ما هو البنكرياس ؟

"The Pancreas"

يقع البنكرياس (المُعَثْكَلَة – Pancreas) في الجزء العلوي من البطن بين الطحال والاثني عشر. ويعتبر غدة مختلطة أو مزدوجة، صماء (تطرح مفرزاتها في الدم مباشرةً) وخارجية الإفراز (تطرح مفرزاتها خارج مجرى الدم). فهو يقوم بإنتاج الهرمونات المسؤولة عن تنظيم سكر الدم ويطرحها مباشرةً إلى مجرى الدم لكونه جزء من جهاز الغدد الصماء. بالإضافة إلى ذلك، فهو يساهم في عملية الهضم كغدة خارجية الإفراز كونه يقوم بإفراز الأنزيمات التي تساعد في هضم الدهون والبروتينات والكربوهيدرات وإرسالها إلى الاثني عشر.

التشريح

يبلغ طول البنكرياس تقريباً من12 إلى 15 سنتيمتراً، ووزنه يبلغ حوالي 70-80 غراماً، ويقسم تشريحياً إلى أربعة مناطق هي الرأس والعنق والجسم والذيل:

  • الرأس: أكبر أجزاء البنكرياس. وهو دائري الشكل كحذوة الحصان، ويشبه شكل حرف C. يقع مقابل الجزء النازل من الاثني عشر (يحيط المعي الاثني عشر بكامل رأس البنكرياس).
  • العنق: يبلغ طول عنق البنكرياس عادةً حوالي 2 سم فقط، وهو يربط بين الرأس والجسم.
  • الجسم: وهو الجزء الذي يتوسط الأجزاء الأربعة. القسم الأمامي منه محاط بالبريتوان الذي يغطي أعضاء البطن، والقسم الخلفي يجاور الشريان الأبهر والكلية اليسرى.
  • الذيل: يقع أمام الكلية اليسرى مباشرة. وهنا نجد القَناة البَنْكرياسِيَّة الرئيسية (Main Pancreatic Duct) التي تفرز الأنسولين والإنزيمات الهاضمة.

قنوات البنكرياس الإفرازية:

  1. القَناةُ البَنْكرياسِيَّة الرئيسية (Main Pancreatic Duct): وتُعرف أيضاً بـ قناة فيرسونغ (Wirsung) نسبةً إلى من اكتشفها، خبير التشريح الألماني يوهان جورج فيرسونغ (Johann Georg Wirsung). تمتد هذه القناة من الذيل إلى الرأس بحيث تعبر البنكرياس بأكمله. وتستقبل العديد من القنوات الصغيرة التي تصب في هذه القناة خلال عبورها في البنكرياس. وعند خروجها منه تتحد قناة البنكرياس الرئيسية مع القناة الصفراوية القادمة من المرارة، لتشكلا معاً الأمبولة الكبدية البنكرياسية، والتي تُسمى أيضاً “أمبولة فاتر (Ampulla Of Vater)”.
  2. القَناةُ البَنْكرياسِيَّةُ الإِضافِيَّة (Accessory Pancreatic Duct): والتي تُعرف أيضاً باسم قناة سانتوريني (Santorini). وهي قناة ملحقة تساهم في تقليل الضغط عن قناة البنكرياس الرئيسية من خلال تشكيل قناة تصريف ثانوية. تقوم بنقل العُصارة الهضمية من رأس البنكرياس إلى الاثني عشر. وفي أغلب الأحيان تنفتح على القناة البنكرياسية الرئيسية، أو تصب في فتحة خاصة بها تقع فوق أمبولة فاتر وتسمى حليمة الاثني عشر الصغيرة (Minor Duodenal Papilla).

