الذئبة الحمراء: كل ما تريد معرفته

(Lupus Erythematous)

0

الذئبة الحمراء أو الذئبة الحمامية (Lupus Erythematous) أحد الأمراض المناعية الذاتية، حيث يقوم الجهاز المناعي الذي يحمي الجسم عادةً من الأمراض بمهاجمته بدلاً من حمايته. وهي مرض مزمن أو طويل الأمد يؤثر على مختلف أعضاء الجسم. ويمكن أن يسبب أعراض شديدة.

أسباب مرض الذئبة الحمراء

ذئبة-حمراء

مثل بقية أمراض المناعة الذاتية، لا يمكن تحديد السبب بدقة في أغلب الحالات.

لكن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث الذئبة الحمراء:

  • الجنس: حسب المؤسسة الأمريكية لمرض الذئبة 90% من المصابين بالذئبة هم من النساء. حيث تصاب النساء بالذئبة أكثر من الرجال بأضعاف وتزداد شدة الأعراض في الفترة ما حول الطمث.
  • الوراثة: يزداد احتمال الإصابة في حال وجود إصابات سابقة في العائلة.
  • العدوى الفيروسية: قد تساهم بعض الفيروسات في زيادة حدة الأعراض أو عودة ظهورها مرة أخرى بعد العلاج.
  • الأدوية: هناك أدوية قد تهيج أعراض الذئبة مثل بعض أنواع المضادات الحيوية.
  • العوامل البيئية: مثل التدخين، أو التعرض للأشعة فوق البنفسجية قد تساهم أيضاً في تحريض الأعراض.

أنواع الذئبة الحمراء

  • الذئبة الحمراء الجهازية: الشكل الأكثر شيوعاً للذئبة، وتعد أخطر من بقية الأنواع كونها تصيب العديد من أعضاء الجسم مثل الرئة، الكلية، الدماغ، المفاصل. الأعراض عادة تكون على شكل نوبات، فقد تمر فترات لا يشكو المريض من أي أعراض. وقد تتحرض هذه الأعراض فيما بعد.
  • القريصية أو القرصية: تصيب الذئبة القريصية الجلد فقط وتسبب ظهور طفح على الوجه والعنق وفروة الرأس.
  • الذئبة الحمراء الوليدية: التي تحدث عند حديثي الولادة، وقد تختفي أعراضها بعد عدة أشهر من الولادة دون أن تترك مضاعفات دائمة.
  • الناجمة عن استخدام الأدوية: عادةً ما تتراجع أعراضها عند التوقف عن تناول الدواء الذي يحفز الأعراض.

الأعراض العامة للذئبة الحمراء

يعاني الكثير من المصابين بمرض الذئبة من ثلاثة أعراض رئيسية، وهي:

  • آلام وتورم المفاصل.
  • طفح جلدي أكثر ما يظهر على الوجه ويأخذ توزع مميز على الخدين بشكل الفراشة، لذلك يسمى طفح الفراشة (butterfly rash) قد يصبح ملحوظاً عند التعرض لأشعة الشمس.
  • التعب الشديد أو الوهن.

يجب الإشارة إلى أن هذه الأعراض قد تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية.

تشمل بقية الأعراض العامة للذئبة ما يلي:

  • الاكتئاب والقلق.
  • الحمى.
  • ضخامة العقد أو الغدد الليمفاوية في العنق أو تحت الذقن أو الإبط أو الفخذ.
  • تقرحات في الفم أو الأنف. 
  • تساقط الشعر.
  • فقدان الوزن.
  • فقر الدم.
  • ظاهرة رينود: شحوب وزرقة مع خدر في أطراف الأصابع عند التعرض للبرد.
  • اضطرابات في تخثر الدم.
  • صداع في الرأس.

تختلف الأعراض الأخرى حسب الجزء الذي يهاجمه المرض من الجسم، مثل الجهاز الهضمي أو القلب أو الدماغ.

كيف يتم تشخيص الذئبة الحمراء

تشخيص-الذئبة-الحمراء

لا يتوفر اختبار خاص لتشخيص الذئبة الحمراء، وعادةً ما يتم تشخيصها بالاعتماد على مقاربة الأعراض ومن خلال الإستعانة ببعض الفحوصات المُتممة.

في البداية يتم التحري عن الأعراض النموذجية للذئبة بما في ذلك:

  • تورم وألم المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين والركبتين والمعصمين.
  • الطفح الذي يزداد عند التعرض للشمس، أو طفح على الخدين بشكل الفراشة.
  • ضعف الشعر وتساقطه.
  • وجود قرحات في الأغشية المخاطية مثل الأنف والفم.

