ما هو الداء الزلاقي ؟

Celiac Disease

0

الداء الزلاقي (Celiac disease) يعرف أيضًا بالداء البطني، هو مرض يصيب الجهاز الهضمي لدى الإنسان كردة فعل على التعرض للغلوتين (Gluten) الموجود في الأطعمة التي يدخل كل من (القمح، الشعير، الجاودار) في تحضيرها أو تصنيعها مثل المعكرونة، الكيك، حبوب الإفطار، البسكويت، ومعظم أنواع الخبز.

يصيب الداء الزلاقي واحداً من كل 133 شخصاً حول العالم. ويتم إنفاق مليارات الدولارات سنوياً على الفحوص والاختبارات والمعالجات غير الضرورية للمرضى الذين يبحثون عن تشخيص أو علاج صحيح لأعراضهم المرضية.

وعلى الرغم من هذا كله، يبقى 83% من المرضى غير مشخصين أو يتم تشخيصهم بشكل خاطئ، تبعاً لمنظمة Beyond Celiac.

ما هو الداء الزلاقي Celiac Disease؟

الداء الزلاقي هو مرض مناعي ذاتي، وراثي، يتحرض باستهلاك بروتين يدعى الغلوتين (Gluten)؛ وهو البروتين الموجود في معظم أنواع الحبوب، ولاسيما  القمح، الشعير، الحنطة، الجاودار ومشتقاتهما.

فعندما يتناول المصاب الأغذية التي تحتوي على الغلوتين، يتسبب ذلك بـ أذية الزغابات الموجودة في الأمعاء الدقيقة. الأمر الذي يجعل امتصاص المواد الغذائية من قبل الجسم أمراً أكثر صعوبة؛ ويؤدي ذلك بدوره إلى الإصابة بسوء التغذية وما يرافقه من مشاكل أخرى مثل: فقر الدم، بعض أنواع السرطانات، أمراض الغدة الدرقية، هشاشة العظام، ومشاكل الخصوبة؛ بالإضافة إلى حدوث بعض أمراض المناعة الذاتية الأخرى.

ما هي أسباب الداء الزلاقي؟

خالي-من--الغلوتين

يحدث الداء الزلاقي نتيجة ردة فعل غير طبيعية للجهاز المناعي تجاه بروتين الغلوتين كما ذكرنا سابقاً، حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الخلايا الطبيعية بدلاً من الضارة، وينتج أضداداً تجاهها.

على وجه الخصوص، يهاجم الجهاز المناعي واحداً من المواد التي يتركب منها الغلوتين – يدعى الغليادين – فتتجمع الأضداد التي ينتجها ضد ذلك المركب على السطح الداخلي لبطانة الأمعاء، مما يسبب التهابها وتوذمها.

في الحالة الطبيعية، تتغطى مخاطية الأمعاء بملايين الزغابات الصغيرة التي تزيد من مساحة سطح الأمعاء وتساعد على هضم الطعام بفعالية أكبر.

بينما في الداء الزلاقي، يؤدي الالتهاب والأذية المتكررة لمخاطية الأمعاء إلى تسطح تلك الزغابات، وهو الأمر الذي يقلل من فاعليتها في المساعدة على الهضم. ونتيجة لذلك، تصبح الأمعاء غير قادرة على هضم المواد الغذائية الموجودة في الطعام وامتصاصها، مما يتسبب بظهور الأعراض التي سنذكرها أدناه.

ما هي أعراض الداء الزلاقي؟

بصفة عامة، تشمل الأعراض عادةً الأمعاء والجهاز الهضمي، ولكن من الممكن أن تؤثر على أي جزء من الجسم أيضًا. إضافةً إلى أن الأعراض تختلف بين البالغين والأطفال.

أعراض الداء الزلاقي عند الأطفال:

يشعر الأطفال المصابون بالداء الزلاقي بالتعب والهياج؛ كما يمكن أن يكونوا أصغر حجماً من أقرانهم، وقد يتأخر البلوغ لديهم.

