التهاب البربخ

Epididymitis

0

يمكن أن يصيب التهاب البربخ الرجال من جميع الأعمار، ولكنه أكثر شيوعاً بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 35 عاماً. وعادةً ما يحدث بسبب عدوى بكتيرية أو مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي (STD)، وتتحسن الحالة عادةً بتناول المضادات الحيوية.

أنواع التهاب البربخ

في الواقع، هناك نوعان من التهاب البربخ:

  • التهاب البربخ الحاد (Acute epididymitis): يحدث بشكل مفاجئ، ويتطور الألم والالتهاب بسرعة.
  • التهاب البربخ المزمن (Chronic epididymitis): يتطور ببطء ويشعر المريض بألم خفيف؛ يمكن أن يتأثر الذكور من أي عمر بهذا النوع. تظهر أعراضه تدريجياً، وقد لا يتمكن الطبيب من تحديد سبب الإصابة به في بعض الأحيان.

وفقاً لـ Cdc يستمر التهاب البربخ الحاد ستة أسابيع أو أقل. في معظم الحالات، تكون الخصيتان أيضاً ملتهبتين، وتسمى هذه الحالة بالتهاب البربخ والخصية، وقد يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت الخصيتين أو البربخ أو كليهما ملتهب، هذا هو السبب في أن مصطلح التهاب البربخ والخصية شائع الاستخدام.

أما التهاب البربخ المُزمن فقد يستمر ستة أسابيع أو أكثر، وتشمل الأعراض عادةً عدم الراحة أو الألم في كيس الصفن أو البربخ أو الخصيتين. قد يحدث هذا النوع بسبب التفاعلات الحبيبية، والتي يمكن أن تؤدي إلى خراجات (كيسات) أو تكلسات.

ما هي وظيفة البربخ؟

تشريح-الجهاز-التناسلي-ذكور

البربخ (epididymis) هو عبارة عن أنبوب ملتف يقع في الجزء الخلفي من الخصيتين يُخزن ويحمل الحيوانات المنوية، وعندما يتورم هذا الأنبوب، يمكن أن يسبب ألماً وتورماً في الخصيتين. ينقل البربخ الحيوانات المنوية التي يتم انتاجها في الخصيتين إلى الأسهر (القَناةُ المَنَوِيَّة)، وهو أنبوب يقع خلف المثانة. يتوضع البربخ بشكل ملتف حول الجزء الخلفي من الخصية ويمكن أن يصل طوله إلى 20 قدماً تقريباً، وقد يستغرق الأمر ما يقرب من أسبوعين حتى تنتقل الحيوانات المنوية من أحد طرفي البربخ إلى الطرف الآخر. وفي غضون هذا الوقت، تنضج خلايا الحيوانات المنوية إلى الدرجة التي تصبح فيها قادرة على تخصيب البويضة الأنثوية.

ما هي أسباب التهاب البربخ؟

وفقاً للأبحاث، فإن العدوى المنقولة جنسياً مثل السيلان (gonorrhea) والكلاميديا (chlamydia) هما أكثر الأسباب شيوعاً لدى الرجال بعمر 35 عاماً أو أقل. أما عند الرجال الأكبر من 35 عاماً، فعادةً ما يحدث بسبب التهاب المثانة أو المسالك البولية. كما قد تحدث بعض حالات التهاب البربخ بسبب بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli)، أو في حالات نادرة، قد ينجم عن نفس البكتيريا المُسببة لمرض السل.

عادةً ما يؤدي انتشار العدوى البكتيرية إلى هذا الالتهاب في البربخ، وغالباً ما تبدأ هذه العدوى في مجرى البول أو البروستات أو المثانة. وهناك نوعان رئيسيان من العدوى يسببان هذا المرض:

1- العدوى المنقولة جنسياً (STI)

الالتهاب الناجم عن الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، مثل السيلان أو الكلاميديا، هو الأكثر شيوعاً عند الرجال؛ خاصةً أولئك الذين يمارسون الجنس مع عدة شركاء ولا يستخدمون الواقي الذكري. فيما تكون حالات التهاب البربخ التي لا تسببها العدوى المنقولة جنسياً أقل شيوعاً.

2- عدوى المسالك البولية (UTI)

يحدث التهاب البربخ الناجم عن التهاب المسالك البولية عند الأطفال وكبار السن من الرجال، إضافةً إلى الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال (الشواذ)، وغالباً ما تسبب العوامل التالية التهابات المسالك البولية عند الرجال:

  • تضخم البروستات الذي يضغط على المثانة.
  • إدخال قثطرة في القضيب.
  • جراحة في الفخذ أو المثانة أو غدة البروستات.

3- أسباب أخرى

هناك أيضاً بعض الأسباب غير المُعتادة لحدوث هذا الالتهاب، مثل:

  • النُكاف (mumps).
  • مرض السل.
  • جرعات عالية من دواء  الأميودارون (amiodarone)، الذي يُستخدم عادةً في علاج بعض الأمراض القلبية.
  • إصابة في الفخذ.
  • مشاكل هيكلية في المسالك البولية.
  • مرض بهجت.
  • مشاكل الكِلى والمثانة الخلقية.

