التهاب المثانة

Cystitis

0

التهاب المثانة (Cystitis) هو التهاب شائع يحدث في الجزء السفلي من المسالك البولية؛ يشير إلى التهاب في جدار المثانة. وعلى الرغم من أن هذا الالتهاب ليس حالة خطيرة عادةً، إلا أنه قد يكون مزعجاً حيث يتسبب بحدوث ألم شديد عند التبول وألم شديد في أسفل البطن. كما قد يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات إذا تُرك دون علاج.

ما هو التهاب المثانة ؟

هو التهاب ضمن جدار المثانة يمكن أن يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة بشكل مستمر. ويحدث ذلك عندما تغزو البكتيريا مجرى البول والمثانة، اللذان يكونان عادة معَقَّمَين أو خاليين من الميكروبات. حيث تلتصق البكتيريا ببطانة المثانة وتتسبب في تهيج المنطقة والتهابها. يصيب التهاب المثانة الأشخاص من كلا الجنسين ومن جميع الأعمار. ولكنه أكثر شيوعاً بين الإناث منه عند الذكور لأن الإحليل (مجرى البول) لدى النساء أقصر.

في معظم الحالات، يكون سبب التهاب المثانة هو الإصابة بالتهاب المسالك البولية (UTIs) الذي يحدث عندما تدخل البكتيريا إلى المثانة أو الإحليل وتبدأ في التكاثر. حوالي 80% من جميع التهابات المسالك البولية (UTIs) سببها بكتيريا الأمعاء التي تصل إلى المسالك البولية. وتجدر الإشارة إلى أن عدوى المسالك البولية هي أكثر أنواع العدوى المُكتسبة من المستشفيات شيوعاً، وخاصةً بين المرضى الذين يستخدمون القسطرة البولية.

ما هي أعراض التهاب المثانة ؟

التهاب-المثانة-لدى-النساء

يمكن أن تشمل أعراض الإصابة ما يلي:

  • شعور برغبة في التبول بشكل متكرر.
  • استمرار الشعور برغبة في التبول حتى بعد إفراغ المثانة.
  • بول عكر أو كريه الرائحة.
  • حرقة بولية.
  • حمى منخفضة، إذا ترافق مع التهاب المسالك البولية.
  • دم في البول.
  • ألم أثناء الجماع.
  • الإحساس بالضغط أو امتلاء المثانة.
  • تشنجات أو تقلصات في البطن أو الظهر.

إذا انتشرت عدوى المثانة إلى كليتيك، فقد تصبح مشكلة صحية خطيرة. بالإضافة إلى الأعراض المذكورة أعلاه، تشمل أعراض عدوى الكلى كل مما يلي:

  • الغثيان و التقيؤ.
  • آلام الظهر أو في جانبي البطن.
  • القشعريرة.

أيضاً، هناك اثنين من الأعراض الإضافية، الحمى أو الدم في البول، على الرغم من أنهما ليسا من أعراض التهاب المثانة في حد ذاتها. ولكن من الممكن أن يحدث أي منهما بالاشتراك مع الأعراض الأخرى لعدوى الكلى. تجدر الإشارة إلى ضرورة طلب الرعاية الطبية الفورية إذا كنت تعتقد أنك مصاب بالتهاب في الكلى.

الأسباب وعوامل خطر الإصابة

القسطرة-البولية

في الواقع، هناك العديد من الأسباب التي من المحتمل أن تكون مسؤولة عن التهاب المثانة؛ معظمها مُعْدِي، وغالبية هذه الحالات تنجم عن عدوى بكتيرية متصاعدة، حيث تصل البكتيريا إلى المثانة عن طريق الإحليل أو الأعضاء البولية التناسلية الخارجية. الاستخدام المطول للقسطرة البولية على سبيل المثال يمكن أن يزيد من احتمالية دخول البكتيريا إلى المثانة.

بصفة عامة، تشمل عوامل الخطر كل مما يلي:

