الحمى الرثوية

"Rheumatic Fever"

الحمى الرثوية أو الحمى الروماتيزمية (Rheumatic fever) هي واحدة من المضاعفات المرتبطة بالتهاب الحلق العِقدِيّ. إنها مرض خطير نسبياً، وبحسب كليفلاند كلينك يعتبر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 15 عاماً الأكثر عرضة للإصابة. ومع ذلك، من الممكن أن يصاب الأطفال الأكبر سناً وحتى البالغين أيضاً. يميل هذا المرض إلى الظهور غالباً في الطقس البارد والرطب خلال فصل الشتاء وأوائل الربيع. لا يزال شائعاً في أماكن مثل جنوب الصحراء الإفريقية وجنوب وسط آسيا، وبين بعض السكان في استراليا ونيوزيلندا.

نظرة عامة

تُعتبر الحمى الرثوية أحد مضاعفات التهاب الحلق العقدي غير المعالج الذي تسببه المكورات العِقدِيّة (Streptococcus A). تسبب هذه البكتيريا التهاب الحلق أو الحمى القرمزية (scarlet fever) لدى نسبة صغيرة من الناس. 

في الواقع، الحمى الرثوية أو الحمى الروماتيزمية هي أحد أمراض المناعة الذاتية التي تؤدي إلى التهاب في أنسجة الجسم، كالمفاصل والقلب. ويحدث ذلك عندما يستجيب الجهاز المناعي بشكل مفرط تجاه التهاب الحلق العِقدِيّ أو الحمى القرمزية التي لم يتم علاجها بشكل كامل. وتتسبب الحمى الروماتيزمية في مهاجمة جهاز المناعة لمختلف أنسجة الجسم، الأمر الذي يسبب الالتهاب (التورم). وقد تصيب الحمى الروماتيزمية المفاصل أو القلب أو الأوعية الدموية. وبالرغم من كون هذه الحمى تعتبر من الأمراض النادرة الحدوث، لكنها قد تكون مهددة للحياة وقد تتسبب بالوفاة في بعض الأحيان.

ما هي أعراض الحمى الرثوية ؟

على الرغم من أن جميع حالات التهاب الحلق لا تؤدي إلى الإصابة بالحمى الروماتيزمية، إلا أنه يمكن الوقاية من هذه المضاعفات الخطيرة من خلال تشخيص الطبيب وعلاج التهاب الحلق.

إذا كان لديك أو لدى طفلك التهاب في الحلق مصحوباً بأي من الأعراض التالية، فاستشر طبيبك لإجراء تقييم فوري:

  • تضخم وتورم الغدد اللمفاوية
  • طفح جلدي أحمر
  • صعوبة في البلع
  • إفرازات دموية سميكة من الأنف
  • درجة حرارة (38.3 درجة مئوية) أو أعلى
  • احمرار وتورم اللوزتين
  •  ظهور بقع بيضاء أو صديد على اللوزتين
  • بقع حمراء صغيرة على سقف الفم

بصفة عامة، ترتبط مجموعة متنوعة من الأعراض بالحمى الروماتيزمية. فقد يعاني الشخص المصاب بالمرض من بعض الأعراض أو من معظمها. وتظهر الأعراض عادة بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من إصابة طفلك بعدوى بكتيرية. وتشمل أعراض الحمى الروماتيزمية الشائعة كل مما يلي:

  • ألم في مفصل ينتقل إلى مفصل آخر.
  • تورم واحمرار المفاصل، وخاصة المفاصل الكبيرة مثل الركبتين والكاحلين والمرفقين.
  • ألم في الصدر أو ضربات قلب غير طبيعية أو عدم انتظام في ضربات القلب.
  • الشعور بالخمول والتعب.
  • حمى وتعرق.
  • طفح جلدي أحمر مسطح مع حافة خشنة.
  • صداع غير مبرر أو مستمر (خاصة إذا لم يشكُ طفلك من ألم في الرأس من قبل).
  • حركات تشنجية لا يمكنك التحكم بها في اليدين أو القدمين أو أجزاء أخرى من الجسم.
  • آلام في العضلات أو المفاصل.
  • ظهور عقيدات صغيرة غير مؤلمة تحت الجلد.
  • تورم واحمرار اللوزتين.
  • تضخم في الغدد الليمفاوية.
  • صعوبة في البلع.
  • غثيان وتقيؤ.
  • ضيق في التنفس.
  • انخفاض في مدى الانتباه.
  • نوبات من البكاء أو الضحك غير المناسب.

