القهوة الخضراء – ما هي ؟ وما هي فوائدها وأضرارها ؟

على وجه الخصوص، تزداد شعبية القهوة الخضراء في الأوساط  المعنية بالصحة والتغذية العلاجية. ولذلك فمن المحتمل أن تكون قد سمعت عن إمداداتها الغنية من المركبات النباتية التي تساهم في تعزيز الصحة.

يلقي هذا المقال نظرة عميقة على القهوة الخضراء، ويستعرض منافعها ومخاطرها المحتملة.

ما هي القهوة الخضراء ؟

ببساطة، حبوب البن الخضراء هي بذور البن النيئة (الخام) غير المحمصة. مستخلصها رائج كمكمل غذائي حميوي. ولكن يمكنك أيضاً شراء القهوة الخضراء على شكل حبوب كاملة واستخدامها لتحضير مشروب ساخن شبيه بـ القهوة المُحمصة الاعتيادية. إلا أن نكهة هذا المشروب لا تماثل نكهة نظيره المصنوع من الحبوب المحمصة، حيث أن للقهوة الخضراء طعم معتدل أكثر؛ ويُقال إن طعمها يشبه طعم شاي الأعشاب أكثر من طعم القهوة. والأكثر من ذلك، فإن التركيب الكيميائي للحبوب الخضراء مختلف عن التركيب الكيميائي للحبوب المحمصة، على الرغم من أن كليهما من نفس النبات.

في الحقيقة، تحتوي حبوب القهوة الخضراء على نسب عالية من الأحماض الكلوروجينية، وهي مركبات مضادة للأكسدة و فعالة ضد الالتهابات، وقد تقدم العديد من الفوائد الصحية للإنسان. بينما تحتوي منتجات حبوب القهوة المحمصة على كميات قليلة من هذه الأحماض، وذلك لأن معظمها يُفقد خلال عملية التَحميص.

“حبوب البن الخضراء هي حبوب البن النيئة غير المحمصة. تحتوي هذه الحبوب على نسب عالية من الأحماض الكلوروجينية، وهي مضادات أكسدة يُعتقد أن لها العديد من المنافع الصحية”

هل تفيد حبوب القهوة الخضراء في تخفيف الوزن؟

في عام 2012، تم الترويج لمستخلص القهوة الخضراء على أنه أعجوبة في فقدان وتخفيف الوزن من قبل الطبيب الأمريكي الشهير ومقدم البرامج الحوارية الدكتور أوز. ومنذ ذلك الحين، دحض العديد من خبراء الصحة وأنكروا الادّعاء القائل أن تناول هذه الحبوب له أي تأثير يذكر على وزن الجسم. وبالرغم من ذلك، فإن مستخلص حبوب البن الخضراء يبقى من أكثر المكملات الغذائية – المُخففة للوزن – رواجاً في الأسواق.

في الواقع، عالجت عدة دراسات صغيرة الفئران بمستخلص القهوة الخضراء ووجدت أنه يقلل بشكل كبير من إجمالي وزن الجسم وتراكم الدهون. ومع ذلك، كانت الدراسات التي أُجريت على البشر أقل حسماً.

في الحقيقة، معظم الأبحاث البشرية حول القهوة الخضراء كانت غير حاسمة. على الرغم من أن بعض المشاركين في الدراسات التي تم اجراؤها فقدوا الوزن فعلاً، إلا أن هذه الدراسات كانت مصممة بطريقة سيئة. حيث كان عدد المشاركين قليلاً، ومدة الدراسات قصيرة.

نتيجة لذلك، ليس لدينا أي دليل حاسم يبين أن القهوة الخضراء فعالة في تخفيف الوزن، وما زلنا في حاجة إلى المزيد من الدراسات البشرية الأوسع والمُصممة بإحكام أكثر.

“يتم الترويج للقهوة الخضراء على أنها تساعد في تخفيف الوزن، ولكن ليس من دليل علمي يدعم هذا الادعاء. ونحن بحاجة إلى المزيد من الدراسات على البشر”

قد تخفض القهوة الخضراء احتمال الإصابة ببعض الأمراض المزمنة

للقهوة الخضراء منافع أخرى إلى جانب تخفيف الوزن. في الحقيقة، فإن الأحماض الكلوروجينية الموجودة فيها قد تقلل احتمال الإصابة بأمراض مزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب.

في دراسة دامت 8 أسابيع، تناول 50 مشاركاً مصاباً بالمتلازمة الاستقلابية (وهي حالة تترافق فيها العديد من عوامل الخطر- مثل ارتفاع ضغط الدم ونسب السكر فيه – و تزيد احتمال الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب) 400 مغ من مستخلص حبوب البن الخضراء منزوعة الكافيين مرتين يومياً.