  • الجنس: النساء أكثر عرضةً من الرجال للإصابة، وذلك لكون فتحة مجرى البول لدى المرأة أقرب إلى فتحة الشرج منها عند الرجل، نتيجة لذلك يكون خطر دخول البكتيريا من الأمعاء إلى مجرى البول مرتفع أكثر.
  • استخدام السدادة القطنية (Tampon): هناك خطر طفيف من دخول البكتيريا عبر الإحليل عند استخدام مثل تلك السدادات.
  • إدخال قسطرة بولية أو تغييرها أو استخدامها لفترة طويلة: هناك احتمال أن تنقل القسطرة البكتيريا على طول المسالك البولية.
  • لولب منع الحمل: في الحقيقة، هناك نسبة أعلى من إصابات التهاب المثانة بين النساء اللواتي يستخدمن اللولب (العازل الأنثوي)، مقارنة بالنساء اللواتي لا يستخدمونه.
  • المثانة الممتلئة: إذا لم يتم إفراغ المثانة بالكامل، فإنها تخلق بيئة تتكاثر فيها البكتيريا. هذا شائع إلى حد ما بين النساء الحوامل أو عند الرجال الذين يعانون من ضخامة البروستات.
  • وجود انسداد في جزء من الجهاز البولي يمنع تدفق البول.
  • وجود اضطرابات أو أمراض أخرى في المثانة أو الكلى.
  • الجماع بشكل متكرر (ممارسة العلاقة الحميمة): الذي يمكن أن يسبب أذية في الجهاز البولي التناسلي، والذي بدوره يزيد من احتمالية الإصابة. وهذا ما يُسبب ما يعرف بالتهاب المثانة في شهر العسل.
  • انخفاض مستويات هرمون الاستروجين: عند انقطاع الطمث، تنخفض مستويات هرمون الاستروجين، وتصبح بطانة الإحليل عند المرأة أرق. وكلما أصبحت البطانة أرق، زادت فرص الإصابة بالالتهابات. لذلك بعد انقطاع الطمث، تكون المخاطر أعلى.
  •  قلة كمية المخاط: عند انقطاع الطمث، تقل كمية المخاط في منطقة المهبل، حيث يعمل هذا المخاط عادةً كطبقة واقية ضد البكتيريا.
  • العلاج الإشعاعي.

النساء اللواتي يخضعن للعلاج بالهرمونات البديلة لديهن مخاطر أقل للإصابة بالتهاب المثانة مقارنة بالنساء في سن اليأس اللواتي لا يتناولن العلاج التعويضي بالهرمونات.

أنواع التهاب المثانة

يمكن أن يكون التهاب المثانة إما حاداً أو خلالياً. الحاد هو الحالة التي تحدث بشكل مفاجئ. أما التهاب المثانة الخلالي (Interstitial cystitis) فهو حالة مزمنة أو طويلة الأمد تصيب طبقات متعددة من أنسجة المثانة. ولكل من التهاب المثانة الحاد والخلالي مجموعة من الأسباب المحتملة، حيث أن سبب الالتهاب هو الذي يحدد النوع. ويمكن تقسيم هذه الأنواع إلى كل مما يلي:

1- التهاب المثانة الجرثومي

يحدث هذا النوع عندما تدخل البكتيريا في مجرى البول أو المثانة وتسبب العدوى. ويمكن أن ينتج أيضاً عندما تصبح البكتيريا التي تنمو بشكل طبيعي في جسمك غير متوازنة. وكما ذكرنا سابقاً من المهم علاج التهاب المثانة بأسرع وقت ممكن. في حال انتشرت العدوى إلى كليتيك، فقد تصبح مشكلة صحية خطيرة.

2- الالتهاب الناجم عن بعض الأدوية

من الممكن أن تسبب بعض أنواع الأدوية والعقاقير التهاب المثانة. بالنظر إلى أن الأدوية تمر عبر جسمك، وتخرج في النهاية من خلال جهازك البولي، فيمكن لبعض الأنواع أن تهيج مثانتك أثناء خروجها من الجسم. على سبيل المثال، يمكن أن تسبب أدوية العلاج الكيميائي سيكلوفوسفاميد (cyclophosphamide) وإيفوسفاميد (ifosfamide) التهاب المثانة.

3- الالتهاب الإشعاعي

يستخدم العلاج الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية وتقليص الأورام، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى إتلاف الخلايا والأنسجة السليمة. يمكن أن يؤدي العلاج الإشعاعي في منطقة الحوض إلى التهاب المثانة.

4- التهاب المثانة الناجم عن جسم خارجي غريب

يمكن أن يؤدي الاستخدام المستمر للقسطرة البولية، وهي أنبوب يُستخدم لتسهيل خروج البول من المثانة، إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى بكتيرية، وقد يترافق مع تلف الأنسجة في المسالك البولية. يمكن أن تسبب كل من البكتيريا والأنسجة التالفة الالتهاب.

5- التهاب المثانة الكيميائي 

في الواقع، يمكن لبعض منتجات النظافة النسائية أن تهيج المثانة وخصوصاً إذا كانت من النوع الرديء. وتشمل هذه المنتجات كل مما يلي:

  • الهلام القاتل للحيوانات المنوية (مبيد النطاف).
  • استخدام العازل الأنثوي (اللولب) مع مبيد النطاف.
  • بخاخات النظافة النسائية.
  • المواد الكيميائية الصادرة من حْمَام الفَقاقيع (حمام رغاوي).

كما يمكن أن يحدث التهاب المثانة أحياناً كـ عَرَض من أعراض بعض الحالات الطبية، مثل:

  • داء السكري
  • حصى الكلى
  • فيروس نقص المناعة البشرية
  • تضخم البروستاتا
  • إصابات العمود الفقري

كيف يتم تشخيص هذا الالتهاب؟

هناك عدة طرق للتشخيص. قد يطلب طبيبك عينة من البول لتحديد سبب الالتهاب والتحقق من عدوى المسالك البولية. كما قد يقوم طبيبك أيضاً بإجراء تنظير المثانة، أو اختبار تصوير لتحديد سبب الأعراض.