إذا كان طفلك يعاني من الحمى، فقد يحتاج إلى رعاية فورية. اطلب الرعاية الطبية الفورية لطفلك في كل من الحالات التالية:

  • للأطفال حديثي الولادة حتى عمر 6 أسابيع: درجة حرارة أكثر من (37.8 درجة مئوية)
  • للأطفال من عمر 6 أسابيع إلى 6 أشهر: درجة حرارة (38.3 درجة مئوية) أو أعلى
  • للطفل في أي عمر: في حال استمرت الحمى لأكثر من ثلاثة أيام

ما الذي يُسبب الحمى الرثوية؟

تنتج الحمى الرثوية (الروماتيزمية) عن بكتيريا تسمى العقديات الرئوية الحالَّة للدَّم (A Streptococcus). وكما ذكرنا تسبب هذه البكتيريا التهاب الحلق أو الحمى القرمزية عند نسبة صغيرة من الناس. يتسبب هذا التفاعل في حدوث التهاب واسع النطاق في جميع أنحاء الجسم، وهو أساس جميع أعراض الحمى الرثوية.

في الحقيقة، العلاقة بين عدوى البكتيريا المُسببة للحمى الروماتيزمية والحمى الروماتيزمية غير واضحة، ولكن يبدو أن البكتيريا تخدع جهاز المناعة. حيث تحتوي البكتيريا االعِقدِيّة على بروتين يشبه البروتين الموجود في بعض أنسجة الجسم. ونتيجة لذلك تبدأ خلايا الجهاز المناعي التي تستهدف البكتيريا عادةً في مهاجمة أنسجة الجسم بدلاً من ذلك، كما لو كانت هذه الأنسجة سموماً أو عوامل مُعدية؛ وخاصةً أنسجة القلب والمفاصل والجلد والجهاز العصبي المركزي.

إذا تلقى طفلك علاجاً فورياً بمضاد حيوي للتخلص من البكتيريا العِقدِيّة وتناول جميع الأدوية كما هو موصوف بدقة، فإن فرصة الإصابة بالحمى الروماتيزمية ضئيلة. أما في حال كان طفلك يعاني من نوبة أو أكثر من التهاب الحلق العِقدِيّ أو الحمى القرمزية التي لم يتم علاجها أو لم يتم علاجها بالكامل، فقد يصاب بالحمى الروماتيزمية.

من هم الأكثر عُرضة لخطر الإصابة بالحمى الرثوية؟

يمكن أن تزيد عوامل معينة من خطر الإصابة بالحمى الرثوية:

  • العوامل البيئية: يعيش معظم المصابين في أماكن ذات موارد طبية محدودة. قد يعرضك العيش في منطقة يصعب فيها الحصول على الأدوية أو الرعاية الطبية، كما هو الحال في بعض الدول النامية، لخطر الإصابة.
  • العمر: تصيب الحمى الروماتيزمية في الغالب الأطفال أو المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 15 سنة.
  • ضعف جهاز المناعة: قد يكون الأطفال الذين يصابون بشكل متكرر بالعدوى العقدية أكثر عرضة للإصابة بالحمى الروماتيزمية.
  • التاريخ العائلي: إذا كان أحد أفراد عائلتك مصاباً بالحمى الروماتيزمية، فقد يكون أفراد العائلة الآخرون أكثر عرضة للإصابة بها.
  • المناطق المزدحمة: تنتشر البكتيريا بسهولة أكبر في الأماكن التي تتجمع فيها مجموعات كبيرة.

التشخيص

سيسأل الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها المريض والتاريخ الطبي إلى جانب التحقق من حدوث أي من الأعراض التالية:

  • تورم وألم وتيبس في المفاصل.
  • حركات تشنجية لا إرادية.
  • طفح جلدي أحمر.
  • عقيدات أو نتوءات صغيرة تحت الجلد، خاصة على المرفقين والكاحلين والركبتين والمفاصل.
  • عدم انتظام ضربات القلب.

وتشمل الاختبارات الأخرى التي يمكن أن يطلبها الطبيب للمساعدة في تشخيص الحمى الرثوية:

  • مخطط كهربية القلب (EKG).
  • تخطيط صدى القلب أو الإيكو: للبحث عن أي التهاب أو أذية في صمامات القلب.
  • تحاليل الدم: للكشف عن عدوى بكتيرية معينة.

