تسلخ الشريان الأبهر

Aortic dissection

0

يُعد تسلخ الشريان الأبهر حالة طبية طارئة لكنها نادرة الحدوث. مع ذلك، يمكن أن تصبح هذه الحالة قاتلة بسرعة إذا اخترق الدم الطبقة الخارجية للشريان الأبهري. وهو أكبر وعاء دموي في الجسم، والشريان الرئيسي الذي ينقل الدم من القلب إلى باقي أجزاء الجسم. يصيب تسلخ الأبهر حوالي 5 إلى 30 شخصاً من كل مليون كل عام، وهو أكثر شيوعاً لدى الرجال كبار السن.

ما هو تسلخ الشريان الأبهر؟

تشريح-القلب

إذا كان لديك تسلخ في الشريان الأبهري، فهذا يعني أن الدم يتسرب خارج تجويف الشريان. يتسبب هذا الدم المُتسرب في حدوث إنقسام بين الطبقات الداخلية والوسطى لجدار الشريان الأبهري على امتداده. يمكن أن يحدث هذا إذا تمزقت الطبقة الداخلية للشريان الأبهري.

يكمن الخطر في أن التسلخ الذي يحدث يُسبب خروج الدم من الشريان الأبهري، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مضاعفات قاتلة، مثل تمزق الشريان المتسلخ أو انسداد شديد لتدفق الدم الطبيعي عبر الشريان الأبهري. يمكن أن تحدث مضاعفات خطيرة إذا تمزق التسلخ وتسرب الدم إلى الفراغ المحيط بالقلب أو الرئتين.

تحدث الحالة بشكل متكرر عند الرجال في الستينيات والسبعينيات من العمر. قد تحاكي أعراض تسلخ الأبهر أعراض أمراض أخرى، مما يؤدي غالباً إلى تأخير التشخيص. ومع ذلك، عندما يتم اكتشاف تسلخ الشريان الأبهر بشكل مبكر ويتم علاجه على الفور، تتحسن فرصة البقاء على قيد الحياة بشكل كبير.

ما هي أعراض تسلخ الشريان الأبهر ؟

قد يكون من الصعب التمييز بين أعراض تسلخ الأبهر وأعراض أمراض القلب الأخرى مثل النوبة القلبية. يعد ألم الصدر وألم الجزء العلوي من الظهر من الأعراض الأكثر شيوعاً لهذه الحالة. وعادةً ما يكون الألم شديداً جداً، مصحوباً بالشعور بأن هناك شيئاً حاداً أو يتمزق في صدرك. وعلى عكس الألم المرافق للنوبة القلبية، يبدأ الألم فجأةً عندما يبدأ تسلخ الشريان الأبهر بالحدوث، ينتشر هذا الألم ويبدو كأنه يتحرك (إحساس بالتمزق). بشكل أقل شيوعاً، قد يعاني بعض الأشخاص من ألم أكثر اعتدالاً، ويعتقدون بشكل خاطئ أن هذا الألم ناجم عن إجهاد عضلي.

تشمل العلامات والأعراض الأخرى كل مما يلي:

  • ضيق التنفس.
  • إغماء.
  • تعرق.
  • ألم شديد مفاجئ في البطن.
  • ضعف أو شلل في جانب واحد من الجسم.
  • صعوبة مفاجئة في الكلام.
  • نبض أضعف في ذراع من الذراع الأخرى.
  • دوخة.
  • ألم خفيف في الرقبة أو الفك أو الصدر.
  • وخز أو تنميل أو ألم في أصابع القدم أو اليد.
  • صعوبة في المشي.

إذا شعرت بألم حاد في الصدر أو تعرضت لأي من الأعراض المذكورة أعلاه بشكل مفاجئ، يُستحسن أن يفحصك الطبيب في أسرع وقت، اتصل برقم الإسعاف أو الطوارئ الطبية على الفور إذا لم تكن قادراً على زيارة الطبيب أو التواصل معه. ضع في اعتبارك أن الاكتشاف المبكر والعلاج السريع يساعدان على إنقاذ حياتك.

أنواع تسلخ الأبهر

عند خروجه من القلب يتجه الشريان الأبهري للأعلى، وهذا ما يُعرف بـ “الأبهر الصاعد”، ثم ينحني للأسفل ويمر من الصدر إلى البطن ليشكل ما يُعرف باسم “الأبهر النازل”. يمكن أن يحدث التسلخ في الجزء الصاعد أو النازل من الشريان الأبهري. ويصنف تسلخ الشريان الأبهري على أنه إما من النمط A أو النمط B:

  • النمط (A): يحدث التسلخ في القسم الصاعد من الشريان.
  • النمط (B): يحدث التسلخ في الشريان الأبهر النازل.