ما هي أسباب التهاب البربخ عند الأطفال؟

حرقة-البول-عند-الاطفال

في حين أن هذا الالتهاب نادر الحدوث عند الأطفال، إلا أنه قد يحدث في بعض الأحيان، وغالباً ما تنتشر العدوى البكتيرية من مجرى البول أو المثانة. التهاب البربخ لدى الأطفال غالباً ما ينجم عن أحد الأسباب التالية:

  • إصابة مباشرة في المنطقة.
  • التواء البربخ.
  • التهابات المسالك البولية التي تنتشر في مجرى البول والبربخ.
  • تدفق البول عائداً إلى البربخ.

وتشمل أعراض التهاب البربخ عند الأطفال:

  • وجود إفرازات من مجرى البول.
  • شعور بعدم الراحة في الحوض أو أسفل البطن.
  • ألم أو حرقة أثناء التبول.
  • احمرار أو ألم في كيس الصفن.
  • حُمّى (ارتفاع درجة الحرارة).

أما علاج التهاب البربخ لدى الأطفال فيعتمد على السبب الكامن وراء الحالة. قد تُشفى العديد من الحالات من تلقاء نفسها، وذلك بمساعدة الراحة ومسكنات الألم مثل الإيبوبروفين. في حالة العدوى البكتيرية، مثل تلك التي قد تأتي من عدوى المسالك البولية، يمكن وصف المضادات الحيوية الخاصة بالأطفال. ودائماً ما يُنصح الأطفال أيضاً بتجنب “حبس البول” عندما يحتاجون إلى استخدام الحمام، وشرب المزيد من الماء.

من هم الأكثر عُرضة لخطر الإصابة بالتهاب البربخ؟

الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض هم الأشخاص المصابون بالسيلان أو الكلاميديا. ومع ذلك يمكن أن يحدث هذا الالتهاب أيضاً بسبب عدوى غير جنسية، مثل عدوى المسالك البولية (UTI)، أو التهاب البروستات. بصفة عامة، قد تكون أكثر عُرضة للإصابة بالتهاب البربخ إذا كنت:

  • من غير المختونين.
  • تمارس الجنس بدون واقي (الجماع غير المَحمي).
  • تعاني من مشاكل هيكلية في المسالك البولية.
  • مصاب بمرض مرض السل (TB).
  • لديك تضخم في البروستات يُسبب انسداد في المثانة.
  • قمت بإجراء جراحة في المسالك البولية مؤخراً.
  • تعرضت مؤخراً لإصابة في الفخذ.
  • تستخدم قثطرة بولية.
  • تتناول دواء القلب أميودارون (amiodarone).

تعد الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي سبباً شائعاً لالتهاب البربخ. كما ذكرنا سابقاً، السيلان والكلاميديا على وجه التحديد هما الأكثر شيوعاً، تُسبب هذه الالتهابات عدوى في مجرى البول، تنتقل هذه العدوى أحياناً إلى أسفل الأسهر إلى البربخ أو الخصيتين لتسبب العدوى هناك أيضاً.

من ناحية أخرى، يمكن أن تنتقل العدوى غير المنقولة جنسياً، مثل تلك التي تأتي من عدوى المسالك البولية أو السل، من مجرى البول أو أجزاء أخرى من الجسم لتصيب أو تُسبب التهاباً في البربخ.

ما هي أعراض التهاب البربخ؟

اعراض-التهاب-البربخ

قد يبدأ المرض بأعراض خفيفة قليلة فقط، ومع ذلك تميل الأعراض إلى التفاقم إذا بقي الشخص دون علاج، وقد يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب البربخ من:

  • حُمّى منخفضة.
  • قشعريرة.
  • ألم في منطقة الحوض.
  • ضغط في الخصيتين.
  • ألم و قساوة في الخصيتين.
  • احمرار وسخونة في كيس الصفن.
  • تضخم الغدد الليمفاوية في الفخذ.
  • ألم أثناء الجماع والقذف.
  • ألم أثناء التبول أو حركات الأمعاء.
  • التبول العاجل والمتكرر.
  • إفرازات غير طبيعية من القضيب.
  • دم في السائل المنوي.

كيف يتم تشخيص التهاب البربخ؟

يقوم الطبيب بفحص كيس الصفن بحثاً عن علامات العدوى والتحدث مع المريض حول الأعراض. قد يقوم أيضاً بإجراء فحص للمستقيم لفحص البروستات والتحقق من أي إيلام. إذا اشتبه الطبيب في التهاب البربخ بناءً على الفحص، فقد يخضع المريض لواحد أو أكثر من الاختبارات التالية:

  • فحص عينة البول: للتحقق من علامات العدوى.
  • تحاليل الدم: يمكن أن تكشف أي موجودات غير طبيعية.
  • زرع المفرزات: يقوم الطبيب بإدخال مسحة ضيقة في طرف القضيب للحصول على عينة من الإفرازات, يستخدم هذا لاختبار الكلاميديا أو السيلان.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: قد يُطلب صورة لكيس الصفن والخصيتين.