علاج الحمى الرثوية

يهدف العلاج إلى التخلص من البكتيريا المُسببة وتخفيف الأعراض والسيطرة على الالتهاب. وتشمل خيارات العلاج المتاحة ما يلي:

  • المضادات الحيوية: مثل البنسلين. قد يستمر هذا لمدة 5-10 سنوات حسب عمر الشخص وما إذا كان القلب مصاباً أم لا.
  • الأدوية المضادة للالتهابات: مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIs) مثل نابروكسين Naproxen، حيث تفيد هذه الأدوية في تقليل ألم المفاصل والالتهاب والحمى.
  • الكورتيكوستيروئيدات أو الستيروئيدات القشرية: يمكن إعطاء Prednisone إذا لم يستجيب المريض لأدوية الخط الأول المضادة للالتهابات، أو إذا كان هناك التهاب في القلب.
  • الأسبرين: لا يوصى بإعطاء الأسبرين عادةً للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً بسبب خطر الإصابة بمتلازمة راي. ولكن عادةً ما يتم إجراء استثناء في حالات التهاب المفاصل الرثوي لأن فوائد إعطاء الأسبرين هنا أكبر من المخاطر.
  • الأدوية المضادة للاختلاج: يمكن أن تفيد في علاج الحركات التشنجية الشديدة غير الإرادية وأهم تلك الأدوية، valproic acid ،carbamazepine ،haloperidol.
  • الراحة في السرير: سيوصي الطبيب أيضاً بالراحة في الفراش وتقييد الأنشطة حتى زوال الأعراض الرئيسية, مثل الألم والالتهاب. يُنصح بالراحة الشديدة في الفراش لبضعة أسابيع إلى بضعة أشهر إذا تسببت الحمى في مشاكل في القلب.

كيف يتم الوقاية من الحمى الروماتيزمية؟

الطريقة الأكثر فعالية للتأكد من عدم إصابة طفلك بالحمى الروماتيزمية هي البدء في علاج عدوى التهاب الحلق العِقدِيّ في غضون عدة أيام ومعالجتها بشكل شامل. وهذا يعني ضمان أن يكمل طفلك جميع الجرعات الموصوفة من الأدوية.

ويمكن أن تساعد ممارسة أساليب النظافة الصحية المناسبة في منع التهاب الحلق العقدي:

  • غطي فمك عند السعال أو العطس.
  • اغسل يديك.
  • تجنب الاتصال مع المرضى.
  • تجنب مشاركة الأغراض الشخصية مع المرضى.

ما هي المضاعفات المرتبطة بالحمى الرثوية؟

بمجرد أن تتطور، يمكن أن تستمر أعراض الحمى الرثوية لأشهر أو حتى سنوات. في الواقع، يمكن أن تسبب الحمى الروماتيزمية مضاعفات طويلة الأمد في بعض الحالات. واحدة من أكثر المضاعفات انتشاراً هي مرض القلب الروماتيزمي. وتشمل أمراض القلب الأخرى:

  • تضيق الصمام الأبهري: وهو تضيق الصمام الأبهري في القلب.
  • قلس الأبهر: وهو تسرب في الصمام الأبهري يُسبب تدفق الدم في الاتجاه الخاطئ.
  • تلف عضلة القلب: هذا هو الالتهاب الذي يمكن أن يضعف عضلة القلب ويقلل من قدرة القلب على ضخ الدم بشكل فعال.
  • الرجفان الأذيني: وهو عدم انتظام ضربات القلب في الحجرات العليا للقلب.
  • السكتة القلبية: يحدث هذا عندما يتعذر على القلب ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم..

في حال تُركت بدون علاج، يمكن للحمى الروماتيزمية أن تؤدي إلى:

  • السكتة الدماغية
  • ضرر دائم لقلبك
  • الموت

الخلاصة

على الرغم من انتشار التهاب الحلق العِقدِيّ، إلا أن الحمى الروماتيزمية نادرة الحدوث، وذلك بفضل توافر المضادات الحيوية. ومع ذلك، لا تزال الحمى الروماتيزمية شائعة في العديد من الدول النامية. بصفة عامة، يمكن أن تُسبب هذه الحمى ضرراً دائماً للقلب، بما في ذلك أذية صمامات القلب وقصور القلب. ويُعد العلاج المبكر لالتهاب الحلق والحمى القرمزية أمراً ضرورياً للوقاية من الإصابة بالحمى الرثوية.

أعراض الحملالحمى الرثوية تشخيصالحمى الرثوية عند الاطفالالحمى الرثوية ما هيالحمى الرثوية واعراضهاالحمى الرثوية وعلاجهاالحمى الروماتيزمية الحادةالحمى الروماتيزمية عند الاطفالالحمى الروماتيزمية للكبارالحمى الروماتيزمية والقلبحمى رثويةحمى روماتيزميةما هي الحمى الروماتيزميةما هي الحمى الروماتيزمية على القلبما هي الحمى الروماتيزمية للاطفالما هي الحمى الروماتيزمية وعلاجها
التعليقات (0)
أضف تعليق