ما هي أسباب تسلخ الشريان الأبهر ؟

على الرغم من أن السبب الدقيق لهذه الحالة غير معروف، إلا أن الأطباء يعتقدون أن ارتفاع ضغط الدم هو أحد العوامل المساهمة، وذلك لأنه يتسبب بزيادة الضغط على جدران الشرايين. بالتوازي مع هذا الاعتقاد، يمكن لأي عامل يُضعف جدار الأبهر أن يتسبب في حدوث التسلخ، وهذا يشمل الحالات الوراثية التي تتطور فيها أنسجة الجسم بشكل غير طبيعي، مثل:

  • متلازمة مارفان.
  • تصلب الشرايين.
  • الإصابات العرضية للصدر.
  • اضطرابات الصمام الأبهري.
  • حالات أخرى نادرة مرتبطة بضعف جدران الأوعية الدموية.

عوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة بتسلخ الأبهري

تصلب-الشرايين-

وفقاً لمايو كلينك Mayo Clinic، يزداد خطر الإصابة بتسلخ الشريان الأبهر مع تقدم العمر ويكون أعلى إذا كنت ذكراً أو كنت في الستينيات أو الثمانينيات من العمر. وتتضمن عوامل الخطر الأخرى التي تزيد الإصابة كل مما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط.
  • تصلب الشرايين.
  • تدخين التبغ.
  • ضعف وانتفاخ الشريان أو تمدد الأوعية الأبهري.
  • عيب في الصمام الأبهري (الصمام الأبهري ثنائي الشرف).
  • تضيق الأبهر عند الولادة.
  • متلازمة تورنر (Turner’s): مرض وراثي قد ينتج عنه ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في القلب وعدد من الحالات الصحية الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بالتسلخ.
  • متلازمة مارفان (Marfan): أيضاً أحد الاضطرابات الوراثية التي يكون فيها النسيج الضام الذي يدعم مختلف الهياكل في الجسم ضعيفاً. وغالباً ما يكون لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب تاريخ عائلي من الإصابة بتمدد الأوعية الدموية في الشريان الأبهر والأوعية الدموية الأخرى أو تاريخ عائلي من الإصابة بتسلخ الأبهر.
  • اضطرابات النسيج الضام الأخرى: وهذا يشمل متلازمة إهلرز دانلوس (Ehlers-Danlos)، وهي مجموعة من اضطرابات النسيج الضام التي تتميز بالجلد الذي يصاب بالكدمات أو التمزق بسهولة، والمفاصل الرخوة والأوعية الدموية الهشة، ومتلازمة لويز ديتز Loeys-Dietz.
  • الحالات الالتهابية أو المُعدية: قد يشمل ذلك التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة، وهو التهاب في الشرايين. وداء الزهري، وهو عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.

تشمل عوامل الخطر المحتملة الأخرى ما يلي:

  • تعاطي الكوكايين: قد يكون هذا المخدر عامل خطر لتسلخ الشريان الأبهر، ذلك لأنه يرفع ضغط الدم بشكل مؤقت.
  • الحَمل: يزداد احتمال الإصابة عند الحوامل المصابات بأمراض الأوعية الدموية والأمراض القلبية؛ ونادراً ما تحدث حالات تسلخ الشريان الأبهر عند النساء الأصحاء أثناء الحمل.
  • رفع الأثقال: قد يؤدي هذا وغيره من تمارين المقاومة الشاقة إلى زيادة خطر الإصابة عن طريق زيادة ضغط الدم أثناء النشاط.