قد تساعد بعض الاختبارات الإضافية في التوصل لتشخيص الذئبة، مثل:

  • تخطيط القلب الكهربائي: لتحري وجود اضطراب في عمل القلب.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية: للبحث عن علامات إصابة الرئتين. 
  • فحص الدم: تعداد الدم الكامل، وفحص الأضداد.
  • فحص البول: قد تظهر علامات تدل على إصابة الكلية مثل ارتفاع البروتين في البول، ووجود دم في البول.
  • الخزعة: قد يقوم الطبيب بأخذ عينة من النسيج المصاب مثل الجلد أو الكلية، وفحصها تحت المجهر.

كيف يتم علاج الذئبة

لا يوجد علاج خاص بمرض الذئبة، تهدف العلاجات المختلفة إلى السيطرة على الأعراض ومحاولة إبطاء تطور المرض، والحد من حدوث المضاعفات.

بعض الأدوية التي تستخدم لتحقيق تلك الأهداف:

ذئبة-حمراء-

مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs)

أكثر ما تُستخدم للسيطرة على آلام المفاصل أو الحمى في الأشكال الخفيفة للمرض.

الستيروئيدات القشرية

مثل الهيدروكورتيزون، تساعد في السيطرة على الجهاز المناعي فتساهم في التخفيف من الأعراض.

وقد تستخدم المراهم الحاوية على الكورتيزون لعلاج الأعراض الجلدية المرافقة. في الحالات الشديدة للمرض قد يعطي الطبيب جرعات عالية من هذه الأدوية.

يسبب الاستخدام المزمن للستيروئيدات القشرية بعض المضاعفات، مثل: زيادة الوزن، اضطرابات النوم، ضعف العظام، ارتفاع سكر الدم. لذلك يحاول الأطباء وصف أقل جرعة تكفي للسيطرة على الأعراض من الستيروئيد لفترة قصيرة. ويتم إيقاف العلاج بالستيروئيدات بشكل تدريجي لتقليل خطر الآثار الجانبية.

نصيحة توعية:

حتى لو هدأت الأعراض، لا تتوقف عن تناول الدواء قبل استشارة الطبيب. قد يسبب ذلك مزيداً من الآثار الجانبية.

كابتات المناعة

إذا لم تتحسن الأعراض باستخدام الستيروئيدات، أو في حال ظهور الأعراض ثانيةً بعد التوقف عن تناول الستيروئيدات، قد يصف الطبيب الأدوية المُثبطة للمناعة.

وتتضمن الآثار الجانبية لهذه الأدوية: زيادة خطر حدوث العدوى أو الإنتانات، حدوث اضطرابات هضمية، خلل في عمل الكبد.

الأدوية المضادة للملاريا

تُقلل من إنتاج الأجسام المضادة في الجسم. وبالتالي تفيد في تقليل الضرر الذي يمكن أن تسببه الذئبة للأعضاء.

قد تستغرق هذه الأدوية عدة أشهر حتى تصبح فعالة، لذلك لا يتم إعطاؤها إلا بعد التأكد من أن الأدوية الأخرى لا تعمل.

عادة ما تكون الآثار الجانبية خفيفة. ومع ذلك، يمكن أن تسبب هذه الأدوية اضطرابات في الرؤية، لذا لا بدّ من فحص البصر بشكل دوري عند استخدامها.

طرق العلاج الأخرى

إلى جانب العلاج الدوائي، قد تساعدك بعض الإجراءات في المباعدة بين هجمات الأعراض، مثل:

  • تجنب التعرض لأشعة الشمس.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام إن أمكن ذلك.
  • الابتعاد عن التوتر والقلق قدر الإمكان.
  • المشاركة في أنشطة الاسترخاء أو التأمل، مثل اليوجا.
  • تطبيق الحرارة أو البرودة.
  • تجنب التدخين والالتزام بالغذاء الصحي.

الخلاصة

الذئبة الحمراء مرض طويل الأمد، ويؤثر على المصابين بشكل مختلف.

لكن يمكن لاستخدام العلاجات المُقترحة السيطرة على الأعراض وتقليل الهجمات. لبينما يتمكن المرضى من ممارسة حياتهم بصورة طبيعية.

مصدر What is lupus Systemic Lupus Erythematosus (SLE) Lupus (SLE)
اترك تعليقا