تدعم صحة تناول وجبة واحدة فقط في اليوم. 

يحتاج العلماء إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كان هذا النظام الغذائي آمن وفعال لإنقاص الوزن.

يجب أن يبدأ الأشخاص الذين يريدون إنقاص الوزن عن طريق إجراء تغييرات صغيرة مستدامة على نظامهم الغذائي وأسلوب حياتهم.

يجب على المهتمين بالصيام النظر في أشكال الصيام الأقل تقييدًا. 

من الأفضل أيضًا استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية حول كيفية إنقاص الوزن بأمان، خاصةً إذا كان الشخص يعاني من حالة مرضية.

مصدر PubMed OnlinelIbrary medicalnewstoday
عرض التعليقات (4)