اعراض-الداء-الزلاقي-لدى-الاطفال

أما الأعراض الشائعة الأخرى فتشمل:

  • فقدان الوزن.
  • الإقياء.
  • تطبل البطن.
  • الألم البطني.
  • إسهال أو إمساك مستمر.
  • براز بلون شاحب دهني كريه الرائحة.

أعراض الداء الزلاقي عند البالغين:

قد يعاني البالغون المصابون بالداء الزلاقي من أعراض في الجهاز الهضمي. ومع ذلك، في معظم الحالات، تؤثر الأعراض أيضًا على مناطق أخرى من الجسم.

قد تشمل هذه الأعراض:

  • فقر الدم بعوز الحديد.
  • ألم وصلابة في المفاصل.
  • ضعف العظام.
  • التعب.
  • الاختلاجات.
  • اضطرابات جلدية.
  • خدر وتنميل في اليدين والساقين.
  • تصبغ الأسنان.
  • تقرحات شاحبة ضمن الفم.
  • اضطراب الدورة الطمثية.
  • العقم والإسقاطات المتكررة.

كيف يتم تشخيص الداء الزلاقي؟

تبعاً لـموقع هيلث لاين الأمريكي، يبدأ التشخيص بالفحص السريري (البدني) و الإطلاع على التاريخ المرضي.

كما سيطلب الطبيب أيضًا إجراء اختبارات مختلفة للمساعدة في تأكيد التشخيص. حيث أن المرضى غالبًا ما يمتلكون مستويات عالية من بعض الأضداد التي يمكن الكشف عنها من خلال تحليل الدم. وتكون تلك الاختبارات موثوقة أكثر عندما يتم إجراؤها بينما لا يزال الغلوتين ضمن النظام الغذائي.

ومن تلك الاختبارات نذكر:

  • تعداد الدم الشامل CBC.
  • اختبارات وظيفة الكبد.
  • اختبار الكوليسترول.
  • تحري محتوى الفوسفاتاز القلوية.
  • تحري مستوى الألبومين.
  • كشف مستويات الأضداد في الدم (IgA، IgA-tTG، IgA-EMA).

في حال أشارت الأعراض والاختبارات الدموية إلى تشخيص الداء الزلاقي، قد يقوم الطبيب بطلب إجراء خزعة من بطانة الأمعاء الدقيقة لإثبات التشخيص. ويتم أخذ الخزعة عن طريق التنظير الهضمي العلوي Endoscopy.

كيف يتم علاج الداء الزلاقي؟

في الحقيقة، لا يوجد علاج دوائي للداء الزلاقي حتى الآن. الطريقة الوحيدة للعلاج هي إزالة الغلوتين بشكل دائم من نظامك الغذائي. هذا يسمح للزغابات المعوية بالشفاء والبدء في امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح. كما يساعد على تجنب المشاكل الصحية التي يمكن أن تحدث بسبب المرض.

1. نظام غذائي خالي من الغلوتين:

نظام-غذائي-خالي-من-الغلوتين

إن تناول الأغذية الخالية من الغلوتين يساعد الأمعاء الدقيقة على الشفاء، ويوقف الالتهاب والمشاكل المستقبلية المرتبطة بالمرض. بشكل عام، لوحظ أن الأعراض تتحسن خلال أيام من إزالة الغلوتين من النظام الغذائي.

في الواقع، إن الحفاظ على نظام غذائي خالٍ من الغلوتين ليس بالأمر السهل.

عليك أن تتجنب الأغذية المصنوعة من القمح ودقيق القمح؛ إضافةً إلى تجنب الأغذية التي تحتوي على المكونات التالية (لأنها تحتوي على الغلوتين أيضاً):

  • الشعير.
  • الجادوار (الشيلم المزروع).
  • السميد.
  • الشعير المخمر (البيرة).

هذا يعني أنه يجب تجنب المواد الغذائية (الأطعمة) التالية:

  • الخبز.
  • الكعك والمعجنات.
  • الحلوى.
  • البسكويت.
  • حبوب الفطور.
  • المعكرونة.
  • الخبز المُحمص.
  • الشوفان.