كيف يتم تشخيص تسلخ الشريان الأبهر؟

كلما كان التشخيص مبكراً قدر الإمكان، كلما زادت فرصة تلقي العلاج المناسب بوقت مبكر؛ وبالتالي ستزداد نسبة البقاء على قيد الحياة. وتتضمن وسائل التشخيص:

  • الفحص البدني: باستخدام السماعة الطبية لتحري وجود أي أصوات غير طبيعية قادمة من الشريان الأبهري. بالإضافة إلى إجراء قياس ضغط الدم، وقد تختلف القراءة في ذراع واحدة عن الأخرى.
  • تخطيط القلب الكهربائي (EKG): لتحري النشاط الكهربائي للقلب. وفي بعض الأحيان، يمكن الخلط بين تسلخ الأبهر والنوبة القلبية في هذا الاختبار، ويمكن أن يكون لدى بعض المرضى كلا الحالتين معاً.
  • فحوصات التصوير والتي تشمل: تصوير الصدر بالأشعة السينية، التصوير المقطعي، التصوير بالرنين المغناطيسي مع تصوير الأوعية.
  • مخطط صدى القلب عبر المريء (الإيكو عبر المريء): يتضمن هذا الفحص تمرير جهاز يصدر موجات صوتية عبر الحلق إلى المريء حتى يقترب من المنطقة على مستوى القلب. تُستخدم الموجات فوق الصوتية لإنشاء صورة للقلب والشريان الأبهري.

علاج تسلخ الشريان الأبهر

علاج-تسلخ-الابهر

يتطلب التسلخ من النوع A جراحة إسعافية، بينما يمكن علاج تسلخ النوع B بالأدوية في معظم الحالات، بدلاً من الجراحة.

1- الأدوية:

تشمل الأدوية المُستخدمة في العلاج:

  • أدوية تسكين الألم: غالباً ما يستخدم المورفين (Morphine) في هذه الحالة.
  • خافضات الدم: يتم إعطاء المرضى دواء واحد على الأقل لخفض ضغط الدم، مثل حاصرات بيتا.

2- العلاج الجراحي:

ويتضمن ذلك إزالة الجزء الممزق من الشريان واستبداله بطُعم اصطناعي. إذا تعرض أحد صمامات القلب لأذية، فسيتم استبداله أيضاً. إذا كان لديك تسلخ من النوع B، فقد تحتاج إلى جراحة إذا استمرت الحالة في التدهور حتى عندما يكون ضغط الدم تحت السيطرة.

ما هي مضاعفات تسلخ الأبهر؟

يمكن أن يؤدي تسلخ الشريان الأبهر إلى مضاعفات خطيرة بما في ذلك:

  • أذية الأعضاء، مثل القصور الكلوي أو أذية الأمعاء المهددة للحياة.
  • الصدمة.
  • أذية الصمام الأبهري (قلس الأبهر) أو تمزق في البطانة المحيطة بالقلب.
  • الوفاة بسبب نزيف داخلي حاد.

كيف يمكن الوقاية من تسلخ الشريان الأبهر؟

تتضمن الوقاية إجراء تغييرات في نمط الحياة التي تقلل من الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وتحد من حدوث مضاعفاتها، ويشمل هذا:

  • إجراء فحوصات القلب بشكل منتظم.
  • مراقبة ضغط الدم بانتظام، وتلقي العلاج المناسب لارتفاع ضغط الدم.
  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضروات وقليل الملح.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحفاظ على وزن صحي للجسم.
  • تجنب التدخين.
  • اتباع خطة علاج لأية حالات طبية حالية تزيد من خطر الإصابة بتسلخ الأبهر.
  • ارتداء حزام الأمان في السيارة لتقليل مخاطر إصابات الصدر أثناء الحوادث.

الخلاصة

تسلخ الشريان الأبهر حالة طبية طارئة مهددة للحياة. دائماً ما تكون نسبة الوفاة مرتفعة جداً خلال الأيام العشرة الأولى من الإصابة. تزداد احتمالية الوفاة بنسبة 1٪ لكل ساعة يمر فيها المريض بدون علاج.

إذا كان لديك تسلخ أبهري من النمط A، فإن الجراحة الطارئة قبل تمزق الشريان الأبهري تمنحك فرصة جيدة للبقاء على قيد الحياة والتعافي. ضع في اعتبارك أن الاكتشاف المبكر ضروري لإنقاذ المريض، وعادةً ما يكون التسلخ من النمط B قابلاً للتدبير على المدى الطويل باستخدام الأدوية والمراقبة الدقيقة. إذا كانت لديك حالة تزيد من خطر الإصابة، مثل تصلب الشرايين أو ارتفاع ضغط الدم، فإن إجراء تعديلات فيما يتعلق بالنظام الغذائي والتمارين الرياضية قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بتسلخ الأبهر.

مصدر Dissection of the Aorta Aortic Dissection What to know about aortic dissection
اترك تعليقا