لاحظ المشاركون الذين تناولوا المستخلص تحسناً في نسب سكر الدم ومستويات ضغط الدم ومحيط الخصر (أثناء الصيام)، مقارنة بأفراد المجموعة المرجعية (وهي مجموعة المشاركين الذين لا يتلقون العلاج موضوع الدراسة بهدف استخدامهم كمعيار للمقارنة بالمجموعة التي تلقت العلاج).

وعلى الرغم من أن هذه النتائج واعدة، إلا أن هناك حاجة للقيام بدراسات أشمل وأدق.

“قد تقلل القهوة الخضراء من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2. لكن هناك حاجة للقيام بالمزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع”

المخاطر المحتملة والآثار الجانبية

القهوة الخضراء آمنة بشكل عام، ولكن قد يكون لها عدة مخاطر في بعض الأحيان.

1- آثار تناول كميات كبيرة من الكافيين

مثل حبوب القهوة المحمصة، تحتوي حبوب القهوة الخضراء على الكافيين بشكل طبيعي.

على الرغم من أن التناول المعتدل لهذه المادة آمن لأغلب الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة. إلا أن تناولها بكميات كبيرة قد يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض غير المحبذة مثل القلق وتعكير النوم وارتفاع ضغط الدم.

يحتوي كوب واحد (200غ تقريبا) من القهوة (خضراء كانت أم سوداء) على حوالي 100 ملغ من الكافيين. وتعتمد هذه النسبة على نوع القهوة ونمط تحضيرها.

قد تحتوي القهوة الخضراء على كمية أكبر من الكافيين مقارنة بالقهوة السوداء. وذلك لأن الحبوب تفقد كمية قليلة من الكافيين أثناء عملية التحميص.

وفي الوقت نفسه، تحتوي مضغوطة واحدة من مكملات القهوة الخضراء الغذائية عادة على حوالي 20-50 ملغ من الكافيين، على الرغم من أنه يتم نزع الكافيين من بعض الأنواع أثناء المعالجة.

إذا كنت تتناول القهوة الخضّراء بأي شكل كان، فاحرص على استهلاكها باعتدال لتجنّب آثارها السلبية.

2- قد تؤثر القهوة الخضراء على صحة العظام

وجدت إحدى الدراسات على الحيوانات – والتي دامت لشهرين – أن الفئران التي تناولت جرعات يومية من مستخلص قهوة  خضراء، عانت من نقص هائل في نسب الكالسيوم ضمن أنسجتها العظمية. هذه النتائج تشير إلى أن الاستهلاك طويل الأمد لمكملات القهوة الخضّراء الغذائية قد يضر بصحة العظام. ومع ذلك، فنحن بحاجة إلى المزيد من الدراسات على البشر.

“قد يؤدي الاستهلاك المفرط للكافيين الموجود في القهوة الخضراء إلى أعراض غير مُحبذة. تشير بعض الأبحاث على الحيوانات إلى أن تناول “المكمل الغذائي المصنوع من حبوب البن الأخضر” قد يضر بصحة العظام. إلا أننا لا نزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات على البشر”

ما هي الجرعة الموصى بها ؟

المعلومات التي نعرفها لحد الآن عن القهوة الخضراء غير كافية لتحديد مقدار الجرعة النموذجية. استخدمت دراسة واحدة على الأقل جرعات وصلت إلى 400 ملغ لمرتين يومياً من مستخلص حبوب البن الأخضر، ولم يُبلّغ عن أي آثار سلبية.

إذا كنت تفكر في تناول هذا المستخلص، استشر طبيبك للتأكد من أنك تأخذ كمية آمنة.

“لم يتم تحديد مقدار الجرعة النموذجية من القهوة الخضّراء بعد، ولكن استخدمت بعض الدراسات جرعات وصلت إلى 400 ملغ لمرتين يومياً من المستخلص”

الخلاصة

يتم استخدم مصطلح “القهوة الخضراء” للتعبير عن البذور النيئة لنبتة القهوة. تم الترويج لـ “مستخلص حبوب البن الأخضر” على أنه مكمل غذائي يخفف الوزن. في الواقع، فهو قد يحسن من نسب سكر الدم ومستويات ضغط الدم، على الرغم من أن الأبحاث على فاعليته لا تزال محدودة.

وعلى الرغم من الإبلاغ عن عدد قليل من الآثار السلبية لتناول مستخلص حبوب البن الأخضر، إلا أن محتواه من الكافيين قد يسبب آثاراً جانبية. إذا كنت تفكر في إضافته إلى روتينك اليومي، فاستشر طبيبك قبل ذلك.

يمكنك أيضاً استخدام حبوب القهوة الخضراء لتحضير مشروب ساخن. إذا كنت ترغب في تجريب هذه القهوة أو مستخلصها، فيمكنك شراؤها من المتاجر أو على الانترنت.