وظائف البنكرياس

للبنكرياس وظيفتان رئيسيتان: وظيفة إفرازية خارجية تساعد في الهضم ووظيفة الغدد الصماء التي تنظم نسبة السكر في الدم. حيث أن البنكرياس وبشكل خاص يتكون من نوعين من الخلايا. النوع الأول، هو الخلايا المُفرِزة للأنزيمات الهاضمة، والتي تشكل حوالي 80% من خلايا البنكرياس. ويتم إفراز هذه الأنزيمات وإراسالها عبر القناة البنكرياسية الرئيسية التي تنضم إلى القناة الصفراوية قبل دخولها الأمعاء الدقيقة، حيث تساعد في عملية هضم الطعام الموجود في الأمعاء. وتشمل هذه الأنزيمات:

  • التربسين والكيموتريبسين (trypsin،chymotrypsin) يساعدان في هضم البروتينات.
  • أنزيم الأميلاز البنكرياسي (amylase) يساعد على هضم الكربوهيدرات.
  • الليباز (lipase) يساهم في تكسير الدهون.

فيما تشكل بقية الخلايا ما يعرف بـ: جزر لانغرهانس (Islets of Langerhans) وهي عبارة عن خلايا صماء تفرز الهرمونات إلى مجرى الدم مباشرةً. في الواقع، تقوم جزر لانغرهانس في البنكرياس بإفراز الهرمونات التي تنظم سكر الدم وهي هرمون الأنسولين (Insulin)، وهرمون الجلوكاجون (Glucagon). وتتجلى وظيفة هرمون الأنسولين بالسماح للأنسجة في الجسم بامتصاص السكر من مجرى الدم لاستخدامه كمصدر للطاقة. وبالتالي، فإن الأنسولين له تأثير في خفض مستوى السكر في الدم. بينما يمنع هرمون الجلوكاجون انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم.

البنكرياس الصحي والسليم يقوم بانتاج المواد الكيميائية الصحيحة، بالكميات المناسبة، في الأوقات المناسبة، لهضم الأطعمة التي نتناولها

الاضطرابات المتعلقة بالبنكرياس

بصفة عامة، تتضمن أكثر الاضطرابات شيوعاً التي يمكن أن تصيب البنكرياس كل مما يلي:

1- السكري

هناك نوعين رئيسين للداء السكري:

  • داء السكري من النوع الأول: ويعتبر من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي جزر لانغرهانس في البنكرياس مما يحد من قدرتها على إفراز الانسولين. وأكثر ما يحدث السكري من النوع الأول لدى الأطفال والشباب. وقد يرتفع سكر الدم لمستويات خطيرة، ويحتاج المصابون إلى حقن الأنسولين بشكل دائم.
  • داء السكري من النوع الثاني: وهو النوع الأكثر شيوعاً. ويحدث بسبب ضعف قدرة البنكرياس على إفراز الأنسولين، أو بسبب مقاومة خلايا الجسم للأنسولين. الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع مفرط في مستويات السكر في الدم. وعادةً ما يتراوح علاج هذا النوع من البدء بإجراء بعض التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة إلى تناول الأدوية الخافضة لسكر الدم.

2- التهاب البنكرياس

وفقاً لـ المعهد الأمريكي الوطني للصحة (NIH)، يحدث التهاب البنكرياس عندما تبدأ أنزيمات الجهاز الهضمي بهضم نسيج البنكرياس. وقد يكون هذا الالتهاب حاداً أو مزمناً. وأشيع أسباب حدوث التهاب البنكرياس هي حصى المرارة التي تسبب انضغاط القناة البنكرياسية. وقد تشمل أسباب الالتهاب الأخرى كل ممايلي:

  • الإفراط في تناول الكحول.
  • بعض الأمراض مثل الحَصبة والنكاف.
  • ارتفاع شحوم الدم،
  • أمراض المناعة الذاتية.

فيما يخص الأعراض، فالعَرَض المُسيطر في الالتهاب الحاد هو الألم البطني الشديد في الجزء العلوي من البطن والذي يمكن أن يمتد إلى الظهر ويسوء دائماً بعد تناول الطعام. كما قد يترافق هذا الألم مع نوبات من الحمى والغثيان والتقيؤ. وغالباً ما تتم معالجة هذا النوع من الالتهاب في المستشفى باستخدام الأدوية المُسكنة والمضادة للالتهاب إلى جانب السوائل الوريدية.