  • تنظير المثانة: يفحص الطبيب المثانة باستخدام أنبوب رفيع مزود بكاميرا وضوء متصل. يمكن للأطباء استخدام منظار المثانة لأخذ خزعة من أنسجتها إذا لزم الأمر. والخزعة هي عينة صغيرة من الأنسجة تُستخدم لإجراء مزيد من الاختبارات.
  • اختبارات التصوير: غير ضرورية في كثير من الأحيان، ولكنها قد تكون مفيدة في تشخيص التهاب المثانة. يمكن أن تساعد الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية في استبعاد أسباب الالتهاب الأخرى، مثل الاضطرابات في بنية المثانة أو الأورام.

العلاج

تتضمن خيارات العلاج المتاحة ما يلي:

  • الأدوية: المضادات الحيوية هي علاج شائع للالتهاب الجرثومي.
  • العلاج الجراحي: يمكن أن تعالج الجراحة التهاب المثانة، ولكنها قد لا تكون الخيار الأول في العلاج. وغالباً ما يستخدم العلاج الجراحي في الحالات المُزمنة والتي لا تستجيب للأدوية.

العلاجات البديلة

هناك إجراءات أخرى يمكن أن تساعد في علاج الإصابة، مثل:

  • في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي توسيع المثانة بالماء أو الغاز إلى تحسين الأعراض مؤقتاً.
  • يمكن لتحفيز العصب أن يقلل من الحاجة الملّحة إلى التبول وقد يخفف من آلام الحوض.
  • بالنسبة لالتهاب المثانة الناجم عن العلاج الإشعاعي أو الكيميائي، يمكن أن تساعد الأدوية في تنظيف المثانة.
  • عند النساء اللائي بلغن سن اليأس أو مرحلة انقطاع الطمث، قد يقترح الطبيب أيضاً استخدام كريماً مهبلياً يحتوي على هرمون الاستروجين.

علاج التهاب المثانة في المنزل

كمادات-الماء-الساخن

يمكن أن تساعدك بعض علاجات الرعاية المنزلية في تخفيف الألم والانزعاج. وتشمل الطرق الشائعة ما يلي:

  • وضع كمادات دافئة على بطنك أو ظهرك.
  • مسكنات الآلام التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين (ibuprofen) و اسيتامنوفين (acetaminophen).
  • حمامات مقعدية لتطهير منطقة الحوض.
  • تناول عصير التوت البري الأحمر (cranberry).
  • شرب الكثير من السوائل.
  • ارتداء الملابس الداخلية القطنية والملابس الفضفاضة.
  • تجنب أي أطعمة أو مشروبات تشك في أنها تزيد الأعراض سوءاً.

الوقاية

قد تساعد الإجراءات التالية على تقليل احتمال الإصابة بالتهاب المثانة:

  • التبول بعد الجماع والاغتسال باستخدام صابون خفيف وغير مُعطَر لشطف الأعضاء التناسلية.
  • مسح الأعضاء البولية التناسلية من الأمام إلى الخلف عند الاغتسال والتنظيف وليس العكس.
  • إفراغ المثانة تماماً عند التبول.
  • عدم تأخير التبول عند الشعور بالحاجة إلى ذلك.
  • تجنب الملابس الداخلية الضيقة والسراويل الضيقة وارتداء الملابس الداخلية القطنية.

من المتوقع أن تتعرض معظم النساء لحادثة واحدة على الأقل من التهاب المثانة خلال حياتهن. ولكن عندما يصاب الرجال بهذا الالتهاب، فيمكن أن يكون أكثر خطورة من النساء. ومن المرجح أن ينتج التهاب المثانة عند الذكور عن حالة كامنة أخرى، مثل التهاب البروستات أو السرطان أو الانسداد أو تضخم البروستات. في معظم حالات التهاب المثانة عند الذكور، يحل العلاج المبكر المشكلة بشكل فعال، ولكن يجب الانتباه إلى أن عدوى المثانة غير المُعالجة لدى الذكور يمكن أن تؤدي إلى التهابات الكلى أو البروستاتا أو أضرار أخرى.

الخلاصة

يعتمد إنذار التهاب المثانة على سبب الأعراض، وبشكل عام النظرة العامة لهذه الحالة جيدة (بمعنى أنها ليست شديدة الخطورة). ومع ذلك، من المهم علاج الحالة الأساسية في أسرع وقت ممكن. إذا كنت تعاني من أعراض التهاب المثانة، فمن الأفضل الاتصال بالطبيب. ضع في اعتبارك أن التعافي من هذا الالتهاب يتوجب شرب الكثير من السوائل وتجنب المشروبات المحتوية على الكافيين، لأنها من الممكن أن تهيج المثانة، و لا تنسى إفراغ المثانة من البول بشكل متكرر، مع ارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من القطن الصافي والملابس الفضفاضة.

مصدر Cystitis What Is Cystitis? Everything you need to know about cystitis
اترك تعليقا