تحذير صادم من استخدام مجففات الأيدي الهوائية في الأماكن العامة والمراحيض

مجففات الأيدي هي قنابل بكتيرية حقيقية !!

0

كثيرًا ما نجد داخل دورات المياه في المطاعم والمستشفيات والشركات “مجففات الأيدي” التي ينبعث منها هواء ساخن، يعمل على تجفيف اليدين بعد غسلهما بالماء والصابون. بهذه الطريقة يتم الاستغناء عن استخدام المناديل الورقية.

المطاعم والمقاهي بشكل خاص تميل إلى استخدام مجففات الأيدي الهوائية. لتحقيق وِفر مادي من جهة وللتقليل من حجم النفايات الناجم عن استهلاك المناديل الورقية من جهة أخرى.

يؤكد الباحثون أن مجففات الهواء الساخن (بالإنجليزية: hot-air dryers) تطلق كل أنواع البكتيريا على يديك. قد لا تكون هذه البكتيريا خطرة، ولكن بالطبع تبقى المناشف الورقية هي أفضل وسيلة لتجفيف اليدين.

يعتبر غسل اليدين من أكثر الطرق فعالية لإزالة الجراثيم، الوقاية من الأمراض، ومنع انتقال البكتيريا الضارة للآخرين. ولكن بمجرد الضغط على زر تشغيل مجفف الهواء فإن عملية غسل اليدين هذه تكون قد ذهبت أدراج الرياح.

مجففات-الأيدي-

أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة كونيتيكت و جامعة كوينيبياك في الولايات المتحدة الأمريكية، أن مجففات الهواء الساخن قد تعمل كـ القنابل البكتيرية. وذلك لأنها تطلق الكثير من الأبواغ (spores) الموجودة في هواء الحمامات على يديك مباشرةً.

منذ عدة سنوات – وفي محاولة لكسب صداقة البيئة – قامت العديد من الشركات والجامعات والمؤسسات الكبرى باستبدال أكوام ولفافات المناشف الورقية بمجفف الهواء الساخن و المجفف النفاث (jet dryers). هذه المجففات تنتج نفايات أقل، كما أنها في نهاية المطاف يمكن أن تساعد الشركة على زيادة الأرباح. 

خلاصة القول، إن زيادة أرباح هذه المؤسسات والشركات هو الأساس المنطقي لوجود هذه المجففات.

ومع ذلك، فإن هذا البحث الجديد الذي تم نشره في عدد أبريل من مجلة علم الأحياء الدقيقة التطبيقية والبيئية، يشير إلى أن الخيار الصديق للبيئة هذا قد يغمر يديك بجرعات كبيرة من البكتيريا. حتى أن بعضها يمكن أن يتواجد عادةً في البراز.

سنسلط الضوء في هذا المقال على عدة دراسات حول علاقة مجفف الهواء الساخن (مجفف اليدين) بالبكتيريا.

إلى ماذا توصلت الدراسة ؟

جهاز-التجفيف-بالهواء-الساخن

قام الباحثون بوضع 36 لوحاً لجمع الجراثيم في حمامات الرجال والنساء في كلية الطب بجامعة كونيتيكت.

بقيت بعض الألواح في هواء ساكن لمدة دقيقتين دون أن تعمل مجففات الهواء الساخن. أما الألواح الأخرى فقد أُطلق عليها هواء المجفف لمدة 30 ثانية وهي على بعد 12 إنش (30 سنتيمتر) من فوهة المجفف.

النتيجة كانت أن البكتيريا التي استقرت على الألواح تكاثرت وشكلت مستعمرات بكتيرية ذات مظهر مقبب. قام الباحثون بإحصاء عدد المستعمرات التي ظهرت على كل طبق، وقالوا أن النتائج كانت صاعقة لا بل مُقززة في نفس الوقت !!

في الحمامات الساكنة، جَمعت الألواح ما متوسطه من صفر إلى واحد إنزال بكتيري خلال نافذة زمنية مدتها دقيقتان. وعندما تُركت مفتوحة لمدة 18 ساعة، قفز عدد المستعمرات إلى ستة في كل طبق.

أما الألواح التي تعرضت لهواء المجفف الساخن لمدة 30 ثانية، كان متوسط عدد المستعمرات فيها (​​18 إلى 60) مستعمرة لكل لوح، ووصل إجمالي المستعمرات إلى 254 مستعمرة.