كيف يتم علاج التهاب البربخ؟

يجب تناول المضادات الحيوية لعلاج التهاب البربخ البكتيري والتهاب البربخ والخصية (epididymo orchitis). ضع في اعتبارك أنه وفي حال كانت العدوى البكتيرية ناجمة عن عدوى منقولة جنسياً، فستحتاج زوجتك إلى العلاج أيضاً. بصورة عامة، يتضمن العلاج معالجة العدوى الكامنة (الأساسية) وتخفيف الأعراض. تشمل العلاجات الشائعة ما يلي:

  • المضادات الحيوية: لمدة 4 إلى 6 أسابيع في الالتهاب المزمن، ويمكن أن تشمل الدوكسيسيكلين (doxycycline) والسيبروفلوكساسين (ciprofloxacin).
  • مسكنات الألم: التي يمكن أن تكون متاحة بدون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين (ibuprofen)، أو التي يمكن أن تتطلب وصفة طبية مثل كوديئين (codeine) أو المورفين (morphine).
  • الأدوية المضادة للالتهابات: مثل بيروكسيكام (piroxicam)، فيلدين (Feldene) أو كيتورولاك (ketorolac) أو تورادول (Toradol).

قد تشمل العلاجات الإضافية:

  • راحة في السرير.
  • رفع كيس الصفن لمدة يومين على الأقل إن أمكن.
  • وضع كمادات باردة على كيس الصفن.
  • تجنب رفع الأشياء الثقيلة.
  • في حالات العدوى المنقولة جنسياً، يجب الامتناع عن الجِماع حتى الانتهاء من تناول المضادات الحيوية والتعافي التام.

عادةً ما تكون هذه الأساليب الإضافية ناجحة، قد يستغرق الأمر أحياناً عدة أسابيع حتى يختفي الألم أو الانزعاج تماماً. تختفي معظم حالات التهاب البربخ في غضون 3 أشهر. ومع ذلك، قد تكون هناك حاجة إلى علاج توسعي في بعض الحالات؛ إذا تشكل خراج على الخصيتين، يمكن للطبيب تصريف القيح باستخدام إبرة أو عن طريق الجراحة. الجراحة هي خيار آخر إذا لم تنجح العلاجات السابقة، وقد تتضمن الجراحة إزالة البربخ كله أو جزء منه. قد تكون الجراحة ضرورية أيضاً لتصحيح أي عيوب جسدية قد تسبب التهاب البربخ.

علاج التهاب البربخ المُزمن بدون وجود عدوى بكتيرية

حمامات-دافئة-للرجال

تجدر الإشارة إلى أنه في حالة التهاب البربخ المُزمن، لن يصف الأطباء المضادات الحيوية إذا حدث الالتهاب بدون عدوى بكتيرية. في هذه الحالة سيشمل العلاج كل مما يلي:

  • حمامات دافئة متكررة.
  • الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية (NSAIDs).
  • دواء لاسترخاء العضلات وتغيير الرسائل العصبية.
  • حقن الستيرويد المخدرة (Steroid Injection) في كيس الصفن.
  • التدخل الجراحي لإزالة البربخ المصاب.
  • تقنيات إدارة الإجهاد.

المضاعفات

هنالك مجموعة من المضاعفات قد ترافق التهاب البربخ مثل:

  • خراج في كيس الصفن، والذي قد يتطلب تصريفه.
  • فتحة أو ناسور على جلد كيس الصفن.
  • موت أنسجة الخصية بسبب نقص الدم، وهو ما يعرف باحتشاء الخصية.
  • العقم.
  • التهاب البربخ المزمن.

الخلاصة

يتم علاج معظم حالات التهاب البربخ الحاد بنجاح باستخدام المضادات الحيوية. لا توجد عادةً مشاكل جنسية أو إنجابية طويلة الأمد. ولكن ضع في اعتبارك أن العدوى يمكن أن تعود في المستقبل. حدوث مضاعفات هو أمر وارد، ولكنه نادر الحدوث؛ من المهم طلب العلاج فوراً لمنع حدوث المضاعفات. كما يجب تناول دورة المضادات الحيوية الموصوفة لعلاج العدوى بشكل كامل، حتى عند عدم الشعور بأي أعراض. يجب أيضاً مراجعة الطبيب بعد الانتهاء من تناول الدواء للتأكد من إزالة العدوى, سيساعد هذا في ضمان الشفاء التام.

إذا كنت تعاني من ألم أو إزعاج مستمر، فحدد موعداً لرؤية الطبيب، خاصة إذا لم تتحسن الأعراض في غضون أربعة أيام. إذا كنت تعاني من ألم شديد في كيس الصفن أو تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، فاطلب العناية الطبية على الفور.

مصدر What is epididymitis? Epididymitis Epididymitis
اترك تعليقا