الألم المزمن

"Chronic pain"

0

يشعر الجميع بالألم من وقت لآخر فهو رد فعل مهم للجهاز العصبي يساعد في تنبيهك إلى الإصابة المحتملة حيث تنتقل إشارات الألم من المنطقة المصابة إلى النخاع الشوكي ثم إلى الدماغ. يمكن أن يستمر هذا من عدة أسابيع إلى سنوات. ويمكن أن يحد الألم المزمن من قدرتك على الحركة ويقلل من المرونة والقوة والقدرة على التحمل. كما قد ينتج عنه صعوبة القيام بالمهام والأنشطة اليومية.

ما هو الألم المزمن ؟

الصداع-

يُعرَّف الألم المزمن بأنه ألم يستمر لمدة 12 أسبوعاً على الأقل. ومن الممكن أن يكون الألم خفيفاً، كأن يتسبب في إحساس بالحرقة في المناطق المصابة؛ أو قد يكون ثابتاً أي مستمر، أو متقطعاً يأتي ويذهب دون أي سبب واضح.

من ناحية أخرى، يمكن أن يحدث الألم المزمن في أي جزء من أجزاء الجسم تقريباً؛ وتشمل بعض أنواع الألم المُزمن الأكثر شيوعاً كل مما يلي:

  • صداع الرأس.
  • الألم الذي يلي إجراء العمليات الجراحية.
  • الذي يلي التعرض للرضوض.
  • الناجم عن التهابات المفاصل.
  • آلام أسفل الظهر.
  • آلام السرطان.
  • الألم العصبي (ألم ناتج عن تلف الأعصاب).
  • الألم النفسي (ألم لا ينتج عن مرض أو إصابة أو تلف في الأعصاب).

ما الذي يجعلك تشعر بالألم المزمن؟

ينتج الشعور بالألم عن سلسلة من الرسائل التي تنتقل عبر جهازك العصبي. على سبيل المثال، عند حدوث أذية ما، يتم تنبيه مستقبلات الألم في تلك المنطقة؛ فتنبعث رسالة على شكل إشارة كهربائية تنتقل من عصب إلى آخر حتى تصل إلى دماغك. يعالج دماغك الإشارة ويرسل الرسالة التي تؤذيك. وعادةً ما تتوقف الإشارة عندما يتم علاج سبب الألم. ولكن مع الألم المُزمن، قد تستمر الإشارات العصبية في الانطلاق حتى بعد التعافي.

أسباب الألم المزمن

يحدث الألم المُزمن عادةً بسبب إصابة أولية، مثل التواء الظهر أو الشَّد العضلي. ويُعتقد أن الألم المزمن يتطور بعد تلف الأعصاب. حيث يؤدي تلف الأعصاب إلى زيادة حدة الألم واستمراره لمدة طويلة. في هذه الحالات، علاج الإصابة الأساسية قد لا يخفف من الألم المزمن. ومع ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص من ألم مزمن دون وجود أي إصابة سابقة. والأسباب الدقيقة لحدوث الألم المزمن بدون إصابة ليست مفهومة تماماً. فقد ينجم الألم أحياناً عن حالة صحية أساسية، مثل:

  • الألم العضلي الليفي (fibromyalgia): ألم منتشر في العظام والعضلات.
  • متلازمة التعب المزمن: تتميز بإرهاق شديد وطويل الأمد وغالباً ما يكون مصحوباً بألم.
  • الانتباذ البطاني الرحمي (endometriosis): اضطراب مؤلم يحدث عندما تنمو بطانة الرحم خارج الرحم، ويسمى أيضاً بطانة الرحم المهاجرة.
  • ضعف المفصل الصدغي الفكي: حالة تسبب قلقلة مؤلمة أو فرقعة أو انغلاقاً على الفك.
  • الداء المعوي الالتهابي: مجموعة من الحالات التي تسبب التهاباً مزمناً مؤلماً في الجهاز الهضمي. و أكثر هذه الالتهابات شيوعاً هي مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي.
  • التهاب المثانة الخلالي (interstitial cystitis): اضطراب مزمن يتميز بزيادة الضغط في المثانة ويتسبب بحدوث ألم مزمن.
  • ألم الفرج (Vulvodynia): متلازمةٌ من الألم المزمن، تُصيب منطقة الفرج الذي يحدث بدون أي سبب واضح أو تفسير.

صفات الألم المزمن والأعراض المرافقة

أسباب-الألم-المزمن

يمكن أن يتراوح الألم المُزمن من خفيف إلى شديد. ويمكن أن يستمر يوماً بعد يوم أو يأتي ويذهب. في الواقع، يمكن أن يتظاهر الألم بواحد مما يلي:

  • ألم خفيف.
  • ألم نابض.
  • يبوسة أو صلابة.
  • إحساس بالحرقة أو الوخز.
  •  ألم عاصر.

في أحيان أخرى يكون الألم مجرد واحد من عدة أعراض، والتي يمكن أن تشمل أيضاً:

  • الشعور بالتعب الشديد أو الإرهاق.
  • فقدان الشهية.
  •  مشاكل في النوم.
  • تغيرات في المزاج (قلق – اكتئاب).
  • ضعف ووهن.
  • نقص الطاقة.

ماهي الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة؟

يمكن أن يكون الأشخاص من جميع الأعمار معرضين للإصابة بالألم، ولكنه أكثر شيوعاً عند كبار السن. بالإضافة إلى العمر، هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة، بما في ذلك:

  • بعد الرضوض أو الإصابات المختلفة.
  • بعد الخضوع لعملية جراحية.
  • زيادة الوزن أو البدانة، تزيد من احتمال حدوث الألم.
  • الجنس: النساء اكثر عرضة للألم المُزمن من الرجال.