ما هي أسباب انتشار البكتيريا بهذا الشكل ؟

قام الباحثون أيضاً باختبار نظرية “التناثر البكتيري” من مجففات الهواء عن طريق ترك لوحين مفتوحين لمدة 20 دقيقة في الحمامات التي يتم فيها تدوير الهواء بواسطة مراوح صغيرة (الشفاطات). في تلك الدقائق العشرين، ظهرت 12 و 15 مستعمرة على اللوحين.

قرر الباحثون أن مفتاح هذا الإعصار البكتيري الدوار هو:

  • حركة الهواء
  • اضطراب البكتيريا
  • التوجيه العنيف للهواء من وإلى مجففات الأيدي

و بعبارة أخرى، إن أي حركة للهواء تشكل خطراً بكتيرياً.

كتب الباحثون في دراستهم: 

“إن أحد أهم الأسباب التي تجعل مجففات الأيدي تَنثر وتُبعثر الكثير من البكتيريا، هو الكمية الكبيرة من الهواء الذي يمر عبر هذه المجففات. حوالي 19000 قدم طولي في الدقيقة عند الفوهة”. 

وأضافوا:

“إن الحمل الحراري (convection وهو الانتقال الحراري نتيجة حركة الجزيئات) الناتج عن تدفق الهواء الشديد أسفل فوهات مجفف الأيدي يمكن أن يؤدي إلى دفع الهواء الملوث بالبكتيريا إلى داخل الغرفة أو المرحاض”.

وعلى الرغم من أن إضافة مرشحات الهواء الجزيئي عالية الكفاءة (HEPA) إلى المجففات قد قلل أعداد البكتيريا المنطلقة على الألواح بمقدار أربعة أضعاف، إلا أنه لم يقضي على البكتيريا بشكل تام.

إن هذا البحث الجديد (مع العديد من الدراسات الحديثة الأخرى) أثبت أن مجففات الهواء الساخن والمجففات النفاثة قد تكون واحدة من أكثر مصادر التلوث البكتيري والجرثومي في المراحيض والأماكن العامة.

المجففات الهوائية أم المناديل الورقية ؟

مجففات-الأيدي

قارنت دراسة نشرت في جريدة “Hospital Infection” كل من المجففات النفاثة، مجففات الهواء الدافئ، والمناشف الورقية في محاكاة للأيدي الملوثة التي تم غسلها بشكل سيء.

نتيجة المقارنة كانت على الشكل التالي: الأشخاص الذين استخدموا المجففات النفاثة كان لديهم كمية بكتيريا على أيديهم أكثر بـ 4.5 مرة من الأشخاص الذين استخدموا مجفف الهواء الدافئ. و 27 مرة من البكتيريا أكثر من الأشخاص الذين استخدموا المناشف الورقية.

وفقاً لدراسة أخرى – استمرت 15 يوماً – نُشرت في المجلة السعودية للعلوم البيولوجية. إن كميات كبيرة من البكتيريا تتدفق عبر هواء مجفف الأيدي. كما وجدت هذه الدراسة أن البكتيريا كانت موجودة حتى من دون تشغيل المجفف لتجفيف اليدين. وللتأكد من أن مصدر البكتيريا كان هواء الحمام وليس المجففات نفسها. قام الباحثون بأخذ عينات من الأسطح داخل المجففات، فأظهرت النتائج “الحد الأدنى من المستويات البكتيرية” داخل المجففات.

وكتب الباحثون في الدراسة: 

“تشير هذه النتائج إلى أن العديد من أنواع البكتيريا – بما في ذلك مُسببات الأمراض المحتملة والأبواغ – يمكن أن تترسب على الأيدي التي يتم تعريضها لمجففات الأيدي في الحمامات والمراحيض. ويمكن أن تتواجد هذه الأبواغ داخل المباني ثم تترسب وتتركز على الأيدي بواسطة مجففات الأيدي”.

أفضل طريقة لتجفيف يديك حسب آراء الخبراء:

قبل أن تصيبك هذه الدراسات ونتائجها بالهلع والهستيريا الصحية. ينبه الدكتور توماس س.موري أنه لم يتم العثور على أي بكتيريا خطيرة أو مميتة في هذه الدراسات. (د.توماس س.موري هو أستاذ وخبير الأمراض المعدية، مؤلف وباحث في الدراسة أعلاه).

