تربية الاطفال – القواعد الثابتة في علاقة الأهل مع أطفالهم

من الضروري جداً أن يضع الأهل قواعد ثابتة لتربية الأطفال

0

تربية الاطفال وطرق التعامل معهم لا يمكن أن يتم اختصارها أو تلخيصها في مقال واحد أو حتى عدة مقالات ،

لكننا في هذا المقال سنعرض بعض القواعد الثابتة والتي لا يمكن تخطيها أو الاستغناء عنها  في طريقة تعامل الأهل مع أطفالهم ،

لأن ثمن خرق هذه القواعد سيكون باهظاً و له آثر بالغ على مستقبل الأطفال والأهل أيضاً .

تربية الاطفال ،القواعد الثابتة والحدود المنطقية لها : 

على الأهل أو الوالدين أن يضعو دائماً بالاتفاق فيما بينهم قواعد ثابتة لتربية أطفالهم وأن يضعو حدودا لهذه القواعد، وأن يتمسكوا بهذه الحدود دون أن يتخطوها مهما حدث بينهم وبين أطفالهم .

الاهل-مع-الاطفال

 فالطفل دائماً يشعر بالارتباك والتوتّر عندما تسمح له أمه بالقيام بأمر ما على سبيل المثال، وتمنعه عنه في اليوم التالي.

على الوالدين أن يتّفقا على نمط وأسلوب واحد في التربية ويتجنّبا السماح للطفل بأن يستغلّ أحدهما دون الآخر ، ويحاول أن يُحدث بينهما خلافًا في الرأي حول تصرّف قام به متخطّياً الحدود التي قاما هم برسمها له .

ومن الضروري التأكد من أن الطفل قد فهم معنى القواعد التي عليه التقيّد والالتزام بها.

لذا على الأم أن تشرح الهدف منها ، كأن تفسّر له مثلاً لماذا عليه جمع ألعابه والاعتناء بها بعد أن ينتهي من اللعب بها.

عندما تطلب الأم من طفلها القيام بأمر ما عليها إعطاء تعليمات محدّدة ومن ثم متابعة الطفل لمعرفة ما مدى التزامه بتنفيذ التعليمات والمهمة المعطاة له .

العقاب والثواب :

توضيح أسباب العقاب من النقاط الهامة جداً في أسلوب تربية الأطفال ،

فمثلاً إذا ضرب الطفل أحد زملائه في الروضة أو المدرسة ،على الأم أن تشرح له أنه سيعاقَب لأنّه لم يلتزم بما طلبت منه سابقاً ( تجنب ضرب زملائه عمداً).

ولكن هنا يجب أن يحذر الأهل من أن ينال الطفل عقاباً مزدوجاً، أي أن تعاقبه أمّه ثم يأتي والده ويعاقبه أيضاً.

مدح الطفل وشكره عندما يتصرّف بشكل حسن أو وفق القواعد، إذ لا يجوز أن يعلّق الأهل على تصرّفاته السيئة والسلبية فقط .

تربية-الاطفال-2

فالثناء على أفعاله الحسنة يكون له صدى إيجابي على المدى الطويل.

عدم إطلاق التهديدات من دون تنفيذها ،أي أنه على الأم أن تهدّد بالعقاب إذا أرادت فعلاً تنفيذه،

وإلاّ لن يأخذ الطفل مسألة العقاب في شكل جدّي وسيتخطّى القواعد من دون خوف في المرات القادمة.

التأكيد للطفل أن محبة والديه لا تتغيّر حتى وإن عاقبته ،لذا من الضروري أن يفهم أن العقاب لا يعني أن أمه أو أبوه يكرهانه.

منح الطفل فرصة تقويم تصرفاته أو الاستجابة لطلب الأم قبل معاقبته ،

على سبيل المثال إذا كان يركل الطاولة بشكل متواصل ،يمكن للأم أن تطلب منه التوجّه إلى غرفته، وإذا تجاهل الأمر يمكنها تحذيره بعاقبة أكبر لعدم تنفيذ طلبها.

أو كمثال آخر أيضاً إذا رفض توضيب ألعابه، يمكنها أن تقول له بهدوء إنها سوف تعدّ إلى العشرة، وعليه خلال ذلك أن يُسرع في ترتيبها وإلا سوف تعاقبه،

كما عليها ألا تسمح له بمناورتها واستعطافها كي تبدل رأيها وتزيل العقوبة عنه . 

تربية الاطفال ،اختبار حدود الأهل و حواجزهم :

إن اختبار الحدود المرسومة من قبل الأهل هو أمر جيد لكلا الطرفين ، الطفل والأهل على حد سواء.

فمثلاً عندما يتجاوز الطفل الحدود في تصرفاته،

كأن يفتعل نوبة بكاء وصراخ في السوق و السوبر ماركت ليقنع أمه بشراء لوح شوكولاته أو ما شابه،

أو أن يتحدّاها بشراسة بأنه سينال ما يرغب فيه حتى لو لم تكن موافقة،

ولد-غاضب

على الأم هنا أن تتذكر أن طفلها  بحاجة دائمة إلى الشعور بالأمان، وأن يعرف أن أهله قادرون على وضع سياج متين حوله لحمايته في هذا العالم ، الذي لا يتحكّمون فيه أصلاً،

وأن الحاجز أو الحدود التي يضعها الأهل تشبه حاجز الشرفة الذي يحميه ويجنّبه الوقوع في الفراغ.

وعلى الأهل أن يتذكّروا أن طفلهم يحاول دائمًا اختبار الحدود التي يضعونها له ليتأكد من أنها متينة وصادقة، وبالتالي فهو في أمان.

إذًا، عندما تواجه الأم نوبات غضب ابنها في الأماكن العامة بنوبة غضب معاكسة أو صراخ، فإنها تزيد الطين بلةً ويزداد الأمر سوءًا ،

ويكون له تأثير عكسي وسلبي ويسبب للطفل شعورًا بالقلق والخوف،

خصوصًا إذا كان يفكّر بينه وبين نفسه ويتساءل : كيف تصرخ أمي عليّ أمام الغرباء وتهينني؟ أليس من واجبها حمايتي! 

لذا هنا على الأم إبعاده عن المكان ومعاقبته ، كأن تحرمه مثلاً من مشاهدة التلفزيون لمدة قصيرة.

ومن المهم جدًا أن يعرف الطفل مسبقًا عاقبة تصرفه السيئ.

ولكن العقاب في هذه الحالات ليس الحل الوحيد ، بل يمكن أيضًا اتباع أسلوب المكافأت إذا كان سلوكه جيدًا،

فمثلاً عندما تصطحبه أمه للسوق مرة أخرى ، يمكنها أن تعده بمكافأة إذا تصرف بأسلوب جيد، شرط أن تنفّذ وعدها.

بمعنى آخر ، على الأم الالتزام بأي قرار تتخذه، سواء كان عقاباً أو مكافأة ، سلبياً أو ايجابياً .

اترك تعليقا