من ناحية أخرى، يمكن استهلاك الحبوب والنشويات الخالية من الغلوتين مثل:

  • الحنطة السوداء.
  • الذرة.
  • نشاء الذرة.
  • الدقيق المصنوع من الأرز أو الصويا أو الذرة أو البطاطا أو البقوليات.
  • الكينوا.
  • الأرز.

بصفة عامة، تشمل الأطعمة الصحية الخالية من الغلوتين كل ممايلي:

اللحوم-والخضروات

يجب أن تتحسن الأعراض في غضون أيام إلى أسابيع من إجراء هذه التعديلات الغذائية.

عند الأطفال، تلتئم الأمعاء عادةً في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر. بينما عند البالغين فقد يستغرق التئام الأمعاء عدة سنوات. وبمجرد أن تلتئم الأمعاء تمامًا، سيتمكن الجسم من امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح.

علاوة على ذلك، هناك بعض الإجراءات والعلاجات التي يجب اتخاذها بعد التوقف عن تناول الغلوتين ضمن الغذاء، منها اللقاحات والمكملات الغذائية.

2. اللقاحات:

قد يؤثر الداء الزلاقي عند بعض الأشخاص على وظيفة الطحال وعمله، مما يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

لذا قد يحتاج المريض إلى تلقي لقاحات إضافية عن المعتاد منها:

  • اللقاح ضد الإنفلونزا.
  • لقاح ضد المستدميات النزلية.
  • اللقاح ضد المكورات الرئوية.

بالطبع، في حال لم تتأثر وظيفة الطحال، فلا داعي لتلك اللقاحات، ويتم تقييم ذلك من قبل الطبيب فقط.

3. المكملات الغذائية:

قد ينصح الطبيب بتناول بعض المكملات الغذائية والمعادن، على الأقل لمدة 6 أشهر منذ تشخيص المرض. وذلك لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية اللازمة للجسم أثناء قيام الجهاز الهضمي بإصلاح نفسه. من ناحية أخرى يمكن لهذه المكملات أن تساعد على شفاء بعض مضاعفات الداء الزلاقي، مثل فقر الدم بعوز الحديد.

ما هي مضاعفات الداء الزلاقي؟

في حال عدم وضع التشخيص الصحيح والاستمرار بتناول الغلوتين في النظام الغذائي، يمكن أن يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة. نذكر منها:

1.سوء الامتصاص:

يمكن أن يؤدي سوء الامتصاص إلى حدوث عوز (نقص) في العديد من الفيتامينات والمعادن، وهذا يعني حدوث المضاعفات المرتبطة بعوز كل منها:

  • فقر الدم بعوز الحديد.
  • فقر الدم بعوز فيتامين ب 12 وحمض الفوليك.
  • هشاشة العظام.

2.سوء التغذية:

ينجم عن نقص امتصاص المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، نتيجة الالتهاب وأذية الأمعاء الدقيقة. وتشمل أعراض سوء التغذية التعب والدوار وفقدان الوزن. أما لدى الأطفال فقد يسبب سوء التغذية تأخر النمو.

3.عدم تحمل اللاكتوز:

يُسبب أعراضاً هضمية كتطبل البطن والإسهال والألم البطني.

4.السرطان:

يعد السرطان اختلاطاً نادراً للداء الزلاقي، لكنه خطير.

حيث يزيد الداء الزلاقي بشكل طفيف من خطر الإصابة ببعض السرطانات، مثل السرطانات المرتبطة بمرض لمفومات الأمعاء الدقيقة ولمفوما هودجكن.

الخلاصة:

في الواقع، يعتبر الداء الزلاقي من الأمراض المناعية النادرة نسبياً. وعلى الرغم من عدم توصل العلماء إلى علاج شافٍ حتى الآن، إلا أن الالتزام الصارم بالنظام الغذائي الخالي من الغلوتين من شأنه أن يساعد المريض على التخفيف من الأعراض وتوقي المضاعفات المستقبلية الخطيرة المصاحبة للمرض.

مصدر health line Beyond Celiac NHS
اترك تعليقا