ويضيف قائلاً:

“الأهم من ذلك، أننا لم نثبت أن البكتيريا التي تُرسبها مجففات الأيدي، مسؤولة عن حدوث الأمراض”. “في الواقع، بالنسبة للأشخاص الذين لديهم جهاز مناعة صحي ويعمل بشكل سليم، فمن غير المرجح أن تسبب هذه البكتيريا أي مشكلة لأن مجفف الأيدي يقوم بتجميع وتركيز البكتيريا البيئية من الهواء. وهي موجودة أساسًا في معظم الأماكن العامة التي يتجمع فيها الناس عادةً”. بمعنى أن المجفف لا يأتي بنوع جديد من البكتيريا وإنما فقط يقوم بتجميعها وتركيزها ثم نثرها على الأيدي.

في الحقيقة إن هذه النتائج أدت إلى تغيير كبير في جامعة كونيتيكت. فقد تمت إضافة موزعات المناشف الورقية في جميع الحمامات – البالغ عددها 35 – داخل كلية الطب قسم أبحاث العلوم الأساسية.

ما الطريقة الصحيحة لغسل اليدين ؟

د.تشارلز جيربا (الدكتور و عالم الأحياء الدقيقة والأستاذ في جامعة أريزونا، درس الجراثيم لأكثر من 30 عامًا) صّرَح أنه يؤيد تقنيات غسل اليدين التقليدية والتجفيف بالمناشف الورقية. حيث قال: 

“يظل غسل اليدين هو المعيار الذهبي للتخلص من الجراثيم والبكتيريا الموجودة على اليدين. لكن يجب الانتباه، أنه في حال لم يتم الغسل بالطريقة الصحيحة – لمدة لا تقل عن 15 إلى 20 ثانية بما في ذلك بين الأصابع وفوق اليدين – فيمكننا إعادة تلويث أيدينا مرة أخرى في اللحظة التي نلمس فيها السطح التالي في المنزل أو في الأماكن العامة”.

الطريقة-الصحيحة-لغسل-اليدين

كما يوصي بتجفيف اليدين في الأماكن العامة باستخدام منديل يمكن التخلص منه. ويقترح استخدام معقم اليدين لأنه أداة رائعة للمحافظة على نظافة اليدين بعد الغسل. هو يفضل الأنواع التي توفر حماية طويلة الأمد، مثل الأنواع التي توفر حماية لمدة 24 ساعة ضد الجراثيم التي تنتقل عن طريق اليد.

ماذا عن الحمامات والمراحيض المنزلية ؟

الدكتورة كاتي بوريس (أخصائية الأمراض الجلدية في جامعة كولومبيا، أستاذ مساعد في طب الأمراض الجلدية) قالت:

“لا داعي للقلق وأنت في منزلك طالما أنك تحافظ على نظافة حمامك وتغسل مناشفك باستمرار”.

وتوضح:

“كلما كَثر عدد الأشخاص الذين يستخدمون نفس الحمام كلما ازداد عدد البكتيريا وكَثر وجودها، فـ الحمامات المنزلية يستخدمها عدد قليل من الأشخاص بالمقارنة مع الحمامات العامة التي يزورها المئات أو الآف يومياً”.

تقول إيفي إيرلي (المدير العام للوقاية من العدوى ومكافحتها في أورلاندو هيلث)، إن هناك حالة واحدة فقط قد ترغب فيها في معاملة منزلك كـ مستشفى مزدحم أو حمام مطار، ويتوجب عليك استبدال مناشف اليد القماشية بالمناديل الورقية.

وصَّرحت لـ موقع هيلث لاين الأمريكي: “بالتأكيد، يمكن أن تكون المنشفة المستخدمة مصدرًا للعدوى ولنقل الجراثيم، ولكن هذا يمثل مصدر قلق كبير فقط في حال كان هناك شخص مريض في المنزل”. “في هذه الحالة، قد ترغب في التبديل إلى المناشف الورقية في الحمام حتى يتم تجاوز مرحلة العدوى”.

أما بالنسبة للاحتياطات الروتينية، كما تقول إيرلي، تأكد فقط من تغيير المناشف بشكل منتظم.

الخلاصة:

أثبتت العديد من الدراسات أن مجففات الأيدي في الأماكن العامة (مجففات الهواء الساخن) تعتبر قنبلة بكتيرية. لأنها تطلق كمية كبيرة من البكتيريا على يديك. قد لا تكون هذه البكتيريا خطيرة ولكنها تُفسد عملية غسل اليدين.

يقترح العديد من الخبراء استبدالها بالمناشف الورقية على الرغم من كون هذا الخيار غير صديق للبيئة.

في حال كان أحد أفراد الأسرة مريضاً، يجب عدم استخدام المناشف القماشية، وذلك لمنع انتشار العدوى في المنزل.

مصدر Cdc.gov Healthline
اترك تعليقا