التشخيص

الرضوض

سيسألك طبيبك عن أي أمراض أو إصابات قد تكون سبباً للألم. مثل:

  • ما نوع الألم الذي تشعر به و كم تبلغ مدته ؟
  • أي مكان من جسمك يؤلمك ؟
  • كيف يبدو هذا الألم ؟ هل هو نابض، حاد، قارص، لاذع، أو حارق ؟
  • ما مدى شدة الألم على مقياس من 1 إلى 10 ؟
  • ما الذي يبدو أنه يسبب الألم أو يزيده سوءاً ؟ وهل يخف باستخدام أي نوع من المسكنات ؟

كما يمكن أن تساعد اختبارات التصوير الشعاعية في تشخيص الأسباب التي يمكن ان تكون سبباً لحدوث الألم مثل: التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي والصور الشعاعية البسيطة.

كيف يتم علاج الألم المزمن؟

الهدف الرئيسي من العلاج هو تقليل الألم وتعزيز الحركة. يمكن أن تختلف شدة وتواتر الألم بين الأفراد. لذلك يضع الأطباء خططاً خاصة بكل شخص للعلاج. ويمكن استخدام العلاجات الطبية أو تغيير نمط الحياة أو مزيج من هذه الطرق في العلاج.

العلاج الدوائي

تتوفر عدة أنواع من الأدوية التي يمكن أن تساعد في علاج الألم المزمن. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

  • مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية. بما في ذلك أسيتامينوفين (acetaminophen) أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs مثل الأسبرين أو إيبوبروفين.
  • مسكنات الألم الأفيونية، مثل المورفين والكوديئين.
  • المسكنات المساعدة مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الاختلاج.

العلاجات الطبية غير الدوائية

يمكن أن توفر بعض الإجراءات الطبية أيضاً الراحة من الألم المزمن. من الأمثلة على ذلك:

  • التحفيز الكهربائي: الذي يخفف الألم عن طريق إرسال صدمات كهربائية خفيفة إلى العضلات.
  • الإحصار العصبي: وهي حقنة تمنع الأعصاب من إرسال إشارات الألم إلى الدماغ.
  • الوخز بالإبر: والذي يتضمن وخز الجلد بإبر لتخفيف الألم.
  • الجراحة: تصحح الإصابات التي ربما تكون قد تعافت بشكل غير صحيح والتي قد تساهم في حدوث الألم.

تغيير نمط الحياة

من الأمور المُسلم بها أنّ اتباع نمط حياة صحي سيساعد في تخفيف الألم المزمن. بالإضافة إلى ذلك تساعد بعض أنواع العلاج في تخفيف الألم مثل:

  • العلاج الفيزيائي.
  • ممارسة اليوغا.
  • العلاج بالفن والموسيقى.
  • العلاج النفسي.
  • التدليك أو المساج.
  • العلاج بالتأمل.

كيفية التعامل مع الألم المزمن ؟

علاج-الألم-بالتأمل

في الحقيقة، لا يوجد علاج ثابت وموصوف للألم المزمن، ولكن كما ذكرنا سابقاً يمكن إدارة الحالة بنجاح. من المهم الالتزام بخطة إدارة الألم للمساعدة في تخفيف الأعراض. ضع في اعتبارك أيضاً أن الألم الجسدي يرتبط بالألم العاطفي، لذلك يمكن أن يزيد الألم المُزمن من مستويات التوتر لديك. ويمكن أن يساعدك بناء المهارات العاطفية في التعامل مع أي ضغوط مرتبطة بحالتك.

فيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل التوتر:

  • اعتنِ بجسدك جيداً: الأكل الجيد والصحي مع الحصول على قسط كافٍ من النوم، إلى جانب ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يحافظ على صحتك الجسدية ويقلل من الشعور بالتوتر.
  • استمر في المشاركة في أنشطتك اليومية: يمكنك تحسين مزاجك وتقليل التوتر من خلال المشاركة في الأنشطة اليومية التي تستمتع بها، بالإضافة إلى التواصل الإجتماعي مع الأصدقاء. وعلى الرغم من أن الألم المزمن قد يُصَّعب من أداء مهام معينة. إلا أن عزل نفسك يمكن أن يمنحك نظرة أكثر سلبية لحالتك ويزيد من حساسيتك للألم.
  • اطلب الدعم: يمكن للأصدقاء والعائلة ومجموعات الدعم مد يد العون لك وتوفير الراحة في الأوقات الصعبة. سواء كنت تواجه مشكلة في أداء المهام اليومية أو كنت ببساطة تحتاج إلى تعزيز عاطفي، ويمكن لصديق مقرب أو أحد أفراد أسرتك تقديم الدعم الذي تحتاجه.

الخلاصة

يعتبر الألم المزمن من أبرز المشاكل الصحية التي يعاني منها الكثير من الناس. كما أنه يندرج ضمن المشاكل الصحية التي يصعب علاجها كثيراً فقد تتعدد العوامل التي تؤثر على تطوره من جهة، وقد تختلف الاستجابة للألم من شخص لآخر من جهة أخرى. فالألم المُزمن يؤثر على الجسم ولكنه يؤثر أيضاً على المشاعر والعلاقات والعقل فقد يسبب القلق والاكتئاب والتي بدورها يمكن أن تجعل الألم أسوأ.

مصدر What Causes Chronic Pain Do I Have Chronic Pain What Is Chronic Pain Syndrome?
اترك تعليقا