من ناحية أخرى، قد تؤدي نوبات الالتهاب الحاد التي تتكرر بشكل دوري إلى تخرب دائم في النسيج البنكرياسي وحدوث التهاب مزمن. وعلى الرغم من كون أعراض هذا الالتهاب قد تكون أقل شدة من تلك التي يتم ملاحظتها في الالتهاب الحاد، إلا أنّه في الواقع أكثر خطورة، كونه قد يستمر في الترقي وقد يؤدي إلى الفقدان التام لوظيفة البنكرياس. وفي هذه الحالة يرتكز العلاج على محاولة منع تفاقم المرض من خلال تجنب العوامل المحرضة مثل شرب الكحول والتدخين، إلى جانب اتباع نظام غذائي محدد. بينما في الحالات التي لا تستجيب للعلاج المحافظ فقد تكون الجراحة هي الخيار الأفضل لتحسين الأعراض.

3- سرطان البنكرياس (Pancreatic cancer)

يبدأ سرطان البنكرياس في أنسجة البنكرياس؛ ونادراً ما يتم اكتشافه في المراحل المبكرة من المرض (أي عندما يكون أكثر قابلية للشفاء). ويرجع هذا الأمر لأنه يتطور لعدة أشهر أو حتى سنوات بشكل صامت وقبل ظهور أعراضه الأولى، (في أغلب الأحيان لا يسبب أعراضاً إلا بعد انتشاره إلى الأعضاء الأخرى).
على وجه التحديد، يبدأ النوع الأكثر شيوعاً من السرطان الذي يتشكل في البنكرياس من الخلايا التي تبطن القنوات التي تحمل الإنزيمات الهضمية إلى خارج البنكرياس. ويطلق على هذا النوع اسم (سرطان البنكرياس الغُدي). وتشمل عوامل الخطر لهذه الحالة كل من التدخين، السُمنة، ومرض السكري، فضلاً عن وجود سرطان القولون. فيما يتعلق بالعلاج، فكما هو الحال مع أنواع السرطان الأخرى، يتم اعتماد خيارات علاج سرطان البنكرياس بناءً على مدى انتشاره. وقد تشمل هذه الخيارات الجراحة أو العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي أو مزيجاً بينهم.

أساليب الوقاية والحفاظ على صحة البنكرياس

من خلال اتباعك للخطوات التالية يمكنك المحافظة على بنكرياس صحي، معافى، بعيد عن الأمراض:

  • الإقلاع عن التدخين فوراً: إذا كنت من المدخنين، فحاول الإقلاع عن التدخين مباشرةً. وفي حال لم تكن مدخناً، فلا تفكر بالتدخين على الإطلاق.
  • الحفاظ على الوزن الصحي: إذا كان وزنك صحياً، فحاول الحفاظ عليه دون زيادة. أما في حال كان وزنك زائداً بالفعل، فأنت بحاجة لخسارة الوزن بشكل تدريجي، ثابت، ومتوازن. حيث يجب عليك ممارسة التمرينات اليومية جنباً إلى جنب مع النظام الغذائي الغني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة؛ ولكن بكميات صغيرة لمساعدتك على إنقاص وزنك.
  • اختيار نظام غذائي صحي مناسب: قد يساعدك النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات بكافة أنواعها إلى جانب الحبوب الكاملة في الحفاظ على صحة البنكرياس وتقليل خطر إصابتك بالأمراض.
اعراض التهاب البنكرياسالبنكرياس اين يقعالبنكرياس غدة قنوة وصماءالبنكرياس غدة مختلطةالبنكرياس والسكرالبنكرياس وامراضهالتهاب البنكرياسبنكرياستحليل وظائف البنكرياسدور البنكرياسسرطان البنكرياسما هو البنكرياسوظيفة البنكرياس
التعليقات (0)
أضف تعليق